الخميس، 10 يناير 2013

من عوائق التفكير المنهجي



خلق الله الانسان في أحسن تقويم، وميزه عن جميع المخلوقات بالعقل، وبالعقل يختار الانسان بين البدائل، وبالتالي يعبر عن حريته في الاختيار بعقله دون اكراه...
وكما أن العقل هو أميز مافي الانسان، فإن تعطيله يعتبر من أكبر الجرائم في حق هذا الانسان.. وهنا نعرض لبعض العوائق والحجب التى قد تمنع الانسان من التفكير السليم واستخدام عقله بشكل صحيح للوصول للحق والصواب. ومن هذه العوائق:


1- العصبية: 

كما قال احد اتباع مسيلمة الكذاب "والله انى لأعلم أنك كذاب وأن محمدا صادق، ولكن كذاب ربيعه أحب إلينا من صادق مضر".. فامثال هذا لسان حالهم يقول "كل من كان على ملتنا أو طائفتنا أو جماعتنا او حزبنا او قبيلتنا أو .... فكلامه مصدق وصحيح، ولا نقبل كلاما غيره".. فالعصبية تطفئ سرج العقول الكبيرة... فاحذروها..

2- الشهرة: 
فيتصور البعض أن فلانا ذا اللقب الكبير المشهور في علمه وتخصصه لابد أن يكون كلامه صادقا وصحيحا... وكم رأينا من متخصصين دجالين في علمهم ورأينا أساتذة العلوم السياسية وهم يشرعنون الاستبداد... 

3- الموقع: 
فيتصور البعض أن فلانا -صاحب الموقع الأرفع منى- بالضرورة رأيه صوابا وصادقا.. وهذا ليس صحيحا على الدوام...

4- السائد أو الشائع: 
فيقول البعض لصاحب الرأى الغريب "هل من المعقول أن كل هؤلاء يصادقون على هذه القضية او هذا الرأى، وأنت وحدك تجيئ برأى شاذ عنهم وتكون أنت الأصوب والأصح؟!!!" .... ونسى هؤلاء أن هناك مواقف كثيرة في التاريخ البعيد والقريب كان هناك رأيا شاذا في وقته أصبح بعد ذلك شائعا وسائدا.. ونسى هؤلاء أن التغيير في المجتمعات والعلوم لا يكون بالعوام التقليديين، وإنما يكون بالاستثنائيين المبدعيين عتقاء أسر تلك الحجب في التفكير. والأمثلة كثيرة من أول رسالة الانبياء والرسل، الى علماء الطبيعة مثل نيوتن واينشتاين، الى المصلحين مثل الأفغاني والبنا، وأخيرا إلى شباب الفيس بوك والتويتر الذين كانوا شرارة التغيير في المنطقة...

5-الخوف:
خوف الناس من تغيير أفكارهم التى اعتادوا عليها خوفا من التغيير نفسه.

6- الكبر:
حتى لا يقال اننا كنا على خطأ في تصورنا وأفكارنا 

7- تنزيل مقاييس العصر على الماضي (الحكمة بأثر رجعي)، بمعنى محاولة التفكير في قضية ما في الماضي أو مناقشة قرار ما تم اتخاذه في الماضي بمقياس الحاضر، ودون النظر للسياق التاريخى والاجتماعي والعلمي وووو.... الخ

8- التغافل عن حقائق الواقع والتجرأ على اقتحام الغيب والمستقبل، والتعامل مع تحليل التوقعات في المستقبل على أنها الحقيقة التي لا خطأ فيها بينما يتهاون ويتغافل عن حقائق الواقع وآثاره الواضحة.

9- التحيز الشخصي والرأى المسبق: 
فتداول أى رأى أو فكر، الحكم على أمر ما إذا صاحب ذلك رأيا مسبقا (بالمحبة او البغض، أو القبول أو الرفض) قد يحجبنا عن التفكير الموضوعي فيه، وقد يكون عائقا أمام التفكير المنهجي. بالطبع قد لا أكون منصفا إذا قلت أن هذا الأمر سهلا ويستطيعه كل البشر، بل قد لا يخلوا بشرا تقريبا من التحيز بنسبة ما ولو ضئيلة نابعه من تكوينه البيئي والتعليمي والروحي....الخ والذي يكون وعى هذا الإنسان، ولكن محاولة التجرد من هذا ومناقشة الافكار والآراء بحيادية تظل هدفا مطلوبا، والاقتراب من الكمال فيها مرغوبا.  

هناك تعليق واحد: