الأحد، 20 مايو 2012

المعروض أمام الناخب المصري…محمد عريضة



يتجه الناخب المصري بعد يومين لصناديق الانتخابات لاختيار رئيس للجمهورية لأول مرة في تاريخ الشعب المصري، ولأول مرة لا نستطيع الجزم لمن سيصوت الشعب المصري، وستحبس أنفاسنا يومى الاربعاء والخميس حتى اعلان النتيجة لمعرفة الرئيس القادم. 
وأظن أنه الآن أصبح لدينا –غالبا- خمسة مشاريع اساسية معروضة على الناخب المصرى وهى: 

1-     المشروع الفلولى ويمثله عمرو موسى واحمد شفيق، وهو يهدف الى الإبقاء على النظام القديم وبقاء المعادلة السياسية لمصر والمنطقة العربية بدون تغير حقيقي وبالتالي الحفاظ على مصالح رجال الاعمال فى الداخل والمصالح الامريكية والاسرائيلية فى المنطقة…وبالتالي ضياع فرصة الاستقلال للقرار الوطنى لمصر وتنميتها… وان شاء الله لن يحدث ذلك..

2-     المشروع الاسلامى… والذي يمثله د/ مرسي ، وهو مبني –حسب الخطاب السياسي الحالي للجماعه والحزب- على الاستقطاب الحاد للتيار الاسلامي ويدعمه جماعة الاخوان المسلمين وجزء من دعاة السلفيين وبعض الشخصيات المحافظة والتى تتوق لحلم الدولة الاسلامية التاريخية، وأرى ان هذا المشروع يخلط ماهو مشروع للأمة كلها وماهو مشروع رئاسة لمدة 4 سنوات، ويخلط ماهو وظيفة سياسية اساسية للرئيس القادم بماهو وظيفة تنموية واقتصادية والتى هى مهمة الحكومة والوزارات والمحليات في المقام الأول. كما ان طريقة الطرح السياسي الاستقطابي فيه خطورة شديدة على الدولة والتى تمر بمرحلة انتقالية شديدة الخطورة، وهى مرحلة وضع اساس التعامل بين اطياف واجزاء المجتمع، فإذا بدأناها بهذا الشكل الاستقطابي فالمستقبل غير مبشر بالخير، ويكفى ان تنظر الى الشخصيات والرموز التى تلتف حول مشروع د/ مرسي (مع كامل الحب والاحترام لها) وقارن بينها وبين الشخصيات والرموز المتنوعه والتى تلتف حول مشروع د/ابوالفتوح لتعرف الفرق بين المشروعين.. 

3-     المشروع الوطنى بمرجعية اسلامية حضارية مقاصدية… ويمثله د/ ابوالفتوح ود /العوا (وان بشكل اقل وضوحا) وهو مشروع يتسم بأنه يبحث عن تجميع قوى الوطن جميعا والبحث عن المشترك لكل اطياف المجتمع المصرى لصياغة مشروع للوطن يستهدف مصر القوية، ويحقق أهداف الثورة والتى استشهد وجرح من أجلها الآلاف من المصريين وهو الشعار الأول الذى رفعه ثوار 25 يناير "عيش حرية عدالة احتماعية". وهو يستلهم هذا الاصطفاف الوطنى من روح ميدان التحرير خلال أيام التحرير الثمانية عشر، والتى أيقن المصريين حينها أنهم يستطيعون أن يحققوا مايريدون، حيث تلاشت الأيدلوجيات لتحقيق هدفا واحدا وهو اسقاط حسنى مبارك ونظامه… وهو بهذا مشروع وطنى بمرجعية الاسلام الحضارية والتى هى مرجعية المصريين جميعا مسلميه ومسيحييه، وهو مشروع المرحلة الحالية مرحلة بناء الوطن على قاعدة الاصطفاف الوطنى وليس على قاعدة الاستقطاب..

4-     مشروع وطنى … يمثله أ/ حمدين صباحى والمستشار البسطويسي وهومشروع جيد ويستوعب اهداف الثورة ولكنه لا يتقاطع مع الهوى العام للشعب المصرى والذى يريد ان يطمئن ويضمن أن يكون الحاكم والرئيس الجديد لا يصطدم مع المشروع الاسلامى العام

5-     مشروع يساري ثورى… يمثله أ/ خالد على و أ/ابوالعز الحريري وهو يهدف الى تحقيق اهداف الثورة بشكل واضح وان كان لم يأخذ وقته في فى الانتشار وسط الناس ولا يقدم رؤية متكاملة، وهو يمثل الى حد بعيد مشروع لتيار معين….
 هذه رؤية قد تكون صوابا او خطأ.. ولكنه جهدالمقل لمحاولة فهم الواقع السياسي الآن ونحن على اعتاب انتخابات رئاسية ستغير وجه مصر والمنطقة بل والعالم أسره

استدراك لتوضيح بعض المصطلحات:

اقصد بالمرجعية الاسلامية الحضارية هى المرجعية التى لا تستثنى أحدا من اطياف المجتمع وتشاركهم فى صنع التقدم والتنمية لمصرنا الحبيبة…

وأقصد بالمقاصدية .. هو المشروع الذى يستلهم المقاصد العليا للشريعة الاسلامية والتى تطمئن الليبرالي على الحريات العامة واليسارى على العدالة الاجتماعية والاسلامي على حرية الدعوة وممارسة الشعائر الدينية دون خوف او ملاحقة.. هى البحث عن المشترك النافع بين التيارات كلها والعمل يدا بيد لبناء الوطن على اساس المشاركة لا الاستبعاد والاقصاء…


 أسأل الله أن يوفقنا جميعا للاختيار الذي فيه مصلحة الدين والوطن… آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق