الثلاثاء، 1 أبريل 2014

رسالة إلى المهزومين.... حازم على ماهر


رسالة إلى المهزومين والشامتين فيهم من الفاشلين أنقلها بتصرف يسير من الكتاب الجديد للحكيم البرازيلي باولو كويلو: "مخطوطة وجدت في عَكُر"

* المهزومون هم أولئك الذين لا يعرفون الفشل.
* الهزيمة تعني خسارتنا لمعركة معينة أو حرب. أما الفشل، فرادع لنا عن مواصلة القتال.
* تحل بنا الهزيمة عندما نفشل في الحصول على أمر نريده بشدة. أما الفشل، فيمنعنا من أن نحلم: شعاره هو: "لا تتوقع شيئًا فلا يخيب ظنك".
* تنتهي الهزيمة متى خضنا معركة أخرى. أما الفشل، فلا منتهى له: هو خيار نتخذه مدى الحياة.
* الهزيمة هي لأولئك الذين، على رغم مخاوفهم، يعيشون بحماسة وإيمان.
* الهزيمة هي للبواسل، وحدهم سيعرفون شرف الخسارة وفرح الربح.


لم آت لأقول لكم إن الهزيمة جزء من حياتكم: كلنا على معرفة بذلك. وحدهم المهزومون يعرفون الحب، لأننا في كنف الحب نخوض معاركنا الأولى، ونخسرها في العموم. جئت أقول لكم إن ثمة أشخاصًا لم يعرفوا الهزيمة يومًا. هم أولئك الذين لم يقاتلوا يومًا. لقد تمكنوا من اجتناب الجروح، والمذلة والشعور بالعجز، وتلك اللحظات التي حتى المحاربون يشككون خلالها في وجود الله [أو يقولون: متى نصر الله؟!].

قد يقول أمثالهم بفخر: "لم أخسر معركة يومًا". لكنهم في المقابل، لن يتمكنوا من القول: "ربحتُ المعركة". وقلما يأبهون. في عالمهم، يعتقدون أنهم منيعون. يشيحون بنظرهم عن الظلم والمعاناة، يشعرون بالأمان لأنهم غير مجبرين على مجابهة التحديات اليومية التي تواجه من يخاطرون في اجتياز حدودهم.

أولئك الذين لم يعرفوا الهزيمة يومًا، يبدون سعداء وفوقيين، أرباب حقيقة لم يجهدوا ولو في رفع إصبع بغية بلوغها. إنهم دائمًا إلى جانب القوي. هم كالضباع، ينهشون فضلات خلفتها الأسود.

يُعلمون أولادهم: "لا تتورطوا في الخلافات، فخسارتكم محتومة. لا تسروا لأحد بشكوككم، فتنأى عنكم المشكلات، إن تهجّم عليكم، فلا تشعروا بالإهانة، ولا تبخسوا أنفسكم في رد الهجوم. في الحياة أمور أهم".

وفي سكون الليل، يخوضون معاركهم الخيالية: أحلامهم التي لم تتحقق، الظلم الذي أشاحوا بنظرهم عنه، لحظات الجُبن التي تمكنوا من سترها أمام الآخرين – وبقيت سافرة لهم- والحب الذي مر على دربهم بمقلتين وامضتين، الحب الذي عينه الله، لكنهم كانوا أجبن من أن يعتنقوه.

ويقطعون وعدًا على أنفسهم: "الغد سيكون مختلفًا".
لكن الغد يأتي، ويطفو في أذهانهم السؤال الذي يصيب بالشلل: "ماذا لو لم يُجد هذا نفعًا؟".
وهكذا لا يُقدمون على شيء.
الويل لأولئك الذين لم يتلقوا ضربة يومًا! فلا ظفر لهم في الحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق