السبت، 19 فبراير 2011

ثورة مصر بحاجة للمصريين …. معتز بالله عبد الفتاح


لو كانت ثورة 25 يناير ثورة ضد محمد حسنى مبارك فقط، فهى ثورة غير مكتملة. لن تكتمل الثورة إلا بأن تكون ثورة خماسية الأبعاد:
  • ثورة فى الأخلاق الشخصية،
  • وثورة فى الآداب العامة،
  • وثورة فى احترام العلم والثقافة،
  • وثورة فى المشاركة فى العمل العام والتطوع فى خدمة الوطن،
  • وأخيرا ثورة فى تطبيق قواعد الحكم الرشيد فى إدارة شئونها السياسية والاقتصادية بالتأكيد على أهمية الديمقراطية والمساءلة والمؤسسية وحكم القانون 
وقد شهدنا بعض مؤشرات تدعو للتفاؤل، لكن العقبة كئود والسفر طويل.
إذن اسمحوا لى أن أقول، إنها ثورة فاشلة تلك التى تنال من شخص، ولكنها لم تنل من الثقافة والبنية المؤسسية التى أنتجته.
صديقى عمر على (فيسبوكاوى مثلى) يقول: «نريد أن ننشر ثقافة الديمقراطية قبل ممارستها. والحق أن هذا عمل شاق ويحتاج إلى مأسسة وجهود متضافرة وخصوصا فى الجانب الإعلامى الذى أرى أنه حتى الآن لايزال يدافع عن نفسه ومواقفه السابقة، فكيف نستفتى أناسا معظمهم لا يعرف ما هو الدستور أو تعديلاته؟ وكيف يعرف هؤلاء فى القرى مثلا أن يقيموا مرشحا للبرلمان ناهيك عن الرئاسة؟ أعتقد أنه آن الأوان لدحض (ثقافة اللى تعرفه أحسن من اللى متعرفوش) وثقافة (ده شبعان غيره هيبدأ يسرق من الأول) وأنا مستعد أن أشارك فى أى مشروع يطرح لنشر الوعى». شكرا يا عمر، وابدأ بالعمل من خلال تثقيف نفسك أولا بقراءة كتابات المتخصصين فى الموضوع ثم انشر ما تعلمته على الفيس بوك وبين أصدقائك وذويك.

يقول صديقى أحمد طه (فيسبوكاوى آخر): «ما يحدث حاليا لمجتمع حُرم من الحرية لمدة حوالى 60 عاما أشبه بما يحدث عند فتح الصنبور بعد انقطاع المياه لفترة طويلة، فى البداية يخرج الماء مندفعا، متغير اللون، يحمل أتربة وأشياء غير طيبة، وذلك لفترة قصيرة، يليها خروج الماء بشكل طبيعى مستعيدا لونه وخواصه المعروفة. نحن الآن بصدد فترة نزول الأتربة والأشياء الضارة ونتمنى ألا تطول». أحسنت التشبيه يا أحمد.

أنا أطالب أجهزة الإعلام المصرية أن تشرع فورا، ودون إبطاء، فى عمل برامج تثقيفية على شاشاتها للمصريين لتوضيح معنى الديمقراطية كنظام حكم، وماهية القيم التى تحكمه لاسيما التسامح السياسى والثقة فى المؤسسات وأهمية المشاركة وإجراءات الانتخابات، ومخاطر التزوير، وبيع الأصوات، والتصويت العائلى. إن محو الأمية السياسية لا يقل فى أهميته عن محو الاستبداد لأنه لولا الأمية السياسية لما شهدنا عملية «الاستحمار» السياسى التى قال بها على شريعتى والتى أشار إليها القرآن الكريم بقوله عن فرعون: «فاستخف قومه فأطاعوه».

نحن بصدد عملية تحول لا مجال فيها للأخطاء، وإلا ندمنا وتكبدنا من الخسائر ما لا نطيق. وكما قال حافظ إبراهيم فى قصيدته الشهيرة:
نحن نجتاز موقفا تعثر الآراء فيه وعثرة الرأى تردى.
فقفوا فيه وقفة الحزم وأرسوا جانبيه بعزمة المستعد
أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق ودراته فرائد عقدى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق