الأربعاء، 24 أغسطس 2011

من أجل هذا …….. معتز بالله عبدالفتاح


من أجل هذا التلاحم الشعبى أمام السفارة الإسرائيلية، هذا التلاحم الذى يتخطى الاختلافات الدينية والعمرية والأيديولوجية والحزبية، لا أميل للمبالغة فى النقد، ولا أميل للمبالغة فى تصديق الانتقادات.
ذلك أننى أعلم أن دماء الوطن التى تجرى فى عروقنا ستترجم إلى عطاء وقت الحاجة. سيقف المجند مع المدنى، والشرطى مع المواطن فى مواجهة الغاصب والمعتد.
من أجل يقينى أننا فى النهاية جميعا مصريون محبون لهذا الوطن، لا أقبل مبالغة هؤلاء فى نقد أولئك.
من أجل هذا الوطن، أجدنى دائما باحثا عن قوة الوسط، ساعيا لإضعاف التطرف. من أجل هذا أعمل من أجل حياة سياسية فيها وسط قوى متعاظم متماسك، وأطراف هشة نستفيد من انتقاداتها وأطروحاتها ولكن لا مجال لأن تتمكن منا، لأنها لو تمكنت ستدمرنا جميعا. 
من أجل هذا الوطن، أعلم أن التطرف فن يجيده كل أحد، أما الاعتدال وضبط النفس واستقراء مواطن القوة فى حجج أصحاب الموقف الضعيف، واستقراء مواطن الضعف فى حجج أصحاب الموقف القوى، والقدرة على تقبل الآخر والتعايش مع الاختلافات هو ما جعل أمما تنهض وأخرى تنهار.

من أجل هذا، وجدتنى لا أميل إلى فكر المرجئة والجبرية، ولا أميل إلى فكر الخوارج والقدرية، وأرحب بأفكار أهل السنة والجماعة والمعتزلة على ما بينهما من خلاف لأنهما فى نهاية أقرب إلى الوسط القوى الذى يؤمن أن صحيح المعقول لابد أن يتفق مع صحيح المنقول، وأن العقل نور وأن الوحى نور، ولا يتعارض النور مع النور.
من أجل هذا الوطن، وجدتنى أدافع عن بعضٍ من مواقف الثوار لأنى أعلم نبل مقصدهم، وأدافع عن بعضٍ من مواقف المجلس الأعلى لأنى أعلم ثقل حملهم، وأهاجم عددا من مسئولى حكومة الشرف الأولى لأنى أعلم تقاعسهم، وأطالب بإعطاء فرصة كاملة للتشكيل الوزارى الجديد لأنى أعلم كفاءة الكثيرين منهم.
من أجل هذا الوطن، أعلم أننى فى المنتصف بين المتراشقين، وسيصيبنى من هؤلاء وأولئك ما قد لا أحب. ولكن الأحب إلىّ هو ألا نفشل جميعا لأننا تطرفنا فى وقت احتجنا فيه للاعتدال، وتفرقنا فى وقت احتجنا فيه للوحدة، وتنافسنا فى وقت احتجنا فيه للتنسيق، وتصارعنا فى وقت احتجنا فيه للتعاون.
من أجل معرفتى أن تنافس الأندية الرياضية المصرية لن ينفى عنهم أنهم جميعا سيعملون من أجل «منتخب مصرى» أقوى وأفضل وأكثر قدرة على المنافسة، لا أشجع أى ناد مصرى بذاته. لا «أهلى» ولا «زمالك» ولا غيرهما إلا حين يمثل أى منهم مصر فى مسابقة خارجية، فأشجعه بكل وجدانى لأنه يمثل مصر.
ولم أضبط نفسى متلبسا قط بأن أتمنى أن يهزم فريق أجنبى فريقا مصريا لمجرد أننى أشجع فريقا مصريا آخر. من يمثل مصر ومن يعمل من أجل مصر يستحق منى كل الدعم وكل التشجيع، لأن مصر فوق الجميع.
من أجل هذا الوطن، أرفض أن يغتال أحدنا الآخرين معنويا مهما بلغنا فى انتقاد مواقفهم. مصر بحاجة لكل أبنائها. المصريون بحاجة لأن يوسعوا من دائرة «نحن» وأن يضيقوا من دائرة «هم». نحن جميعا الوطن، ولا فضل لمصرى على مصرى إلا بالعمل الدءوب من أجل رفعة مصر. وليعلم كل مصرى أنه إما أن يكون سببا فى رفعة مصر بحسن فهمه واجتهاده فى خدمتها، أو شاهدا على تراجعها بتشدده وتقاعسه عن الانتصار للوطنية المصرية الجامعة.
هذا الكلام هو لسان حال الملايين من المنتمين إلى التيار الرئيسى للجماعة الوطنية المصرية. من أجل هؤلاء، وبهم، ستنهض مصر. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق