السبت، 26 فبراير 2011

عشر خطوات لإمتلاك القدره على إقناع الأخرين

عشر خطوات لإمتلاك القدره على إقناع الأخرين
(افضل ما يمكنك إستخدامه فى عالم الإقناع )


Fakher Kayyali
الخطوه الاولى(إخلاص النيه لله ) قبل أن نخطو اى خطوه لعمل اى شىء لابد من أن نذكر انفسنا بتحديد نيتنا من عمل هذا الشىء.
فأى عمل نريد عمله لابد وان يقترن بنية صحيحة حتى يكون خالصا لوجه الله وهنا فى الإقناع .
واجب عليك ان تحدد نيتك من إقناع من امامك هل هو:
* للخير وحبا فى الخير وحبا فى من امامك
* ام تسلطا لرأيك وإبداءا لقوة رايك وتسلطا
* ام هو لمجرد إثبات الذات فقط
* ام هو يخدم مصالحك الشخصيه وقد يؤدى لإلحاق الضرر بالاخر 
إذن اخى الكريم من فضلك حدد نيتك جيدا قبل ان تتوجه بحديثك إلى الأخر وتذكر ان حديثك لن يحالفه التوفيق
مالم يكون خالصا لوجه الله الكريم مقترنا بتقوى الله فى من امامك
(ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )
الخطوه الثانية(الإستماع الإيجابى )حيث يتوجب عليك قبل البدء فى محاولات الإقناع أن تستمع إلى محدثك إستماعا جيدا لا توقفه فى كلامه
او حديثه بل تفهم ما يقوله جيدا قبل محاولة الرد عليه وفى هذا يقول الشاعر (صفى الدين )
إسمع مخاطبة الجليس ولا تكن        عجلا بنطقك قبلما تتفهم
لم تعط مع أذنيك نطقا واحدا           إلا لتسمع ضعف ما تتكلم
وهنا يجدر بنا الإشاره أن نرشدك إلى قواعد الإستماع الصحيحه 
  • تفاعل مع ما يقال بصدق ودون تمثيل
  • أنصت إلى محدثك بعينك وبكل حواسك
  • لا تقاطع محدثك قبل أن يكمل حديثه
  • لا تظهر الملل من حديثه او تتثائب
وفى هذا يقول الإمام ابو حامد الغزالى فى كتابه (إحياء علوم الدين ) فى صفات المستمع الإيجابى
" بل يكون ساكن الظاهر- هادىء الأطراف- متحفظا عن التنحنح والتثاؤب – ويجلس مطرقا رأسه كجلوسه فى فكر"
وهنا نذكر قصه لطيف ذكرها ستيفن كوفى فى كتابه (العادات السبع لأكثر الناس نجاحا)
( حيث تحدث عن اب يجد علاقته بإبنه ليست على ما يرام ) فقال لستيفين
( لا استطيع أن افهم إبنى فهو لا يريد الإستماع إلى ابدا )
فرد عليه ستفين قائلا ( دعنى أرتب ما قلته مرة أخرى ) أنت لت تفهم إبنك – لإنه هو – لا يريد الإستماع إليك
فرد عليه الرجل بصبر نافذ قائلا " نعم "
فرد عليه ستفين قائلا " اعتقد أنك كى تفهم شخصا أخر فأنت بحاجه لأن تستمع إليه
فصدم الرجل وقال بعد فتره " نعم لقد فهمت الأن "

Fakher Kayyali
الخطوه الثالثة
( تعرف على نمط محدثك ) من خلال إستماعك الإيجابى لمحدثك حاول ان تتعرف على النمط الخاص به هل هو
( بصرى -سمعى - حسى )
فلكل نمط من هذه الأنماط معامله خاصه به ولغه وكلمات يجب عليك ان تعرفها جيدا حتى إذا ما تحدثت إليه
وحاولت إقناعه بأمر ما حدث بينكم تقارب
وسنضع بعض ما يميز كل نمط من الأنماط الثلاثه على ان نفرد لها موضوعا خاصا فيما بعد
( البصرى )
(سرعة إتخاذ القرار دائما يستحضر الصور ..ويراها ..وعلى اساسها يتخذ القرار-التفاعل العالي مع المتغيرات ..حماس شديد واسرع ناس في التفاعل- من كلماته " صوره – رؤيه - منظر – شايف - ……………………" )
( السمعى )
( منطقي في كثير من الأحيان- عقلاني واكثر إتزانا في إتخاذ القرارت - يميل إلى الفلسفه والنقاش والجدال ((المجادلات الإعلاميه )) – من كلماته " سامع – صوت – إزعاج – دوشه – جرس - …………………" )
( الحسى )
( التفاعل مع الإحداث وعدم الجمود يتكلمون من قلبهم – ويبكون عند أدني شئ- أصحاب قدره تنفيذيه – يحول الخطط والأفكار إلى واقع ملموس- من كلماته " حاسس – قلبى – خيال – هدوء - …………………." )

Fakher Kayyali     
               الخطوه الرابعة                 
( إصنع الفة مع محدثك )نبدأ بتعريف الألفه وهى : علاقه إيجابيه او رابطه نفسيه تربط بين شخصين تدل على تطابق وترابط بين أنماطها
وهى ذو أهميه كبيرة للغاية حيث أنها تمثل جزء كبير من البداية نحو إقناع محدثك حيث يجب ان تصل معه إلى الفه عاليه فى كل مستوياتها وهى:

مستوى التعبيرات : الحركه – الملابس – الهيئه
مستوى صوتى : درجة الصوت - نبرة الصوت
مستوى لغوى : نوع الكلمات – نمط الكلمات
مستوى القناعات : الأراء – القيم – المعتقدات
وفى الالفه نقوم بعمل مجاراه – ثم مجاراه – ثم قياده
الخطوه الخامسة
( إرتدى النظاره الخاصه بمحدثك )وهنا نتوقف قليلا لنوضح نقطه فى غاية الأهميه ألا وهى ان كل شخص على وجه الأرض يرى
أى موضوع من وجهة النظر الخاصه به هو ومن ثم فإنه يظن ان الجميع ينظر إلى الموضوع بنفس
النظره الخاصه به وهنا تكمن المشكله حيث اننا نجميع نصطدم بوجود وجهات نظر أخرى غير التى نراها
وهنا يحدث الصدام ولذلك حتى نتفادى هذا الصدام ونصل إلى مرحله جيده فى الإقناع فما عليك سوى أن ترتدى
النظاره التى يرتديها الأخرين ومن ثم يرون بها أفكاراهم وموضوعاتهم وبعدها تبدأ فى التدرج معهم إلى ان تصل إلى وجهة النظر الخاصه بك او رأيك فى الموضوع المراد
"مثال عملى على ذلك "
أحمد : يرى من النظاره الخاصه به أن الغناء كله حرام ولا فرق بين الغناء بدف او الغناء بدون دف
وهذه هى وجهة النظر الخاصه به والنظاره التى يرتديها
محمد : يرى ان الغناء منه ما هو حرام ومنه ما هو حلا ل على حسب الالات المستعمله وعلى حسب الكلمات
وعلى حسب نظام الأغنيه نفسه
لو نظرنا هنا سنجد أن كل فرد يرى الموضوع من النظاره التى يرتديها وهنا لن يتنازل اى فرد عن موقفه لو
تمسك كل فرد بالنظاره الخاصه به اما لو فكر أحد الأفراه ونظر بنفس النظاره التى يرتديها الأخر هنا سيحدث شىء
قوى جدا من الألفه والتى ستؤدى حتما إلى سبيل إقناع احدهما الأخر
Fakher Kayyali
الخطوه السادسة
(إستخدم دبلوماسية الإطراء قبل الإقناع )وفيها قم بمدح فكرة محدثك والإطراء عليها والثناء عليها ولا تحاول بأى حال من الأحوال أن تنقد الفكره الخاصه به
بل أظهر ما فيها من مميزات وامور جميله وابتعد عن النقد فى كلامك وبذلك فأنت تهيئه لتقبل
اى نقد سيعطى بعد ذلك لفكرته ولكن حذار فى نقدك من إستخدام كلمة ( إنت غلط فى كذا – فكرتك مش كويسه
فكره غبيه – فيها أخطاء كثيره …………….) ابتعد عن السلب دائما وحاول أن تظهر نقدك فى صورة ملا حظات
وأمور تحتاج إلى تعديل فقط وتأكد من أن عقل محدثك سيحترمك جدا ويقدرك جدا ويتقبل منك مالم تستخدم صيغ النقد
الجافه والتى تظهر السلبيات اكثر من الإيجابيات
الخطوه السابعة
( إستخدم أسلحة الإقناع )وهنا يطرأ علينا سؤالا الا وهو ؟؟؟؟
وهل للإقناع اسلحه تستخدم ونجيب بكلمة " نعم" له اسلحه علميه إذا ما استخدمت بطريقه صحيحه
1- الإقناع بذكر ايه قرانيه او حديث شريف .
( وهنا وجب التنبيه على ان تكون حين ذكرك للأيه او الحديث متمكنا منه وحافظا له ومستعدا لشرحه إذا
ما طلب منك ذلك وإبتعد دوما عن ذكر الأيات او الاحاديث التى لا تحفظها او لا تناسب الموقف او لا تعرف شرحها
لإن هذا سيترك عنك إنطباعا سيئا جدا وسوف يعزز من قوة الرأى الاخر وفكرته ).
2- الإقناع بذكر قصه واقيه حدثت فى موقف مشابه للموقف الذى تتكلم عنه
( تود إقناع أحد الأفراد بالصلاه والمحافظه عليها فتذكر له قصص لشباب كانت لا تصلى وما حدث لها وقصص
لشباب كانت تصلى والنتيجه التى حصدوها من ذلك ).
3- الأقناع بالمقارنه والبدائل وذلك بأن تقارن بين الموقف الذى امامك وموقف أخر
(وهذا ما فعله الرسول الكريم حين اتاه الشاب الذى يريد الزنا حيث وضعه الرسول الكريم فى موقف مقارنه
فيما يود فعله الا وهو الزنا وهل هو يرضاه على امه – اخته – عمته – خالته وبالطبع كان رد الشاب بالرفض
لإن المقارنه جعلته يرى انه لا يود ان يفعل بأهل بيته ما يريد هو ان يفعله ببنات المسلمين) .
4- الإقناع بيان المزايا والعيوب وفيها تقوم بذكر مزايا الشىء الذى تود إقناعه به وعيوب الشىء الاخر
( وهذه وسيله ممتازه إذا ما استخدمت الإستخدام الأمثل فمثلا رجل يسرق وتود إقناعه بترك السرقه
فستقوم بذكر مزايا السرقه الا وهى انها تجعله يأكل جيدا ويشرب جيدا ويرتدى ما شاء من ملابس ووووو
ثم تقوم بذكر مزايا المال الحلال وتسرد له فيها ما تشاء وتبين له من أحاديث الرسول الكريم ما يدعم موقفك
وتحاول بقدر الإمكان ان تتفاعل معه بكل جسدك وانت تذكر مميزات المال الحلا ل كما تراعى أن توفر له البديل
المناسب فى حالة إمتناعه بالفعل عن السرقه وهكذا ).
5- الإقناع بذكر الأحصائيات والبيانات التى تؤكد قوة موقفك
( وهنا تحاول بقدر الإمكان ان تذكر الإحصائيات الصادره من اماكن معروفه ويثق فيها الجميع
مثل الجامعات المعروفه او الاماكن العالميه او الشركات الكبرى ويا حبذا لو ذكرت المرجع الذى حصلت منه على
هذه الإحصائيات او البيانات ).

Fakher Kayyali
الخطوه الثامنة
( إستوضح من وصول فكرتك للطرف الأخر بصوره جيده )بمعنى ان تقوم بسؤال محدثك هل انا اتكلم عن ما تقصده – هل قدرت ان اوصل لك فكرتى
فإذا ما كان الجواب نعم هنا نقول لك انك قد وصلت إلى الغايه المقصوده
أما لو كان الإيجاب بالنفى فوجب عليك هنا ان تراجع نفك مره اخرى فقد تكون قد أخطأت فى أحد الخطوات السابقه
فراجع نفسك مرة اخرى
الخطوه التاسعة ( إنهى كلامك مع محدثك بأسلوب التخير مع التأثير)بمعنى أنك إذا ما وصلت معه إلى النهايه فقم بتخيره مرة اخرى بين الرأى الخاص به او الرأى الخص بك
وهنا نلفت إنتباهك إلى ان تقوم بإستخدام اسلوب التأثير فى عرضك بمعنى ان تعرض الرأى الخاص به بدون اى
تفاعل او حماس بل تعرضه بتعبيرات تدل على ضعف هذا الرأى على أن يكون عرضك لرأيه اولا
ثم تبدأ بعدها بعرض رأيك ووجهة نظرك على ان تراعى تأثير كلامك بإستخدام المؤثرات الخاصه بالحواس
ولغة الجسد وتعبيرات الوجه وإنفعالاتك وحماسك بحيث يظهر جليا للطرف الأخر 

الخطوه العاشرة ( الدعاء )عليك أخى الفاضل - اختى الكريمه
بالدعاء الكثير مع اليقين بالإجابه أن يجعلك الله من المفوهين اصحاب الحجج القويه
وأن يرزقك القدره على إقناع الاخرين وأن يجعل لك من كل ضيق مخرجا وهنا يجب ان نركز كثيرا على مسألة
اليقين الشديد وعدم الإستعجال فى تحقيق الدعاء فكل ما قلناه دون ان يكون مقترنا بصله وثيقه برب العزه
فلن يكون له اى داعى عليك بدعاء الليل ودعاء الاوقات المستجابه وصدق من قال
سهام الليل صائبه المرامى إذا وترت بأوتار الخشوع
فعليك اخى الفاضل بالدعاء الصادق فلعل دعاءا صادقا يخرج من قلب محب للخير يرفعه الله تعالى إليه
فيستجيب الله تعالى إليه ويعزز من قوته ويرفع به الإسلام والمسلمين 
 
أخيرا إخوانى الكرام أورد لكم مقوله لديل كارنيجى حيث يقول من هواياتى ان اصطاد السمك وبمقدورى أن اجعل الطعم الذى اثبته فى السناره من افخر انواع الأطعمه
لكنى أفضل إستعمال الد يدان على الدوام ذلك اننى لا اخضع فى إنتقاء الطعوم إلى رغبتى الخاصه
فالسمك هو الذى سيلتهم الطعم وهو يفضل الديدان فإذا اردت إصطياده قدمت له ما يرغب فيه

الأربعاء، 23 فبراير 2011

انذار الدم في ليبيا …. فهمي هويدي

هذا الذى يحدث فى ليبيا لا يمكن أن يصدقه عقل. إذ فاض الكيل بالجماهير فخرجت مسلحة بكرامتها العارية معلنة عن رفضها للنظام الجاثم على صدورها منذ أكثر من أربعين عاما، فإذا بزعيم «الجماهيرية» يعلن الحرب عليهم، ويقرر إبادتهم جميعا. فى حين يعلن ابنه أنه ــ وقبيلة القذاذفة التى ينتمون إليها ــ سيقاتلون حتى آخر رجل وآخر امرأة وآخر رصاصة!
المدهش فى الأمر أنه فى حين لاتزال الدماء تسيل أنهارا فى ليبيا، ويستمر القصف الوحشى للجماهير الغاضبة الذى لم يستثن حتى الجنازات. وفى حين تتواصل الانتقادات والتحذيرات من العواصم الغربية، فإن العالم العربى يقف متفرجا وصامتا.
وباستثناء بيان الأمين العام لجامعة الدول العربية الذى أدان استخدام العنف ضد المتظاهرين، لم يصدر تصريح واحد من أى حكومة عربية يعبر عن التعاطف مع الشعب الليبى المعرض للإبادة.

إن الأخ العقيد الذى ما انفك يزهو بأنه عميد الحكام العرب وملك ملوك أفريقيا اعتبر أن معارضيه يهددون أمن ليبيا ويسعون إلى تخريبها، بعدما اختزل الوطن فى شخصه، وأقنعه المنافقون بأنه من «ثوابت» المجتمع الليبى التى لا غنى عنها إلى أبد الآبدين. ومن المفارقات أنه فى حين ادعى إعلامه الرسمى بأن الثائرين ليسوا سوى مجموعات من الأجانب الذين اندسوا فى أوساط الشعب ووأرادوا ضرب استقرار البلاد، فإن طائراته لم ترحم الجموع الليبية الحاشدة التى خرجت فى بنغازى وطبرق والبيضا ودرنة، وظلت تلاحقها بوابل نيرانها المجنونة.

السيناريو نعرفه جيدا. فى الخلفية يستمر قمع الجماهير وتكميمها لسنوات طويلة، الأمر الذى يشيع بين الناس درجات عالية من الشعور بالمهانة والغضب. وإذ تستمر الضغوط ويتراكم الغضب، يصبح الانفجار هو الحل. وحين يحدث ذلك تطلق الدعاوى التى تتهم الغاضبين بكل نقيصه، ويبدأ الحديث عن المندسين والتآمر الذى تعده الجهات الأجنبية، ويتخذ القمع أشكالا عدة تتراوح بين الاعتقال والإبادة. وفى الوقت ذاته يعزل المجتمع عن العالم الخارجى، وتقطع الاتصالات حتى بين المواطنين بعضهم وبعض، ويجرى التشويش على الفضائيات التى تتابع ما يجرى (خصوصا قناة الجزيرة). غير أنه كلما سال الدم ارتفعت وتيرة الغضب واتسعت رقعة الثورة، الأمر الذى يعنى أن النظام فقد أعصابه وشرعيته، وصار على وشك السقوط.

علامات النهاية تلوح فى الأفق. فإصرار الجماهير على مواجهة التحدى واضح، وانحياز بعض وحدات القوات المسلحة إلى جانب الغاضبين، وكذلك استقالة بعض المسئولين فى الحكومة سواء كانوا وزراء أو سفراء، ذلك يعنى أن النظام بدأ فى التفكك الذى يسبق الانهيار. لكن من الواضح أن الأخ العقيد لم تتناه إلى سمعه أصوات الغاضبين، ولم يقرأ واقع بلاده، بالتالى فإنه بدوره «لم يفهم» ما يجرى. ولم يستوعب شيئا مما جرى حوله فى تونس ومصر، وكانت النتيجة أنه لم يتردد فى إحراق البلد كله تعلقا بأمل استمراره فى المنصب الذى يحتكره منذ أكثر من أربعة عقود.

إن مشكلة العقيد، وأمثاله فى العالم العربى، أنهم يرفضون فهم الواقع أو الإنصات لصوت الجماهير أو صوت التاريخ. إنهم يرفضون إدراك حقيقة أن الدنيا تغيرت، وأن المجتمعات التى يحكمونها منذ عدة عقود لم تعد كما كانت. فثمة أجيال تعلمت ووعت وتمكنت من الاتصال بالعالم وإدراك ما يجرى فيه. وهذه الأجيال لها تطلعاتها وأشواقها التى ترفض التنازل عنها. لا فرق فى ذلك بين دول نفطية وغير نفطية، أو دول غنية وأخرى فقيرة.

لقد كان يقال فى الماضى إن الثورة مستبعدة فى ليبيا، لأنها دولة نفطية يسهل على حاكمها أن يرشو شعبها صغير العدد. وترددت هذه الفكرة بعد الثورة التونسية، حيث كان يقال إن ثورة الفقراء فى تونس لا شبيه لها فى ليبيا. ونسى هؤلاء أن الشعوب لها كرامة تريد أن تحس بها وأن تمارسها. وأن الرخاء حتى إذا توافر فإنه لا يمكن أن يدفعها إلى التنازل عن كرامتها. وما يجرى فى ليبيا ينسحب على بقية الدول النفطية بطبيعة الحال. ولذلك لن نستغرب إذا شجعت الأجواء الراهنة شعوبا أخرى فى العالم العربى لكى تنتفض وتطالب بحقها فى إدارة شئونها وتقرير مصيرها.
إن الحاصل فى ليبيا يبعث بإنذار إلى الجميع منبها إلى أنه ما لم تشهد الأقطار العربية بما فيها الخليجية والنفطية إصلاحا سياسيا حقيقيا يرد إلى المجتمعات اعتبارها، فإن انفجار الجماهير قادم لا ريب. كما أن أساليب القمع لم تعد تجدى، وإذا كانت قد صلحت لبعض الوقت فإنها يقينا لا تصلح لكل الوقت.

صحيح أن ما يحدث فى ليبيا جريمة كبرى لكن ما يحدث فى أقطار عربية أخرى ليس مطمئنا ولا هو مبرأ من الاتهام، وإذا قيل إنه من قبيل الجرائم الصغرى، فإن ذلك يعنى أنه يختلف عنه فى الدرجة فقط وليس فى النوع.

بيان الخزى لمجلس الأمن…..الشعب العربي يرد إسقاط النظام الدولي



"أدان مجلس الأمن الدولي الثلاثاء استخدام القوة ضد المتظاهرين المسالمين في ليبيا، ودعا إلى محاسبة المسؤولين عن ذلك" 
يا سلااااااااااااام !!!!!!!!!!

أقل مايوصف به هذا البيان بأنه مخزى وهزيل….
ماذا ينتظر مجلس الأمن…..
منذ أكثر من ستة أيام والشعب الليبي يضرب بالرصاص الحي…
ويقصف بالطائرات….
والبارجات الحربية ……
ألم تعلموا بالطيارين والبارجة الحربية الذين لجأوا إلى مالطا بعد رفضهم تنفيذ الأوامر بضرب بني غازى بالرصاص والصواريخ؟؟؟؟!!!!
ألم يشاهدوا صور الشهداء والجرحى؟؟؟؟؟!!!!!!
ألا يكفي أكثر من 800 شهيد وآلاف الجرحى؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ماذا ينتظرون؟؟؟؟؟


لماذا لم يرسلوا لجنة لتقصى الحقائق؟؟؟
ومن الذى سيحاسب المسؤولين عن اطلاق النار فى ليبيا؟؟؟ القذافي؟؟؟!!!
لماذا لم يرسلوا حتى مبعوث دولي؟؟؟؟
لماذا لا يفعّلوا قوانين الحماية الدولية ويقوموا بحماية الشعب الليبي من جنون القذافي؟

لن ينسي الشعب الليبي والعربي هذه المواقف المتخاذلة….
فالأزمات تفرز المواقف…. وتظهر الرجال

كل يوم يمر نتأكد من فشل هذا النظام الدولي بوضعه الحالي فى حماية القيم الانسانية
ونؤكد جميعا "الشعب العربي يرد إسقاط النظام الدولي"

الثورة المصرية تزلزل الحرب على الإرهاب …. مصطفى الوهيب


من يصدق وصف الرئيس الأميركي لجماعة إسلامية شعارها "سيف ومصحف" بأنها "تنظيم سياسي" وليس إرهابيا، وأنها "الكتلة المعارضة الأكثر تنظيما على الساحة المصرية" وليست جماعة أصولية هي الأكثر تطرفا وراديكالية.
كيف تغيرت لغة الخطاب الأميركي تجاه العدو الأول للولايات المتحدة وهي تشن حربا عليه منذ عقد كامل وتسميها الحرب على الإرهاب، بدءا من بن لادن وانتهاء بكل حركة إسلامية في أجندتها كلمة جهاد وسياسة.
كيف تصنف الإدارة الأميركية "حركة حماس" على الجانب الفلسطيني من الحدود ضمن المنظمات الإرهابية، ثم تعترف بوجود الإخوان المسلمين على الجانب المصري من الحدود كتنظيم سياسي معارض، رغم تقارب الإخوان وحماس أيديولوجيا وفكريا وتبنيهما مواقف مشتركة في شتى القضايا وعلى رأسها الموقف من إسرائيل والمفاوضات والولايات المتحدة؟
الأرجح أن الثورة المصرية تحمل إرهاصات نهاية عقد "الحرب على الإرهاب"، الذي بدأ في سبتمبر/أيلول 2001 وأنهته مبكرا، وقبل سبتمبر/أيلول 2011، الموعد الذي كان مفترضا لتنحي مبارك، لتبدأ حقبة جديدة من السياسة الأميركية تجاه الإسلاميين الحركيين، قائمة على تقبل وجودهم كأمر واقع، وتمييز الوسطيين منهم من المتطرفين، وضرورة احتوائهم طرفا فاعلا في المشهد القادم على المستوى الإقليمي والدولي، بدلا من اختزالهم جميعا في سلة واحدة هي سلة بن لادن.

الإخوان من العتمة إلى القمةقبل بضعة أسابيع كان الإخوان المسلمون في مصر مجرد "تنظيم محظور" و"بعبعا" دأب مبارك على تحذير الغرب من مجيئه في حال رحيله، ثم اندلعت الثورة الحالية وفرضت واقعا صعد الإخوان بموجبه سدة الأحداث وأرسلوا ممثلهم لمقابلة نائب رئيس الجمهورية سابقا عمر سليمان، بصفة الموفد الرسمي عن جماعة الإخوان المسلمين، التي "كانت" محظورة.
محليا ومنذ لحظة دخول ممثل الإخوان لمكتب عمر سليمان لم يعد الإخوان تنظيما خاضعا لسياسة الاحتواء والتحجيم يعمل في الظل وتلاحقه الحكومة متى رغبت بذلك دوليا، وبدءا من الولايات المتحدة أصبح الإخوان المسلمون طرفا حاضرا في المشهد المصري ويصفه أوباما بالأكثر تنظيما.
ولعل تحذيرات مبارك المستمرة للغرب من الإخوان ساهمت بمنحهم بعدا دوليا في الأحداث ودفعتهم للواجهة والقمة بعد سنوات الحظر والاعتقال بسجون أمن الدولة.

والإدارة الأميركية دأبت على خلط جميع الإسلاميين في سلة واحدة هي سلة بن لادن، وحتى تاريخ 13 يناير/كانون الثاني 2011 (أي قبل الثورة بأسبوعين) وجهت هيلاري كلينتون حديثها للحكام العرب في كلمتها بمنتدى المستقبل الذي عقد في قطر قائلة لهم "جددوا أنظمتكم السياسية، وإلا خلفكم الإسلاميون المتشددون".
وهو تصريح يؤكد أن سياسة إدارة أوباما كانت حتى ذاك التاريخ على نهج إدارة بوش، من حيث عدم التمييز بين الإسلاميين رغم اختلافاتهم الحركية والمنهجية، واعتبارهم جميعا متطرفين معادين للولايات المتحدة.
بل دأب الإعلام الغربي على محاولة ربط الإخوان بتنظيم القاعدة، من خلال إيجاد صلة بين أفكار سيد قطب أحد منظري الإخوان وتنظيم القاعدة، وحاول ذاك الإعلام عبر برامج وثائقية إظهار قطب كأب روحي للقاعدة من خلال ما كتبه في "الظلال" و"معالم في الطريق".
ثم تبدل الخطاب فجأة في تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة بتاريخ 7 فبراير/شباط 2011، بل إنه رغم اعترافه بأن في جماعة الإخوان المسلمين "عناصر مناهضة للولايات المتحدة"، رفض الإجابة عن سؤال ما إذا كان الإخوان المسلمون يمثلون تهديدا، فما الذي حصل؟
الأرجح أن الإدارة الأميركية لم تتوقع تطور الأحداث إلى حد حتمية التغيير الذي يجعل من صعود الإخوان واردا جدا، ونستشف ذلك من التذبذب في الموقف الأميركي من أقصى الحياد إلى دعوة مبارك للرحيل. وحيث إن حماس تحكم غزة على الجانب الآخر من الحدود، يجد الأميركان أنفسهم بحاجة لسياسة جديدة تجاه أعدائها الإسلاميين، الذين دأبت على التعامل معهم جميعا -وبشكل مقصود- من منطلق تنظيم القاعدة.

السياسة الأميركية تجاه الإسلاميين وتكشف تصريحات أوباما إرهاصات السياسة الأميركية الجديدة مع الإسلاميين الحركيين في مصر وتحديدا الإخوان ذوي الثقل الأبرز، حين قال في حديثه لشبكة فوكس نيوز إن الاحتجاجات في الشارع المصري المطالبة بالتغيير "يمكن أن تأتي بنتائج أخرى غير الاختيار بين المتطرفين الإسلاميين وشعب مصري مقهور في ظل نظام ديكتاتور"، وهذا الاستثناء للإخوان من خانة "المتطرفين" يقتضي انتهاء حالة العداء الشامل لكل الإسلاميين الحركيين الذين يتبنون فكر الجهاد ويسعون لإقامة دولة إسلامية، واختصاص "الوسطيين" منهم بحد أدنى من العلاقة قائم على تقبل وجودهم، وربما السعي لاحتوائهم بدلا من صدامهم، والاستفادة من طبيعة تلك الحركات التي تتبنى العمل السلمي لتحقيق مكاسب أميركية ضمن إدارتها للأزمات والعلاقات المتشابكة في المنطقة. وتلك السياسة مفروضة كرها على الإدارة الأميركية للأسباب التالية:

1- الطبيعة السلمية لحركات الإسلام الوسطيوفي سياق الحرب على الإرهاب لا تشكل حركات الإسلام الوسطي (ومنهم الإخوان) أي خطر على الولايات المتحدة، بل إن الإخوان تبنوا موقفا مناهضا لنشاطات القاعدة وهجمات سبتمبر/أيلول. وبالحد الأدنى صار الإخوان -وفقا لتصريحات أوباما- بعيدين عن تصنيف "الإرهاب"، ويعزز ذلك الاطمئنان الأميركي لجانب الجيش المصري الذي لن يقر حكومةً مصرية لا تقر العلاقات الحالية مع إسرائيل وأميركا، واطمئنان الإدارة الأميركية إلى عدم قيام الإخوان -المعروفين بمنهجهم السلمي- بالتصادم مع الواقع السياسي عبر فرض أجندتهم السياسية ذات الخلفية العقائدية، ولا مع الجيش المصري عبر تحوير مسار الثورة لتصبح ضد الجيش من بعد مبارك.
وخروج الإخوان المسلمين من دائرة الإرهاب والاعتراف بوجودهم من قبل أميركا يغلق الباب على أي حكومة مصرية قادمة تسعى لقمع الإخوان وإعادتهم للعمل في الظل، وهذا يعد منحنى هاما في تاريخ الجماعات الإسلامية التي توصف بالمعتدلة.

2- استنفاد موارد الحرب على الإرهابوهي موارد فجر ينابيعها بن لادن بهجماته واستغلتها أميركا لتدمير العراق وغزو أفغانستان والتدخل في شؤون الدول وبعد عقدٍ من تلك الهجمات بدأت معظم تلك الموارد بالنضوب، وعلى رأسها الحلفاء الذين ضاقوا ذرعا بالفواتير الثقيلة المترتبة على دعمهم لتلك الحرب، وكذا الموارد الأخلاقية التي نضبت بعد نقض مبررات غزو العراق وأفغانستان وفضائح ويكيليكس وغوانتانامو.
ومن ثم فإن الإدارة الأميركية بحاجة لصياغة جديدة تخفف من حدة تلك الحرب قائمة على تمييز الإسلاميين الحركيين الذين يوصفون بالاعتدال من أولئك الذين يوصفون بالتطرف ضمن فصل جديد من التعاطي الواقعي مع المجتمعات الإسلامية بعيدا عن عنجهية التفوق العسكري الأميركي، كما أن الحضور الأميركي في تلك المجتمعات يقتضي النأي بالأميركان عن خانة العداء للإسلام، خصوصا بعد فشل الإعلام الأميركي بتحسين صورة (نوايا الحروب الأميركية) تجاه العرب والمسلمين عموما، وسيكون مفيدا دعائيا التعاطي مع إسلاميين لا يتبنون العمل المسلح. وبذا ينشأ لدينا تعريف جديد للإسلام المعتدل وفقا للمفاهيم الأميركية، يشمل الخط الإسلامي الوسطي فعليا، ولا يقصد به ثلة الأنظمة الموالية لأميركا عربيا!

3- الواقع الجديد الذي أفرزته الثورة المصريةثم إن الإدارة الأميركية بحاجة للحوار مع الإسلاميين المعتدلين بحكم الأمر الواقع. وبعد أن فشلت سياسة الأميركان في خلط الإسلاميين جميعا بسلة بن لادن، ليس من بد سوى الاعتراف بالإخوان في تمهيد لمشهد سياسي قد يؤدي لصعودهم في بلد ذي عمق إستراتيجي لأمن إسرائيل، وهناك وعلى الجانب الآخر من الحدود حيث تحكم حماس غزة، يشكل صعود الإخوان في مصر دعما قويا لها، قد يفضي لإنهاء دائم لحالة الحصار المفروض عليها، وإطالة لأمد سيطرتها على القطاع، وهذا يقتضي التعامل بشكل واقعي مع الإخوان بمصر.
كما أنه ليس هناك بديل للإسرائيليين من إدخال حماس -مستقبلا- ضمن أي مفاوضات مع الجانب الفلسطيني، خصوصا بعد احتراق أوراق السلطة الفلسطينية في سلسلة السقوط المتتابع لسمعتها وطنيا، وآخره ما كشفته "الجزيرة" من تنازلات في المفاوضات، وقد بادرت تركيا قبل فترة قريبة لفكرة إشراك حماس بأي مفاوضات، ووجود نوع من الحوار وحد أدنى من العلاقة غير قائم على العداء المطلق مع الإسلاميين الوسطيين في دولة كمصر سيكون أمرا ذا أهمية للأميركان في سياق تعهدهم بأمن إسرائيل.

نهاية الاختزال وبداية الاعتدالإذن نجد أن العقيدة الأميركية البراغماتية في مكافحة الإرهاب مرغمة على التغير تبعا للواقع الجديد الذي أحدثته الثورة المصرية، إذ ليس الإخوان وحركات الإسلام الوسطي "متشددين إسلاميين" كما جاء في وصف هيلاري كلينتون وهي تحذر الحكام العرب من بدلائهم، ولن يكون كل الإسلاميين الحركيين "إرهابيين" بتصور الإدارة الأميركية، أو هكذا على الأقل ما فرضته الثورة المصرية.
كما أن تنظيم القاعدة الذي اتخذته أميركا ذريعة لممارسة حربها على الإرهاب ليس سوى تنظيم محدود لا يشكل حجر زاوية ولا مركز ثقل في الواقع المصري والإقليمي، إذ لا يمكن اختزال حركات "الإسلام السياسي" جميعا بتنظيم القاعدة وأدبياته.
بل إن الاعتراف بالإخوان طرفا فاعلا في المشهد المصري فيه تحجيم كبير للعدو الوهمي الذي تحاربه أميركا باسم "الإرهاب"، ومنذ الثورة المصرية ستجد أميركا نفسها مرغمة على التعامل بإنصاف وواقعية مع الأطياف المعتدلة من حركات الإسلام السياسي، ومحاولة تحجيم الإسلاميين الوسطيين كما فعلت في السابق سيرتد سلبا على أي تعاط مع الواقع العربي والإسلامي.
ولن يعود الخوف من الإسلاميين المتشددين مبررا لدعم الأنظمة الطاغية التي تمارس "إرهاب الدولة" في العالم العربي، وهو مبرر خاطئ "للاستهلاك المحلي والإعلامي" دعم تلك الأنظمة لسنوات وسيكون على أميركا البحث عن بديل له لدعم إرهاب تلك الدول، كما أن سقوط إرهاب الدولة ممثلا في مصر (ومن قبلها تونس) لم يؤد لصعود متشددين إسلاميين ساعين للسيطرة على الحكم في تلك الدولتين، رغم حضور الإسلاميين الحركيين في المشهد الاجتماعي والسياسي في تلك الدولتين، وحضورهم حتى في مكالمة حسني مبارك الأخيرة (قبل يوم من تنحيه) مع بنيامين بن إليعازر حين قال "لن أفاجأ إذا رأيت مزيدا من التطرف والإسلام السياسي ومزيدا من القلاقل في المستقبل" في سياق شكوى مبارك من تخلي الولايات المتحدة عنه.
وخلطة التطرف مع الإسلام السياسي انتهى عهدها وإرهابها الذي يشن باسمها مع نهاية مبارك، لتبدأ حقبة جديدة من الحوار والتعاطي الواقعي مع إسلام حركي وسطي ومعتدل، وهي نتيجة هامة للثورة المصرية المباركة.

الثلاثاء، 22 فبراير 2011

إبراهيم عيسى يكتب:الحكم بعقاقير الهلوسة.... إبراهيم عيسى

الديكتاتور المجنون معمر القذافي الذي تحملت ليبيا والامة العربية هراءه وهبله أثنين وأربعين عاما يمارس أفظع ما يفعله ديكتاتور في التاريخ إنه يقتل شعبه..
هل هذا خبر جديد ؟
إطلاقا هو يقتله بالاستبداد والفساد منذ أربعين عاما وبالرصاص والقذف بالمدافع منذ أسبوع
من صنع هذا المجنون ؟
سأتجاوز الآن عن تحميل الشعب الليبي الصابر والصامد والمستشهد المسئولية وإن كان يتحملها لكن هذا ليس وقت أن تلومه أو تؤنبه ودماؤه تنزف بحثا عن الكرامة وسعيا نحو الحرية.
لكن مرة أخري من صنع هذا المجنون ؟

١- قوي الاستعمار الاجنبي والتي تعيش على استنزاف ثروات المنطقة العربية وعلي خدمة أهداف إسرائيل بالحفاظ على أمنها واستقرارها عبر حكام عرب ديكتاتوريين وطغاة.

٢- فريق الحكام العرب الذين يتشاركون جميعا في قمع وقهر شعوبهم ويتحالفون معا ضد مواطنيهم وأوطانهم شكلوا حصنا حاضنا لهذا الطاغية لأنه من نفس فصيلتهم ولأنه بلا ضابط وبلسان فالت يخشون منه ومن انفلاتاته،  أليس من اللافت أن كل معارضي القذافي يقيمون في بلاد أوروربية وأمريكية حيث منع كل حاكم عربي معارضي زميله من العمل علي أرضه مرضاة للديكتاتور الزميل وتعاونا علي الطغيان ونبذ وضرب وقتل المعارضة كي تصبح دولا مفتوحة فقط للعائلات الحاكمة ومغلقة أمام أي معارض حر.

٣- المثقفون واليساريون والناصريون والقوميون الذين عاشوا علي تمويل هذا الديكتاتور وأمواله فنافقوه ونفخوه وسكتوا على جنونه بل وجملوا هذا الجنون ومدحوا هذا الطغيان وصوروه زعيما للأحرار بينما لايليق به إلا زعامة عنبر في مستشفي للمرضي النفسيين.

٤- وشاركت  مصر مبارك بفسادها واستبدادها وضعفها وانحدار قيادتها وانهيار زعامتها العربية في صناعة طغيان القذافي حين فقدت قدرتها علي رد الرؤساء عن تعذيب شعوبهم وكانت القدوة فقط في البقاء علي مقعد الحكم للأبد وتوريث الأنجال.
قتل مبارك دور وزعامة مصر فصارت بلاهيبة ولا رهبة ولا حول ولا قوة فلاتستطيع ردع حاكم عربي أو إنقاذ شعب عربي.
ما يحدث في ليبيا من مجازر ومذابح يرتكبها طاغية مجنون ووحشي ليس شأنا داخليا بل هو شأن انساني وعربي بل وشأن مصري وإطاحة هذا المجنون ليس مهمة الشعب الليبي فقط بل مهمة كل شعوب العالم وأولها الشعب المصري ليبيا لا تقل عن الاسكندرية ومرسي مطروح في مصريتها.

وأول ما تفعله مصر بعد ثورة يناير أن تؤكد أنها ليست أنانية فتشارك الشعب الليبي الثورة
وأن تثبت أنها عادت لزعامتها فتقود الشعوب العربية نحو  الحرية
سيسقط مجنون ليبيا وعائلته الملوثة بالدم وسيعيش شعب عمر المختار حرا رغم أنف الرجل الذي حكمه بعقاقير الهلوسة كل هذه السنين

ماذا يديرون للثورة في الخفاء؟ ….. فهمي هويدي


إذا كنا قد أدركنا شيئا مما يرتبه فلول النظام السابق في الداخل، فإن ما يرتبه حلفاؤه في الخارج لا يزال خفيا عنا. ومع ذلك فبين أيدينا دليل يبين لنا كيف فكروا في الأمر وتحسبوا له قبل أن يقع، الأمر الذي يسلط ضوءا كاشفا على نواياهم بعد الذي وقع.

(1)
أتحدث عن القراءة الإسرائيلية للعلاقة مع مصر، كما رآها وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر في محاضرته التي ألقاها على الدارسين في معهد أبحاث الأمن القومي بتل أبيب في شهر سبتمبر/أيلول عام 2008، وفيها شرح موقف إسرائيل إزاء المتغيرات المحتملة في العديد من دول المنطقة، ومن بينها مصر، وهى المحاضرة المهمة التي أشرت إليها أكثر من مرة من قبل، لكنني وجدت أن قراءتها باتت أكثر من ضرورية بعد ثورة 25 يناير، التي لم تخطر لأحد على بال، لا نحن ولا هم ولا أي طرف آخر في الكرة الأرضية، ذلك أنهم تصوروا أن التغيير "الدراماتيكي" الذي يمكن أن تشهده مصر لا يخرج عن أحد احتمالات ثلاثة، على حد تعبير السيد ديختر، هذه الاحتمالات تتمثل في ثلاثة سيناريوهات هي:

1- سيطرة الإخوان المسلمين على السلطة بوسائل غير شرعية، أي خارج صناديق الاقتراع، وهذا السيناريو يفترض أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تدهورت بشدة في مصر، الأمر الذي يفقد النظام القائم القدرة على السيطرة على الوضع، ويؤدي إلى انفلات زمام الأمن، بما يمكن أن يؤدي إلى حدوث فوضى واضطرابات، في ظلها يجد الإخوان فرصتهم لتحقيق هدفهم في الوصول إلى السلطة.

2- حدوث انقلاب عسكري، وهو احتمال استبعده المخططون الإسرائيليون في الأجل المنظور، إذ اعتبروا أن الأوضاع في مصر قد تسوء إلى درجة خطيرة، مما قد يدفع قيادات عسكرية طموحة إلى السعي لركوب الموجة والاستيلاء على السلطة، لكن لدى إسرائيل العديد من الأسباب الوجيهة التي تجعلها تتعامل مع هذا الاحتمال باعتباره مجرد فرضية، ومن ثم تستبعد وقوعه.

3- أن تتفاقم الأوضاع في مصر، بحيث يعجز عن إدارة البلاد خليفة مبارك الذي راهن الإسرائيليون على أنه سيكون واحدا من اثنين: إما جمال مبارك أو السيد عمر سليمان، مما يترتب عليه حدوث موجات من الفوضى والاضطرابات في أنحاء مصر، وهو وضع قد يدفعها إلى محاولة البحث عن خيار أفضل يتمثل في إجراء انتخابات حرة تحت إشراف دولي تشارك فيها جماعات سياسية وحركات أكثر جذرية من حركة كفاية، لتظهر على السطح خريطة جديدة للتفاعلات الداخلية.
بعد عرضه لهذه السنياريوهات الثلاثة قال السيد ديختر ما نصه: في كل الأحوال فإن عيوننا وعيون الولايات المتحدة ترصد وتراقب، بل وتتدخل من أجل كبح مثل هذه السيناريوهات، لأنها ستكون كارثية بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة والغرب.

(2)
في محاضرته ركز وزير الأمن الداخلي على نقطتين أساسيتين هما: أن من مصلحة إسرائيل الحفاظ على الوضع في مصر بعد رحيل الرئيس مبارك، ومواجهة أي تطورات لا تحمد عقباها، بمعنى حدوث تحولات مناقضة للتقديرات الإسرائيلية، الثانية أنه مهما كانت الظروف فإن انسحاب مصر من اتفاقية السلام وعودتها إلى خط المواجهة مع إسرائيل يعد خطا أحمر، لا يمكن لأي حكومة إسرائيلية أن تسمح بتجاوزه، وهى ستجد نفسها مرغمة على مواجهة هذا الموقف بكل الوسائل.

اعتبر الرجل أن العلاقات بين إسرائيل ونظام الرئيس مبارك "أكثر من طبيعية"، وهو ما سمح للقادة في تل أبيب ببلورة عدة محددات تجاه مصر، تمثلت فيما يلي:
* تعميق وتوطيد العلاقات مع فريق الرئيس المصري، ومع النخب الأخرى الحاكمة المتمثلة في قيادات الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، ومع رجال الأعمال.
* توسيع قاعدة العلاقة مع المنظومة السياسية والاقتصادية والإعلامية من خلال الارتباط بمصالح مشتركة تنعكس بالإيجاب على الجانبين.
* السعي لصوغ علاقة أقوى مع العاملين في المجال الإعلامي بمصر، نظرا لأهمية دور وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام وبلورة اتجاهاته.

وهى تنسج علاقاتها في هذه الاتجاهات، فإن السعي الإسرائيلي حرص على إقامة علاقات ويتفق مع أقوى شخصيتين في مصر ستلعبان دورا رئيسيا في الإمساك بمقاليد السلطة بعد رحيل الرئيس حسنى مبارك، وهما ابنه جمال واللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية.
هذا الارتياح إلى التمدد الإسرائيلي في الساحة المصرية لم يحجب عنها حقيقة القلق الذي يعاني منه المجتمع، وهو ما عبر عنه السيد ديختر بقوله إن النظام في مصر يعاني من عجز جزئي في إحكام سيطرته على الوضع بقبضة من حديد، وأن الولايات المتحدة وإسرائيل حريصتان قدر الإمكان على تدعيم الركائز الأساسية التي يستند إليها النظام، ومن بين تلك الركائز نشر نظام للرقابة والرصد والإنذار، قادر على تحليل الحيثيات التي يجري جمعها وتقييمها باستمرار ووضعها تحت تصرف القيادات في كل من واشنطن وتل أبيب والقاهرة.

وأضاف صاحبنا في هذا الصدد أن الولايات المتحدة وإسرائيل -وهما تتحركان بشكل حثيث لتأمين النظام القائم في مصر- تحرصان عبر ممثليهما المختلفين في مصر (السفارات والقنصليات والمراكز الأخرى) على تقديم كل صور العون لحملة انتخاب جمال مبارك رئيسا للجمهورية بعد رحيل أبيه، والهدف من ذلك هو تمكينه من الفوز بتأييد الشارع والرأي العام المصري، ودعم أنشطته المختلفة الاجتماعية والثقافية لكي يصبح أكثر قبولا من والده.

(3)
وهما تسعيان إلى تأمين النظام القائم، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل تبنتا إستراتيجية ثابتة في هذا الصدد، شرحها آفي ديختر على الوجه التالى: منذ دخلت الولايات المتحدة إلى مصر عقب وفاة الرئيس جمال عبد الناصر وتولي السادات زمام الأمور، فإنها أدركت أنه لابد من إقامة مرتكزات ودعائم أمنية واقتصادية وثقافية في أرجائها على غرار ما فعلته في تركيا بعد الحرب العالمية الثانية، وانطلقت في ذلك من اقتناعها بأن من شأن تلك الركائز أن تحجم أي مفاجآت غير سارة تحدث في مصر. والخطة الأميركية التي تغطي ذلك الجانب تعتمد على مجموعة من العوامل هي:

* إقامة شراكة مع القوى والفعاليات المؤثرة والمالكة لكل عناصر القوة والنفوذ في مصر، الطبقة الحاكمة وطبقة رجال الأعمال والنخب الإعلامية والسياسية.
* شراكة أمنية مع أقوى جهازين لحماية الأمن الداخلي مباحث أمن الدولة والداخلية والقوات الخاضعة لها وجهاز المخابرات العامة.
* تأهيل محطات إستراتيجية داخل المدن الرئيسية مراكز صنع القرار القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية والسويس وبورسعيد.
* الاحتفاظ بقوة تدخل سريع من المارينز في النقاط الحساسة في القاهرة، في جاردن سيتي والجيزة والقاهرة (مصر الجديدة) بإمكانها الانتشار خلال بضع ساعات والسيطرة على مراكز عصب الحياة في القاهرة.
* مرابطة قطع بحرية وطائرات أميركية في قواعد داخل مصر وبجوارها في الغردقة والسويس ورأس بناس.

وهو يعلق على هذه الركائز، قال إننا لا نستطيع أن نؤكد أننا حققنا المستوى المنشود، من توفير الضمانات التي من شأنها أن تصد أي احتمالات غير مرغوبة بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة. لكننا أنجزنا بعض الخطوات على الأرض، ونحسب أن بوسعها أن تكبح أي تطورات مباغتة أو عاصفة قوية، وفي كل الأحوال فإن إسرائيل قررت أن تعظم وتصعد من وتيرة وجود ونشاط أجهزتنا التي تسهر على أمن الدولة وترصد التطورات التي تحدث في مصر، الظاهرة منها والباطنة.

إلى جانب عمليات القائمين التي تم اتخاذها، فإن إسرائيل بذلت جهدا من نوع آخر لمساندة نظام الرئيس مبارك، عن طريق دعوة الحلفاء الأميركيين إلى عدم تقليص حجم الدعم الذي يقدم إلى مصر لتمكين الرئيس مبارك من مواجهة الضغوط الاجتماعية والاقتصادية المستفحلة، التي يمكن أن تحدث انفجارات تهز نظامه.

وهو يصف الوضع في مصر، ذكر ديختر أن أزمتها الاقتصادية والاجتماعية من ذلك النوع غير القابل للحل، وقال إن كل الإصلاحات الاقتصادية التي طبقت في مصر في عهد مبارك لم تسهم على الإطلاق في حل تلك الأزمات، وحتى المساعدات الأميركية السنوية البالغة 2.5 مليار دولار لم تعالج الخلل في الهيكل الاقتصادي والاجتماعي المصري لأن هناك خللا بنيويا في الاقتصاد المصري تصعب معالجته بمساعدات هي مجرد مسكنات تخفف من الآلام بشكل مؤقت ثم تعود الأزمة لتستفحل وتتفاقم، وكانت نتيجة ذلك أن الأوضاع عادت في مصر إلى ما كانت عليه قبل عام 1952، الأمر الذي أدى إلى حدوث الانقلاب، الذي قام به ضباط الجيش في ذلك العام، وهو ما أثار مخاوف نظام مبارك، وكذلك مخاوف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وهى التي يمكن أن تبد أي تغيير غير مرغوب فيه، وإذا ما حدث ذلك فإن تداعياته لن تكون مقصورة على مصر، ولكن آثارها ستنعكس على عموم المنطقة.
(4)
هل هناك تهديد حقيقي يمكن أن يؤدي إلى تغيير النظام في مصر، وإذا كان الرد بالإيجاب، فماذا أعدت إسرائيل لذلك الاحتمال؟.. ذكر آفي ديختر أن هذا السؤال يتردد باستمرار داخل مراكز الدراسات الإستراتيجية في إسرائيل، وفي رده عليه قال ما يلي: إن النظام في مصر أثبت كفاءة وقدرة على احتواء الأزمات، كما أثبت قدرة على التكيف مع الأوضاع المتأزمة. ومع ذلك فهناك تهديد ناجم عن تشابك وتعقيد المشاكل والأزمات الداخلية الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية، والآن الحزب الوطني الديمقراطي -الذي يرأسه مبارك- يهيمن على الحياة السياسية.

وفيما يخص الشق الخاص بأسلوب مواجهة إسرائيل لأي تغييرات أو تحولات جادة تحدث في مصر، فإن الوزير الإسرائيلي الأسبق أكد أن الدولة العبرية على تنسيق مع الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بهذه المسألة، وفي الوقت ذاته فإنها على استعداد لمواجهة أي طارئ بما في ذلك العودة إلى شبه جزيرة سيناء إذا استشعرنا أن تلك التحولات خطيرة، وإنها ستحدث انقلابا في السياسة المصرية تجاه إسرائيل، وأضاف "إننا عندما انسحبنا من سيناء فإننا ضمنا أن تبقى رهينة". وهذا الارتهان تكفله ضمانات أميركية، من بينها السماح لإسرائيل بالعودة إلى سيناء إذا اقتضى الأمر ذلك، وكذلك يكفله وجود قوات أميركية مرابطة في سيناء تمتلك حرية الحركة والقدرة على المراقبة، بل ومواجهة أسوأ المواقف، وعدم الانسحاب تحت أي ظرف من الظروف.

وفي هذا السياق ذكر الرجل أن إسرائيل تعلمت دروسا لا تنسى من حرب عام 1967، لذلك فإن سيناء أصبحت مجردة من السلاح ومن المحظور على الجيش المصري الانتشار فيها، وتلك هي الضمانة الأقوى لاحتواء أي تهديد افتراضي من جانب مصر، وهو يعزز رأيه بأن إسرائيل لن تتخلى تحت أي ظرف عن تمسكها بتجريد سيناء من السلاح، مضيفا أن مصر حين طلبت إدخال 600 من أفراد الشرطة -حرس الحدود والأمن المركزي- للتمركز على حدود قطاع غزة، فإن الطلب درس دراسة مستضيفة من جانب الطاقم الأمني، ومرت الموافقة عليه بمخاض عسير داخل الحكومة.

وهو يختتم محاضرته، قال آفي دختر إن القاعدة الحاكمة لموقف الدولة العبرية هي أن مصر خرجت من ساحة مواجهة إسرائيل ولن تعود إليها مرة أخرى، وهي قاعدة تحظى بالدعم القوي والعملي من جانب الولايات المتحدة.
هذا الاستعراض يثير أسئلة عدة حول طبيعة الأصداء، التي أحدثتها ثورة 25 يناير داخل إسرائيل، وحول مصير التجهيزات والركائز التي أعدتها بالتعاون مع الولايات المتحدة داخل مصر لمواجهة احتمالات التغيير "الدراماتيكي"، خصوصا حين وقع من حيث لا يحتسبون، وحين جاء بمن لا يتمنون، إننا لا نعرف شيئا عما يجرى تحت السطح أو يدور وراء الكواليس، لكننا ينبغي ألا نتصور أنهم يقفون صامتين وغير مبالين، ولذلك من حقنا أن نسأل عن حقيقة الدور الذي يقومون به في الوقت الراهن تحت الطاولة وبعيدا عن الأعين.

إستراتيجية التثبيط في معالجة الإفراط السلوكي



كيف نهدّئ الفراشات ولا نسحق أجنحتها؟
إستراتيجية التثبيط في معالجة الإفراط السلوكي

تحدّثنا عن استراتيجيات كثيرة في معالجة المشكلات السلوكية لدى الأطفال بصفة عامة، وعبرنا باستمرار عن المشكلات السلوكية المزعجة دون تصنيف لتقديرنا أن الكثير منها يكون طبيعياً تقتضيه مرحلة النمو ولا يعد أصلاً مشكلاً وإن كان مزعجاً.
وبعضها يعد سلوكاً عابراً لا ينبغي أن يثير اهتماماً مبالغاً فيه لئلا يثبت ويدعّم من حيث لا يدري المربون.
والاستراتيجيات التي سوف نتحدث عنها في الوقفات التالية مخصصة لسلوكيات محددة يتم تصنيفها بداية لنقوم فيما بعد بتحليلها وإيجاد الاستراتيجية المناسبة لتعديلها وإصلاحها.

إستراتيجية التثبيط في معالجة الإفراط السلوكي: قبل أن يحدّد المربي أسلوب التدخل واختيار الاستراتيجية الملائمة يحتاج إلى تصنيف السلوك وتحديده. ونتناول في هذه الوقفة النوع الأول من السلوك المزعج وهو:
الإفراط السلوكي:الإفراط –أو التطرّف- السلوكيّ هو السلوك المزعج المبالغ فيه بحيث يرفض من الجميع. من الأسرة والمدرسة والمجتمع والمجموعات التي ينتمي إليها الطفل.

ومن أمثلة الإفراط السلوكي:
أ- الشجار المبالغ فيه.
ب- العدوانية الزائدة والعناد المفرط.
ت- التمرد المستمر، والتحدي المتكرر لسلطة الوالد بصفة خاصة والسلطة بصفة عامة.
ث- الرد العنيف على المربي (أب، مدرس..)
ج- الاستئثار بانتباه المربي
ح- السباب والتلفظ بألفاظ قبيحة ونابية..
خ- تحطيم الممتلكات العامة وممتلكات الغير.
د- الإفراط في الأكل..
ذ- السرقة والكذب المستمر..
ر- متابعة التلفاز لفترات طويلة (إدمان)
السلوك المتطرف يستوجب تدخلاً للحد منه من خلال التقليل من تكراره في المراحل الأولى للوصول إلى استئصاله نهائياً لاحقاً.

كيف نعالج الإفراط السلوكي؟الإفراط السلوكي يتطلب تدخلاً سليماً ولا يمكن تجاهله، ولذلك يحرص المربي عادة على التقليل من حدته في البداية أو التقليل من حدوثه وتكراره. ليصبح الطفل أقل عنفاً وعناداً وعدوانية أو أقل تمرداً وتدميراً..
مهم جداً وضع الإفراط السلوكي لدى الطفل في سياق خاص ومحدد (تاريخ تعلّمه، ولحظات تكراره وسياق حدوثه) للإحاطة بجوانب مهمة للمربي تساعده على تحديد المشكلة ومحاصرة مثيرات الإفراط السلوكي. ولذلك من المهم تحديد ما يلي:
1- الإشباع النفسي الذي يناله الطفل من خلال الإفراط السلوكي.2- من يوفر للطفل هذا الإشباع. 3- هل يحصل الطفل على لذّة (انتباه، استحسان، مكافآت مادية..) عندما يقع في الإفراط السلوكي؟
هذه الملاحظات ضرورية لاكتشاف المدعّمات التي تكمن وراء الإفراط السلوكي وقد تتطلب من المربي وقتاً وجهداً لتحديدها ومعرفتها.
وفي اعتقادنا إنّ تخصيص وقت وجهد أكبر لاكتشاف هذه المدعّمات أهم وأجدى وأنفع من التدخل السريع بالعقاب والصراخ والتأنيب والنقد. فما أن يتحدد المدعم حتى يصبح الحل أسهل.

تقنيات التثبيطالأساليب التربوية المستخدمة في التقليل من الإفراط السلوكي تسمى تقنيات أو استراتيجيات التثبيط، وهي أساليب كلما لجأ إليها المربي واستخدمها بشكل إيجابي كلما بدأ يستغني عن الأساليب الخطأ في التربية أو الأساليب السلبية من مثل العقاب والصراخ..
1- الإطفاء: هذه التقنية تقوم على استبعاد المدعّم. وهي ببساطة تجاهل الطفل عندما يحدث منه إفراط سلوكي، وهذا لا يعني تجاهل السلوك بل تفويت فرصة الطفل للحصول على المدعِّم. فلو كان الطفل ينتظر استحساناً أو مكافأة من الإفراط السلوكي فتقنية الإطفاء تعني تجاهل المدعِّم. وهذا يقلل بشكل كبير السلوكَ المتطرف ويجعله يتلاشى تدريجياً مع الوقت.
2- التوقيف والانسحاب: وتعني هذه التقنية أن يتجاهل المربّي الإفراط السلوكي ويعبّرَ في الوقت نفسه عن رفضه إما بالانسحاب أو بإدارة ظهره.
3- تكلفة الإفراط السلوكي: وهذا يتم بوضع قانون يشرح للطفل ويحاور فيه ويقنع به ليكون حافزاً خارجياً للتخلي عن الإفراط السلوكي. ومن أمثلة هذه التقنية أن تجعل الطفل يدفع غرامة كلما صدر منه سلوك مفرط – تُحدّد سلفاً في صورة أشياء يراها ذات قيمة (نقود، امتيازات، فترة متابعة شيء يحبّه، فترة لعب..) وهذه التكلفة تختلف عن أسلوب الحرمان. فهي وسائل متفق عليها سلفاً مع الطفل ومحددة لسلوك مفرط سبق ونُبِّه الطفل عليه.
4- التدعيم التفاضلي للسلوك المقابل: هذه التقنية تقتضي تدعيماً إيجابياً من المربي للسلوك المقابل للسلوك المفرط مثل الانتباه ومدح سلوك الهدوء كلّما صدر عن طفل معروف بنشاطه وحركته المفرطة والزائدة. وذلك مقابل تجاهله وعدم انتباهه للسلوك المفرط.
5- التشكيل والمحاكاة: التشكيل يعني منح الطفل مثالاً وأنموذجاً يقتدي به، لا سيما أن يكون هذا الأنموذج طفلاً قريباً من سنه. فيقوم بأداء السلوك المقابل للسلوك المتطرف أمامه ويطلب من الطفل على شاكلة مرح ولعب محاكاة هذا السلوك النموذجي. ويتمّ تدعيم هذه المحاكاة إن تمت بنجاح تدعيماً إيجابياً. مع ضرورة تجنّب أسلوب المقارنة والنقد والتحبيط والملاحظات السلبية التي تربك الطفل بشكل نهائي.
إن عملية التشكيل والمحاكاة ينبغي أن تتم في مناخ من التعاون والتفهم والمرح واللعب لتعطي أُكلها.
6- تغيير المعتقد والصورة: وهذا أسلوب غير مباشر، فبدل مواجهة السلوك المتطرف وأعراضه، أحاول تغيير أفكار الطفل ومعتقداته عن هذا السلوك. ومن هذه الأساليب تبصير الطفل بعواقب هذه السلوكيات على شخصيته وعلاقاته بالآخرين. ويمكن للمربي تعليم الطفل إيحاءات يكرّرها ويردّدها مرات عدة خلال اليوم تحقق له بناء معتقدات إيجابية لازمة لتخليه عن السلوك المتطرف. كما إنّ ترديد هذه الإيحاءات الإيجابية يحقّق للطفل قوة الانضباط الذاتي الذي يأتي نتيجة الأسلوب المعرفي من خلال تغيير الأفكار والمعتقدات.(يمكن الرجوع لكتاب تشكيل الطفل: د. جورج كاليادن للاستزادة في تقنية تعديل السلوك).

إنّ عملية تصنيف السلوك مهمّة وضرورية لحسن التعامل مع الطفل من خلال فصل الطفل عن سلوكه أولاً، ومن خلال تحديد شدة المشكلة وحدتها. وهي خطوات التربية الإيجابية التي تبنى على أسس علمية بعيدة عن العاطفة وسرعة التصرف ولغة الانفعالات والغضب.

نسألكم الدعاء لشعب ليبيا البطل



اللهم يا عزيز يا قادر يا مقتدر يا قهار يا جبار نسألك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام أن تعجل بهلاك القذافي 
وأعوانه ومرتزقته
اللهم مزقهم كل ممزق اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم ومكن لإخواننا من رقابهم 
اللهم اسلبهم مدد الإمهال وامكر بهم وأذلهم واقذف في قلوبهم الرعب اللهم لا تجعل للقذافي وأعوانه سبيلا على إخواننااللهم يا لطيف يا خفي اللطف… ألطف بإخواننا في ليبيا اللهم أنزل السكينة عليهم وحفهم بعنايتك واحرسهم بعينك التي لا تنام وضمهم لكنفك الذي لا يضاماللهم آمين

وسلفية ابتدعوهـا!! …. إبراهيم الخليفة / الرياض

مثل كل الشعارات العظيمة والنبيلة التي يمكن أن يساء إليها وترتكب الجرائم باسمها، ومثل كل كلمة حق يراد بها باطل، تبدو الراية السلفية معرضة لهذا المصير كلما حضر الموضوع السياسي إلى المشهد والوعي، فهي إما راية تخفي التكفير والخروج والصدام المسلح مع أبناء الأمة دون أدنى اعتبار لقضايا المصلحة ودرء الفتنة، أو راية ملوكية وسلطانية ترفع عناوين المصلحة والفتنة في وجه أي نافذة باتجاه التحرر من المستبدين والطغاة. 

هكذا تتحول الراية السلفية الطاهرة في شقها السياسي إلى خنجر تكفيري يفتت الأمة ويجعل بأسها بينها، أو إلى مخدر للوعي السياسي وطوق لحركة الأمة وأداة إجهاض لولايتها السياسية وبساط وردي يسيل له لعاب الطغاة والجبابرة. 
منذ بوادر يقظة بعض الأمة في تونس وإثباتهم أن أعتى الطغاة يمكن أن يتحولوا إلى فئران مذعورة بمجرد أن تستيقظ الأمة وتطالب بحقوقها السياسية، أطل علينا بعض رافعي الراية السلفية الطاهرة ليحدثونا عن الفتنة وعن طاعة ولي الأمر. ولو سمعهم أهل تونس لظلوا في طغيان طاغيتهم يعمهون. 

وحين انتقلت شرارة اليقظة السياسية إلى قلب العروبة الغائب (مصر)، أطل علينا بعض المتوشحين بالراية السلفية ليحدثونا أيضاً عن الفتنة والأمن وطاعة ولي الأمر ليحاولوا قتل وطعن وتشويه أعظم مشهد سياسي في حياة الأمة. يقظة تكسر طوق الاستعباد السياسي وتخرج أعظم وأجمل ما في الأمة وأسوأ وأقذر ما في الحكام. 

الناس انطلقوا للمطالبة بالتغيير السلمي، فواجههم الطغاة بأسلحة القوات الأمنية وقطعوا الإنترنت والاتصال الهاتفي لكي يعيقوا تواصل الناس ولكي يرتكبوا جرائمهم دون شاهد. وحين كانت اليقظة أقوى من أدوات القمع لجأوا إلى سحب القوات الأمنية بطريقة جماعية متزامنة لكي تحل الفوضى ويشعر الناس بفضل الطاغية، ولكن الجماهير كانت أنبل من خبث الطغاة فشكلت لجاناً شعبية تقوم بحفظ أمن الناس. 

حين احترق كرت الفوضى لجأ الطغاة إلى الدهماء والمرتزقة وأطلقوهم بخيولهم وجمالهم وبغالهم ليرهبوا الناس، ولكن يقظة الجماهير كانت أقوى من همجية المرتزقة. 
كان الطغاة يعزفون على وتر الفتنة الطائفية، فأحرقت يقظة الجماهير هذه الورقة، وأصبح غير المسلمين وكنائسهم ودور عبادتهم تحت حماية اللجان الشعبية. 

الجماهير تخرج بالملايين في انتظام وحركة سلمية تثبت أن الأمة إذا اجتمعت ارتقت أخلاقها وتهذب سلوكها في مقابل همجية ووحشية الطغاة وكتابهم وإعلامهم الرخيص. 
وسط هذا المشهد الرائع ليقظة الجماهير وانتظامها وسلميتها في مقابل همجية ووحشية الطغاة أطل علينا إعلام منافق يحاول أن يشوه روعة الشعوب حين تميط اللثام عن وجه الطغاة القبيح، وأطل علينا جهال ومنتفعون يرفعون الراية السلفية ليصفوا هذا المشهد التاريخي في حياة الأمة بالفتنة. 

لقد تحولت قاعدة مراعاة المصلحة ودرء الفتنة من ميدان عملها الإيجابي الأول، وهو العلاقة بأمة المسلمين، إلى ميدان عملها السلبي، وهو العلاقة بالحاكم المتغلب. 
وحين يتم إعمال هذه القاعدة ضمن ميدان عملها الصحيح، فإن التكفير الجماعي هو أول وأهم وأكبر ما يؤدي إلى هدم مصلحة عموم الأمة وزرع الفتنة بين أبنائها، أما الحاكم المتغلب فقد توجد المصلحة ضمن حالة استثنائية وظرفية ينبغي أن تقدر بقدرها بحسب مصالح الأمة لا بحسب مصلحة الحاكم، وذلك حين ترجح احتمالات الدخول في الفوضى والحروب الأهلية. 
أما في غير هذه الحالة، فإن إعمال قاعدة المصلحة ودرء الفتنة يؤدي إلى ترسيخ الاستبداد وتعطيل فرص الإصلاح السياسي وإجهاض دواعيه، وبالتالي مراعاة مصلحة الحاكم لا مصلحة الأمة. 

وفي إطار الثقافة السلفية، أصبحت مسألة المصلحة ودرء الفتنة تثار كلما تعلق الأمر بالحكام، حتى في مواجهة أبسط التعبيرات أو الأنشطة السياسية التي لا تمس مشروعية الحكم، بينما لا يكاد يوجد لمراعاة المصلحة ودرء الفتنة أي ذكر إزاء فتاوى التكفير والإخـراج الجماعي من الملة، حتى وإن خدمت المحتل غير المسلم وخرجت في وقت حاجته الماسة إليها. 
إن من الظلم والخيانة للأمة والاصطفاف في صف الطغاة والغزاة وأعوانهم، أن توصف الحركة السلمية التي تجمع الملايين وتوحدهم عند مطالب سامية ونبيلة بأنها فتنة. 

هذه الحركة السلمية السامية والنبيلة هي التي رفعت مستوى انتظام الملايين وأظهرت نبلهم الأخلاقي وروعتهم التنظيمية إلى حد القدرة على تسيير جموع الملايين بسلاسة وانتظام لا يكدر صفوه سوى مكر الطغاة وأعوانهم ومأجوريهم في الشوارع أو في وسائل الإعلام. 
هذه الحركة السلمية السامية والنبيلة هي التي جعلت الطاغية يقدم التنازلات تلو التنازلات ويقدم القرابين ويضحي بالمقربين لكي يمتص هذه اليقظة ويبقى فوق العرش، فهل هذه فتنة أم أنها أعظم وأنبل وأسمى آليات مواجهة الاستبداد واستعادة روح الأمة وقوتها وفاعليتها؟!. 

لا نستغرب من الإعلام الرسمي المصري أن يقف ضد الثورة ويسعى إلى التعتميم عليها وتشويهها بكل ما أوتي من قوة وخسة، ولكن نستغرب من الفتاوى والدعوات التي يرفع أصحابها الراية السلفية ليطعنوا يقظة الأمة ويخذلوها ويسفهوها لمصلحة الطغاة والجبابرة ولمصلحة الإسرائيليين المذعورين مما يحدث في مصر. 
والواقع أن الداء قديم وواسع ومستفحل، خصوصاً لدينا في السعودية، معقل الطرح السلفي. فالمدرسة السلفية لدينا تحمل مضموناً عقائدياً وتعبدياً واسعاً، ولكنها بلا إرث سياسي وبلا مشروع سياسي وبلا وعي سياسي سوى إرث ومشروع ووعي المُلك العضوض وثقافته وسننه. 

هيئة كبار العلماء تتصرف كأي مجموعة من الموظفين الذين يجتهدون ـ بوعي أو بغير وعي ـ في إثبات ولائها للسلطة وتنافس العامة في النأي بأنفسها عن الحديث في مجال السياسة أو المناصب أو المال العام أو العلاقات الخارجية أو العدالة الاجتماعية والاقتصادية أو المساواة، ثم تنافس أجهزة الإعلام الرسمية في الحديث عن القضايا العامة، وذلك حين تطلب منها السلطة ذلك وفي الاتجاه الذي ترغب فيه السلطة!! 
إنها تتعامل مع الحجج والمصطلحات والنصوص بطريقة انتقائية تسمح بإضفاء الشرعية على مواقفهم، مثل قضية الفتنة والمصلحة وطاعة ولي الأمر. وكما هو واضح، فإن هذه المصطلحات والمبادئ تسمح بالهروب وتبرير المواقف وتجنب عرض وجهة النظر الشرعية النظرية في المسائل ذات الصبغة السياسية. 

وفي مقابل هذه العدمية والتواري إلى الظل في مواجهة القضايا الكبرى، ستجد أن هؤلاء العلماء جريئون وغير مهادنين في كل ما يتعلق بعامة الناس، وستجد أنهم ضيوف دائمون في برامج الفتاوى حيث تتم الإجابة باستفاضة على أسئلة البسطاء والمطلقات والعجائز، ويتم اختيار أشد الآراء وأكثرها تضييقاً، وتتوارى حجج المصلحة والفتنة وما إليها، حتى أنهم يعيدون ويكررون تصورهم للفرقة الناجية ويضيقون دائرتها إلى حدود تؤدي إلى استبعاد الغالبية الساحقة من المسلمين من دائرة الفرقة الناجية. ولا تسأل في هذه المنطقة عن حجج المصلحة وتلمس الأعذار وتوخي الحذر في الحكم على عقائد الناس!! 

مدرسة بلا إرث سياسي وبلا مشروع سياسي وبلا وعي سياسي (المدرسة السلفية). مدرسة صِدامية وعالية الصوت في ميدان العقيدة والعبادة، إلا أنها خرساء وخانعة في ميدان السياسة والحكم!! 
مدرسة ترفع راية الخلفاء الراشدين وتطبق منهج الأمويين والعباسيين والعثمانيين في مجال السياسة. مدرسة قوامها التقليد، وهذا يوفر لها إرثاً ضخماً وهائلاً في ميادين العقيدة والعبادة والمعاملات تستطيع أن تنتقي منه ما تشاء، ولكن التطور السياسي قوامه الاجتهاد والنقد المستمر للذات، وهو ما لا تجيده هذه المدرسة، وبالتالي فحين لزمها إيجاد المشروع السياسي لجأت إلى ما تجيده وهو التقليد، فلم تجد سوى إرث الأمويين والعباسيين والعثمانيين!! 

تلك هي المعضلة المركزية التي تعاني منها المدرسة السلفية في ميدان السياسة، وهذا هو السبب الجوهري الذي يقف خلف الإفرازات المتنافرة لرموزها على الصعيد السياسي، وهي التي تجعل كلاً منهم مطمئن إلى سلامة موقفه رغم كل هذا الاختلاف والتناحر!! 

هذا الغياب والإملاق الهائل في ميدان السياسة، أدى إلى سهولة وقوع أتباع التيار السلفي في براثن الاستبداد وسهولة استخدامهم في ترسيخه وتسويغه وسهولة إشاعة الشعارات الفارغة والمضللة بينهم!! 
فلنبدأ بعرض بعض الشعارات المضللة التي تشيع بين حاملي الراية السلفية على وجه الخصوص، والتي لا يستفيد منها إلا المستبدين. 

من أبرز الشعارات المضللة، ومن أشهر كلمات الحق التي يراد بها باطل أو أنها تقود إلى الباطل القول، بأن دستورنا هو الكتاب والسنة. وهذه الجملة تعد من الجمل الأخاذة والمؤثرة التي لا خلاف على مضمونها، على الأقل بين غالبية المسلمين، إلا أنه يتم توظيفها بصورة سيئة تؤدي إلى خدمة الاستبداد وتغييب الوعي السياسي. فالدستور في النهاية هو تنظيم لشكل وطريقة عمل السلطة السياسية وتحديد للحقوق الأساسية للمواطنين. فما الضير في ذلك؟ ولماذا نجعل الأمر وكأنه لا بد فيه من مخالفة الكتاب والسنة؟! 

- إننا في أمس الحاجة إلى الدستور بما لا يخالف نصوص الكتاب والسنة، بل بما يجسد مبادئهما العامة المتعلقة بالشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولو وجد هذا الدستور وعكس قيم الإسلام العامة لما شاهدنا هذه الإفرازات السياسية المتنافرة لعلماء ورموز التيار السلفي!! 

من كلمات الحق التي يراد بها باطل القول، بأن الإسلام لم يحدد شكلاً معيناً للحكم. وهذه الكلمة تساق من قبل الكثيرين لتبرير وإضفاء شرعية على أنماط الحكم الاستبدادي. والواقع أن الإسلام لم يحدد شكلاً معيناً لنظام الحكم، ولكنه شرع قيماً معينة لا بد من تحقيقها، وفي مقدمتها الشورى والعدل والمساواة. وأي حكم يخل بهذه القيم لا يستحق إضفاء المشروعية عليه مهما كان شكله. 

من مبادئ الحق التي تقود على الصعيد السياسي إلى الباطل تجنب دراسة المضمون السياسي لعصر الخلافة الراشدة بحجة الإمساك عما شجر بين الصحابة. والواقع أنه لا خلاف حول المبدأ، ولكن توظيفه على الصعيد السياسي يؤدي إلى كوارث لا حدود لها، بل يؤدي إلى مخالفة العديد من الأحاديث الواضحة والصريحة. 
وللأسف، فإن الكثيرين عبر التاريخ تناولوا الموضوع من زاوية شخصية وبغير وعي سياسي عميق، فنتج عن ذلك "شخصنة" الأحداث وتحويل الموضوع إلى موالاة ومعارضة ومدح إلى حدود التقديس وذم إلى حدود الإثم. والواقع أنه يوجد مدخل صحيح لتناول عصر الخلافة الراشدة بصورة علمية وموضوعية لا تمس الأشخاص بل تنصب حول السنن. 
لماذا لا نتحدث عن السنن بدلاً من الحديث عن الأشخاص، فنحن مأمورون بإتباع سنة الخلفاء الراشدين والعض عليها بالنواجذ، ومنهيون عن محدثات الأمور بعدهم؟! 

لو تأملنا سنن الخلافة الراشدة لوجدنا أن أهم ما فيها أنهم لم يصلوا إلى الحكم عن طريق السيف والتغلب ولم يورثوا الحكم إلى أبنائهم وأقاربهم. ولو تأملنا الحكم الذي جاء بعدهم، لوجدنا أن ما تجنبه الخلفاء الراشدون هو بالضبط ما أصبح سائداً من المحدثات التي نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم في معرض أمره باتباع سنن الخلافة الراشدة والعض عليها بالنواجذ. 
أيها الرافعون للراية السلفية: لا تعيقوا يقظة الأمة، بل باركوها وادعموها ورشدوها، فهي السبيل الوحيد للخروج من الاستبداد والتخلص من الحكم الجبري الذي أنبأ عنه الرسول، صلى الله عليه وسلم.
—————————————
منقول من مجلة العصر    http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&ContentId=11728

الاثنين، 21 فبراير 2011

أبو تريكة والثورة



قبل ساعات قليلة من إعلان الرئيس مبارك تنحيه عن السلطة ، كان موقف أبوتريكة من مظاهرات الشباب والتي تحولت إلي ثورة شعبية يمثل علامة استفهام كبيرة أمام كل المصريين ، خاصة بعد أن التزم الصمت.
 والحقيقة التي لا يعلمها الكثيرين أن أبوتريكة لم يكن سلبيا في التعامل مع الأحداث كما ظن وردد البعض ، وهناك من تعمد مهاجمته ونقد صمته لأنه رفض إجراء مداخلات هاتفية مع القنوات الفضائية ، أو تصريحاته صحفية ، والمقربون فقط منه ، ومن بينهم عدد من زملائه في فريق الأهلي ،كانوا يعرفون انه كان من اشد مؤيدي الثورة منذ اندلاع شرارتها الأولي ، إلا انه تراجع عن إعلان تدعيمه وتأييده للثورة في بدايتها بعد أن رأى الكثيرين يهرولون لركوب الموجة ، وخشي أن يعلن تأييده حتى لا يدخل في زمرتهم ..
 ولكن .. تبقي هناك أسئلة تفرض نفسها.. أسئلة فضلنا أن نطرحها علي أبوتريكة نفسه في أول حوار ، وربما الأخير ، الذي سيتحدث فيه أمير القلوب عن ثورة الشباب ، وثورة الشعب ، ثورة 25 يناير ، ومن جانبه هو تكفل بنقل كل المشاهد التي رصدها بالصوت والصورة ، مشاهد جعلته يدلي باعترافات خطيرة في حواره لـ "مجلة الأهلي" .
 * كابتن أبوتريكة .. لماذا تأخرت في إعلان تأييدك للثورة.. فالبعض يرى أنك نزلت لميدان التحرير بعد أن علمت أن الثورة نجحت، فأردت أن تكسب جولة بظهورك في المشهد الأخير.. ما تعليقك ؟
 ** في البداية اعترف أنني تأخرت، ولكن تأخري لم يكن معناها أنني تأخرت في إعلان تأييدي للثورة، وتأخيري كان سببه الكثير من الأشياء، لم يعد هناك مجال للحديث عنها.. كل المقربين مني ، كانوا علي علم بأنني كنت مع الثورة من اندلاع شرارتها الأولي
 * هل تعرضت لضغوط من جهات عليا، أو تلقيت تعليمات للنزول للميدان من اجل إقناع المتظاهرين بالرحيل من الميدان بعد أن استجاب مبارك لعدد من مطالبهم ؟
 ** لو كان هذا صحيحا ، لتواجدت في ميدان التحرير في وقت سابق ، وقبل أن تتحول المظاهرات إلي ثورة ، ولكنت ظهرت داعما للنظام في أي مناسبة ومن خلال أي وسيلة .. كل ما تردد غير صحيح على الإطلاق ، والبعض استغل صمتي ليوجه اتهاماته إلي حيث يشاء .
* ما دمت كنت مؤيدا للثورة ، لماذا ذهبت للميدان في اليوم الأخير من الثورة وهو يوم الجمعة الماضي ، ولم تواصل صمتك حتى النهاية ؟
** كنت عقدت العزم علي الصمت حتى النهاية.. ولكن عندما عادت الأزمة إلي نقطة الصفر، قررت أن اكسر حاجز الصمت.. ونزلت وشاركت
 * ماذا تقصد بنقطة الصفر؟
 ** عندما القي الرئيس مبارك بخطابه الثالث مساء الخميس الماضي شعرت بصدمة حقيقية، ورفضته مثل الملايين من الشعب، وقتها قررت أن أتخلي عن صمتي، خاصة وان هذا الخطاب أعاد الأزمة إلي نقطة الصفر من جديد، من خلال تأكيد الرئيس علي بقائه..
 * ومتى اتخذت قرارك بالنزول لميدان التحرير ؟
 ** عقب انتهاء الخطاب الصادم مباشرة .. وعندما شاهدت رد فعل الملايين وإصرار الثوار علي البقاء في الميدان حتى تلبية كل مطالب الشعب .. واعترف لكم أنني كثيرا ما كنت أفكر، ونويت علي النزول والمشاركة في الثورة متنكرا، ولأول مرة في حياتي اشعر أن الشهرة قيد حقيقي علي
 * وهل استشرت أحد من الأهل أو الأصدقاء.. خاصة وان الثوار والمتظاهرين رفضوا بينهم عدد من الرموز والشخصيات العامة بينهم ، ومن بينهم عدد قادة سياسيين ونجوم الفن والغناء ، والرياضة أيضا ؟
 ** لا .. لم استشر أحدا ..ولم أصطحب معي أحد وأذيع لكم سرا أن زوجتي لم تعلم بأمر نزولي لميدان التحرير ، إلا بعد عودتي.
 * كنت محظوظا بأن ظهورك الأول تزامن مع اليوم الأخير في ملحمة الثورة، أرو لنا عدد من المشاهد والمشاعر التي رصدتها وعشتها وأحسست بها وأنت مع الثوار في قلب الميدان ؟
 ** لقد توجهت بسيارتي إلي حيث مقر النادي الأهلي بالجزيرة ، ووضعت سيارتي في جراج الأوبرا ، وفضلت أن اقطع المسافة بين مقر النادي الأهلي وميدان التحرير ، من خلال كوبري " قصر النيل " سيرا علي الأقدام ، وكنت أحاول قدر الإمكان إخفاء وجهي حتى أتمكن من الوصول سريعا للميدان واللحاق بخطبة الجمعة.
 وتابع أبوتريكة مبتسما : " عندما وصلت إلي الميدان ، تعرضت لموقف طريف للغاية وأنا أقف أمام احد الحواجز ، حيث طلب مني احد جنود الجيش إبراز بطاقتي الشخصية حتى يتفحصها ويتأكد من هويتي قبل أن يسمح لي بالدخول ،واكتشفت أنني نسيت بطاقتي في السيارة ، وقبل أن أقدم نفسي للمجند فوجئت بعدد من الشباب يصرخون وهو يهرولون نحوي .
 * علمنا انك كنت ترتدي جاكتا اسود اللون .. لماذا ؟
 ** لم يكن نوع من التنكر .. لقد علمت من الفضائيات انه بعد صلاة الجمعة سيؤدي الملايين من المتظاهرين صلاة رمزية علي روح شهداء الثورة ، وكنت حريصا علي المشاركة في هذه الصلاة ، وارتديت الجاكت الأسود لأنه في عرفنا وتقاليدنا بات رمزا للحزن والحداد.
 * هل كنت فعلا حريصا علي أن تدخل الميدان حاملا لعلم مصر ؟
 ** لا .. لقد فوجئت لحظة دخولي بشاب يبيع الأعلام ، وقدم لي علما ، وقال لي " ده هدية يا كابتن ".
 * صف لنا مشاعرك وأنت في قلب الميدان وتقف بجوار الثوار الأبطال ؟
 ** شعرت بلحظة لا يمكنني أن أصفها ، كل ما يمكنني أن أقوله إننى شعرت أنني أقوم بعمل عظيم ، ربما، بل أكيد هو أعظم عمل شاركت فيه في حياتي ، وهناك شعرت بأنني صغيرا للغاية أمام عمالقة من الشباب كانوا يقومون بعمل بطولي خارق ، أنا شاركت معهم فقط من خلال صلاة الجمعة ، وهم واجهوا الموت طوال أيام طويلة ، رابطوا في الميدان علي قلب رجل واحد ، وتحدوا كل الأخطار والمصاعب ، هل هناك اخطر ولا أصعب من مواجهة الموت كل لحظة من اجل مصلحة الوطن؟!!
 * بصراحة .. إلا كنت تخشي من رد فعل الثوار تجاهك بعد تأخرك ؟
 ** لا .. إطلاقا.. نعم هناك من عاتبني، ولكنه كان عتاب الأحباب، وتقبلته بصدر رحب، وكان معهم كل الحق.. وبنفس القدر تقبلت تعليقات رافضة من البعض علي عدد من المواقع الرياضية.. هذه نقطة لا تستحق أن نتوقف أمامها طويلا.
هل حرصت علي الحديث مع الثوار ؟
 ** لا .. الظروف لم تسمح لأنني وجدت نفسي بمجرد انتهاء صلاة الجمعة فوق الأعناق، والشباب يهتفون باسم مصر وباسمي، التف حولي الآلاف ، وهو ما دفع رجال الجيش للتدخل لتأميني ، حتى أننى سمعت رجل عجوز ينظر إليها وهو يصرخ " أبوس أيدك امشي يا أبوتريكة " .. كان يخشي عليَ من الاختناق أو التعرض لإصابة بفعل اندفاع الثوار نحوي.
 * ما هي الكلمات التي سمعتها وهزتك بقوة ؟
 ** كثيرة هي الكلمات والهتافات التي هزتني، وكثيرا ما تمالكت دموعي، وأكثر ما هزني أن احد الأطفال امسك بيدي بقوة، وطالبني بالبقاء، وقال لي " ورحمة اخويا شهيد الثورة.. خليك معانا شويه " .. وعلمت أنه الأخ الأصغر لشهيد الثورة من أبناء المنصورة.
 * وما هي اللقطة التي شاهدتها في ميدان " الثورة والتحرير والشهداء " ومازالت عالقة في أذهانك حتى الآن ؟
**عشرات بل مئات المشاهد التي ستبقي خالدة في قلبي ومحفورة في عقلي ، ولكن هناك مشهد اعتبره الأعظم في حياتي ، عندما كنا نؤدي صلاة الجمعة ، وكنا مئات الألوف ، بل ملايين ، كان من الصعب أن نسمع صوت الإمام ، وعندما كان الإمام يركع أو يسجد كنت اسمع بوضوح ما يطالبنا بالركوع والسجود ، وبعد الصلاة اكتشفت أن من كانوا ينقلون صوت الإمام إلي المصلين هم إخوة من الأقباط .. ياله من مشهد رائع .. ولا يمكنني أن اعبر عنه أو أصفه بكلمات.. واشكر الإخوة الأقباط أنهم منحوني شرف مشاهده أجمل لقطة في حياتي.
 * هل تعلم أن الثوار أطلقوا اسمك علي أحد المخيمات التي كانوا ينامون فيها داخل ميدان التحرير ؟
 ** لا أعلم .. الكلام ده بجد؟
وهل تعلم أيضا أن هناك من نفي قيامك بالتواجد في ميدان التحرير ؟
 ** ضحك أبوتريكة ، وقال : " الكلام ده برضه بجد ؟