الخميس، 3 فبراير 2011

أشبال عبد المنعم رياض في ميدانه... محمد صلاح الدين

أشبال عبد المنعم رياض في ميدانه
3/2/2011 – محمد صلاح الدين
يقود الثوار المصريين ثورة من أعظم ثورات القرن الحادي والعشرين ثورة ستبقى خالدة لأنه قد تم توثيقها بشتى الوسائل الإعلامية المختلفة المحلية والعربية والعالمية ولعل من المُدهش هو رمزية المكان الذي دارت فيه معارك الأمس بين مجموعة من الثوار السلميين العُزَل وبين مجموعات محترفة من البلطجية وأجهزة الأمن بملابس مدنية والتي استخدمت الرصاص الحي والقنابل الحارقة محلية الصنع في مشهد تقشعر له الأبدان إجلاً وإكباراً من صمود هذا الشباب الرائع الذي يضرب أروع الأمثال في البطولة والتضحية والفداء للوطن والانضباط الراقي للنفس وعدم إنجرافهم للعنف رغم استخدام الشرطة للقناصة واستهدافهم على الأقل أربعة شهداء في إصابات في الجزء العلوي من الجسد ليسقط الشهداء في ميدان الشهيد عبد المُنعم رياض الذي خاض حرب الاستنزاف عام 67 وإشرافه على تدمير خط باريف وتدميره المدمرة إيلات وغيرها من البطولات حتى نيله الشاهدة على الجبهه.
لقد كان من أقواله المأثوره :
( أن تبين النقص لديك فتلك هي الأمانة، وأن تجاهد أقصى ما يكون الجهد بما هو مُتوفر لديك فتلك هي المهارة).
ولعل من المفارقات الغريبة أن يحقق أبناء الثورة قوله المأثور بعد 41 عاماً من استشهاده (1969) ليحقق أبناء مصر الثوار الأمانة والمهارة فنجدهم يتعاملون بأمانة مع أنفسهم ومع زملائهم في الثورة فكلهم متكافلون متعاونون متفاهمون متلاحمون ومؤتمنون حيث نجد كل منهم يعطي ظهره للأخر وهو لا يعرفه لنجد من يُأمن ويُأتمن وعلى ماذا إن الإئتمان في ميدان الشهيد عبد المنُعم رياض إئتمان على الأرواح وليس المال وما أعظمها وأغلاها من أمانة حتى أننا شاهدنا الثوار الذين انتقلوا من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي وشاهدنا بطولاتهم بحيث لم يرضوا أن يتركوا جثث شهدائهم لتقع في يد البلطجية فنقلوها وعادوا بها من ساحات المعركة بعدما طردوا البلطجية وشتتوهم بشجاعة فائقة وبدون سلاح واستولوا على مواقعهم على كوبري 6 أكتوبر في فجر 3 فبراير 2011 هذه هي أمانة الثوار مع بعضهم البعض أحياء وأموات.
أما على مهارة الثوار فلعلها من المصادفات العجيبة أن يكون الشهيد عبد المنعم رياض من يشرف على تدمير خط بارليف ويأتي الثوار اليوم ليبنوا ساتر حديدى متحرك بالإمكانيات المتاحة ليثبتوا أنهم لديهم من المهارات العقلية والنفسية والجسدية الكثير والكثير ليقدموه للوطن هذا الشباب الرائع الذي كان منذ شهور يعيش في واقعه الافتراضي معزول عن عالمه الحقيقي سياسياً واقتصادياً وعسكرياً فجأة وجد نفسه عليه مسئولة حماية وطن فحملها بقوة وكون لجان المقاومة الشعبية لحماية المواطنين والمتحف المصري وقناة السويس والمنشأت الحيوية للدولة في إثبات كامل للرجولة والوعي التارخي والحضاري كما أن عملية الاتصالات التي تجري بينهم والتي بموجبها يتواصلون في ظل انقطاع الاتصال الالكتروني والهاتفي يدل على قوة ومرونة وحيوية اتصالية وتناغم اتصالي عال ، لذا فليقف الثوار تحت تمثال الشهيد عبد المنعم رياض وفي ميدانه فتلك الأشباب من ذاك الأسد.
رحم الله الشهيد عبد المنعم رياض ورحم الشهداء الخمسة الذي استشهدوا في ميدانه ليلة وفجر 3 فبراير 2011.
اللهم احفظ مصر والثوار وارزقهم الصبر وأعنهم على تحقيق أهدافهم ومحاكمة الرئيس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق