السبت، 12 فبراير 2011

ثورة المصريين من المبادرة إلى الإلهام... محمد صلاح الدين


ثورة المصريين من المبادرة إلى الإلهام 
كتب محمد صلاح الدين - مصري مغترب 


الثورة المصرية وعنصر المفاجأة 

لقد كتبت منذ بداية الثورة المصرية المباركة وقلت تحت عنوان " شعب مصر يحكم مصر والعالم في صدمة " حيث أوضحت أن الثورة المصرية قد صدمت وأدهشت العالم الذي لم يستطع أن يتنبأ بما يمكن أن يحدث في مصر ، لذا ارتبك العالم نتيجة قوة المبادرة وعنصر المفاجئة، فالحكومة المصرية التي لم تقدر الشباب قدرهم وراحت تنظر إليهم على أنهم صغار " عيال" وكيف لا ورئيس النظام عمره يتجاوز الثمانين والفرق بينه وبين متوسط أعمار الشباب في ميدان التحرير قد يصل إلى خمسون عاماً والذي كان خر الساقطين في حين كان  أول الساقطين هو الجهاز و النظام الأمني المشبوه ، و الذي ظن أنه يتعامل في سبعينيات القرن الماضي ولم يدرك  الزمن الذي يعيشه حيث توقفت الساعة البيولوجية لهذا النظام ولم تعد تعمل ( وهذا ربما يدخلنا لاحقاً للحديث حول قضية العقلية الأمنية من حيث الرؤية والرسالة والقيم والمعتقدات الأمنية إضافة إلى الإيمان الكامل بفلسفة وشعار " الشرطة في خدمة الشعب").

وبالعودة لعنصر المبادرة في ثورة 25 يناير نجد أن العالم الغربي والكيان الصهيوني وليس "إسرائيل كما كان يحلو للبعض أن يقول" لم يدركا معاً ما يحدث إلا بعد مرور ثلاثة أيام أي في يوم الثامن والعشرين من يناير بعد أن تبلورت الثورة وأخذت وقودها وقوتها الدافعة من دماء الشهداء والجرحى الأبرار الأطهار في عجز واضح عن الإدراك وفك طلاسم الثورة التي كانت تتحرك بسرعة أكبر من قدرتهم على التحليل أو الإستيعاب ، فسقطت أ شهر أجهزة الاستخبارات العالمية بما فيهم أجهزة الأمن والاستخبارات المصرية الشديدة القمعية ، لذا ظل الجميع يتخبط والثورة ماضية بروحها الشباببية الحماسية التي تبلورت في شكل مبادرات وأنشطة حماسية ثورية سلمية مبهرة بجموعها وملهمة في موضوعها ، حتى جاء يوم الأربعاء الدامي و والذي حاول فيه نظام السفاح مبارائيل  استراد ميدان التحرير بالقوة والعنف المفرط من خلال بلطجيته فأسقط ما يقارب من ثمانية شهداء وعشرات الجرحى في فضيحة إنسانية عالمية للنظام المصري أمام مرأى ومسمع من جميع وسائل الإعلام العالمية ، وفي اليوم التالي زادت الثورة قوة واشتعلت شعلتها من جديد بدماء هؤلاء الشباب الذين قضوا على يد قناصة النظام .

 
الثورة تلهم جميع فئات المجتمع المصري والعالم 

ثم جاء المدد من شباب مصر الأحرار لدعم الثوار في ميدان عبد المنعم رياض المتفرع من ميدان التحرير حيث جاءات على شكل تجمعات وتكتلات بل أمواج بشرية هادرة من مختلف المحافظات المصرية الحرة ثم راحت الثورة تستهوي الملايين من أبناء الشعب المصري ، ونتيجة لهذا لذلك شاهدنا هذه الملايين التي ربما وصلت لأكثر من خمسين مليون نسمة على أقل تقدير في مختلف محافظات الجمهورية المصرية .

حتى جاء يوم الرحيل الجمعة الموافق 11 فبراير  فشاهد العالم هذه الثورة الحضارية العظيمة والتي بدأت بعد أداء صلاة الجمعة والتي جاءت خطبتها لتعبرعن روح وجوهر الإسلام العالمي الحضاري حيث أرسل فيها الخطيب عدة رسائل للداخل والخارج كان أبرزها رفض التدخل الخارجي من إيران وحزب الله وأمريكا على السواء ثم كانت الصلاة في جو روحاني امتزج بالثقة والحماس ثم جاء الدعاء الذي زاد من قوة وثقة المصريين الذين استمدوا قوتهم من إيمانهم " يقول الله تعالى إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم " وهذا ماحدث فعلاً لقد هدى الله المصريين بإيمانهم مسلمين ومسيحيين فالكل كان يصلى لله ليثبت الشعب المصري للعالم أجمع أنه شعب متدين بالفطرة  وأثبت أن الوحدة الوطنية راسخة رسوخ الأهرامات وإن كل عوامل التعرية على قوتها لم ولن تستطيع أن تهدم هرماً واحداً منها ، واليوم لدينا أهرامات كثيرة نضيفها بفخر إلى أهرامات الجيزة ، وعلى رأسها وحدتنا الوطنية، وقوة تماسك جبهتنا الداخلية والتحام شعبنا مع جيشه العظيم إن هذه بعض الملامح الفارقة والتي أبهرت وألهمت العالم الذي فجأة وجد نفسه يشاهد إنساناً حضارياً كونياً يقوم بثورة ستكتب في التاريخ الإنساني على أنها واحدة من أعظم ثورات الإنسانية ولعل هذا ما سيطر على مشاعر شعوب العالم حتى خرج خطاب الرئيس الأمريكي الذي بدى عليه علامات التأثر البالغة خاصة عندما وقف وقال لقد ألهمتمونا ، وسيظل الشعب المصري في هذا الإلهام واضعاً خارطة الطريق أمام الشعوب المقهورة والمظلومة لإنهاء الظلم عن المنطقة.

 
من الخطاب الرائع للرئيس الأمريكي عن الشعب المصري

ومتحدثا عن احداث الايام ال18 الاخيرة في مصر قال اوباما ان العالم شاهد "شعبا مؤمنا مصليا وهاتفا مسلمين ومسيحيين نحن واحد. 
وعلى الرغم من اننا نعرف ان التوترات الدينية لازالت تفرق الكثيرين في هذا العالم وان حدثا واحدا لن يغلق هذه الفجوة فورا الا ان هذه المشاهد تذكرنا بان اختلافاتنا لا تعرفنا ويمكن ان نعرف بالانسانية المشتركة التي نتقاسمها".
وافاد بان جيلا جديدا برز في مصر "يستخدم ابداعه الخاص ومواهبه والتكنولوجيا ليدعو الى تشكيل حكومة تمثل اماله وليس مخاوفه. حكومة تستجيب الى تطلعاته غير المحدودة".

وتابع "لقد الهمنا المصريون وفعلوا ذلك حين كذبوا فكرة ان العدالة يمكن ان تتحقق من خلال العنف. لقد كانت فكرة اللاعنف هي الاقوى في مصر وليس الارهاب او القتل الطائش ولكن اللاعنف هو القوة المعنوية" وفي حين كانت المشاهد والاصوات مصرية "لا يمكننا ان نساعد لكننا سمعنا صدى التاريخ صدى الالمانيين حين هدموا الجدار والطلبة الاندونيسيين في الشوارع وغاندي يقود شعبه على طريق العدالة".
واكد اوباما ان "هذه المشاهد في القاهرة وعبر مصر حركت الشعب الامريكي لانه العالم الذي نريد ان يكبر فيه ابناؤنا".
نقلاً عن كونا
 —————————————————–
http://www.facebook.com/#!/profile.php?id=577450176

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق