الأحد، 21 أغسطس 2011

إسرائيل تتحدانا ……….. معتز بالله عبد الفتاح


«إن دم الإنسان المصرى أغلى من أن يذهب بلا رد، وأكرم من أن يكون بلا قيمة. إن ثورتنا المجيدة قامت كى يستعيد المصرى كرامته فى الداخل والخارج. وما كان مقبولا فى مصر ما قبل الثورة، لن يكون مقبولا فى مصر ما بعد الثورة. عاشت مصر عظيمة وعاش أهلها يتمتعون بما يستحقون من كرامة».
كانت هذه هى الكلمات التى جاءت على الصفحة الخاصة برئاسة الوزراء على موقع فيس بوك. ومهما تباينت وجهات نظر القراء تجاهها فمن الواضح أن المصريين فى النهاية وطن واحد ونسيج واحد ويد واحدة على من عداهم. وهذا هو معنى الجماعة الوطنية الجامعة. نختلف بشدة وربما بتشدد أحيانا، لكننا فى النهاية نعرف من هو العدو ومن هو الصديق، نتناقش باستبعاد وإقصاء أحيانا، وهما آفتان بحق، لكن نحاول فى النهاية أن يستوعب بعضنا بعضا. المنكر واضح والاستنكار واجب.

حان الوقت أن يكون لمصر رؤية إستراتيجية بشأن دورها الإقليمى والعالمى. وأول ملامح هذه الرؤية أن نخلع عن أنفسنا عباءة مبارك. ولنعلم فى يقين أن مبارك ورجاله قللوا من قيمة مصر فى محيطها كى تتناسب مع أوزانهم فى مراكزهم. بعبارة أخرى كى يتناسب حجمهم مع مناصبهم، جعلوا حجم مصر لا يتناسب مع تأثيرها فى محيطها. وعليه، كنا بلا أنياب تظهر عند الغضب، وبلا بأس يخشى عند الإهانة، وبلغة أهل الاختصاص كنا «قوة خاملة». كالدب الذى شاخ ويريد أن «يقضى مدته على خير» كما يقولون فى السجن أو الموظف الذى لا يريد «وجع دماغ».

نحن بحاجة لأحمد داوود أوغلو مصرى. مصر تستحقه وتستطيعه. مصر بحاجة لرؤية إستراتيجية تجعلنا طرفا فى كل قضايا منطقتنا بما يعظم من تأثيرنا، ويحل مشاكل منطقتنا دون أن يجرنا لتكلفة باهظة فى منطقة ملتهبة. وهذه النقطة الأخيرة هى جوهر القضية. ولنتذكر ما قاله الرئيس عبدالناصر، رحمة الله عليه، فى أعقاب هزيمة 1967 والتى قال فيها إنه أنجر إلى المعركة، جزئيا، بسبب التصعيد الشعبى والإعلامى والدبلوماسى المبالغ فيه منذ إعلان الاتحاد السوفييتى عن وجود حشود إسرائيلية على حدود سوريا، وهو ما تبين خطؤه بعد ذلك. وهنا كان اصطياد «الديك الرومى». وهذا الأخير كان اسم العملية العسكرية ضد مصر آنذاك.

إذن هذه رسالة ثلاثية:
أولا إلى حكومتنا ومجلسنا الأعلى للقوات المسلحة، نحن معكم ما دمتم معنا. وما دام مصاب الشعب هو مصاب الحكومة والجيش، فكلنا على قلب رجل واحد حتى لا تكون مصر «عرجاء هذا الوادى» من الشرق الأوسط. 
ثانيا إلى شعبنا العظيم، من حقكم الغضب بل هذا هو رد الفعل الطبيعى لأى أمة أبية تعى كرامة أبنائه، ولكن لا نترك لمشاعرنا فقط أن تحدد لنا أولوياتنا. فهناك من يرى مصر ديكا آخر. وإن أردنا نصرة وطننا، فلا معنى لأن يطلق المصريون الدنيا ويتزوجها غيرهم. اعملوا وانتجوا واجعلوا ثورتنا طاقة عمل وإنتاج كى يعى غيرنا أن فى هذا البلد شعبا صانعا للمعجزات الاقتصادية كما أبهر العالم بمعجزته السياسية.

ثالثا إلى إسرائيل، حكومة وشعبا، «كنز إسرائيل الاستراتيجى» انتهى، وأيا ما كانت صفقاتكم معه، فقد ذهبت معه. قواعد اللعبة الجديدة تختلف كثيرا عن القديمة، وجوهر الاختلاف أن المصرى أثبت أنه حى وقادر وراغب فى أن يحيا بكرامة، وأن الكرامة ليست أقل أهمية من الحياة نفسها. نحن نتوقع اعتذارا وتحقيقا وإدانة للجناة وتعويضا لضحايا المصابين، وتعديلا جادا لاتفاقية السلام حتى لا يتكرر ما حدث. 
وليكتب هذا الجيل من المصريين مقومات المجد والعزة بأعمالهم قبل كلماتهم. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق