الأربعاء، 31 يوليو 2013

خرفان المرشد ولاحسو البيادة.... معتز بالله عبد الفتاح


«فى هذه اللحظات الدقيقة من عمر الوطن، أود أن أوجه حديثى لكل أصدقائى، بل لكل المصريين: أنا أعذركم كلكم فى أى موقف تتخذونه سواء كنت مؤيداً أو معارضاً أو محايداً أو متردداً أو غير قادر على أن تأخذ موقفاً محدداً. بل أنا أصدق أن كل مواقفكم مواقف وطنية لثلاثة أسباب:

مجتمع سفسطائى ولا سقراط له.... معتز بالله عبد الفتاح


من يتابع الجدل المصرى الحالى بشأن ما حدث منذ 25 يناير وحتى الآن، يكتشف أننا مجتمع أصيب بمرض «السفسطة» والتى هى عند Sheldon Wolin (وهو عملاق من عمالقة دراسة الفكر الغربى): «مهارة استخدام مفردات اللغة لإثبات صحة الحجة أو عكسها من أجل الوصول إلى حقيقة معينة تخدم مصلحة صاحبها».

إذن، هذه السفسطة تتكون من ثلاثة عناصر كبرى وفقاً لـSheldon Wolin: مصلحة ذاتية، حجة مفبركة، لغة غامضة.

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

الحشود.. والجنود: سطوة القوة ..بـإسم الشعب أم بإرادة الناخبين.... هبة رءوف عزت‎

توقفت منذ منتصف يونيو ٢٠١٣ عن الكتابة على وسائط التواصل الاجتماعي من تويتر وفيسبوك..والتي كانت مساحتي البديلة للتفكير بصوت عالِ والتفاعل مع ما يحدث على الساحة.. وذلك منذ أوقفت مقالي الأسبوعي يوم الأحد في جريدة الدستور عام ٢٠١٠ بعد أن تغيرت ملكية الجريدة وإدارتها قبل ثورة يناير ٢٠١١ وهي الجريدة التي انتظمت كتابتي فيها بعد جريدة الشعب حين كان يرأس تحريرها ا.عادل حسين ،والتي كتبت فيها لسنوات بانتظام في التسعينات.

وكنت قد تجنبت بعد الثورة الظهور في الفضائيات ووسائل الاعلام أو الادلاء بأحاديث صحفية رغم الدعوات المتكررة- حتى أثار ذلك تساؤلات البعض- لأنني ببساطة ملتزمة بالتدريس وبعملي الأكاديمي الذي أعطيه أولوية مطلقة.. وأراه دوري الأساسي في نهضة وطني من ناحية.. ومن ناحية أخرى لحرصي فيما يتيسر لي من وقت على التجوال في ربوع مصر المحروسة من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها - طمعاً في فهم أكبر لعلاقة الدولة بالمجتمع.. بعيدا عن صخب الإعلام.

مقال احمد منصور الذي منعته جريدة الشروق من النشر بأوامر من العسكر ..

مقال احمد منصور الذي منعته جريدة الشروق من النشر بأوامر من العسكر .. 

قتل الإنسانية في الشعب المصري

لم تتوقف الجرائم البشعة ضد المصريين الرافضين للانقلاب العسكري الذي وقع في الثلاثين من يونيو الماضي وأعلن رسميا عنه في الثالث من يوليو، ويلاحظ أن هناك تصاعدا في مستوى ونوعية الجرائم التي ترتكب وأعداد الضحايا لكن الخيط الذي يجمع بينها هو أن خبراء القانون الدولي يصنفونها بأنها جرائم ضد الإنسانية من مسلحين بأسلحة نوعية ضد مدنيين عزل يقفون في وجه انقلاب عسكري وانقلابيين سلبوا منهم ثورتهم وحريتهم والديمقراطية الوليدة التي حققوها بدمائهم وشهدائهم، والجديد في هذه الجرائم هو أنها ارتكبت في عدة مواقع ضد مصلين راكعين وساجدين أو داخل المساجد في دولة مسلمة..

فمن مذبحة دار الحرس الجمهوري إلى مذبحة المنصورة إلى الاسكندرية إلى مدن مصر الأخرى وصولا إلى أكبر المذابح في التاريخ المصري الحديث كما قال المستشار طارق البشري وهي مذبحة المنصة فجر الثامن عشر من رمضان و التي راح ضحيتها ما يزيد على مائة وعشرين شهيدا وأكثر من 5000 جريحا، كانوا صائمين، في نفس الوقت الذي كان فيه عدة مئات محتجزين بينهم نساء وأطفال وجرحى في مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية ومحاصرين بقوات من الشرطة والجيش و البلطجية ليوم كامل تقريبا في مظهر علني لهذا التحالف الثلاثي الجديد الذي كان يضم البلطجية و الشرطة فقط من قبل..

هذه الجرائم صنعت جريمة أكبر هي موت الإنسانية في نفوس كثير من المصريين، فقد ماتت الإنسانية في نفس الجندي الذي اعتبر أخاه عدوا له فقتله، وكان المشهد في كل ما جرى هو نفس مشهد أول جريمة قتل في التاريخ الإنساني بين هابيل وقابيل حيث قال المقتول للقاتل «لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين» أحدهما مسالم والآخر قاتل يحمل سلاحه، لا أعرف كيف يربى الجندي المصري سواء كان من الجيش أو الشرطة على أن يطلق الرصاص على أخيه بينما عدوه على الجبهة الشرقية إسرائيل لم تطلق عليه رصاصة واحدة منذ أربعين عاما؟
أما شركاء الجريمة عديمو الإنسانية فهم كثر منهم إعلاميون وليبراليون ومثقفون وكل أعضاء الحكومة وكل من نزل وأعطى تفويضا بالقتل وهؤلاء لم يرف لهم جفن على إخوانهم القتلى بل كان التشجيع والشماتة تملآن نفوسهم الحاقدة وكأن القتلى يهود وليسوا مصريين مثلهم، وهذا يعني أن الإنسانية قد ماتت في نفوس هؤلاء، والأنكى من ذلك هم عموم الشعب الذين منحوا الانقلابيين التفويض وهم يبدون الشماتة والفرحة على شبكات التواصل الاجتماعي في القتلى والجرحى وكأن الجيش المصري قد انتصر في المعركة الفاصلة وحرر القدس من اليهود.

إن جرائم الانقلابيين لم تقف عند حد القتل الفعلي ولكنها تجاوزته إلى القتل المعنوي للإنسانية في نفوس ملايين المصريين وإذا قتلت الإنسانية في الإنسان لم تبق فيه إلا الحيوانية والبربرية والتوحش وهذا ما بدأنا نراه الآن من صنوف من المصريين،
وأختم بهذه الرسالة التي وصلتني من أحد القراء أمس حيث قال «أنا لست من الإخوان ولا أنتمي لأي تيار لكني أكتب إليك من رابعة العدوية نزلت لأدافع عن صوتي والديمقراطية التي كنت أحلم بها والصندوق الذي ذهبت إليه خمس مرات وأنا أشعر بقيمتي كإنسان يصنع مستقبل بلده وجاء معي ابن عمي، أما شقيقه ابن عمي الآخر فقد ذهب إلى التحرير ليمنح التفويض للانقلابيين اتصلت به قبل قليل وقلت له: هل منحت الانقلابيين التفويض قال وهو يرقص من الفرحة نعم: قلت له: بعدما فوضتهم قتلوا أخيك في رابعة وهو شهيد الآن أرجو أن تأتي حتى تتسلم جثته».

الخميس، 25 يوليو 2013

سقوط الليبرالية في مصر..... خليل العناني

لا يضاهي سقوط جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر سوى سقوط ما يسمي بالنخبة الليبرالية والعلمانية التي أجهضت بتحالفها مع العسكر أول تجربة ديموقراطية في مصر. وإذا كان سقوط «الإخوان» يمثل ضربة قاصمة لمشروع الإسلام السياسي في المنطقة العربية، فإن سقوط الليبراليين المصريين هو أيضاً بمثابة ضربة أخلاقية ومعنوية لممثلي التيار المدني في المنطقة بأسرها.

«إن لم تستح فافعل ما تشاء». وقد تجاوز الليبراليون والعلمانيون المصريون كل أنواع الحياء حين استنجدوا بالمؤسسة العسكرية من أجل تخليصهم من حكم «الإخوان» بعد أن فشلوا فى مقارعتهم سياسياً وانتخابياً طيلة الأعوام الثلاثة الماضية، فقبل إسقاط مرسي بشهور قليلة، تبارى كثير من رموز التيار الليبرالي في مغازلة المؤسسة العسكرية واستجدائها من أجل التدخل في الشأن السياسي تحت ذريعة «حماية الدولة المصرية من الإخوان».

لمصلحة من تشوه ثورة يناير؟ ..... فهمي هويدي


أخشى ما أخشاه أن توظف الانتفاضة التى شهدتها مصر فى 30 يونيو فى الانقضاض على ثورة 25 يناير، على نحو يفتح الباب للاصطفاف مع مبارك ونظامه.

الثلاثاء، 23 يوليو 2013

ما معنى الانقلاب العسكرى ..... طارق البشرى

(1)

من سمات الانقلابات العسكرية، أن القوى العسكرية التى تقوم بها، بما تشمله من مجموعات ووحدات وأفراد عسكريين، إنما يتحركون بآلاتهم وأجزتهم الحربية للسيطرة على الأوضاع المادية والإحاطة بها والتمكن منها، إنما يفعلون ذلك وهم لا يعرفون أية أهداف سياسية ستتحقق بسبب حركتهم، ولا يعرفون أنهم يقومون بانقلاب عسكرى يستهدف الإطاحة بالنظام السياسى القائم فى الدولة، ولا أنهم يستبدلون به نظاما آخر وسيطرة سياسية أخرى، لا يدرى هؤلاء المتحركون عنها شيئا. ولا يعرفون ما هى المجموعة السياسية التى سيتاح لها بصنيعهم أن تتولى السيطرة على الدولة.

الخميس، 18 يوليو 2013

ديمقراطية صندوقراطية أم شارعقراطية..... معتز بالله عبد الفتاح

معلهش يا شعب. إحنا بنتعلم فى بعض علشان ما عندناش قيادة رشيدة تقودنا.

من عجائب النخبة المصرية الشقيقة العميقة أنه إذا وصل أحدنا إلى السلطة بالصندوق نسى الشارع، ومن إذا أجاد الحشد فى الشارع نسى الصندوق. وسواء الصندوق أو الشارع فكلاهما أداة لتجسيد إرادة الأمة، وكلاهما منصوص عليه فى الدستور. لكن الأصل أن الصندوق لاختيار من يحكمنا، والشارع للاحتجاج على من يحكمنا. نحن عكسنا الموضوع: الشارع لاختيار من يحكمنا والصندوق علشان نحتج عليه. وآه يا بلد.

مِن أخونة مصر إلى تمصير الإخوان.... معتز بالله عبد الفتاح

مَن يقود سفينة وهو غير ماهر بها يأخذها فى أقصى اليمين معرضاً إياها للخطر وكى يصلح الخطأ يأخذها فى أقصى اليسار، فتفقد توازنها، وربما تغرق ويغرقها من يقودها. لقد فشلت محاولات أولئك الذين أرادوا «أخونة» مصر: مصر الدولة والمجتمع، وقد جاء فى هذا المكان أكثر من مرة التحذير من «أدلجة» و«تحزيب» المؤسسات السيادية ومؤسسات صنع العقل وعلى رأسها وزارات: «الإعلام، التعليم، الثقافة، الأوقاف»، وكان الكلام مباشراً وصريحاً فى أن محاولة «أخونة» هذه المؤسسات سيترتب عليها خروجها على السيطرة وازدياد مقاومتها، كما أن محاولة «أخونة» المجتمع ستواجه بمقاومة مشابهة، لأن أحداً لن يستطيع أن يسيطر على مصادر المعلومات أو الأفكار التى يموج بها المجتمع والمنطقة والعالم.

هل يتجدد إحياء معسكر الاعتدال العربى؟ ...... فهمي هويدي

القرائن التى لاحت فى الأفق السياسى خلال الأيام الأخيرة تستدعى السؤال التالى: هل مصر بصدد العودة إلى دورها فى معسكر الاعتدال العربى؟

(1)

لعلى لست بحاجة لأن أنوه إلى أن المعسكر المذكور ليس حسن السمعة السياسية، لأنه ببساطة يضم الدول الموالية أو الداخلة فى الفلك الأمريكى والإسرائيلى. وتلك المعادية للمقاومة الفلسطينية والمتساهلة فى مسألة الاستقلال الوطنى والمخاصمة لإيران والمستهجنة لفكرة وحدة الأمة العربية.

الأربعاء، 17 يوليو 2013

وقعتنا سودة...... معتز بالله عبد الفتاح

إحنا بنكره بعض، وحتى لما بنكره بعض لسبب، حتى لو زال السبب، بنفضل نكره بعض.

الشعب المصرى الشقيق بيكره الجالية المصرية المقيمة فى ربوع الوطن وبيتعامل معها على أنها ستجلو قريباً.

ما هذا الكم من الكره الذى أراه وأسمعه وأقرأه؟ حصل تسييس ونزع للإنسانية (politicization and dehumanization) للمصريين، والمصطلح المكتوب بالإنجليزية قرأته أول مرة فى تحليل أسباب قيام الحرب الأهلية.

حوار مع رجل كان له ملك مصر..... معتز بالله عبد الفتاح

قال لى إخوانى سابق: هل كانت مؤامرة على الرجل أم من أخطائه؟

قلت له: المؤامرة هى السياسة والسياسة هى المؤامرة. هل حين تلعب الشطرنج وتحسب حسبة خطأ يترتب عليها أن يضيع منك الحصان، هل هذا فى قاموسك السياسى مؤامرة؟ لو أخطاؤك التى يستغلها الآخرون مؤامرة: إذن هى مؤامرة؟ الدكتور مرسى ومن كانوا يشيرون عليه داخل الاتحادية أو فى المقطم مسئولون عن ثمانين بالمائة من هذه المؤامرة. دعنا نتخيل حوارا افتراضيا مع الدكتور مرسى ونسأله بعد أن تكشفت له المؤامرة التى حيكت ضده، ماذا كان يمكن أن يفعل كى يتجنبها؟ ولنتخيل الحوار.

أسئلة إجبارية فى الحالة الإخوانية..... معتز بالله عبد الفتاح

هل المشكلة فى «خيرت» و«مرسى» و«بديع» وأعضاء مكتب الإرشاد وطريقة إدارتهم لشئون «الجماعة»، أم المشكلة فى جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم، أم المشكلة فى فكرة الإسلام السياسى أصلاً؟

يعنى هل المشكلة فيمن يقود السيارة أم فى السيارة نفسها، أم فى فكرة وجود سيارة أصلاً فى هذه المنطقة من العالم؟

التطرف ملة واحدة .... بلال فضل

إن طلبت مني نصيحة فنصيحتي الدائمة لك: لا تنصح أحدا في أيام الثورات، وإن اعتبرت تلك النصيحة هروبا من واجب النصح وألححت في طلب النصيحة لتضرب بها عرض الحائط، فنصيحتي المخلصة لك: لا تدع سيطرة المتطرفين من كل التيارات على الساحة تقلقك، فهذه أيامهم وسيأتي يوم قريب يجيبون فيه آخرهم في التطرف والأفورة والغلو، وحتى يأتي ذلك اليوم فلا أمل في أن تقنعهم بخطورة أفكارهم المتطرفة على مستقبل الوطن وعبثية محاولات فرضها على الواقع، صدقني الواقع وحده سيلقنهم دروسه القاسية التي لقنها لمن سبقهم من المتطرفين، وحتى يحدث ذلك عليك أن توفر مجهودك للتعلم والنقد الذاتي وبناء الذات والسعي لمستقبل أفضل لن يحققه سوى العقلاء.

الأحد، 14 يوليو 2013

خطاب الانقلاب وانقلاب الخطاب ..... سيف الدين عبدالفتاح


قد لا تندهشوا أن يحدث انقلاب عسكرى بين عشية وضحاها، ولكن الدهشة الكبرى يمكن أن تتمكن منك حينما ترى مؤسسات إعلامية بخطاب كامل تنقلب رأسا على عقب على خطابها السابق وعلى المنطق الكامن خلفه، أقول ذلك بمناسبة متابعة إجبارية لمرضى، لأجهزة الإعلام بعد أحداث تلت الثلاثين من يونيو لتعبر عن أقسى درجات الانقلاب 180 درجة ولا نرى لذلك أى سبب، تعلق ذلك بجوقة الليبراليين المزيفين أو بجوقة الإعلاميين المتلبرلين الذين صدعوا رءوسنا بحرية التعبير وولولوا على حرية الكلمة والتعبير.

أول المشاهد الدالة على ذلك مشهد المجزرة الذى لم ينتج إلا خطابا يسير فى خط واحد يدين المقتول ويحمى القاتل، ما بين خطاب يقول «يستاهلوا»، «هم السبب»، خطاب «التحريض والكراهية»، وهم فى هذا كله يتناسون أن عشرات الأرواح قد أزهقت وأن مئات النفوس قد أصيبت، وبدأ هؤلاء فى خطاب متطرف عن «قتل الخرفان» أو عن «الإخوان المجرمين» أو «الإرهابيين».

محاولة للفهم ...... إبراهيم الهضيبى

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه

شرعية مرسي سقطت قبل تدخل الجيش، سقطت بخروج الملايين للمطالبة برحيله وبالانتخابات الرئاسية المبكرة، كان يمكن لمرسي، بل كان ينبغي عليه، أن يدعو هو للاستفتاء، أو لانتخابات رئاسية مبكرة قبل ٣٠ يونيو عندما بدا واضحا أن الاعداد ستكون بالملايين، أو بعدها عندما خرج الملايين للشوارع، ولكنه آثر ألا يفعل.

فكان - بقصد أو بغير قصد - السبب في تخيير المصريين بين المرين: تدخل الجيش أو الحرب الأهلية، ولا ينفي هذا المسؤولية عمن تورطوا في خطاب تحريضي يؤول للعنف، ولكن مرسي - بحكم موقعه - كان وحده بيده الحل، ولا ينفي هذا وجود ملايين مؤيدة له، ولكن أولا أعداد المعارضين كانت أكبر وثانيا خروج الملايين في ذاته كان مؤشرا على أزمة شديدة العمق، لم يكن رد الفعل مناسبا لها على الإطلاق، بل لم تكن هناك استجابة لها أصلا، كما ظهر في تمسك مرسي لآخر لحظة لا ببقائه من غير طرح الأمر للاستفتاء فحسب، وإنما ببقاء حكومة هشام قنديل، التي اعترض الكافة عليها وطالبوا بتغييرها، بمن فيهم حزب الحرية والعدالة.

بيان إلى الأمة حول الانقلاب العسكري وتهديد المسار الديمقراطي..... مركز الحضارة للدراسات السياسية

مصر لن تكون النموذج الجزائري في الانقلاب على الإسلاميين وفي الاقتتال الأهلي، مصر لن تكون نموذج باكستان الذي تتصارع فيه كفتان ويلعب الجيش بينهما دور المرجح، وستصبح مصر بإذن الله نموذجًا لديمقراطية جديدة في المنطقة. 

إن أخطر ما حدث في مصر يوم 3 / 7 هو إجهاض مسار الديمقراطية، وإسقاط قيم الديمقراطية، والشرعية الدستورية، وإصابة إرادة الأمة وخياراتها الحرة النزيهة في مقتل.

الجمعة، 12 يوليو 2013

الصراع القائم الآن هو بين الديمقراطية والحكم والانقلاب العسكرى وليس بين الإخوان ومعارضيهم ...... طارق البشرى

 (1)

المسألة المثارة الآن، فى هذه الأيام العصيبة، التى بدأت مع أحداث 30 يونيو سنة 2013 وبلغت أوجها فى الانقلاب العسكرى الذى جرى فى 3 يوليو سنة 2013، المسألة المثارة الآن ليست حكم الإخوان المسلمين وهل يبقون فى السلطة أو لا يبقون، إنما هى مسألة النظام الدستورى الديمقراطى الذى تفتقت عنه ثورة 25 يناير، وهل تحتفظ مصر بهذا النظام أم يقضى عليه وهو فى مهده ليحل محله انقلاب عسكرى يدخل مصر فى حكم استبدادى جديد لعشرات السنين المقبلة.

الإخوان والحكومة.. من يسمعنى؟ (2) مصطفى كمشيش

لا أنتمي لأي من طرفي المعادلة السياسية الحالية، (مؤيدي الرئيس ومعارضيه), وربما يتيح لي ذلك فرصة النظر دون قيد, وربما يتيح ذلك للقارئ أن يجد كلامًا محايدًا, لقد كتبت مقالاً بهذا العنوان في 2006 دعوت فيه كلاً من الحكومة والإخوان وقتها لمراجعة المواقف المتعلقة بالآخر, ولم يستمع الطرفان, فلم تقم الجماعة بمراجعة كثير من ملفاتها, فخرجت للناس بعد الثورة (كما هي)، فتآكلت شعبيتها يومًا إثر يوم, ولم يقم النظام (وقتها) بمراجعة مواقفه مع الجماعة وغيرها فسقط في 25 يناير 2011م, ولعلنا أشد ما نكون حاجة الآن إلى حديث العقل في ظل سيطرة حديث المشاعر..

الأربعاء، 10 يوليو 2013

سقوط التجربة الديموقراطية في مصر...... خليل العناني

حذرت على هذه الصفحة قبل أسبوعين من أن فشل الحكم والمعارضة في مصر سوف يدفع بالبلاد نحو الهاوية. وقد وقع ما حذرنا منه، حيث تدخلت المؤسسة العسكرية قبل أيام وقامت بعزل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي في سيناريو لم يتوقعه كثيرون، وفي مقدمهم جماعة «الإخوان المسلمين». وقد سقط نتيجة لهذه التطورات عشرات الأبرياء من المصريين، آخرهم أولئك الذين قتلوا خلال مجزرة «الحرس الجمهوري» التي وقعت قبل يومين، ولا تزال البلاد تعيش على صفيح ساخن.

دعك من المسمَّيات، فالتاريخ وحده كفيل بذلك. فقد سقطت الأخلاق حين قام السياسيون والمثقفون والإسلاميون والنشطاء بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم السياسية والأيديوجية بإلقاء المصلحة الوطنية خلف ظهورهم وانهكموا في حرب «الكل ضد الكل» ضمن معركة إقصائية تتناقض كلياً مع ادعاءاتهم بالديموقراطية والحرية والليبرالية والدولة الإسلامية.

وأثبتت هذه الأزمة أن المشكلة ليست فقط في الخلاف السياسي بين الطرفين، وإنما في عمق تركيبتهم الفكرية والأخلاقية، فقد سقطت النخبة السياسية في مصر في أول اختبار سياسي لها بعد ثورة ٢٥ يناير، بعد أن فشلت على مدار عام كامل في حل خلافاتها السياسية، فكانت المواجهة أمراً محتوماً. وانحدروا جميعاً إلى صراع استخدمت فيه كل أنواع الدعاية السياسية غير الأخلاقية. 
  • فالمعسكر المضاد للإسلاميين، وبعد أن فشل على مدار ثلاثة أعوام كاملة في مقارعة الإسلاميين سياسياً وانتخابياً، لم يجد وسيلة أفضل للتخلص منهم سوى الاستعانة بالعسكر واستجدائهم، في مشهد ابتزازي مقزز. وهو معسكر خليط يضم ليبراليين وعلمانيين وإعلاميين يدعمهم بقايا نظام ساقط وحكومات لم تخف يوما رفضها للإسلاميين، وقد اجتمع هؤلاء على هدف واحد هو التخلص من حكم «الإخوان» مهما كان الثمن. وقد استمر هؤلاء، ولا يزالون، في ترويج خطاب الكراهية والتحريض على الإسلاميين من دون خجل حتى بعد عزل مرسي.

إنذار مبكر لكل من يحكم مصر.. بقلم د.سيف الدين عبدالفتاح

(ننشر المقال الممنوع من النشر - من جانب العسكر - بجريدة الأهرام يوم الأحد الماضي!)

من الخبرة نقتنص العبرة ومن العبرة تولد الفكرة، إن هدف أى ثورة هو الانتقال من نظام بائد الى نظام جديد، والثورة تهدف ضمن أهدافها التأسيسية الانتقال من نظام مستبد فاسد أو نظام غير رشيد فاشل الى نظام حكم راشد صالح، سيان عندى أن تقوم حالة احتجاجية أوحالة ثورية انعكاسا لإرادة شعبية فى مواجهة نظام مستبد فاسد أو نظام فاشل غير راشد، هكذا تبدو الإرادة الشعبية تعبر عن نفسها، ولكن لن تسرق أهدافنا أومكاسبنا فى ثورتنا الكبرى فى الخامس والعشرين من يناير لا من سلطة قادمة أومن سلطة ماضية أو من نظام بائد قامت عليه الثورة، لن نسمح بسرقة ثورتنا من فلول بدأت تبرز فى المشهد يمكن أن تمر أو تُمكن بليل أو تمرر فى سكرة الأفراح أو من عواجيز الفرح أو القافزون فى الحلل، ولا من سلطة قادمة ظاهرة كانت أو مستترة لأننا لانعطى أحدا صكا على بياض، ولن نسمح بسرقة ثورتنا، إن دخول أى طرف يمكن أن يمثل مؤسسة وازنة فى المعادلة لا بد أن يفرق بين دخولين، دخول الوازن لطرفى وأجواء المعادلة ودخول المرجح وربما المتحيز لطرف دون طرف.

مقال للدكتور أحمد خالد توفيق - كنت أتمنى

كفت الكهرباء عن الانقطاع وصار البنزين متوفرًا وضخ المياه أقوى منذ 30 يونيو أو قبلها بيومين.. قال البعض إن هذا يعنى ان مرسى كان هو المسؤول وقد حلت هذه المشاكل برحيله، وهو رأى معوج.. فكيف يكون مسؤولاً عن الكارثة التى أطاحت به؟. وقال البعض إن من كانوا يسببون هذه المشاكل، ويدسون العصى فى عجلات العربة توقفوا عن عمل ذلك بعد ما رحل مرسى كما أرادوا. ما أعرفه هو أن الكهرباء انقطعت لحظيًا فى شارعنا أول من أمس.. جاء عامل من الشركة لإصلاح الخلل، فلما سأله الناس عما إذا كانت سياسة قطع الكهرباء ستعود، قال وهو يضحك: «لأ خلاص.. احنا كنا بنقطع عشان تثوروا على مرسي!». هذا ما قاله حرفيًا وصدّق أو لا تصدق. المشكلة هنا أن مرسى كان يعتقد أنه هو من يقطع الكهرباء ليخفض الأحمال. وهذا هو لب المشكلة.. الرجل لم يكن يعلم الكثير.. لم يكن يعرف شيئًا على الإطلاق.

مصر وحروب الجيل الرابع..... معتز بالله عبد الفتاح


لماذا تُهزم دول قوية فى معارك مع عدو ضعيف؟ كان سؤالاً طرحه أندرو مارك فى مقالة شهيرة فى عام 1975 وكان يتحدث بشكل مباشر عن سبب هزيمة الولايات المتحدة فى حربها فى فيتنام، وضرب أمثلة متعددة من تاريخ صراعات كبرى تنتهى بانتصار الأضعف مادياً وتسليحاً. وترك سؤالاً للاستراتيجيين وهو كيف تنجح الولايات المتحدة فى علاج هذه المعضلة لأنها دائماً ما ستكون الأقوى عسكرياً واقتصادياً وقد تنتهى إلى الهزيمة.

الثلاثاء، 9 يوليو 2013

خيارات شاحبة للمستقبل فى مصر فهمي هويدي


أخشى ما أخشاه أن تشحب خيارات المستقبل فى مصر بحيث تصبح مفتوحة على السيناريوهات الثلاثة فى مصر: الجزائرى والرومانى والتركى.

(1)

يسمونها العشرية السوداء فى الجزائر. ويقصدون بها فترة التسعينيات التى كانت الجبهة الإسلامية للإنقاذ قد فازت خلالها بأغلبية 82٪ من المقاعد فى الانتخابات التشريعية التى جرت فى شهر ديسمبر من عام 1991. حدث ذلك فى ظل حكم الرئيس الشاذلى بن جديد، الذى شهد انفراجا سياسيا نسبيا فى أعقاب الانتفاضة الشعبية التى شهدتها البلاد فى عام 1988. لكن ذلك الفوز صدم قادة العسكر والأمن القابضين على السلطة والقرار فى البلد منذ الاستقلال فى عام 1961. ضغط العسكر على الرئيس بن جديد فاضطر إلى الاستقالة فى 11 يناير عام 1992. وفى اليوم نفسه تولى العسكر السلطة، التى باشرها المجلس الأعلى للدولة برئاسة وزير الدفاع اللواء خالد نزار، الذى أطلق الدبابات فى شوارع العاصمة، وأصدر قرارا بإلغاء نتائج الانتخابات فى اليوم التالى مباشرة (12 يناير). وفى ذات الوقت صدرت عدة قرارات أخرى بحل جبهة الإنقاذ واعتقال 20 ألفا من أعضائها، وإيداعهم السجون وما سمى بالمحتشدات المقامة فى قلب الصحراء الموحشة وهى الإجراءات التى اطلقت شرارة العنف فى البلاد، الأمر الذى انتهى بقتل نحو ربع مليون جزائرى، ولاتزال بعض جراح تلك العشرية السوداء مفتوحة حتى الآن، ولم يقدر لها ان تندمل.

الاثنين، 8 يوليو 2013

10 مبادئ للنجاح فى الامتحان الذى تمر به مصر.....معتز بالله عبد الفتاح

ثبات المبادئ لا يعنى جمود المواقف. من كان مبدأه ألا تتدخل دول أجنبية فى الشئون المصرية يعنى أنه، التزاماً بالمبدأ، يمكن أن يتبنى موقفاً مؤيداً للتيار الليبرالى فى يوم وموقفاً معارضاً لهم فى يوم آخر.

إذن دعونى ابتداءً أضع المبادئ التى تحكم تصورى المتواضع بشأن ما يحدث فى مصر الآن، وبعض المواقف المترتبة عليها.

الأحد، 7 يوليو 2013

عبد الرحمن يوسف القرضاوى يكتب: عفوا أبى الحبيب ... مرسى لا شرعية له

الدكتور يوسف القرضاوى

أبي العظيم فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوى ...
عرفتُكَ عالمًا جليلا وفقيهًا موسوعيًا متبحرا، تعرف أسرار الشريعة، وتقف عند مقاصدها، وتبحر في تراثها، ونحن اليوم في لحظات فاصلة في تاريخ مصر، مصر التي تحبُّها وتعتز بها، حتى إنك حين عنونت لمذكراتك اخترت لها عنوان "ابن القرية والكُتـَّــاب"، وأنا اليوم أخاطب فيك هذا المصري الذي ولد في القرية، وتربى في الكتّاب .

حقائق العنف.. حين تدور الدائرة .... أيمن الصياد


كأى مسلم حقيقى يضع إسلامَه قبل أهواء تلعب بها السياسة وحساباتها الضيقة، بل وكأى ليبرالى حقيقى يعرف أن المبادئ لا تتجزأ، واحتراما لبراءة شباب نقى كان له فضل اطلاق الشرارة لأولى قبل عامين ونصف العام، وبغض النظر عن خلافات «نظرية» حول التعريف، لم أكن أتمنى أن ينتهى الأمر الى ما انتهى اليه «هكذا»، بل بعودة «متواضعة حكيمة» الى الصندوق احتكاما الى الشعب، استفتاء أو «انتخابات مبكرة» كان أول من دعا إليها هو رجل قضى ربع قرن من عمره عضوا فى مكتب إرشاد الجماعة التى للأسف «أصرت» على رفض دعوته. بل «وأعترف» أننى بذلت كل ما أملك من «نصح واجتهاد»، لا أملك غيرهما، لكى لا نصل إلى ما وصلنا اليه. وأحسب ان ذلك كان حتى اللحظة الأخيرة واردا وممكنا. ولكن..

قراءة فى مستقبل الإخوان...... معتز بالله عبد الفتاح



الدنيا ندرة واختيار وتضحية، كما يقول الاقتصاديون، بعبارة أخرى، عليك أن تختار بديلاً أو تجمع بين عدة بدائل إن أمكن، ولكن لا شك أنك بذلك تضحى ببديل آخر، لأنه من المستحيل أن تجمع بين كل البدائل فى نفس الوقت، وهذا هو معنى الندرة، لأن البدائل مهما كانت كثيرة فهى محدودة.

إن أردت أن تكون مع الغلاة فى المواقف من أى طرف، فستكسب قطاعاً منهم فى صفك وستخسر غيرهم، والعكس صحيح.

خروج من الأزمة أم استقطاب جديد؟ ..... سيف الدين عبدالفتاح

أتى بيان القيادة العامة للقوات المسلحة المنتظر فى مشهد يتصدره الفريق أول عبدالفتاح السيسى وهو على المنصة وعدد من قادة القوات المسلحة بالإضافة إلى شيخ الأزهر وبابا الكنيسة والدكتور البرادعى، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء والأستاذة سكينة فؤاد والمهندس جلال مرة من حزب النور ومحمود بدر ومحمود عبدالعزيز من قادة حملة تمرد وبدا هذا المشهد مُخرجا بعناية، إن الرسالة التى أريد لها أن تبرز فى هذا المشهد أن ما يقوم به الجيش ليس «انقلابا» وأن هؤلاء جميعا بما يمثلونه من رمزية يضفون من خلال كلماتهم القصيرة التى أتبعت بيان الفريق أول عبدالفتاح السيسى لعمل غطاء لما تضمنه البيان من إجراءات ومبادئ لخريطة طريق.

ضياع الفرصة.. وصناعة الأعداء .....الدكتور ناجح إبراهيم

تكاد الفرصة الرابعة أن تضيع وتفلت من بين يدى الإسلاميين بعد أن ظفروا بها وتمكنوا منها.. وأزعم أن أهم الأسباب فى ضياع هذه الفرصة هو الفشل فى كسب الأصدقاء والنجاح فى صنع الأعداء بل تجميعهم فى بوتقة واحدة ولم يكونوا ليجتمعوا فيها لولا خطاب الاستعلاء والاستعداء الذى تحدث به البعض وازدادت نبرته فى الفترة الأخيرة.
  • فقد نجحنا فى استعداء وتجميع المعارضين رغم أنهم من تيارات متباينة لم تتجمع أو تتوحد أبداً وكان معظمهم يؤيدوننا ويتوحدون مع الإسلاميين فى بداية الثورة..

السبت، 6 يوليو 2013

أسباب وجيهة للحيرة ..... فهمي هويدي


بعد الذى صار فى مصر، فإن بيان القوات المسلحة وخطة الطريق التى أعلنها أجابت عن أسئلة عدة بالنسبة للمستقبل، لكنه لم يجب عن السؤال متى؟ الأمر الذى يثير حيرتنا، من حيث إنه يضعنا بإزاء أفق مفتوح على جميع الاحتمالات.
أما الذى جرى فلست بصدد الدخول فى الجدل حول توصيفه، لأن الموضوع فيه أهم من العنوان الذى لا أريد أن أقلل من أهميته، من الناحية القانونية والدستورية بالدرجة الأولى. ذلك أننى وجدت من وصفه بأنه انقلاب عسكرى، وسمعت من قال إنه ليس كذلك وإنما هو فقط تدخل عسكرى، وهناك من قال إن ما صدر مجرد بيان وليس إعلانا. وتحمس البعض فقالوا إنه ثورة مكملة لثورة 25 يناير، وأضاف آخرون أنه حركة تصحيحية مماثلة لتلك التى قام بها الرئيس الأسبق أنور السادات، حين تمرد أو تآمر عليه بعض رفاق سلفه الرئيس عبدالناصر، فسارع وهو فى السلطة إلى التخلص منهم ووضعهم فى السجون.

أيا كان الوصف القانونى للذى صار، فإن أحدا لا يستطيع يتجاهل مضمون البيان الذى أعلن يوم 3/7 وتحدث عن أن القيادة العامة للقوات المسلحة حين لاحظت الاضطرابات والانقسامات التى حدثت فى مصر، فإنها سعت إلى التقريب بين وجهات النظر بين الفرقاء، وهى خطوة لم تتم. كما أنها تقدمت بمقترحاتها لإزالة أسباب الاحتقان الداخلى، ل كن الرئيس محمد مرسى لم يستجب لنصائحها، فأنذرته وأمهلته ثم حين ظل على موقفه لم يغيره فإنها عزلته وتحفظت على رفاقه وقادة جماعته، ثم كلفت رئيس المحكمة الدستورية العليا بتولى السلطة فى البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد.

حين يدقق المرء فى البيان ويلاحظ أصداءه يجد ما يلى:
  •  أن القوات المسلحة هى التى قامت بالمهمة كلها من البداية إلى النهاية، واستثمرت فى ذلك أجواء الجموع التى خرجت مطالبة برحيل الدكتور مرسى.
  •  أنها حرصت على الإعلان عن أن الخطوة التى أقدمت عليها بمثابة استجابة لدورها الوطنى وليس السياسى، كما أكدت أنها حريصة على أن تظل بعيدة عن العمل السياسى، إدراكا منها لحقيقة أن الانقلاب العسكرى على الرئيس المنتخب سوف يؤدى إلى قطع المعونات الاقتصادية الأوروبية والأمريكية، كما أنه سيحسن من صورتها أمام الرأى العام.
  •  إن خطوة القوات المسلحة تمت بعد مطالبات استمرت طوال العام من جانب النخب الليبرالية والعلمانية كما أنه لقى ترحيبا جماهيريا واسعا، واشتركت فى الحفاوة به رموز النظام القديم.
  •  حسم المستشار طارق البشرى الخلاف حول الوصف القانونى لما جرى، حين نقل عنه موقع جريدة الشروق قوله يوم الخميس 4 يوليو إن الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى وتعطيل العمل بالدستور يعد انقلابا عسكريا صريحا على دستور ديمقراطى أفرزته إرادة شعبية حقيقية.
  •  إن رئيس الدولة الجديد والمؤقت ــ رئيس المحكمة الدستورية العليا ــ رجل قانون مشهود له بالكفاءة والنزاهة، لكنه قادم من خارج السياسة الأمر الذى يعنى أن القرار السياسى سيظل بيد قيادة القوات المسلحة، على الأقل طوال الفترة الانتقالية.
  •  إن الرئيس المؤقت أطلقت يده فى إصدار الإعلانات الدستورية خلال المرحلة الانتقالية، الأمر الذى يعنى أنه بعد إلغاء مجلس الشورى سيجمع بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وهو ما يشير إلى أن تلك السلطة سوف تمارسها قيادة القوات المسلحة فى حقيقة الأمر.
  •  إن كل الخطوات التى أعلن عنها فى خطة الطريق لم تتحدد لها أية مواعيد حتى كتابة هذه السطور. فلا عرفنا أجل الفترة الانتقالية، ولا إلى متى سيتم تعطيل الدستور أو ما هى المهلة التى حددت لإدخال التعديلات اللازمة عليه ولا عرفنا متى ستجرى الانتخابات الرئاسية المبكرة أو الانتخابات البرلمانية التى يفترض أن تأتى بحكومة تعبر عن موازين القوى السياسية فى البلد.

هذه الخلفية تسوغ لنا أن نستخلص ما يلى:
  •  أن غموض تلك الآجال يثير التساؤل والحيرة ويجعلنا نستسلم لمختلف الظنون، الإيجابى منها والسلبى. لأن الغموض يعنى أننا بصدد مدد قد تطول أو تقصر، وبالتالى فإن موعد العودة إلى الحكم المدنى والديمقراطى سيظل فى مهب الريح.
  •  إن النقاط الأساسية فى البيان لم تختلف فى جوهرها عن مضمون آخر مبادرة تحدث عنها الرئيس السابق. وهو تقدير إذا صح فهو يعنى أن عزل الدكتور محمد مرسى والتخلص من نظامه وجماعته هو الإنجاز الأهم الذى حققه الانقلاب.
  •  أننا بصدد الانتقال إلى ما يمكن أن يسمى بالديمقراطية الشعبوية، التى يصعب التحكم فى الانفعالات خلالها، فضلا عن حفاوتها بإجراءات تقييد الحريات العامة التى لاحت بوادرها بسرعة بعد نجاح الانقلاب وأشاعت قدرا ملحوظا من الخوف فى بعض الأوساط.
  • إن أكثر ما يهمنا فى المشهد ليس خروج فريق أو قدوم فريق آخر، لأن الأهم هو أن يكون الوطن هو الفائز فى نهاية المطاف. وهو اعتبار غاب عن الفرقاء فى خضم صراعهم.

مبـــادرة للخروج من الأزمـــة ...... يحيى نعيم‎


بداية المبادرة تنطلق من رؤية المشهد على أنه ضربة جديدة للثورة المضادة, كللت فيه جهودها على مدار عامين ونصف من أجل الإجهاز على الثورة ومكتسباتها, واستعادة النظام القديم بكامل علاقاته ومكوناته وسياساته. ومن ثم فهي تتبنى الرفض التام للانقلاب, وتنزع الشرعية عن كل ما ترتب عليه, وتستهدف تصحيح ما ترتب عليه من وضع وخلق ضمانات حقيقية للحيلولة دون تكراره من جهة, وللدفع نحو تصحيح مسار الإدارة بالدولة.

محـاور المبــادرة:

1-    محور الخروج من الأزمة
2-    محور الخطوات المطلوبة لتصحيح مسار الإدارة بالدولة
3-    محور الضمانات

أولاً: محور الخروج من الأزمة:

1-    التراجع عن قرار القوات المسلحة بعزل الرئيس.
2-    توفير خروج آمن للقيادات العسكرية التي شاركت في الانقلاب.
3-    تنحية شيخ الأزهر عن منصبه وصياغة قانون يضمن اختيار الكفاءات ويسمح بعزل شيخ الأزهر  بقرار من داخل الأزهر نفسه وليس في سلطة الدولة.
4-    حل المحكمة الدستورية العليا وإيكال مهامها لهيئة قضائية مؤقتة تتشكل من قيادات وطنية مُجمع علي نزاهتها وكفاءتها من قبل جميع القوى السياسية.

ثانياً: محور الخطوات المطلوبة لتصحيح مسار الإدارة بالدولة:

1-    تشكيل حكومة ائتلاف وطني بقيادة مقبولة لدى مختلف القوى السياسية وليس فيها من رجال النظام القديم أحد.

2-    تشكيل لجنة لإعادة صياغة المواد المختلف عليها في الدستور بما يحقق التوافق والرضا العام عن صياغته (تنتهي من عملها في موعد أقصاه شهرين من تاريخ إعلان المبادرة)

3-    الدعوة لانتخابات برلمانية (تنتهي في شهرين من بعد الموافقة على الصيغة النهائية للدستور)

4-    التركيز على حل مشكلات الحياة الأساسية لدى المواطنين (الأمن – الغذاء –أزمات الطاقة)

5-    المبادرة بتطهير مؤسسات الدولة وخاصة القضاء والشرطة.

6-    إقامة محاكم ثورية بقوانين خاصة لرجال النظام السابق.

7-    تفعيل دور الشباب والقوى الثورية في إدارة الدولة.

8-    إنهاء تدخل الجماعة في شئون الرئاسة وإدارة الدولة, مع تصحيح وضع الجماعة القانوني (بعد إعادة هيكلتها من قبل شبابها وإزاحة قيادتها الحالية التي شاركت بقوة في صناعة المشهد الحالي)

9-    مع انعقاد أولى جلسات البرلمان المنتخب, يقوم الرئيس بالدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة وتسليم السلطة للبرلمان. وبهذا نضمن تسليم السلطة لجهة شرعية منتخبة.

ثالثا: محور الضمانات اللازمة

خطوات الخروج من الأزمة:
1-    تعهدات واضحة بعدم الملاحقة القضائية لقادة الانقلاب.

2-    ميثاق شرف إعلامي وعقوبات صارمة على من يخالفه متسبباً في تسعير الفتنة أو ترويج الشائعات.

3-    شيخ الأزهر الجديد وقانون تنظيم شئون المشيخة ينبع من داخل مؤسسة الأزهر .

4-    الهيئة القضائية المؤقتة التي يوكل إليها مهام الدستورية يتم اختيارها بتوافق القوى السياسية مجتمعة

تصحيح مسار إدارة الدولة:

1-    تشكيل الحكومة الجديدة و لجنة تعديل الدستور من خلال القوى السياسية مجتمعة ولا تخضع لسلطة الرئاسة (رعاية الرئاسة فقط)

2-    الإبقاء على مجلس الشورى لممارسة الدور التشريعي لحين الانتهاء من الانتخابات البرلمانية

3-    تشريع قوانين ملزمة تُفضي لتمكين الشباب في إدارة أجهزة الدولة وان يكون الاختيار على قاعدة الكفاءة وليس الانتماء الحزبي.

4-    تشكيل فريق رئاسي معاون من كفاءات وطنية تحظى بالقبول الشعبي

تمرير هذه المبادرة يتطلب الآتي:

1-    الرفض التام للانقلاب العسكري وانتزاع صفة الشرعية عن كل ما ترتب عليه.

2-    الحشد الشعبي المكثف في الميادين على قاعدة الشرعية الدستورية وحماية المسار الديمقراطي وليس على مبدأ الأسلمة والتكفير التي تعمق من التناحر والشقاق.

3-    التزام السلمية التامة والمرابطة لحين التراجع عن الانقلاب وعدم الصدام مع افراد الجيش (بل من الضروري توجيه خطاب سلمي واضح لأفراد القوات المسلحة)

4-    الدعوة للعصيان المدني العام

5-    تفعيل دور المصريين بالخارج دعماً للشرعية وحماية لمسار التحول الديمقراطي من خلال تظاهرات سلمية أمام السفارات المصرية بالخارج خاصة في الدول الغربية لرفع الغطاء والدعم الدولي عن هذا الانقلاب

6-    إزاحة قيادة الجماعة الحالية ومبادرة شباب الجماعة مع غيرهم من شرفاء المعارضة بإدارة المشهد الرافض للانقلاب, ثم قيام الشباب بإعادة هيكلة الجماعة عبر انتخابات داخلية وتصحيح وضعها القانوني

قبل أن ننسى أو تزيف الحقائق ... من انقلب على مرسي؟..... علاء بيومي


1)      الجيش الذي رفض مرسي محاسبة قادته المسئولين عما تعرض له شباب المتظاهرين في محمد محمود ومجلس الوزراء وغيرها من انتهاكات منذ الثورة، بل وقربهم منه رغم العديد من التقارير الحقوقية الداخلية والخارجية التي طالبته بذلك.

2)      الشرطة التي وصفها مرسي بشركاء العبور الثاني ورفض مقترحات عديدة لإصلاحها وتطهيرها، حتى مجلس الشورى أعد تقريرا حول إصلاح الشرطة، ومع ذلك تجاهل مرسي إصلاح الشرطة لأنه كان مشغولا بمواجهة خصومه وتمنى أن تقف الشرطة بجانبه أو على الأقل لم يرد إغضابها.

الجمعة، 5 يوليو 2013

الدم الرخيص ....... وائل قنديل

ثورة يناير لم تستحل الدماء والمنشآت والممتلكات، ولم تتعامل مع أتباع مبارك باعتبارهم احتلالا يجب تطهير مصر منه.. ثورة يناير لم تطرب لقتل مؤيدى النظام، ولم ترقص فرحا فوق جثثهم، ولم تستحل دماءهم أو تسترخصها وتعتبرها بلا ثمن.

ثورة يناير واجهت بطش الشرطة وتصدت وهى عزلاء لكل آليات القتل والتنكيل بالهتاف والاصطفاف، ليس صحيحا أنها اتخذت الحرق والقتل والعنف منهجا لمقاومة أشرس منظومة أمنية فرمت أجساد المتظاهرين بمدرعاتها ونكلت بفتيات وشباب فى سراديب مظلمة وكهوف سفلية.

ثورة يناير جسدت أرقى تجليات الإنسانية المصرية وقيم التحضر المحترمة، لم نسمع أن ثوار يناير رقصوا فوق جثة خصم لهم أو مثلوا بها، ولم نعرف أن صوتا منها خرج يستبيح روحا مصرية أو يستحل جسد إنسان.

ثورة يناير بكت وانتحبت عندما سقط شهيدها محمد محسن ابن أسوان فيما عرف بموقعة العباسية الأولى على أيدى «المواطنين الشرفاء» ذلك المصطلح البائس الذى اخترعوه وأطلقوه على الثوار والمتظاهرين قتلا وتشويها».

أين نحن وإلى أين نسير؟... محمد بريك

كانت فترة عصيبة في تاريخ الوطن أوشكت على الانتهاء –كما نرجو ونرجح - وتدفعنا جميعا لمرحلة تالية.

ولقد آثرت الصمت والاكتفاء بالمراقبة – فضلا عن الانشغال الشخصي الشديد للأسف والانقطاع عن الفيس الذي بالكاد أستطيع معه متابعة الحدث - لسببين:
  • الأول أنه قد سبق لي مرارا (مايزيد عن الألف موضع دون تزيد) وآخرها منذ أسبوعين الحديث بوضوح عن تقديراتي وانحيازاتي.
تقديراتي بخصوص المرحلة التي عشناها منذ 25 يناير 2011 عموما واحتواء ثورتنا، ومآل النظام الإخواني القائم على تفاهم هش وخشن بين أطراف متعددة داخلية وخارجية ويعاني من سقوط أخلاقي ووظيفي غير متصوّر، أو بخصوص حملة تمرد وحراك 30 يونيو، وترجيح التدخل العسكري الذي يتناسب مع حجم التأييد الشعبي والعنف، ووضع سبل متعددة لاحتواء الأزمة بمايحقق أهدافنا السياسية كذلك عاكسها مسلك الإخوان بشكل هائل ورديء حقيقة بالنظر لكل الخيارات والخطابات دون تفصيل.

تحذير وتنبيه ..... فهمي هويدي

أحذر من خطرين يهددان مصر فى الوقت الراهن،
  • أجواء الكراهية التى تشيع فى المجتمع 
  • والرغبة فى الهدم التى تضعضع بنيان الدولة.

وتلك إشارات استجدت على الساحة السياسية بعد الثورة. وإذا صحت فهى بحاجة إلى دراسة وتحليل. فيما خص الأمر الأول فإننى أزعم أن رفض حكم مبارك وجماعته كان مسكونا بالغضب بأكثر من الكراهية. كما أن الرغبة فى تصحيح أخطائه تغلبت على الحماس لهدم ما فعله. حدث ذلك رغم أن الرجل أهان مصر والمصريين طوال سنوات حكمه التى استمرت ثلاثين عاما. وإذا جاز لنا أن نقارن تلك الخلفية بالموقف إزاء العام الذى أمضاه الرئيس محمد مرسى فى منصبه، فإننى أزعم أن المحرك الأساسى لاحتجاج الشارع المصرى وتمرده كان الفشل، وليس الإهانة.
بمعنى أن الرئيس الحالى لم يستطع أن يحقق للناس ما توقعوه منه بعد انتخابه وما علقوه من آمال على الثورة. إلا أن المجتمع ظل على حيويته وجرأته وكبريائه. وأيا كانت الأسباب التى أدت إلى ذلك الفشل، سواء تمثلت فى قلة الخبرة وقصر المدة أو سوء الإدارة أو ثقل العبء والتركة، فالشاهد أن ذلك لا يقارن بخطايا النظام السابق المتمثلة فى الاستبداد والفساد والانبطاح السياسى فى مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل.

المقارنة تستدعى مفارقات أخرى، منها مثلا أن بعضنا أبدوا استعدادهم للتسامح بل والتعاون مع رموز النظام الذى أهان المصريين، فى حين أنهم اختاروا موقف الخصومة والقطيعة مع النظام الذى أخفق فى تحقيق تطلعاتهم، وقد رأينا نموذجا فجا لتلك المفارقة حين وجدنا الذين قتلوا الثائرين ضد مبارك يسيرون فى المظاهرات جنبا إلى جنب مع الثائرين ضد الرئيس مرسى. ومنها أيضا أن بعض الأصوات تحدثت فى أواخر عهد مبارك عن خروج آمن له ولأهله، فى حين أننا قرأنا هذا الأسبوع كلاما لأناس قالوا فيه إنه حتى فكرة الخروج الآمن للرئيس مرسى وجماعته مستبعدة ومرفوضة. منها كذلك أن مبارك وجماعته قدموا إلى المحاكم العادية، فى حين طالب البعض بتقديم مرسى وفريقه إلى محاكم خاصة بالثورة.

أثناء الثورة ضد مبارك أحرق مقر الحزب الحاكم فى القاهرة، حين أراد الثائرون أن يصبوا جام غضبهم على رموز النظام الذى أذل المصريين لحوالى ثلاثة عقود، ولم يمس مقر للحزب الوطنى فى أى مكان خارج العاصمة، ولكن بعد عام واحد من حكم الإخوان أحرق مقر الجماعة فى المقطم كما أحرق مقر حزب الوسط المتحالف معها، وتم إحراق ونهب 12 مقرا لحزب الحرية والعدالة فى أنحاء مصر حتى الآن.

ما عاد الأمر مقصورا على الإخوان ومقارهم، ولكن حملة الكراهية طالت بعض المتدينين خصوصا الملتحين أو المنتقبات، الذين تعرض نفر منهم للسخرية والإيذاء والاعتداء فى أماكن عدة، وقد عبرت فى مقام آخر عن خشيتى من أن تتحول حملة الكراهية إلى دعوة لاستباحة الناشطين الإسلاميين والإصرار على إبادتهم سياسيا ومعنويا، فى استنساخ نموذج «الخطاط» الذى طبقه الإمام يحيى فى اليمن، حين كان يطلق جنوده لاستباحة القبائل التى تتمرد عليه ونهب ممتلكاتها وأموالها.

لن أختلف مع من يقول إن الإخوان والمنسوبين إلى الحالة الإسلامية وقعوا فى أخطاء أثارت استياء الآخرين واستفزتهم، وسأتفق مع من يقول إن بعض المتحدثين منهم على شاشات التليفزيون استخدموا فى مخاطبة مخالفيهم أسلوبا فظا وجارحا فى بعض الأحيان. وهو ما أدينه واعتبره مخالفا مع أدب الإسلام فضلا عن خطاب ولغة الحوار بين المتحضرين. ويحزننى أن أقول إننى لا أتحدث فى اللحظة الراهنة عن العنف اللفظى لكننى أتحدث عن الكراهية التى تغذى العنف المادى. بكلام آخر فإننى صرت مستعدا لاحتمال التراشق والعراك بالكلمات إلى أبعد مدى ممكن، لكن ما أحذر منه هو اللجوء للعنف المؤدى إلى الإقصاء والإلغاء وصولا إلى الإبادة السياسية.

يطول بنا الحديث إذا حاولنا تحرى العوامل التى أدت إلى ذلك، سواء تمثلت فى أخطاء الإسلاميين أو تدبير وكيد خصومهم فى الداخل والخارج، وهو ما يمكن أن يفصل فيه علماء الاجتماع السياسى. وإلى أن يتسع المجال لتحليل ورصد تلك العوامل، فإن التنبيه يظل واجبا إلى أمرين:
  • أولهما خطورة الاستسلام لمشاعر الكراهية التى باتت تبث عبر وسائل الإعلام المختلفة كل يوم صباح مساء، من حيث إنها تفتح الأبواب لشرور لا حدود لها، وكلها تهدد السلم الأهلى.
  • الأمر الثانى أن ذلك الإقصاء أو الإلغاء المؤدى إلى الإبادة السياسية مستحيل من الناحية العملية فضلا عن أنه ضار بالمصلحة الوطنية. ولن أتحدث عن الاعتبارات الأخلاقية. ذلك أن التفكير فى إلغاء أى عضو فى المجتمع مهما كان حجمه يصيبه بعاهة تشوه صورته إن لم تعق حركته، فما بالك بالطرف الإسلامى فى مصر، الذى لا ينكر حضوره، وقد استعصى على مجرد الحظر طيلة أكثر من ثمانين عاما، ويتصور البعض الآن أن أجواء الكراهية المخيمة تسوغ إبادته.

 الأمر الاخر المتعلق بالتفكير فى هدم ما تم بناؤه فى مصر بعد الثورة يقتضى حديثا آخر أواصله يوم السبت بإذن الله.

الأربعاء، 3 يوليو 2013

بعدما تلقت الرئاسة رسالة ... فهمي هويدي

  الجماهير التى خرجت فى مصر هذا الأسبوع، وجهت رسالة لا يمكن تجاهلها، وفى حدود علمى فإنها وصلت إلى من يهمه الأمر.

(1)

أحد الأخطاء الجسيمة التى يمكن أن نقع فيها ألا نعى حقيقة تلك الجماهير وألا نحسن قراءة رسالتها. ومن التبسيط المخل أن نصف المشهد باعتباره صراعا على الهوية أو اختلافا حول الشريعة، أو أنه مجرد معركة ضد فلول النظام السابق وأذنابه. صحيح أن بين المعارضين من له تحفظه على الشريعة ومن هو مخاصم لها، كما أن فلول النظام السابق ومعهم ميليشيات البلطجية لهم إسهامهم المباشر وغير المباشر فيما يجرى، ولكن هؤلاء وهؤلاء لا يمثلون جوهر المعارضين، تماما كما أن الذين يعتبرون ما يجرى صراعا بين الإسلام والعلمانية أو بين الإيمان والكفر لا يمثلون جوهر الموالين.