الخميس، 6 يونيو 2013

نحو خطاب إسلامي جديد للحكم.... ناجح ابراهيم


■ ركزت الحركة الإسلامية قبل وصولها إلى سدة الحكم على أن تقول لأبنائها إننا لا نحتاج لحضارة الغرب ولا الشرق.. وإننا نملك كل شىء.. وإننا الأقوى والأفضل والأحسن فى كل شىء.

وهذا مخالف للحقيقة ومناف للواقع.. إذ إن القرآن يهدى للتى هى أقوم.. ولكن واقعنا هو أسوأ واقع.. وهذا يعنى أن هناك خللا يكمن فينا بالضرورة.. إذ إن الكثير من المسلمين لا يطبقون جوهر الإسلام وروحه ومضمونه ولا يعيشون مع مقاصده العليا.. وهذا التدين الشكلى لا يقيم حضارة وقد ينفر الآخرين فى الوقت نفسه عن الإسلام الحقيقى.

فبعض شعوبنا يتكلم أكثر مما يعمل.. ولا يقيم حضارة حقيقية ولا يستوردها.. فضلا عن تصديرها.

فلابد أن نصارح أنفسنا بأننا بحاجة إلى أمرين:

تعاليم الإسلام الحضارية الدينية مع استيراد حضارات الأمم الأخرى المتقدمة التى لا تصطدم بثوابت الإسلام.

■ ركزت بعض فصائل الحركة الإسلامية قبل الثورة على خطاب التشديد والتحريم وإلزام الآخرين بما لم يلزمهم به الله من تشديد.. والانعزال عن الآخر الدينى والفكرى والسياسى.. وقد يكون ذلك مستساغا لفرد أو مقبولا من جماعة صغيرة.. ولكن هذا الخطاب لا يصلح أن يقيم دولة تتعامل مع ملايين المواطنين من أبنائها من كل الأفكار والتوجهات والأديان.

ولذلك فإنه ينبغى على الحركة الإسلامية بعد وصولها إلى سدة الحكم أن تنفتح على الدنيا كلها لأن الإسلام دين ديناميكى ينفتح على الآخرين يأخذ منهم ويعطى.. يأخذ منهم النافع فى الدنيا ويعطيهم النافع فى الدنيا والدين.

■ تحتاج الحركة الإسلامية فى خطابها الجديد أن تستلهم عبقرية الخليفة العظيم عمر بن الخطاب الذى لم يستنكف أن يقتبس من حضارة الفرس «فكرة الدواوين» من أمة تعبد النار.. ولم يقل نحن الأعظم والأقوى ولا نحتاج لأحد.

كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستنكف أن يطبق فكرة الخندق التى اقترحها سلمان الفارسى رغم أنها فكرة فارسية لم يعرفها العرب من قبل.

■ الأمة الإسلامية تحتاج إلى ثوابت الإسلام الحضارية مع اقتباس النافع من حضارة الآخرين الذين سبقونا بأشواط حضارية طويلة وعميقة.. ما دام ذلك لا يصطدم بثوابت الإسلام.

■ على الحركة الإسلامية أن تترك فكرة أنها البديل عن المسلمين العاديين سواء أفرادا أو مؤسسات.. وتدرك أن الكفء الأمين يقدم على كل من سواه حتى لو لم تكن له أى علاقة بالحركة الإسلامية أو كان من خصومها السياسيين.

فكل العباقرة السياسيين والعسكريين الذين كانوا قبل الإسلام هم العباقرة أنفسهم الذين قادوا الدولة الإسلامية بعد إسلامهم وعلى رأسهم خالد بن الوليد ومعاوية بن أبى سفيان وعمر بن الخطاب وعمرو بن العاص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق