الثلاثاء، 11 يونيو 2013

جبهة "التقريب والمصالحة" للخروج من الأزمة المصرية.... مصطفى كمشيش

زادت الدعوات من قوى المعارضة الى انتخابات رئاسية مبكرة، وزادت (فيما أرى وأتابع) توقيعات حملة تمرد الداعية الى نفس المطلب, ومن حيث المبدأ فإنه يحق لأي أحد أن يطالب بما هو مشروع وسلمي بأي طريقة مشروعة وسلمية ... لكننا بحاجة الى تفكيك المشهد المصري الحالي شديد الالتباس ..ودعونا نحاول معا (قدر الإمكان) تقمص أدوار الأطراف الرئيسة في المشهد.. 

الرئيس وجماعة الإخوان 

ربما يشعر الرئيس أنه بحاجة لمزيد من التفهم، ربما يصرح حينا ويكتم حينا (حسب الحالة والظرف),ربما لم يمتلك الرئيس أدواته بعد بحيث يتحقق له تمام القدرة على قيادة مؤسسات الدولة الفاعلة .. ربما تفاجئ الرئيس بحجم التحديات الداخلية والإقليمية والدولية . 

ربما تتضافر جهود داخلية واقليمية ودولية (فعلا) على إفشال تجربة الرئيس والإخوان لأسباب عديدة ومفهومة .. 

من زاوية أخرى : لقد قال (هيكل) وأحسبه قولا دقيقا : أن مبارك قام بتجريف الحياة السياسية .. وهذا التجريف نال الجميع منه نصيبا ...لذلك قد لا يكون لدى الرئيس الخبرات الكافية لإدارة شئون الدولة ( ومن كانت له فرصة في ظل نظام مبارك ليُراكم خبرات؟) فيتردد حينا، ويرتبك في حين أخر, ويتراجع في حين ثالث .. 

الأحزاب السياسية 

ربما يشعر بعضهم أن قوة الإخوان هي التي تقطع الطريق أمام احلامهم للوصول الى السلطة، لذلك يصبون جام غضبهم عليهم .. ربما يرون الاداء السياسي الباهت للحكم الحالي فيرون ضرورة معارضته بكل قوة وعبر كل وسيلة.
ربما يرى بعضهم أن الرئيس والإخوان أخلفوا الوعود أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة ( دون تفهم لما قاله الرئيس أو الإخوان تبريرا لذلك), مما اعتبرته بعض قوى المعارضة سببا قويا ودافعا كبيرا للسعي لاسقاط الرئيس والجماعة .. ربما تعاند أو تتوجس بعض مؤسسات الدولة من تنظيم الإخوان حين تتصور (عن حق أو غيره) أن التنظيم حين يتمكن (تماما) فإنه قادر على الإطاحة بأي احد, فيتحسبون اليوم مما قد يحدث غدا !. 

الشعب المصري 

إن الشعب المصري (شأن كثير من شعوب الأرض) يريد أن يأكل ويشرب ويسكن ويأمن ويتعلم ويتداوى بشكل لائق وكريم, وقد لا ينشغل كثيرا بالشأن الحزبي أو السياسي, وحين نرى أن عدد المنضمين لكل الأحزاب التي تجاوز عددها سبعين حزبا لا يتجاوز مليونا واحدا من المصريين ليبقى اكثر من تسعين مليون دون انتماء حزبي صريح ... وإن كانت لهم ميول وخيارات وتوجهات . وقد يرى أكثر الشعب المصري الآن أن الحال ليس على ما يرام ( دون أن ينشغل كثيرا بالأسباب أو المبررات, وإن تفهمها بعضهم أو لم يتفهمها آخرون) وهو ما أدى الى قناعة عند قطاع معتبر من الشعب مفادها عدم جدارة النظام الحالي للقيام بمهام الحكم .. ولذلك لا ينبغي لمؤيدي الرئيس والإخوان الى الركون الى الخيار السهل حين يُنسب عدم النجاح الى وجود مؤامرة (مع إيماني التام بوجودها من ناحية ,وإيماني أيضا وبنفس القدر أن المؤامرة ليست هي السبب الوحيد, وأن سوء الأداء أحد أهم الأسباب المُعوقة للنجاح) ,وحين يتم تشخيص المرض جيدا فإنه يمثل بداية صحيحة للعلاج .. وحين تحب احدا فإنه من غير المناسب إن أصابه مرض أن تخفي عنه مرضه بدافع الحب .. 

الحل المقترح ... 

اعتراف الرئيس والإخوان وبقية القوى الوطنية أن الأمر ليس على ما يرام, وأن القصور له اسباب متعددة منها سوء الأداء وقلة الخبرة, وتربص بعضهم ببعض, وأن التواضع من ناحية وتجاوز الذات من ناحية أخرى لادراك مصلحة الوطن يتطلبان عقد شراكة حقيقية تلمسها القوى الأخرى, وأنه على القوى والأحزاب المعارضة ادراك أن مصلحة الوطن تقتضى قبول دعوات الحوار لا رفضها, وأن نجاح تجربة التحول الديمقراطي تتطلب صبرا في مرحلة الانتقال وتفهما وتعاونا .. وأن سفينة الوطن لا تسير حين تتنازعها الأهواء والمصالح والتكالب على دفة القيادة دون ادراك ان السفينة تتلاطمها الأمواج من كل ناحية وأنها في قلب البحر وانها على خطر عظيم.. 

من ضرورات اللحظة وواجب الوقت أن ينهض العلماء والدعاة والمخلصون والوطنيون من غير المنتمين للأحزاب الى تشكيل فوري لجبهة للتقريب والمصالحة ( فمن لها غيرهم ؟) تعمل على كسر حدة الاستقطاب وقطع الطريق أمام العنف وتمهيد الطريق لشراكة حقيقية ... وعليهم (دون أي مواربة) أن يكشفوا للرأي العام (يوميا) نتائج جهودهم, وأين تنجح وأين تتعثر.. 

واقترح أن يتم تشكيل الجبهة بحيث تضم اللجنة (بشكل مبدئي) من الدعاة الشيخ محمد حسان، ومن مرشحي الرئاسة د.سليم العوا ومن السلك القضائي محمود مكي ومن السياسيين مصطفى الفقي وكمال الجنزوري وعبد الله الاشعل, ومن الاقتصاديين حازم الببلاوي و من شباب الثورة وائل غنيم وعبد الرحمن يوسف, ومن الأزهر الشريف الدكتور احمد الطيب ومن العلماء الدكتور احمد زويل ومن الإعلاميين عمرو الليثي ,وأن تتم الدعوة الى هذا الاجتماع بواسطة الدكتور احمد الطيب في مقر مشيخة الأزهر, وأن يختاروا فيما بينهم رئيسا ونائبا ومتحدثا إعلاميا .. وأن يعقدوا عدة لقاءات مغلقة للتشاور ووضع اجندة العمل .. وأن يتعاهدوا فيما بينهم ويقسمون على ذلك أنهم سيتجردون من كل ميل وهوى, ويُشهدون الله على ذلك.. على أن يصدروا بيانا أوليا بضروة وقف الملاسنات الإعلامية, ثم يصدرون في الايام التالية بيانا بمن التزم ومن خالف دون أي دبلوماسية أو اي موائمة ليعلم الشعب اين يقع مواطن الخلل .. وأحسب أن التوفيق سيحالفهم إن شاء الله ( إن يُريدا اصلاحا يوفق الله بينهما) 27 النساء .. قال ابن عباس ومجاهد: هما الحكمان إذا أرادا الإصلاح وفق الله بينهما.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق