الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

خليل العنانى : محاولة لدراسة الإخوان المسلمين


وقفة وشهادة وشوية حاجات:
بدأت دراستي لجماعة "الإخوان المسلمين" عام ٢٠٠٤ وذلك باعتبارها جزء من اهتمامي الأوسع بدراسة العلاقة بين الدين والمجتمع (أو ما يطلق عليه في الغرب بسوسيولوجيا الدين) وهو اقتراب يحاول دراسة السلوك الاجتماعي للحركات الدينية وموضعتها ضمن أطرها الاجتماعية والسياسية والثقافية وبحيث يتم التعامل معها باعتبارها ظاهرة اجتماعية "طبيعية" وليست ظاهرة "وجودية" مفصولة عن واقعها.

الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

أزمة مصر فى عام الكراهية .......... فهمي هويدي

إذا جاز لى أن أرشح عنوانا لعام 2013 كما خبرناه فى مصر فإننى اختار أن أسميه عام الكراهية.

(١)

أدرى أن كثيرين تحدثوا عن الانقسام والاستقطاب الذى بلغ ذروته فى مصر خلال العام الذى نودعه، لكننى أزعم أن ما شهدناه كان أعمق وأكثر حدة. بحيث يغدو الاستقطاب وصفا مخففا له. ذلك أن الانقسامات فى أوساط الرأى العام أمر ليس مستغربا، وهو من تداعيات الاختلاف الطبيعى بين الأفكار والأقوام. لكننى لا أعرف فى التاريخ المصرى الحديث نموذجا تطور فيه الانقسام إلى كراهية يفضى إلى سحق الآخر واجتثاثه كهذا الذى نعيش فى ظله الآن. وأعنى بالكراهية ذلك القدر من تسميم الأجواء وقطع الأواصر مع الآخر، على نحو يستصحب شيطنته وتحويله إلى كيان أو كائن مرفوض، ليس سياسيا فحسب، وإنما اجتماعيا وإنسانيا أيضا.

السبت، 21 ديسمبر 2013

تطبيق الشريعة في مجتمعات حرة... محمد بن المختار الشنقيطي

لم يعد موضوع تطبيق الشريعة بعد ثورات الربيع العربي موضوعا نظريا، بل أصبح قضية عملية يجب التواضع على فهم مشترك لها، وإخراجها من دائرة التنازع والاختلاف، ومن الشعار السياسي إلى الخطة العملية.

ولعل من أهم منجزات الربيع العربي أنه نقل الجدل حول تطبيق الشريعة إلى جدل حول تعريف الشريعة، وذلك ارتفاع مهم في مستوى الحوار سيحررنا من وضع العربة أمام الحصان، ويأتي هذا المقال ضمن الجهد الساعي إلى رفع اللبس السائد في هذا المضمار. 

وتتنازع المجتمعات العربية اليوم مدرستان في موضوع تطبيق الشريعة:

التأثير العكسى للقمع ...... خليل العنانى



قامت ثورة 25 يناير المجيدة لإنهاء قمع الدولة، ولا عجب أنها قامت فى نفس اليوم الذى حددته الدولة للاحتفال بأحد أجهزتها القمعية وهو جهاز الشرطة وبقية القصة معروفة.

•••

يقول الخبر إنه تم حبس الطالب «خالد عبدالغني» ذى الخمسة عشر ربيعا بسبب اقتنائه مسطرة عليها شعار «رابعة». دعك من الخبر فهو لا يختلف كثيرا عن أخبار القمع التى تملأ الصحافة المصرية منذ انقلاب الثالث من يوليو، وإنما المأساة هى فى قيام ناظر المدرسة «رمضان السيسي» بالتبليغ والوشاية بالطالب لدى الشرطة التى اعتقلت الطالب واستدعت والده للتحقيق. هكذا دخلت مصر مرحلة «الوشاية السياسية» وهى إحدى المراحل الكاشفة لدرجة التطبيع الجماهيرى مع مسألة القمع.

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

دراسة "البشري" عن دستور لجنة "الخمسين".... طارق البشري

(1)
سيُدعى الشعب للتصويت على مشروع للدستور مطروح، وذلك فى الأيام القليلة المقبلة، والعجيب فى الأمر أن لجنة الدستور فى جلستها الأخيرة قد عدلت مواد مشروعها التى تسرى على مؤسسات الدولة التى ستُنشأ بعد الموافقة عليه وفور صدوره، عدلتها لا لتغير من مضمونها المحدد إلى مضمون آخر محدد، ولكنها عدلتها لتتركها «على بياض» أى حكم غير محدد، بمعنى أنها أفرغتها من مضمونها ومعناها وتركتها «على بياض». فصار من سيصوت للدستور لا يعرف متى وكيف سيشكل كل من مجلس النواب ورئاسة الجمهورية، أى لا يعرف متى وكيف ستشكل كل من السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، ولا يعرف ما هى الأحكام والأساليب التى ستشكل بها السلطة التشريعية فى أول تكوين لها بعد صدور الدستور، ولا يعرف هل سيتحدد رئيس الجمهورية ويتولى منصبه قبل تشكيل المجلس النيابى أم بعده. ولا يعرف هل سيكون المجلس النيابى بالانتخاب الفردى أم بالقائمة الجماعية أو الحزبية، ولا بأية نسبة سيكون كل منهما أن اجتمعا، ولا يعرف النسبة التى ستخصص للعمال والفلاحين ولا نسبة ما سيتخصص للشباب وللأقباط والمعاقين.

الخميس، 12 ديسمبر 2013

إخوانو فوبيا ...... فهمي هويدي


الإخوانوفوبيا وباء انتشر فى مصر، حتى أصبح أكثر حدة من الإسلاموفوبيا. و«الفوبيا» عند علماء النفس هى الخوف غير العقلانى، لكنه فيما خص الإسلام أصبح مقترنا بالنفور والكراهية. من ثم اعتبرت الإسلاموفوبيا التى انتشرت فى بعض بلاد الغرب أساسا حالة ثقافية سلبية، جعلت قطاعات من الناس تكره الإسلام والمسلمين وتسىء الظن بالاثنين لأسباب يطول شرحها، بعضها يتعلق بمواقف الخصوم والمتعصبين والبعض الآخر مصدره الدعايات التى تروج لها وسائل الإعلام. والبعض الثالث راجع إلى ممارسات بعض المسلمين أنفسهم. وليس شرطا أن يكون الناس فى تلك المجتمعات مع الإسلام أو ضده، لأن أوضاعها وثقافتها تحتمل فريقا ثالثا محايدا تماما، لا هو مع هؤلاء أو هؤلاء.

الاثنين، 9 ديسمبر 2013

رحلة مع حكم ابن عطاء: التواضع..... د.جاسر عودة


يقول الإمام أحمد بن عطاء الله السكندري -رحمه الله ورضى عنه-:
“لَيْسَ المُتَواضِعُ الَّذي إذا تَواضَعَ رَأى أنَّهُ فَوْقَ ما صَنَعَ. وَلكِنَّ المُتَواضِعَ الَّذي إذا تَواضَعَ رَأى أنَّهُ دُونَ ما صَنَعَ.”

التواضع خلق أساسي من أخلاق السائرين إلى الله وخصلة لابد للعبد أن يحرص عليها ويراقب نفسه خوفاً من أن ضيّعها. وعكس التواضع الكبر، وهو عيب جدّ خطير. والنبي -صلى الله عليه وسلم-  يقول: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذره من كبر).
ثم فصّل فقال: (الكبر بطر الحق وغمط الناس). وبطر الحق إنكاره، وغمط الناس احتقارهم.

قال الله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}. وقال: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.

السبت، 7 ديسمبر 2013

الإخوان .. ووهم تكرار يناير ! - أنس حسن

- تطورات سريعة في المشهد المصري تأخذ بأطراف الصراع نحو تحولات في الموقف والسلوك السياسي ، فبعد أن اقترب موعد التصويت على الدستور وتزايدت دعوات التصالح السياسي مع فرقاء ما يعرف بثورة يناير ، توجه الخطاب نحو تذليل الصعوبات أمام "التوافق" السياسي كما يبدو من استراتيجية الإخوان وسلوكهم في الفترات الأخيرة للاستعداد لمرحلة "يناير" وتوظيف ما نتج على السطح من بوادر غضب شعبي يتوهمه البعض ضد الانقلاب العسكري بسبب فشل الأخير السياسي في تصحيح الأوضاع الاقتصادية والسياسية وتزايد كلفة القمع.

الاثنين، 2 ديسمبر 2013

الإسلاميون العرب بين «المحافظية» و«الثورية».... خليل العناني

لم يكن سؤال الدين حاضراً حين قامت ثورات «الربيع العربي» قبل ثلاثة أعوام. ولم تكن الجماعات والأحزاب الإسلامية هي المحرك الأساسي لهذه الثورات بقدر ما كانت إحدى القوى المستفيدة من سقوط أنظمة الفساد والاستبداد. بيد أن الصراع على الدين كان محدداً أساسياً في ديناميات التحول السياسي التي رافقت محاولة تشكيل الأنظمة السياسية الجديدة في المنطقة طيلة الأعوام الثلاثة الماضية.
ولعله من المفارقات أن يصبح الدين، بالمعنى الحركي والسياسي، بمثابة أحد العوامل التي ساهمت في تراجع وسقوط الحركات الإسلامية بشكل مفاجئ وسريع. وكان استحضار الإيديولوجية الدينية، بشكلها الكلاسيكي الأرثوذكسي، بمثابة عنصر خصم من رصيد الحركة الإسلامية ليس فقط بسبب تديينها للخلاف السياسي بشكل حاد ومفزع ساهم في نثر بذور الانقسام الهوياتي، وإنما أيضا بسبب فشلها في تقديم نموذج للحكم ناجح وفعال، ما عكس خواءها الفكري وضعفها البرامجي والعملاني.
وقد كان واضحا أنه كلما زاد تعثر الحركة الإسلامية في إدارة شؤون الحكم في بلد كبير ومعقد مثل مصر، كلما ازداد خطابها السياسي والديني جنوحاً باتجاه اليمينية والمحافظية، وهو ما عكس حالة الانكشاف الفكري والثقافي لممثلي التيار الإسلامي.