الجمعة، 9 أكتوبر 2015

قواعد في ترشيد الخلافات الزوجية --- بقلم الأستاذ الدكتور محمد الإدريسي

قواعد في ترشيد الخلافات الزوجية
يقول الحق سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} .هذه الآية المباركة تُعتبَر بحق القاعدة الأساسية التي تقوم عليها العلاقة الزوجية في الإسلام، العلاقة التي تبنى- بعد شرع الله تعالى- على الحب وتعيش وتتعايش به وتسير عليه وتهتدي به وتتحاكم إليه وتنشده في كل خطواتها وتناشده أن يبقى رفيقا لها على طول الزمان ورفيقا بها بعدم الهجران ...


(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أزوجا لتسكنوا إليها} بهذا التعبير يصف الله عز وجل الزوجين، اثنين في واحد، وهذه من آيات الله الباهرة ..ولذلك يسمى كل منهما زوج ، المرأة زوج والرجل زوج ، أي ليس المقصود فردا مع فرد، وإنما زوج مع زوج وكأن كل واحد منهما يحمل الآخر- كل الآخر- في قلبه وفكره وشعوره...نعم هذا هو أساس العلاقة الزوجية في الإسلام كما نص على ذلك القرآن وكذلك السنة النبوية، لا كما يصور ويروج ويوجه الآخرون لصورة الأسرة وشكلها وطريقة عيشها وعشها على أنها صراع وحروب وغالب ومغلوب ...كما ينظر الإسلام إلى الزوجين نظرة واقعية لا تغفل الطبيعة البشرية التي تخطئ وتكرر الخطأ مرات سهوا وأخَرَ عمدا...لكن لا يدعو إلى القصاص أو المعاملة بالمثل في المعالجة، بل يدعو إلى الرحمة بالمخطئ مهما كان خطؤه...وهذا الموضوع محاولة متواضعة لعرض وجهة نظر لترشيد الخلافات الزوجية...نسأل الله التوفيق والسداد إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
 
أنواع الخلافات الزوجية
والخلافات الزوجية أنواع، منها الدائم والمستمر ومنها المؤقت والمنقطع والمتقطع ومنها الواضح ومنها الخفي، ومنها المتكرر ومنها العابر، ومنها ما يصبح مشكلة بإضافة غيره وغيره إليه... ومن أخطر هذه الخلافات ما يمكن أن نصطلح عليه بالمشاكل العنقودية التي كلما طرحت كلما ولّدت مشاكل من جنسها أو أخطر منها، مثلا يطرح المشكل للنقاش لكن بسبب الطريقة ونفسية الزوجين والظروف التي تحيط وترتبط بالعملية تولد مشاكل عدة....ومن أخطرها كذلك، ما أطلق عليه الأستاذ "جاسم المطوع " اسم "مشكلة الملفات المفتوحة "، وهي التي يطرح فيها المشكل تلو الآخر ولا يحسم فيه بحل، ثم يأتي آخر ولا يحسم فيه كذلك، ثم ثالث... ثم عاشر، ثم ...ثم...: "وكل هذه الملفات تفتح ثم تأرشف في صدر كل واحد منهما دون اتخاذ أي قرار لحل هذه المشاكل, وكلها تكون معلقة ..ويفاجأ الزوجان بعد مرور عشر سنوات من زواجهما أن لدى كل واحد منهما ألف ملف مفتوح، فمثلاً عندما تتوتر العلاقة بينهما يبدأ الزوجان عند حصول أي خلاف ولو كان بسيطاً تافهاً باستخراج الملفات المفتوحة..فتزداد بذلك العلاقة سوء على سوء وتنتهي حياتهما إلى جحيم الشقاق" .وفائدة طرح هذه الأنواع تتمثل في طرح الحلول المناسبة لكل نوع، فمنها ما يحتاج حله إلى الحوار والتفاهم والوضوح والإقناع والاقتناع بين الزوجين ، ومنها ما يحتاج معه أحدهما إلى تحمل مسؤوليته فيه أو الإقلاع عنه ، ومنها ما يحتاج إلى مستشار أسري أو طبيب نفسي ، ومنها ما يحتاج إلى تدخل العائلة...وأغلبها يحتاج إلى الكتمان ، ومنها بالمقابل ما يجب تركه للزمن لأنه جزء من العلاج.كل ذلك مع إعطاء النظرة الصحيحة لكل الخلافات الزوجية بإعطاء المشكلة المطروحة حجمها الطبيعي وعدم تضخيمها وتعقيدها والنظر في جانبها الايجابي و التعامل معها بنفسية إيجابية و مطمئنة .
 
أنواع الشخصيات أمام الخلافات الزوجية:
يختلف الناس اختلافا واضحا أمام الخلافات الزوجية وكيفية التعامل معها، فمنهم الغضوب الحربي ومنهم الهادئ السلمي ومنهم الغضوب السلمي، وبين هذه الأنواع أنواع أخرى قد تقترب أوتنأى عن هذا النوع أو ذاك. وقد رمز الأستاذ جاسم المطوع لأنواع الشخصيات أمام الخلافات الزوجية بخمسة رموز:
 النوع الأول : سمك القرش
وهذا النوع هو النوع الهجومي فقد يكون الزوج أو الزوجة من النوع الهجومي عند حدوث أي خلاف زوجي سواء أكان على حق معه أم ضده .. فدائما يهاجم ويحرص على اتهام الآخرين بألفاظ قوية وتصرفات شديدة . 
النوع الثاني : السلحفاة
وهذا النوع هو عكس الأول , فالسلحفاة إذا تعرضت لأي خطر تدخل رأسها وأطرافها داخل صندوقها وتنسحب من الواقع الذي فيه إلى حين هدوء العاصفة وزوال المشكلة ثم تخرج بعدها , وهناك بعض الأزواج يفضلون الانسحاب عند حدوث أي مشكلة زوجية .النوع الثالث : الدب الوديع
وهذا النوع يفضل دائما السلامة والهدوء وتخفيف الأمور، فعند تعرض أحد الزوجين لأي مشكلة يكون هاجسه الأول والأخير هو المحافظة على العلاقة الزوجية والخروج من الأزمة بسلامة وهدوء مهما كانت النتائج إيجابية أم سلبية , فإن ذلك لا يهمه المهم الهدوء
النوع الرابع : الثعلب
وهذا النوع هو رمز للمراوغة والمكر والخديعة فهو عند حدوث أي مشكلة زوجية يراوغ ويحرص على أن يخرج بنتيجة معينة أنه ليس مخطئاً ودائماً عنده الطرف الأخر هو المخطئ وإذا حصل نقاش فلا يمكن الوصول معه إلى نتيجة . 
النوع الخامس : الحمامة
والحمامة رمز للذكاء والحكمة فهي تعرف ماذا تفعل وكيف تتصرف وإذا كان أحد الزوجين من هذا النوع فهو يعرف ماذا يقول وكيف يتكلم وكيف يتعامل مع المشكلة" .وفي كل الأحوال لابد من التسليم بأن الاختلاف طبيعة كونية في النفوس والمجتمعات...لكن المطلوب هو ترشيد هذا الخلاف حتى يكون عامل تميز للعلاقات الزوجية عوض هدمها وتقويضها...وقد اعتبره بعضهم بأنه كالتوابل التي تعطي ذوقا لذيذا وضروريا لأي طعام...ومساهمة في ترشيد الخلافات الزوجية، أطرح القواعد التالية:القاعدة الأولى: كل ابن آدم خطاء 
قاعدة ذهبية، لكن يغفل عنها الكثير،؟ لأن بتقريرها والوعي بها يعذر بعضنا بعضا، ويسامح بعضنا بعضا ويعطي كلانا للآخر مكانه العادي وموقعه الطبيعي ووظيفته الحقيقية ، فإذا تقرر عندي أن شريك حياتي بشر وتزوجته على ذلك الأساس فلماذا أطالبه بما لم يطالبه به خالقه سبحانه " {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} وعلم أنه{ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} و{ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} ، و الخطأ جار على كل الناس ولصيق بهم مهما علا قدرهم وسطع نجمهم،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" .القاعدة الثانية: لـــــيـــــســـــــــوا ســـــــــواء 
إذا تقررت القاعدة الأولى تأتي الثانية مرتبطة بها ومفصلة لها، لأن الاعتراف بالبشرية ليس مبررا للخطأ وداعية له ..ولكن لنعذر المخطئ قبل اعتذاره...أما تعمد الخطأ والإكثار منه وجعله قاعدة قصد الإضرار بالآخرين بحجة الطبيعة البشرية فهذا قد يخرج الإنسان من دائرة الوظيفة الإنسانية إلى دائرة الوظيفة الشيطانية،هذا من جهة .من جهة أخرى، ليس كل الأخطاء يسكت عنها ويتغاضى عنها، فالخطأ في أصول العقيدة ليس كغيره، ثم في أصول العبادات ليس كغيره ، ثم في العرض ليس كغيره...وهكذا.وما اعتبره الشرع من الموبقات فهو في أعلاها ثم تأتي الكبائر ثم تأتي الصغائر ثم يأتي اللمم ...والصنف الأخير لانلتفت إليه ولا يعبأ به.ومن جهة ثالثة لابد من التفريق بين الخطأ كفعل وبين صاحب الخطأ كإنسان كرمه الله عزوجل، والنقاش يكون حول الخطأ لذاته لا لشخص صاحبه.وفي كل الأحوال لابد من الرفق ،لأن"الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه" و"الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على غيره" .

القاعدة الثالثة: لـا للــــتــــــوافــــــــــــه
كلما كان الموضوع تافها و الخلاف فيه لا يتعلق بشيء يمس جوهر حياتنا وقوام استقرارنا فالخوض فيه باطل ومدمر ومضيع للوقت والجهد والرصيد العاطفي والخلقي للأسرة ... وأقرر جازما أن أكثر من90%من نسب الطلاق يرجع سببها إلى هذه المسألة، فكم من زوجين كان السبب الحقيقي في افتراقهما أمرا تافها يستحيي كل منهما أن يذكره. ومن الطرائف التي تروى من هذا القبيل: زوجان اختلفا حول نوعية طائر على شجرة هل هو ذكر أم أنثى ، فتعالت أصواتهما حتى غادرت الزوجة البيت إلى دار أبيها، فتدخل الأهل بينهما بالصلح، وفعلا تصالحا – وطبعا المشكل التافه لا يجرؤ أحد منهما على ذكره- وبعد عام كامل سأل الزوج زوجته : أتذكرين كم كنا بدون عقل حينما اختلفنا حول ذلك الطائر الذكر(؟!) فقالت بل قلت لك من زمان بأنه أنثى، فقال: بل ذكر!...فقالت:..فقال:...فكانت النهاية هذه المرة بالطلاق. أما الخلافات الزوجية حول تشجيع هذا الفريق أوذاك فحدث ولا حرج....ولا حول ولا قوة إلا بالله. وقد قال بعضهم:" إن الأبله وحده هو الذي يسخر من المآسي، ولكن الأحمق هو الذي يجعل من التوافه مآسي...

القاعدة الرابعة: ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس وأسعدهم :ومضمون هذه القاعدة:"اقبل بشريك حياتك كما هو" ولا تطالبه بأن يكون غير ما هو عليه،لأن الله عز وجل من بديع صنعه أن جعل كل واحد منا نسخة خاصة وفريدة في هذا الكون لا يمكن أن تتكرر عبر التاريخ أو الجغرافيا إطلاقا....وهذا يستوجب منا أن نفهم بعضنا البعض جيدا ونتعامل مع بعضنا على هذا الأساس...مثلا زوجة كثيرة الصمت ، والزوج يفهم من ذلك الصمت بأنها غير راضية عنه وعن حياتهما وأنها... وأنها... فيطالبها دائما بالكلام في كل شيء، ولو أن تكذب عليه !!؟... المهم أن يسمع صوتها ... لكن هي تشعر أن ذلك فوق طاقتها، وتعتذر بأن ليس لديها ما تقوله، وتحاول مرات عديدة أن ترضيه فتقول كلمة أو اثنتين ثم تصمت طبعا هذا يؤذي الزوج إذا كان مُصرًا ولم يفهم طبيعتها وتربيتها وتكوينها....وقد يكون العكس هو الغالب: الزوجة ثرثارة أو سريعة الغضب... وقد يكون الزوج كذلك، وهكذا...والناس أصناف في هذا الباب، المهم عندنا أن نقبل بشريك حياتنا كما هو...القاعدة الخامسة:"أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك الجدال وإن كان محقا" :
حديث جميل وجليل يقرر قاعدة تربوية وإيمانية حاسمة في قطع الخلافات بين الناس ، لا جزاء لمن استجاب لها وعمل بها إلا قصر في الجنة ... لذلك ما أصعبها حقا !! لأن أسهل شيء على الزوجين كثرة النقد والتأنيب بسبب أو بدونه، دون أن يعلما أنه يؤدي إلى النقد المضاد ، ثم الجدال ثم الخصومة ثم التباغض ، ثم تصبح حياتهما الزوجية جلسات محاكمة، فكل يوم تفتح ملفات، وكل يوم يحقق كل طرف في الموضوع ويصدر الاتهامات فتنقلب حياتهما إلى جحيم لايطاق...كل ذلك دون أن يراعي أحدهما للأخر أي شيء، لا قدرا ولا مقاما ولا موقفا ... قال الشاعر:وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على المرء من وقع الحسام المهند
لكن من طوع نفسه للعيش بصفات أهل الجنة في الدنيا {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ } لا يكون إلا من أهل الجنة {هَلْ جَزَاء الإحسان إِلَّا الإحسان} . {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} .و يقول الحق سبحانه كذلك لمن طبعه النسيان"ولا تنسوا الفضل بينكم" وهذه الآية الجليلة قاعدة عظيمة في هذا الباب"لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد" .القاعدة السادسة: لعلمه الذين يستنبطونه منه :
والمراد بهذه القاعدة ما يسميه علماؤنا بتنقيح المناط وتحرير موطن النزاع ، فالمطلوب عند وقوع الخلاف أن تعرف سببه الرئيس، لأنه إذا عرف السبب بطل العجب ، وغالبا لا يكون هناك خلاف أصلا، وإنما هي مواضيع أو زوايا مختلفة لكن يتعامل معها الزوجان على أنها موضوع واحد وإشكال واحد ومشكل يستحق الجدال والخصومة ... ولو تساءل كل منهما عن مقصود الآخر وماذا يريد من كلامه بالضبط - مع إعطائه الوقت الكافي لبيان فكرته- لوجد الكثير من الأزواج أنهم أبعد ما يكونون عن الخصومة، لأن أغلب الخلافات ترجع إلى سوء فهم ليس إلا...

القاعدة السابعة: ليس الذكر كالأنثى :
قاعدة جديدة وجليلة لكن من يا ترى يفهمها ويستوعب حقيقتها ومضمونها "الرجل ليس كالمرأة في أمور كثيرة، وأقرر جازما أن 99% من الخلافات والنزاعات بين الزوجين ترجع أساسا إلى عدم العلم بهذه القاعدة...وقد قامت "ديبورا تانن"، الاختصاصية في اللسانيات الاجتماعية في كتابها"من المؤكد أنك لا تفهمني"، بتحليل وتفكيك جميع أساليب المحادثات التي تدور بين الرجال والنساء من أجل فهم سبب وجود كل هذه الصعوبات في التواصل بينهما . وبرهنت بهذه الوسيلة على أن الرجال يتكلمون بقدر ما تتكلم النساء ، ولكنهما لا يتكلمان في نفس الظروف والمواضيع ، ومن أجل نفس الأهداف وتعتقد "أن تواصل الذكر – الأنثى تواصل فكري" . فالفروق في طرق التواصل بين الرجل والمرأة أكبر مما بين راعي البقر الأمريكي والساموراي الياباني.مرجع المحادثة عند النساء مرجع علاقة حميمية، وتستخدم الحديث من أجل الدخول في علاقة، ومن أجل التعبير عن الحالات النفسية. بينما يستخدم الرجل المحادثة من أجل أن يخبر بمعلومة أو أن يبحث عنها. فالحديث عند الرجل ذو صبغة نفعية، ويكون من أجل الحفاظ على الاستقلالية. وهو يتحدث عن وقائع موضوعية، بينما تتحدث النساء عن روابط شعورية. والمرأة تتحدث أكثر في جو حميمي، بينما يريد الرجل استغلال الحميمية من أجل أن يرتاح ويعيد استرجاع طاقاته بصمت.... ونحس من طريقة حديث النساء بأنهن يتطلبن الموافقة على أقوالهن، بينما يتحدى الرجل في حديثه كل سلطة. وتحكي المرأة عما يقلقها أو عما يتعسها، وهو تمهيد لربط النقاش. ويعتبر الرجل كل حديث يقلق ويثير التعاسة نوعا من العتاب والنقد. وتنهي تانن كتابها بالتساؤل : "هل يمكن تدريس لغة الجنس الآخر؟"كما عرض "جون جراي" في كتابه الرائع"الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" قواعد جديدة مؤسسة على الفروق بين الرجال والنساء للتخفيف من الحدة بين الزوجين حاولت أن أعرض بعضها في الجدول التالي

الرجال من المريخ النساء من الزهرة
قيمه الأولية هي:السلطة والجدارة والفعالية والكمال
*
اهتمامه يتجه بصورة قوية نحو الأشياء و المتاع
*
أهم ما عنده إظهار جدارته ، والوصول إلى أهدافه بنفسه وإن طلب المعونة بالنسبة إليه ظاهرة ضعف،وأنه يشرفه أن يستعان بمعارفه
* 
وينعزل من أجل أن يشعر أنه أحسن حالا
*
يريد الجماع ليحل خلافا
* 
ويقدم باقة من أربع وعشرين للبرهان على حبه
* 
يشتري السلام بالسكوت
* 
ولا بد من سبب كي يتحدث
* 
ويحتاج إلى فضاء
* 
ويحتاج إلى الاطمئنان والقبول والتقدير والإعجاب والموافقة والتشجيع
*. 
ويحاول خطأ أن يصلحها (كما لو أنها كانت آلة معطوبة)
* 
ويركز الآتي من المريخ على مسألة هامة ويهمل الأمور الصغيرة. ...
* 
تعطي القيمة للحب على الخصوص وللتواصل والجمال والعلاقات
* 
اهتماماتها يذهب أولا للأشخاص والمشاعر
* 
ومن المهم لديها أن تشعر بأنها محبوبة لذاتها
* 
تقديم المساعدة تعبير عن العطف
* 
الحديث عن المشاكل انفتاح على الآخرين وسمة من سمات الحب
*. 
وتريد أن تحل الخلاف قبل الجماع
* 
تفضل أن تتلقى وردة واحدة أربعا وعشرين مرة، وأن تكون الوردة مختلفة كل مرة
*
السكوت إعلان حرب عليها
* 
تتحدث من أجل لذة الحديث
* 
تحتاج إلى فهم
* 
وتحتاج إلى الانتباه والفهم والاحترام والتفاني وتقدير انفعالاتها
* 
وتحاول خطأ أن تحسن من سلوكه
* 
الأشياء الصغيرة بالنسبة لها تصنع فوارق كبيرة

 القاعدة الثامنة:أمسك عليك لسانك

يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام:"...والكلمة الطيبة صدقة..." ،وما أعظم أجرها إذا كانت لأقرب الناس إليك لأنهم أولى الناس بها من غيرهم، لكن إذا لم ترد أخي، أختي أجرا ولا ثوابا - رغم حاجتي وحاجتك الشديدة إلى الجزاء - فانظر إلى نصيحة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى مثلي ومثلك :"رحم الله عبدا قال فغنم أو سكت فسلم" وانظر إلى قوله سبحانه وتعالى:{إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ}، وقوله أيضا:"وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون" ، وقوله كذلك: {إن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا} ، وإلى ما رواه عقبة ابن عامر قال:قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"ما النجاة؟ قال: أملك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك." . 
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :"إن العبد ليتكلم بالكلمة ( ما يتبين فيها ) يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب " ويقول أيضا:" إن الرجل ليتكلم بالكلمة و ما يرى أنها تبلغ حيث بلغت يهوي بها في النار سبعين خريفا " ، وفي حديث معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه" الطويل" قال له النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ فقلت له بلى يا نبي الله. فأخذ بلسانه فقال: كف عليك هذا. فقلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم في النار- أو قال على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم؟" . 
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت" ، وعن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر اطلع على أبي بكر وهو يمد لسانه فقال: ما تصنع يا خليفة رسول الله؟ فقال: إن هذا أوردني الموارد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو ذرب اللسان" .وقال الإمام النووي في كتاب" الأذكار": بلغنا أن قس بن ساعدة، وأكثم بن صيفي اجتمعا فقال أحدهما لصاحبه: كم وجدت في ابن آدم من العيوب؟ فقال: هي أكثر من أن تحصى والذي أحصيته ثمانية آلاف عيب ووجدت خصلة إن استعملتها سترت العيوب كلها .قال: ما هي؟ قال حفظ اللسان. وكان طاووس بن كيسان ـ رضي الله تعالى عنه ـ يعتذر من طول السكوت ويقول: إني جربت لساني فوجدته لئيما..

القاعدة الأخيرة:المعاصي سبب المآسي
ولاشك أن نسبة كبيرة جدا من الأزواج تكتوي بنار الخلافات والمشاكل المعقدة والعنقودية كل ذلك بسبب كثرة المعاصي وتنوعها والأدهى من ذلك –وهو منها الغفلة عنها وعن معرفة خطرها...وصدق الله تعالى حيث يقول " {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} . عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما تواد اثنان في الله عز وجل أو في الإسلام فيفرق بينهما إلا ذنب يحدثه أحدهما". 

وعن أم مسلمة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من عنده " . فقلت : يا رسول الله أما فيهم صالحون ؟ قال : " بلى " قلت : فكيف يصنع بأولئك ؟ قال : " يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان " .
و يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا تبايعتم بالعينة و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " . عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلا كمثل قوم نزلوا أرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا سوادا فأججوا نارا وأنضجوا ما قذفوا فيها" .
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله :"إني لأعصى الله تعالى فأعرف ذلك في خلق حماري وخادمي وامرأتي وفأر بيتي" .وأورد ابن القيم في كتابه القيم "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي":...عن عامر قال:"كتبت عائشة إلى معاوية" أما بعد: فإن العبد إذا عمل بمعصية الله عاد حامده من الناس ذاما" وذكر أبو نعيم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء قال:" ليحذر امرؤ أن تلعنه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر" ثم قال أتدري مم هذا؟ قلت: لا! قال:" إن العبد ليخلو بمعاصي الله فيلقى الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر" . 
وبالمقابل يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"إذا أحب الله عبدا نادى جبريل :إن الله يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء:إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض" . ‌ والله نسأل أن يجعلنا من أهله وخاصته ومن ذوي محبته إنه ولي ذلك والقادر عليه ،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
---------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق