الأربعاء، 9 فبراير 2011

شوية نصائح .. من ” ثورجي ” قديم … بقلم د/ أشرف نجم


للأسف أنا بعيد عن ميدان التحرير بجسدي، لكن روحي هناك … معجب أنا بهذا الجيل الثائر الذي استطاع أن يحطم حاجز الخوف، ويهزم واحدة من أكبر الدول الأمنية في العالم .. وهيئوا للشعب العظيم - الذي ظن الكثيرون أنه قد مات – أن يخرج كمارد عظيم من قمقمه ويحطم الظلم.
لم يكن جيلنا مثل هذا الجيل "الثورجي" لكنه لم يكن خانعاً ولا مستسلماً .. كان الشباب حولي في الجامعة وحتى قبلها وبعدها حراً يرفض الظلم، ويأمل في التغيير، كنا نقوم بالمظاهرات في الجامعة بعشرات الآلاف، أزلنا عميد كليتنا " المتجبر " وحطمنا ظلمه، وذقنا طعم حريتنا في الجامعة فوجدناه رائعاً، بعدها دافعنا عن حقنا في انتخاب ممثلينا في اتحادات الطلاب ورضخت لنا الإدارة .. وفزنا بكل اتحادات مصر .. ثم تحركنا إلى الأمام فحاولنا إحياء "اتحاد طلاب مصر" بتحرك جاد كاد يؤتي ثماره.
لم يكن هذا فحسب .. بل جازفنا - وحدنا – بالخروج خارج الجامعة بمظاهرات عارمة قابلها الأمن المركزي بوحشية مفرطة، اعتقل منا المئات، وعذب منا العشرات، ولكننا كنا نعود مرة أخرى للحرم الجامعي لأننا لم نكن نعرف إلى أين نسير .. الحق أننا لم نكن نعرف الطريق إلى "ميدان التحرير".
ليس جيلنا هو البطل .. ولكنه مهد – هو والأجيال قبله وبعده – لظهور جيل الثوار .. كل ذلك أعطاني بعض الحق في أن أسطر هنا بعض النصائح لأبطالنا الثوار الجدد .. وأعلم أنهم يسمعونني ويتقبلون.

o إياكم أن تتوقفوا قبل أن "يسقط النظام" … كل منظومة الذل والهوان والظلم، رأسه هو مبارك ومن حوله، وحكومته وأبواق إعلامه، والأحزاب الكرتونية التي أنشأها .. لا تقنعوا بتفويض السلطات أو حتى الرحيل .. يجب أن يسقط كل النظام.

o لا تحصروا الثورة في ميدان التحرير … تحركوا إلى الأمام وإلا تموت الثورة … طبقوا هتافكم "ثورة في كل شوارع مصر" … اضغطوا أكثر وأكثر .. وهددوا بالتصعيد دوماً .. أنتم أصحاب القوة والنظام يترنح.
o لا تتحدثوا عن "مطالب" بل "قرارات" … شكلوا قيادة موحدة للثورة، وأصدروا قرارات نهائية، وأعلنوها ولا تتوقفوا حتى تتحقق على أرض الواقع .. الثورات ليس لها مطالب .. الثورات هي القوة تصدر قرارات والنظام المترنح يطيع.
o لا تنزلقوا في حفرة "الحوار" .. يا شباب الثورات لا تحاور .. ولا حتى تفاوض .. الثورات تأمر والنظام المهزوم يسمع ويطيع .. لا حوار حتى يرحل كل النظام، فنتحاور مع الشرفاء حول كيف نبني نظامنا الجديد العادل.
o احذروا التنازع فتفشلوا … كونوا على قلب رجل واحد، التمسوا الأعذار لمن يتصرف منفرداً وأرجعوه لصفكم، نسقوا مع كل شريف في البلد.
o لا تـُـخـَـوِّنوا أحداً … أسمع نغمات تنتقد الإخوان تارة، والأحزاب تارة أخرى، وبعض الشخصيات العامة مرة ثالثة .. لا تفعلوا، لست في وضع يعلمكم آداب الحوار لكني أذكركم به .. وأنتم أهله.
o استعدوا لتشكيل كيان سياسي لمراقبة "الحرية" .. لا تتحولوا إلى حزب سياسي، ولا تنضموا إلى أحدها، كونوا حراساً لإنجازات ثورتكم طوال الوقت، وتصدوا لمن يحاول الالتفاف عليها.
o احذروا "ثعالب النظام" .. لا تسلموا ثورتكم لأحد خاصة بقايا النظام البائد الذين يلمعون أنفسهم كمعتدلين ليعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء .. لا تقبلوا وصاية أحد، فمصر مليئة بالشرفاء.
o انتبهوا للمؤامرات الخارجية … الكل يبحث عن مصالحه فقط، الغرب بالذات ليس من مصلحته أن تكون دولتكم حرة ديمقراطية .. ارفضوا أي تدخل خارجي.
o المفسدون لا يصلحون … إياكم أن تصدقوا الكاذبين أنهم تابوا وأنابوا، إياكم أن تعتقدوا أنهم أصبحوا إصلاحيين واستوعبوا الدرس .. "ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون" .. اطردوهم جميعاً.
o الجأوا إلى الله.
آسف لأني تجرأت على نصحكم .. لكن ألحت علي روحي الثورجية .. فاعذروني.
———————-

منقول من موقع   http://www.deltaelyoum.com/index.php

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق