الأحد، 7 أغسطس 2011

دليل الناخب المحترم لتقييم برامج الأحزاب والمرشحين …. د/ ياسر نجم

"هذا المقال هو الأول فى سلسلة "دردشة على السحور: مصر ما بعد الثورة: من الإنتخابات إلى بناء الدولة الحديثة
حينما شرعت فى كتابة هذا المقال..تبادر إلى ذهنى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الوارد فى الصحاح تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك فى هذا المقام أقول أن المرشحين ينتخبون لقرابتهم وأيديولوجياتهم ونفوذهم وأموالهم وتاريخهم وخدماتهم وسمعتهم وبرامجهم…فاظفر بذى البرنامج تربت يداك….

بعض هذه المعايير فى انتخاب المرشحين معايير متدنية تسىء للديموقراطية وتفرغها من مقاصدها مثل القرابة والنسب والنفوذ والمال والخدمات..لذلك لن يتطرق إليها الحديث… أما سمعة وتاريخ المرشح (سواء كان فردا أو حزبا) فهما معياران محترمان يؤخذان فى الإعتبار دوما عند اختيار ممثلى الشعوب منذ آلاف السنين، ولكننا أيضا لن نتناولهما هاهنا إذ أننا فى مجال الخوض فى مبادىء عامة دون تخصيص.. ما سأتناوله هنا هو الإنتخاب للأيديولوجية والبرنامج فقط…

وأبدأ بالبرنامج…. حيث أنه يعد المعيار الأهم والأرقى للإنتخاب فى الدنيا كلها… هو معيار الإنسان العادى الذى يعانى فى حياته اليومية ويحلم بمستقبل أفضل له ولأولاده بعيدا عن تنظيرات النخب ومناورات القوى السياسية… هو المعيار الذى يتناسب طرديا مع درجة تحضر الناخب وثقافته وإحترام المرشحين لعقليته وقدرته على التمييز.. وفيما يلى أقدم للقارىء الكريم دليلا فى هيئة خطوات متتابعة لعلها تفيد فى تمحيص البرامج وتقييمها والتفرقة بين القوى والضعيف منها…. فى جل الخطوات سأعرض (بدون ذكر أسماء) أمثلة من بين البرامج التى خرجت للنور بالفعل استعدادا للإنتخابات القادمة… ثم أتبع ذلك كله إن شاء الله بنموذج لبرنامج لإصلاح منظومة الرعاية الصحية فى مصر أعددته بنفسى بوصفى أحد المتخصصين فى هذا المجال:

1- اخصم الشعارات الخطابية والعبارات الفضفاضة: ابدأ بشطب العبارات التى اعتدت أن تسمعها فى الخطب السياسية وتقرأها فى مانشيتات الصحف وتكتبها فى موضوعات التعبير من نوعية: - يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء. - الأمانة والحرص على المال العام خلق أصيل يجب أن يتوافر فى كل من يعملون فى مؤسسات الدولة، والأصل في تولي المهام الكفاءة والخبرة. - الحفاظ على آثار مصر وأعطاؤها الحجم اللائق بالحضارة المصرية العظيمة… ستندهش كثيرا عندما تخصم أمثال هذه العبارات من بعض البرامج..فتجد أن المتبقى من البرنامج يساوى صفرا… أما أنا فلن أندهش..لأن هذا هو حال بعض البرامج الموجودة على الساحة بالفعل كما اطلعت عليها وعاينتها..

2- إصلاح جذرى وليس مجرد تحسين مهم أن تستشعر (الطموح) فى البرنامج… والمقصود بالطموح السعى إلى الإصلاح الجذرى (الواقعى)..لا أحلام خيالية..ولا مسكنات وقتية… غنى عن الذكر أن مصر دولة تنتمى للعالم الثالث..وغنى عن الذكر أيضا أنها تستحق مكانة أفضل كثيرا فى كل المجالات.. والدول لا تنتقل من مكانة لمكانة بمجرد (تحسين) الأوضاع.. نحن نقبع فى مكان لا يليق بنا لأسباب منطقية موضوعية تتعلق بمنظومات الحياة فى هذا البلد وربما يكون الوصف الأدق هو (عشوائيات) الحياة فى هذا البلد.. البناء من جديد على نسق الدول المتحضرة قطعا هو الطريق الوحيد للنهضة.. تستطيع أن تستبين حال مصر على يد هذا المرشح أو ذاك من خلال البرنامج. 
فرق مثلا بين هذين النموذجين فى برامج التعليم:
النموذج الأول: نتصور أنها أصبحت مسألة حياة أو موت، ولا بديل عن تبنى خطة وطنية شاملة لاكتساب ونقل وتطوير التكنولوجيا والعلم الحديث في مختلف جوانب الحياة في مصر، وإعادة تنظيم هيئات ومراكز البحث العلمي وتخليصها من البيروقراطية وصياغة استراتيجية وطنية لتحديد فروع الصناعة والتكنولوجيات المتقدمة ذات الأولوية (الإلكترونيات- الحاسبات- تحلية المياه- الأدوية- الهندسة الوراثية- المواد البديلة- الطاقات المتجددة) وما يرتبط بها من المعلوماتية وتقنية الاتصال والتكنولوجيات المتقدمة القادرة على رفع الإنتاجية بدون رأس المال، وكذلك إنشاء وأدى سيليكون في مصر لتصنيع شرائح السيليكون لكسر تفوق (إسرائيل) في صناعة المعلومات، وضرورة حشد كل الموارد المالية والبحثية العربية في برنامج تكنولوجي موحد، وتخصيص نسبة 3% على الأقل من الناتج العربي كله لنقل التكنولوجيا وتطوير البحوث الأساسية أو إنشاء جامعة عربية لعلوم المستقبل ومدينة بحوث عربية وهيئة عربية لأبحاث الفضاء وهيئة عربية لبحوث تحلية المياه. وطبيعي أن نجاح القفزة المطلوبة مرتبط بالتطوير الجذري في مناهج التعليم وبالذات في جوانبه الرياضية والعلمية والتكنولوجية والوطنية والدينية بحيث يتحول من التلقين والحفظ إلى البحث وتحفيز وصقل القدرات، وتنمية الشخصية، وتبنى مفهوم الشجرة التعليمية الذي يتيح أكبر عدد من التخصصات والفروع في المراحل الوسطى والعليا، وتوحيد نظام التعليم وربط نوعية الخريجين بالفرص المتاحة والمستهدفة في سوق العمل، وتبنى خطة شاملة لمحو عار الأمية الأبجدية خلال ثلاث سنوات تعبأ فيها جهود المجتمع بكافة أجهزته ومؤسساته ووسائله الإعلامية والثقافية والسعي لنشر الثقافة العلمية عبر الدوريات العلمية والكتاب العلمي للطفل وقصص الخيال العلمي ونشر المنتديات والنوادي العلمية، والاهتمام بالموهوبين والمخترعين والعمل على ربطهم بمؤسسات البحث العلمي ومؤسسات الإنتاج العامة والخاصة، وتأصيل الديمقراطية داخل كافة برامج التعليم ومراحله وذلك عبر إعداد المعلم والمناهج التعليمية وطريقة التعليم وإفساح الفرصة للطلاب في إبداء رأيهم بشأن ذلك، وإعطاء صلاحيات كاملة للجامعة كوحدة مستقلة على أن يتم انتخاب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وإعطاء كافة الحقوق الديمقراطية للجامعات من أجل تسييد المناخ العلمي والديمقراطي في تلك المؤسسة العلمية المهمة وعودة موقع أستاذ كرسي والتقدم له عبر الترشيح بالأبحاث المحكمة، وربط الترقيات بتقديم أبحاث محكمة ومنشورة في دوريات علمية عالمية وإقليمية.

النموذج الثانى: زيادة الإنفاق على التعليم والبحث العلمى وجعله قضية قومية، وتوفير تعليم عالى الجودة، وتنظيم التعليم الخاص بما يحفظ جودة التعليم، وتطوير جميع عناصر التعليم، وتوفير حياة كريمة للعاملين بقطاع التعليم، وربط التعليم بسوق العمل ،وإنشاء مراكز بحثية متخصصة بتمويل مستقل، والقضاء على الأمية هل لاحظت الفارق بين النموذجين ؟

3- التفاصيل العلمية تشى بالحرفية: المفترض أن واضعى البرامج من الخبراء..كل فى مجاله.. الخبراء المطلعين على تجارب الدول الأخرى وأحدث ما وصل إليه العالم فى شتى جوانب الحياة… وهم أصلا من العالمين بمواطن الداء فى البيئة المصرية… ولكن لا يخفى على القارىء الكريم أن الإلتزام بهذه الحرفية لن يكون ديدنا لكل المرشحين والأحزاب.. بقليل من التأمل..تستطيع أن تدرك ما إذا كان واضع البرنامج خبيرا فى مجاله…تشى بذلك التفاصيل العلمية والإلمام بكافة الإشكاليات والإطلاع على الإتجاهات العالمية فى كل باب من أبواب البرنامج..

لنطلع على هذا المثال المتميز فى مجال الإصلاح الزراعى: إعادة النظر في قانون الإيجارات الزراعية الجديد، وإلغاء حجوزات بنك الائتمان وديونه على الفلاحين الذين يملكون أو يزرعون أقل من 5 أفدنة ووقف مطارداتهم أمنيا وقضائيا، وتحويل بنك الائتمان وبنوك القرى إلى بنك التعاون الزراعي يملكه ويديره التعاونيون الزراعيون لخدمة الفلاحين والإنتاج الزراعي، ودعم تكامل حلقات التعاون الزراعي في الإنتاج والإقراض والتسويق، وتعديل التركيب المحصول لإشباع الحاجات الأساسية وتنشيط اتجاهات التكثيف المحصولى وبحوث التقاوي لتطوير أصناف عالية الإنتاجية وقليلة الاستهلاك للمياه والمخصبات الصناعية، وتطوير الإرشاد الزراعي بمشاركة كليات الزراعة في الجامعات، وترشيد استخدام المياه، فـ 97.5% من مواردنا المائية يأتي من خارج الحدود، ونصيب الفرد 980متر مكعب سنويا (أي تحت خط الفقر المائي المقدر دوليا بـ100متر مكعب للفرد)، وتنمية الزراعة مع ترشيد استخدام المياه يلزمه زيادة الاستثمارات في الزراعة و​الري والصرف، ومضاعفة المخصصات الحالية (10% تقريبا)، ومضاعفة الرقعة الزراعية المستغلة 7.4 مليون فدان حاليا) بالإسراع في تعبئة شاملة لتنفيذ مشروعات الاستصلاح والتوسع الكبرى في سيناء والجنوب ومنخفض القطارة والواحات الخارجة والداخلة (حيث يمكن زراعة مساحات شاسعة من أرض مصر اعتمادا على مصادر متعددة من بينها مخزون المياه الجوفية). وتبنى معايير عادلة في توزيع الأرض الجديدة على الفلاحين المهجرين من مخزون الريف (57% من سكان مصر)

4- هل يحل مشاكلك انت شخصيا ؟ عند قراءتك للبرنامج..قم باستدعاء المشكلات التى تعرضت لها أو تعرض لها أصدقاؤك ومعارفك فى هذا المجال أو ذاك… عند اطلاعك على باب الرعاية الصحية..تذكر آخرة مرة ذهبت فيها لطبيب وعندما احتاج أحد أقاربك لعملية جراحية.. فى باب التعليم..هل تجد حلولا لمشاكل أبنائك أو أبناء أشقائك فيما يخص المدارس والدروس الخصوصية..؟ هل يبشرك البرنامج بنهاية لمعاناتك اليومية فى الشارع وفى العمل ؟ إذا كنت معاقا..فهذا نموذج لبرنامج يضع معاناتك فى الإعتبار: تعديل القوانين الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة المعمول بها حاليا مع مراجعة التشريعات المصرية العامة للوقوف على ما فيها من ثغرات وتحيز ضد الأشخاص ذوي الإعاقة..تحسين مستوى ونوعية الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال مجموعة من السياسات والمبادرات على مستوى القطاع العام والخاص والمجتمع المدني (مثال: قناة تلفزيونية خاصة للصم والبكم، وتسهيل إجراءات استصدار رخص القيادة للصم والبكم ، وتخطيط المدن ومباني الخدمات لمراعاة احتياجات ذوي الإعاقة).تحسين البيئة التعليمية ونظمها لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من الالتحاق بفرص التعليم الدمجي دون تمييز .تشجيع السياسات والمبادرات في مجال التأهيل والتدريب المهني للأشخاص ذوي الإعاقة، وفي مجال التشغيل والإقراض الميسر أيضاً لأهالي ذوي الإعاقات الذهنية، لتحقيق استقلاليتهم الاقتصادية والاعتماد على الذات، وضمهم إلى القوى المنتجة ضمن الاقتصاد الوطني المصري.إحداث تغيير في المجتمع المصري يقود إلى التقليل من حدوث الإعاقات، والى إعادة تشكيل البيئة المادية والاجتماعية بما يعزز حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على حقوقهم، وزيادة دمجهم وتحسين صورتهم في المجتمع.ضمان تكافؤ الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة على بالمساواة مع غيرهم من الأشخاص غير المعاقين.إصدار بطاقة خاصة بالمعاقين ذهنياً لإدراج بند جديد للبطاقة الشخصية لإثبات نسبة الإعاقة تحت إشراف لجنة متخصصة طبياً (الكومسيون الطبي) لإقرار نسبة الإعاقة رسمياً ويعمل بهذه البطاقة في كل من: التجنيد ليعفى المعاق ذهنياً دون كشف طبيوفي التأمينات الاجتماعية ليستخرج له المعاش دون أن يحتاج لإثبات ذلك ولحمايته من الانتهاكات القانونية. تشكيل مجلس أعلى لشئون الأشخاص ذوي الإعاقة وصندوق وطني لدعم الأشخاص المعوقين يساهم في تأمين وتوفير الدعم المالي لمختلف برامج وفعاليات القطاع.استحداث برنامج تطوعي يكون من ضمن منهج التربية المدنية بالمدارس والجامعات ليكون للأطفال والشباب دورا مشاركا وإيجابيا في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.

5- الإقتصاديات هى عصب البرنامج: الكلام سهل عندما تكون خارج السلطة..والتنفيذ صعب عندما تكون فى السلطة..ينطبق هذا على السياسيين فى الدول المتقدمة بقدر ما ينطبق عليهم فى الدول المتخلفة.. يرجع هذا لعنصرين رئيسيين..المال والوقت.. تفاجأ المعارضة عندما تنتقل لسدة الحكم أن الميزانيات لا يمكن أن تفى بالوعود التى باعوها للناخبين..ثم تكتشف ان مدة الدورة الإنتخابية لا تكفى لإنجاز تلك الوعود… لذلك…فإن من أهم عوامل قوة البرنامج التفاصيل المادية..الموارد..المصاريف..مخصصات كل بند..تصور لميزانية الدولة أو ما يشبه دراسة الجدوى للمشاريع.. للأسف..لم أجد فى أى من برامج الأحزاب والمرشحين المتاحة ما يحقق هذا العامل بشكل مرض..وهو ما يقلل إلى حد كبير من مصداقية تلك البرامج..

6- لا غنى عن الآليات مما يؤسف له أيضا أن كثيرا من المرشحين يستخفون بعقول ناخبيهم ويستغلون جهلهم بطبائع البرامج السياسية..فيعرضون برامجهم خاوية من الآليات.. ولا يصح أبدا أن يخلو أى برنامج من الآليات التنفيذية.. هو بذلك أقرب للمبادىء والأهداف وليس ببرنامج..وعجز المرشح عن إيجاد آليات لـ(نواياه) يجعله مرشحا بلا برنامج..
انظر لهذا الحزب المخادع الذى تطرق لمشكلة الإسكان فقسم برنامجه لأهداف وقيم ثم دور الدولة: الأهداف والقيم: توفير وحدات سكنية بأسعار ميسرة لغير القادرين الخروج من وادى النيل الضيق وتعمير الصحراء الحفاظ على الرقعة الزراعية التخطيط العمرانى السليم التوسع فى المساحات الخضراء داخل المدن دور الدولة: توفير مساكن منخفضة التكلفة تحفيز القطاع الخاص لتوفير إسكان راقى منخفض التكلفة تطوير قانون تنظيم البناء الحد من البناء على الرقعة الزراعية الحد من العشوائيات مع العمل على ايجاد بديل للعشوائيات القائمة.

لم يذكر الحزب أية آليات أو ميزانيات لتوفير المساكن منخفضة التكاليف، ولم يذكر لنا كيفية الخروج من الوادى للصحراء، ولا كيفية الحفاظ على الرقعة الزراعية وماهية التخطيط العمرانى السليم أو ماهية التطويرات التى سيدخلها على قانون البناء..وما هى بدائل العشوائيات… ليس هذا فحسب..بل كرر الحزب نفس الأهداف (معدومة الآليات) تحت عنوانين مختلفين..مرة باسم الأهداف والقيم ومرة باسم دور الدولة…وكأن الهدف هو ملء مساحة ورقية والسلام..

7- المجرب أفضل مع مراعاة أحوال مصر يميل المرشحون أحيانا..خصوصا المستقلون والمرشحون الرئاسيون للأفكار الجديدة..بعضها شاذ..شديد الجنوح..والبعض الآخر مقبول..من باب الإبداع أو (اعتقاد العبقرية).. كذلك تميل بعض الأحزاب إلى التجديد فى الأفكار تحت وطأة تشابه البرامج…والحقيقة أنه لا يوجد مانع من نجاح تلك الأفكار المبتكرة نجاحا مبهرا… ولكن الأفضل - خصوصا فى أحوال الدول التى تمر بمراحل انتقالية غير مستقرة - أن تتم الإستعانة بما تمت تجربته بالفعل ونجح فى دول أخرى لها ظروف شبيهة بنا…مع عدم إغفال الإختلافات الطبيعية بين الدول والمجتمعات…

8- مطلوب جدول زمنى تذكر أنك ستنتخب من يمثلك لأربع أو خمس سنوات فقط.. وهى ثقافة مختلفة عن ثقافة (المرشح الأبدى) التى اعتدناها…. يعنى هذا أولا أن : "المية تكدب الغطاس" فالوقت سيمر سريعا وسيحين موعد الإختبار من جديد للتفرقة بين من أوفى ومن لم يوف ببرنامجه.. ويعنى ثانيا أن المرشح الذى لم يجهز الآليات والجدول الزمنى فى برنامجه سيبدأ فى اعدادها بعد نجاحه..وقد يكتشف أن الآليات صعبة المنال وأن الجدول الزمنى مستحيل التنفيذ بعد أن يكون قد استدرجك لانتخابه ببرنامج وهمى.. وتزداد المهمة صعوبة اذا كان البرنامج يشتمل على تغيير قوانين وتشريعات تستغرق وقتا فى البرلمان..خاصة إذا كان المرشح لا يحظى بالأغلبية فى البرلمان.. لم أجد بين كل برامج الأحزاب والمرشحين المطروحة من أعد جدولا زمنيا متكاملا للتنفيذ..ومن عرض منهم إطارا زمنيا فى بند أغفله فى عشرة بنود أخرى…

9- كل أبعاد المنظومة مرشحك سيدير دولة بحالها… لن يدير تعليما فقط ولا صحة فقط ولا إقتصادا فقط… لذلك…فالماليات مهمة والزمنيات مهمة… والرؤية الشاملة مهمة أيضا.. لا تفرح ببرنامج رائع فى العدالة الإجتماعية هزيل فى محاربة الفساد.. الثانية ستقضى لا محالة على الأولى.. هل وضع البرنامج فى حسبانه سيناء والصعيد ؟ هل يوجد فيه مكان لكبار السن..لسكان العشوائيات…أطفال الشوارع..المصريين المقيمين بالخارج ؟ الرياضة والفن ؟ القيم والأخلاق ؟ الحوادث والكوارث الطبيعية ؟

10- تخيل الصورة النهائية الواقعية فى نهاية البرنامج اغمض عينيك لدقيقة أو اثنتين.. وتخيل مصر فى ظل سلطة هذا المرشح.. كيف تراها ؟ 
غدا إن شاء الله أعرض نموذجا لبرنامج لإصلاح منظومة الرعابة الصحية فى مصر أعددته بنفسى بوصفى أحد المتخصصين فى هذا المجال..فى تطبيق عملى لما فصلته اليوم…

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق