الأحد، 31 يوليو 2011

خواطر حول جمعة “الارادة الشعبية ووحدة الصف”


البعض قد يرى ماحدث يوم الجمعه 29/7 يخصم من التوافق الوطني والتوحد حول الثورة وطلباتها، وقد يكون معه الحق جزئيا في هذا بسبب بعض الممارسات التي حدثت من قبيل رفع شعارات على قضايا لم تكن مطروحة مثل (اسلامية … اسلامية) وكأن هناك طرف آخر يطرح أن تكون مصر دولة غير اسلامية (قد يكون مصطلح مدنية)، وربما يكون هذا رد فعل على بعض التصريحات والافعال من البعض والتي فهمت على أنها تغيير لهوية مصر الاسلامية. وأري أن السبب الرئيسي هو غياب الحوار بيننا ووصول رسائل مغلوطة من كل طرف للآخر.

وأدعى أنه لا يوجد سياسي عاقل يطرح هذا الطرح، بل أن كل الوثائق (المسماه فوق دستورية) كلها تقريبا وضعت المادة الثانية بالدستور والخاصة بإسلامية الدولة والشريعه كمصدر رئيسي للتشريع، وضعتها جميعا ضمن الوثائق.

قد يكون الحوار حول تنظيم العلاقه بين الدين والدولة وهذا لا غبار عليه، إذا تم هذا الحوار في جو يسوده الثقه المتبادلة وعدم التخوين.
نعود لأحداث الجمعه الماضية، حيث يمكن رؤية ايجابيات -أراها أكثر- مثل:
  • نزول قطاع من المصريين -أقصد السلفيين والاسلاميين الغير مسيسين- لم نره من قبل بهذه الكثافه، وطبعا قد نرى سلوكا يغلب عليه الكثير من العاطفه والقليل من الحسابات السياسية، وهؤلاء ليس الحل معهم هو التفزيع منهم والتخويف منهم بل الاستفادة من هذه العاطفه وتوجيها للوطن من خلال الحوار. فلا خيار لدينا الا الحوار مع بعضنا البعض. حوار يصلح أخطاء الممارسة ونتعلم من بعضنا البعض. وليس الحل في إقصاء  طرف لطرف آخر.
وأرى أن هناك مسؤلية كبيرة على الاخوان المسلمين وحزب الوسط والاسلاميين المستقلين مثل د/ العوا وغيره، فى عمل "معبر" بين هذا القطاع الكبير من الشعب المصري وبين باقى قطاعات الشعب. فالاخوان وغيرهم يحوزوا على قدر من الثقة لدى السلفيين ولدى الليبرالين فى نفس الوقت. فدورهم كبير ومسؤول فى ترشيد الفعل السياسي للطرفين وتقريب وجهات النظر.
  • من الايجابيات أيضا فى خروج هذا العدد الضخم جاء رسالة الى البعض -المخلصين لوطنهم- الذين ظنوا فى غمرة حماسهم للوطن أنهم قد يتحدثوا نيابة عن الشعب كله، فجاءت هذه الحشود لتنبيه النخبة السياسية -خصوصا المسيطرة على الاعلام- أن هناك طرفا أصيلا فى المجتمع له رؤية -قد نتفق أو نختلف حولها- لابد أن يعمل حسابه ولا يجوز إقصاءه.
  • من الايجابيات أننا كشعب بدأنا نتعرف على بعضنا البعض، لأن سنوات القهر الماضية كان النظام يحاصر كل فصيل ويجعله يتقوقع على نفسه ويتحدث ويتحاور مع نفسه، ويتوجس من الطرف الآخر ويبنى صورة ذهنية عن هذا الطرف أو ذاك فيها القليل من الحقيقة والكثير من التشويه والتصورات الخاطئة، وكان النظام يخوف كل طرف من الاخر لكى يستمر هو بدعوى أنه حامى البلد من الفتن. فالآن وبعد حدوث الثورة المباركة بدأ كل فريق يتعرف على الآخر. ومايحدث الآن أمر طبيعي لأناس تتعرف على بعض لأول مرة.
فلا حل أمامنا إلا الحوار وأن يسمع بعضنا للبعض، ليس من خلال برامج التوك شو والتى -فى بعضها- تقتات على هذا الخلاف وتزكيه وتزيده، بل لابد من الجلوس مع بعضنا البعض فى ورش عمل وجها لوجه ونتجادل ونتفاعل حتى نصل لتوافق يحفظ وطننا ويدفعه للأمام فى بناء مصر القوية المتقدمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق