الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

حسن البنا..هل كان يضيق بنقد الآخرين له؟..... عصام تليمة

حسن البنا..هل كان يضيق بنقد الآخرين له؟
تكلمت في مقالي السابق عن حسن البنا ونقد الذات، وبينت فيه كيف كان حسن البنا ينقد ذاته، وينقد جماعته، محاولا بذلك سد الخلل الذي يراه في بنائها الثقافي والتنظيمي والخلقي، واليوم أتناول جانبا آخر من النقد عند حسن البنا، وهو مدى قبوله بنقد الآخرين له، هل كان يضيق بالنقد وبخاصة المعلن منه على صفحات الجرائد والمجلات، أم كان يرحب به؟
 لقد كان حسن البنا من أرحب الناس صدرا بالنقد والنصح، وفي كثير من الأحيان يأتيه النقد من العلماء والدعاة، وهذا هو الغالب في النقد بصفة عامة، غير أن الإمام البنا لجأ إلى أسلوب جديد في النقد، فدعا قراء مجلاته إلى نقده، وإلى نقد المواد التي تقدم في المجلة، فعندما تولى رئاسة تحرير مجلة (المنار) خلفا للعلامة الشيخ محمد رشيد رضا، كتب يقول:


الدعوة إلى انتقاد المنار
إننا ندعو جميع من يطلع على المنار من أهل العلم والرأي: أن يكتبوا إلينا بما يرون فيه من الخطأ في المسائل العلمية أو ما ينافي مصلحة الأمة، ونَعِد المنتقدين بنشر كل ما يرسل إلينا من نقد مع بيان رأينا فيه، بشرط: أن يكون النقد مختصرًا، مؤيدًا بالدليل، نزيه العبارة.                                                                 
ونرجو عامة القراء: أن يطالبوا كل من يسمعون منه انتقادًا للمنار بكتابته وإرساله إلينا لنشره، وإلا أضاع الفائدة على نفسه وعلى الناس، وكان نقده عقيما لا نتيجة له، وهو ما لا يرضاه لنفسه محبٌّ للمصلحة العامة، ونسأل الله أن يوفقنا جميعًا لخير ما يحب ويرضى.[1]ولم يكن حسن البنا رحمه الله ممن يدعون للنقد، أو يدَّعون سعة الأفق، ورحابة الصدر، ثم عند نقدهم يضيقون ذرعا بما قيل عنهم، أو بمن نقدهم، بل كان رحمه الله نموذجا في تقبل النقد، مرحبا بكل درجات النقد، سواء كان نقدا بناءا أو غير بناء، مشتملا على أدب الخلاف، أم عار عنها.
وعند تتبعي لكَمِّ الكتابات النقدية التي وجهت للبنا في حياته، أراها تنقسم إلى ثلاثة أقسام: نقد علمي رقيق، ونقد لاذع حاد، ونقد ساخر متهكم، وسوف أتناول كل هذه الألوان من النقد، مع ذكر نماذج منها، وموقف البنا من هذه الألوان من النقد جميعا.

1ـ النقد العلمي الرقيق:
أول هذه الألوان: هو النقد العلمي الرقيق، الذي يعتمد في الأساس على لغة لا تجريح فيها ولا سباب، بل عمادها: النصح في الله، والأدب في أداء النصح، وقد كان هذا هو غالب النقد الموجه للبنا إلا القليل مما يندرج تحت القسمين الآخرين، وقد كانت شخصية البنا بطبيعتها تجبر كل مخالف على احترامه وإن بدأ ناقده بعنف وحدة سرعان ما انقلب نقده إلى نقد علمي رقيق، نظرا لأن البنا لم يكن يقابل إساءة الناقدين بالإساءة، بل كان يأسرهم بلطفه وخلقه وأدبه، ومن هذا اللون أذكر اثنين من نقاده من العلماء، وهما: الشيخ محمد الحامد العالم السوري المعروف رحمه الله، والآخر: الشيخ محمود عبد الوهاب فايد رحمه الله.

الشيخ محمد الحامد ونقده للبنا:
كتب الشيخ محمد الحامد الحموي عدة مقالات ينقد فيها كُتَّاب مجلة (الإخوان المسلمون) النصف شهرية، ثم الأسبوعية فيما بعد، ونشر الأستاذ البنا نقد الشيخ محمد الحامد، وقدم نقده بهذه التقدمة: (للأخ الشيخ محمد الحامد الحموي نظرات شرعية في بعض ما نشر وينشر في أعداد مجلة الإخوان، أحببنا أن نطالع بها القراء في هذه الصفحة تباعًا، تجلية للحقيقة، وعرضا لمختلف النظرات، والحقيقة بنت البحث كما يقولون).
إلى أن وصل الأمر بالشيخ الحامد أن أرسل في إحدى المرات بورقة فيها بضع عشر نقدا لأشياء علمية أخذها على الأستاذ البنا، وبكل شجاعة أدبية وحرص على الاعتراف بالخطأ وقف الإمام البنا في (حديث الثلاثاء) يعترف بما أخطأ فيه، ويرد ما لم يقتنع به، بل يرد بأسلوبه المشتمل على النكتة والطرفة المعهود في حسن البنا، فكان من ذلك: أن الشيخ الحامد أخذ على الأستاذ البنا أنه وهو في جلسة التشهد في الصلاة يهتز، وهو شيء لا إرادي اعتاد عليه المصريون الذين حفظوا القرآن في الكتاتيب، واعتاد عليه الأزهريون كذلك، فهو شيء لا إرادي، وقد فعله البنا سجية وهو لا يدري، فقال البنا مازحا: والله يا شيخ محمد (أي الحامد) أنت حيرتني معك، فأنا حاولت ألا أهتز كما نصحتني، فحدث لي شيء من اللخبطة وعدم الخشوع والتركيز، وإن خشعت اهتززت بلا إرادة مني، وإن مَثَلي ومثلك: كمن قال لرجل طويل اللحية: يا عم الشيخ وأنت نائم أين تضع لحيتك؟ أسفل اللحاف (الغطاء) أم فوقه؟! والرجل كان ينام ولا يفكر في ذلك، فلما نبهه صديقه بالسؤال، ظل الرجل لفترة قبل نومه يفكر، أين لحيته: هل هي تحت الغطاء أم فوقه؟ مما ضيع النوم من عينه!!
وظل الإمام البنا يفسح صدره لنقد الشيخ الحامد، حتى وصلت سلسلة نقد الحامد لمجلة (الإخوان) والبنا إلى ست مقالات متتابعات، مما حدا بالبنا أن يجعل عنوان هذه الصفحة بـ (صفحة النقد)، وبعد بضع شهور فوجئ قراء مجلة (الإخوان المسلمون) بآخر مقال للشيخ الحامد في (صفحة النقد)، وقد صدرها البنا بهذه التقدمة التوديعية الرائعة، فكتب البنا يقول:
(كنا نود لو بقي صاحبها (أي صفحة النقد) الفاضل بيننا يسعدنا بروحه الزكية، وينقلنا بسمته الهادئ، وآرائه المحافظة إلى عصر السلف الصالح من العلماء العاملين، ولكنه آثر السفر إلى سوريا، وغادر أهلا لا يقلون حبًّا له، وإجلالا عن أهله الأقربين، الذين سافر إليهم، جمعنا الله وإياه على خير ما يرضيه).[2]

نقد الشيخ محمود عبد الوهاب فايد للإمام البنا:
وممن نقدوا الأستاذ البنا وكان من طلبة الأزهر آنذاك: الشيخ محمود عبد الوهاب فايد رحمه الله، وهو من علماء الأزهر والجمعية الشرعية، وكان دائم الحضور للإمام البنا في حديث الثلاثاء، إلا أن الإمام البنا تحدث عن الملائكة فقال: (الملائكة خلق من خلق الله تعالى يتشكلون بأشكال شريفة كالإنس ونحوهم، ولا يخرجون عن طاعة الله تعالى، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. وقال بعض العلماء: إنهم خلق من نور، وهو قول يعوزه الدليل).[3]
وقد كتب الشيخ فايد ردا على ما ذكره الأستاذ البنا، فقال: (قديما قال أرسطو: أفلاطون صديقي والحق صديقي، ولكن الحق أصدق منه. طالعت محاضرة فضيلة الشيخ حسن البنا في العدد السابع من المجلة فلاحظت عليها ملاحظات عابرة:

أولا:عقب فضيلة المرشد على قول بعض العلماء في الملائكة أنهم خلق من نور بقوله: "وهو قول يعوزه الدليل".
ثانيا:تحدث عن علم الملائكة فقال: "وأما علم الملك فبالتلقي من لدن الحكيم الخبير".
ثالثا:استشهد على خاصية الإنسان وخاصية الملائكة فقال: (وعلم آدم الأسماء كلها) البقرة: 31 فيها خاصية العلم للإنسان، وقوله تعالى: (قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا) البقرة: 32 فيها خاصية الملائكة وهي التلقي.

ونبدي رأينا فيما ذكره فضيلة المرشد موجزين فنقول بصدد ملاحظتنا الأولى: قام الدليل على أن الملائكة خلقت من نور، فقد ورد في صحيح مسلم رضي الله عنه قال: عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم" أ هـ ص 451 ج 10 هامش القسطلاني. وبمقابلة الأنواع الثلاثة بعضها لبعض يتضح أنه أراد أصل خلقة الملائكة. وحديث مسلم حديث صحيح لا يدفعه ما ورد في بعض الآثار، إما لعدم المساواة وإما لعدم المنافاة. وقد شرح العراقي هذا الحديث بما يتمشى معنا كما في (طرح التثريب) ص 277 ج 8. ونص ابن حزم في (المحلى) على هذا فقال ـ ص 13 ج1 بصدد الملائكة ـ: "خلقوا كلهم من نور، وخلق آدم من ماء وتراب، وخلق الجان من نار". ثم ذكر حديث مسلم بسنده إليه.

وقد رد الأستاذ البنا على نقد الشيخ محمود عبد الوهاب فايد فقال: "إلى حضرة الأخ في الله تبارك وتعالى فضيلة الشيخ أحمد عاشور حفظه الله تعالى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فقد اطلعت على ملاحظة الأخ العزيز السيد محمود عبد الوهاب فايد التي بعث بها إليكم حول محاضرتي الملخصة في (الاعتصام) الغراء، وإني أبادر بشكر الأخ على أدبه وأسلوبه الكريم، وأشكر لكم حسن ظنكم بأخيكم، وإسعاده بعرض هذه الملاحظات عليه.

ثم أقفي بعد ذلك بالثناء على فضل الأخ وعلمه، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على العين والرأس (فالملائكة من نور) ونفوض حقيقة النور الذي أشار إليه الحديث الشريف إلى الله تبارك وتعالى، وهو به أعلم، وجزى الله تعالى الأخ عنا خير الجزاء.
ولم أُرِدْ بما قررت من أن خاصية الملائكة التلقي نفي الاختيار، ولكن نفي التوهم والخيال الذي هو للإنسان أساس الابتكار، والذي كثيرا ما يؤدي إلى الخطأ والعثار، فإن يكن هذا القصد صحيحا فمن الله تعالى وله الفضل والمنة، وإن يكن غير ذلك فمن نفسي، وما أبرئ نفسي، ونحن ـ فيما أرى ـ بعد ذلك الإيضاح متفقان.
وأسأل الله تعالى لي ولكم وللأخ العزيز تمام التوفيق والسداد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في غرة ذي الحجة سنة 1366هـ).[4]
وقد كان الشيخ فايد رحمه الله يحكي هذا الموقف للعلماء وطلبة العلم، ويباهي به وبسعة صدر الإمام البنا رحمه الله، ويحكي هذا الموقف ومواقف أخرى خالف فيها الأستاذ البنا ونقده علميا، حتى أصبح هناك تعارف بينه وبين البنا، فكان إذا أتى الشيخ فايد مجالس البنا يداعبه قائلا بين الإخوان والحضور: إذا جاء الشيخ فايد جاء بالفوايد.

2ـ نقد الآخرين المشتمل على الحِدَّة:
ومن النقد المشتمل على الحدة والطعن في البنا ومنهجه: نقد جماعة (شباب محمد)، وقد كانوا من الإخوان ثم انشقوا عليها، يحكي الأستاذ عمر التلمساني عن رد فعل البنا تجاه هذا النقد الحاد، بل الانشقاق العنيف، فيقول: ويوم أن انشق بعض الإخوان، وخرجوا من الجماعة، وسموا أنفسهم شباب محمد، لم يثر عليهم، ولم يقاطعهم، ولم يوزع عليهم الشبهات، ولم يؤلب أحدا عليهم، ولكن تصرف معهم التصرف الذي لا يتصرفه سواه في مثل هذا الموقف.
اتخذ شباب محمد له مقرا، وأعد دفاتر للاشتراك في صفوفه. فكان الإيصال الأول (نمرة 1) باسم حسن البنا، ليؤكد لهم أن موقفهم هذا لم يزعجه، وأنه يتمنى لكل عامل في حقل الدعوة الإسلامية أن يوفقه الله لكل ما يحب ويرضى. وما دام هو واثق من نفسه، فلماذا لا يتصرف وهو على بينة من نتائج هذا التصرف؟؟ إنه التصرف المناسب، تعالى على الصغائر والمهاترات. واكتسب احترام الذين انشقوا عليه، لأنه لم يبدأهم بهجوم ولا ملام.[5]

3ـ النقد الساخر المتهكم:
واللون الثالث من ألوان النقد الذي وجه للبنا، هو النقد المشتمل على السخرية والتهكم، ومع ذلك كان يتقبله البنا بصدر رحب، ويرد على صاحبه بخلق حسن، فمن ذلك على سبيل المثال: أن البنا كتب يفسر قوله تعالى: (الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون) الرعد:2. فاستدل على تفسير الآية والتأمل فيها، بعبارات من كتاب نهج البلاغة.[6] رغم أن البنا كتب هامشا يعقب فيه على نقله من نهج البلاغة، وحول نسبة الكتاب للإمام عي أم للشريف الرضي فقال: (في نسبة ما جاء في نهج البلاغة لعلي رضي الله عنه الخلاف المعروف بين الأدباء وسواء أكان القول من كلام علي رضي الله عنه أم من كلام الشريف فمعناه من حيث تعظيم الله وحسن الثناء عليه رائع بديع).
 فكتب أحد القراء معقبا بسخرية وتهكم على الأستاذ البنا:(وملاحظة أخرى في العدد الأخير نحب أن تبينوا لنا حقيقتها وهو ما نسبتموه لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه في باب التفسير، ذلك الكلام العجيب الذي لا يشبه في أسلوبه ولا معانيه ما تواتر إلينا من كلامه رضي الله تعالى عنه ففي أي ديوان من داوين السنة المعتبرة عند المسلمين وجدتم هذا الخبر؟ أفيدونا رحمكم الله، وإن لم يوجد في شيء منها، فهل ترون أن أمثال هذه (الحواديت) التي ملئت بها بعض الكتب المجهولة الأصل مثل (نهج البلاغة) وغيره تصلح للاحتجاج ولتقرير عقيدة إسلامية؟! وإني وإن كانت بيني وبين فضيلتكم معرفة، إلا أني أحب أن أكون إلى حين مستترا والسلام عليكم ورحمة الله).
فأجاب البنا على هذا النقد المتهكم قائلا: (وثالثهما: استنكار ما نسبناه لأمير المؤمنين علي كرم الله وجهه في باب التفسير والتهكم عليه بهذا الأسلوب اللاذع، فغفر الله للكاتب سَوْرَةَ قلمه وعفا عنا وعنه، ونحب له أن يروض قلمه دائما على غير هذا الأسلوب فهو أعف وأبر، ولو أن حضرته التفت إلى أننا إنما سقنا هذا الكلام للبيان والاستئناس لا للاحتجاج والاستدلال وهذه واحدة، ونسبناه إلى نهج البلاغة ولم ننسبه إلى الإمام كرم الله وجهه وهذه الثانية، وعلقنا في حاشية المقال بما يستفاد منه أن نسبة هذا الكتاب موضع خلاف بين الأدباء وهذه الثالثة، لو أن حضرته ألتفت إلى هذه النواحي الثلاث لأعفى نفسه وأعفانا من هذا التعليق القاسي الذي لا مبرر له).[7]
هذه حالات ثلاث للنقد الموجه لحسن البنا، وكيف كان تقبله للنقد فيها، مؤثرا الاستفادة منها، على اتهام الناقدين، أو البحث عن نياتهم، أو عن تصنيفهم، بل تقبل النقد بأريحية وسعة صدر كبير، وهو كما نرى حالات نقد علنية، منشورة في صحف ومجالات سيارة.
-----------------------------------------
هوامش ومصادر:
[1] نشرت في مجلة (المنار) في الجزء الخامس من المجلد الخامس والثلاثين الصادر في غرة جمادى الآخرة سنة 1358هـ ـ 18 من يولية سنة 1939م.
[2] انظر: مجلة (الإخوان المسلون) النصف شهرية الأسبوعية العدد (19) من السنة الأولى الصادر في يوم السبت الموافق 14 من رجب سنة1362هـ ـ 17 من يوليو سنة 1943م.
[3] انظر: مجلة الاعتصام السنة التاسعة العدد السابع الصادر في 5 من ذي القعدة سنة 1366هـ ـ 20 من سبتمبر سنة 1947م.
[4] انظر: مجلة الاعتصام السنة التاسعة العدد التاسع الصادر في 11 من ذي الحجة سنة 1366هـ ـ 25 من أكتوبر سنة 1947م.
[5] انظر: الملهم الموهوب حسن البنا للأستاذ عمر التلمساني ص 36 طبعة دار الأنصار.
[6] انظر: مجلة (المنار) العدد السادس من المجلد (الخامس والثلاثين) الصادر في غرة رجب سنة 1358هـ ـ أغسطس سنة 1939م. نقلا عن: نظرات في كتاب الله للإمام البنا ص 357 تحقيق عصام تليمة. طبعة دار التوزيع والنشر الإسلامية.
[7] انظر: مجلة (المنار) العدد الثامن من المجلد (الخامس والثلاثين) الصادر في ربيع الآخر سنة 1359هـ ـ مايو 1940م. نقلا عن (في صميم العقيدة) للأستاذ البنا ص 147،146: عصام تليمة. طبعة دار التوزيع والنشر الإسلامية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق