الاثنين، 3 فبراير 2014

وقفة ومراجعة مع النفس..... طارق الملط (حزب الوسط)

كفاية شعارات.. كفاية تضحية بخيرة شباب مصر.. يجب إعادة تقييم جدوى التظاهرات

أصبح لزاما نجيب الشريط من أوله عشان نفهم بعض صح:

1-ما حدث فى 30 يونية: هو خروج لملايين المصريين للتعبير عن غضبهم من الرئيس الذى فشل فى إدارة الدولة، وفى كسب الخصوم السياسيين، وفى إحداث حالة التوافق السياسى والمجتمعى. 

2-ما حدث فى 3 يوليو: إنقلاب عسكرى.. إستغل غضبة من نزل فى 30يونيه.. وإستغل غياب رؤية الرئيس لما بعد 30يونيه وكيفية إستيعابها بالدعوة الى إستفتاء على استمراره فى السلطة أو الدعوة لإنتخابات رئاسية مبكرة.

3-ما حدث بعد ذلك من إعتصامات ومظاهرات ومسيرات من خلال تحالف دعم الشرعي يحتاج أن يقرأه ويراجعه كل منا مع نفسه وضميره:


             أ) ماذا حقق من إيجابيات فى إتجاه كسر الانقلاب ؟هل زحزحه شوية مثلا ؟ أم رسخ أقدامه وأعطاه قبول شعبى (الإنقلاب)؟

             ب) هل كان هناك سلبيات وماذا جنينا من خسائر؟ 

             ج) هل ما زال السير فى نفس الطريق بنفس الوسائل ...من الممكن ان يؤدى للهدف اللى هو كسر الانقلاب؟

             د) من يتحمل فاتورة الدم الغالى الذى يضحى به خيرة شبابنا؟ القاتل فقط.. أم يشاركه من لايقدم النصح لهم بوجوب تغيير مسار وآليات مناهضة الانقلاب.. بطرق أخرى ليس فيها المظاهرات والمسيرات التى تحصد أرواحهم بإستمرار؟

            هـ) هل من الممكن أن نستوعب.. أن هذه جولة (من 3يوليو.. وحتى إشعار آخر بعودة الحريات والديمقراطية وحقوق الشهداء) من جولات ثورة 25يناير... خسرناها بأيدينا أولا ثم بالتآمر عليها من الدولة العميقة ثانيا ثم بجهل قطاعات كبيرة تصدق كل ما يقال لها، ولكن المهم خسرناها... فيجب أن نتراجع خطوات للخلف (كما فعل نظام مبارك عند ثورة 25يناير.. وظل يخطط حتى عاد مرة أخرى وبنفس الأدوات التى إستخدمتها ثورة 25يناير).. ونلملم جراحنا ونعيد ترتيب صفوفنا... ونبحث عن وسائل أخرى لاستمرار مواجهتنا لعودة الدولة العسكرية.. ولكن بعد النجاح فى إعادة كسب الرأى العام (تحتاج وقت).

أرجو أن تكون هذه الأسئلة بداية نقاش.. بالعقل والمنطق... دونما شعارات عنترية 

ومن يرانى خائن وعميل وبعت القضية... شكرا... مش فارق معايا 

ومن يرانى أنى أقف ضد رغبة الشباب وبكده سيكرهونى وأفقد شعبية عند جماهير الاسلاميين... اللى فى المستقبل لو حبيت أشارك فى إنتخابات.. سيعطونى أصواتهم... شكرا.. أنا دائما بأقول ما أقتنع به... ولست زعيما ولا أبحث عن إنتخابات... أكسبها فوق دماء الشباب الطاهر.. أنا أقدم له النصيحة.. وأحافظ عليه... لمستقبل أفضل فى بيئة صحية ديمقراطية... مش أضحى به فى بيئة كراهية وجنون ولوثة عقلية... وشعب يرقص على أنغام تسلم الأيادى... لمن يقتل فى المصريين. 

ألا هل بلّغت... اللهم فاشهد

(هذه وجهة نظرى أقولها من قبل فض الاعتصامات ومن بعدها.. ولكن لا تجد أذنا صاغية)

---------------------------------------    استدراك وتوضيح    ------------------------------

من حق كل المتابعين لما أكتب أن أوضح.. وخاصة زملائى شباب حزب الوسط:

لم أغير رأيى فى توصيف ما حدث فى 3يوليو.. ولكن فى طريقة التعامل معه

لو كان الخلاف على المبدأ فى توصيف ما حدث فى ٣يوليو.. هل هو إنقلاب عسكرى أم لا؟ يبقى حينها يصح أن تسأل عن سبب التغير، ولكن كتاباتى واضحة أنه لا تغيير فى توصيف ما حدث من حيث المبدأ.

طيب... لماذا تغير موقفى من المطالبة بعودة الشرعية الدستورية؟ 

لأن هناك أولويات وهناك إعادة تقييم للمواقف طبقا لتغير الواقع على الأرض.

وعندما قلت فى رابعة ..أن القضية ليست تحزب لشخص.. وإنما لشرعية دستورية.. كان الواقع على الأرض:
  • أن هناك ١٧معتقل فقط أو أقل (وليس عشرون ألف).
  • وكان عمل التحالف إيجابى يمثل ورقة ضغط كان من ثمرتها..حينها..أن الاتصالات كانت مستمرة ومتكررة من قيادات بالمجلس العسكرى بقيادات من التحالف للتوصل الى حل سياسى وتهدئة الأوضاع. 
  • ثم بعد ذلك جاءت الوفود الأجنبية (نائب وزير الخارجية الأميركى، وبرناندينو ليون مساعد كاترين أشتون مفوضة الاتحاد الأوروبى) وعرضت اتفاقية للتهدئة (شرفت بان كنت ضمن وفد التحالف الذى تقابل معهم، وكان الطرف الاخر فى السلطة الدكتور محمد البرادعى).. فكل هذا كان مناخ جيد للوصول الى تفاوض يحقق أعلى مصلحة ممكنة للطرفين... ولكن الجهود باءت بالفشل لتعنت الجانبين!!
ولكن.. بعد توالى الأحداث الدامية وسقوط الشهداء فى الحرس وفى المنصة وفى رمسيس (الشهيد أحمد الشهاوى..عضو الوسط وإبن محافظة الاسماعيلية ).. كنت دائم الحديث مع التحالف على ضرورة قبول التهدئة حقنا للدماء وتحاشيا لفض الاعتصامات بالقوة، ولكن لا حياة لمن تنادى، وكانوا يتباهون بأنهم لا يردوا على اتصالات المجلس العسكرى المتكررة (وهذا من سوء تقدير الموقف وإنعدام الرؤية)!

ثم كان ما حذرنا منه من فض الاعتصامات.. بمنتهى الوحشية... وسقوط مئات الشهداء وآلاف المصابين

وكنت فى ١٤-٨ فى ميدان محمود وتعرضنا لإطلاق رصاص حى علينا وسقط شهداء جدد 
ثم فى ١٦-٨ شاركت فى المسيرة التى خرجت من مسجد المحروسة الى مسجد الفتح .. والتى إنقسمت الى ثلاثة أجزاء وكنت فى الجزء فى المنتصف.. وللأسف صاحب قرار صعودنا أعلى كوبرى ١٥مايو كان مخطئا (والذى لا نعلم من هو؟ طبعا لأننا مجرد مشاركين ولسنا أصحاب قرار) تسبب فى محاصرة المسيرة وفتحت علينا النيران من كل مكان عند وكالة البلح وحوصرنا على كوبرى أكتوبر وألجأونا للنزول فى السبتية ليتلقفنا البلطجية....
ويهينوا مصريتنا بأن نجلس على الأرض ثم نرفع أيدينا مثل لو كنا أسرى لإسرائيل
وسقط فى هذا اليوم مئات الشهداء والجرحى أيضاً.

وهنا كانت الوقفة.. مع النفس.. ومع مصلحة الوطن.. التى يجب أن تقدم على أى مصلحة أخرى..

نحن الان نواجه سلطة لا تتورع عن القتل بالرصاص الحى، ومعها جزء كبير من الشعب (بالحق أو بالباطل) أصبح يرفض المظاهرات ويبارك آلة القتل فى المتظاهرين، وبالتالى فقدت تعاطف الشعب (الكنبة) مع قضيتك... وأمامك جيش الدولة... فإلى أين نحن ذاهبون؟؟

ومنذ ذلك التاريخ ...لم أشارك فى أى مظاهرة، وكتبت رؤيتى ووجوب تغيير الاستيراتيجية فى مناهضة الانقلاب ووجوب الدخول فى حوارات مع السلطة للوصول الى حلول سياسية.. وبالتالى ما أكتبه الان.. ليس جديدا.. وتم مناقشته ويعلمه الجميع.. منذ ١٩-٨-٢٠١٣

وحتى تلك اللحظة لم يكن الإخوان بعد جماعة إرهابية (بمرور الوقت يزداد موقفنا سوءا)

ولكن للأسف الكل ظل معتقدا أن الشارع فى صالحه.. وأن شعبيته تزيد باستمرار التظاهر.. وأن الانقلاب سينكسر قريبا جدا!!!

وبعد ضغوط وإلحاح على التحالف لتغيير الاستيراتيجية والتخلى عن مفهوم الشرعية الثلاثى... لإمكانية التقارب مع التيارات الأخرى للعودة الى مطالب ٢٥يناير ٢٠١١، للأسف خرج التحالف برؤية نالت من السخرية والتجاهل من الآخرين... والمهذب من قال أنهم (التحالف) يحدثون أنفسهم بهذه الرؤية.

وبالتالى ...وبناءا على كل ما سبق... وبعد التأكد من أن التخالف عاجز عن بلورة أى رؤية شجاعة تعترف بالواقع وتحاول حقن دماء الشباب المصرى، وبعد أن زادت أعمال العنف أيضاً والتفجيرات ضد المنشآت العامة وأفراد الجيش والشرطة، وبعد أن أصبح بعض الشباب.. يكفرون بالسلمية ويريدون التحول الى العنف.. من هول ما رأوا من عنف فى المظاهرات ومن فقدان لأعز أصحابهم.

فوجب توضيح موقفى بأنى أرى:

إعادة تقييم جدوى التظاهر والمسيرات، للتوقف عنها إذا كانت لم تؤدى الغرض منها بعد سبعة أشهر من بدايتها تقريبا، وبعد أن تكبدنا خسائر فادحة من خيرة شبابنا وبعد أن أصبح فى المعتقلات عشرات الآلاف من المظلومين، وبعد أن أصبح الاخوان جماعة ارهابية، وبعد أن كَرِهَنا كثير من البسطاء لتصديقهم الاعلام أن الاعمال التفجيرية والإرهابية نحن مسئولون عنها.. ولا أعلم أى إيجابية تحققت فى سبيل كسر الانقلاب (الذى لم نصل الى توافق حول ما هو المقصود به).

وأخيرا بالنسبة للسؤال المتكرر الموجه لى ... وما هو البديل ؟... قبل أن تطلب أن تتوقف التظاهرات؟

الحقيقة لا أريد أن أصادر على أحد فى فرض رؤيتى الشخصية، ولكن..يكفينى أنى مقتنع تماماً.. أن وسيلة التظاهر... لم تحقق الهدف.. بل وحققت خسائر فادحة... لذلك يجب التوقف عنها.. حتى لو نمتلك بديل الان (وإن كان موجود لدىّ ولكن لا ألزم به أحدا) وذلك لوقف نزيف الدم، وتجنيب البلاد مزيدا من الحروب الأهلية والانقسام المجتمعى.

هذا إجتهادى الشخصى.. الذى لا أبتغى به الا وجه الله ثم مصلحة بلدى وحفاظا على شعبها ومستقبل الأجيال القادمة، وأنها فى النهاية جولة سياسية خسرناها.. بأيدينا.. قبل التآمر علينا، فإن أصبت فبفضل من الله ولى أجران، وإن أخطأت فمن نفسى ولى أجر إن شاء الله.

أرجو أن يكون هذا البوست هو الخاتمة لتوضيح الموقف لكل من يتسائل... لماذا التغير فى الموقف، أما من يريد التشويه ووجدها فرصة... فلا ألقى له بالا ولا أعيره إهتماما.
----------------------------------------------------------------


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق