الخميس، 14 يوليو 2011

شكرًا للمتظاهرين….. معتز بالله عبدالفتاح

ما حدث فى 8 يوليو وما أعقبه يؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح وأن المستقبل يحمل لهذا البلد خيرا كثيرا بإذن الله. وهذا ليس من قبيل التفاؤل الساذج الذى يرى أن الأمور حتما ستكون على خير حتى وإن لم يؤد أى منا دوره.
ما فعلته مظاهرات 8 يوليو هو ما تفعله الانتخابات الحرة النزيهة فى كل مكان فى العالم. هى تعيد رسم الأجندة الوطنية من خلال صناديق الاقتراع التى يتحول فيها المحكوم إلى حاكم ويتحول فيها الحاكم إلى محكوم. ولا مجال لادعاء السرية فى أن مساحة الحركة المتاحة للحكومة الآن أوسع مما كانت عليه قبل 8 يوليو بما فى ذلك أن تكون هناك تعديلات على التعديات التى حدثت نتيجة وجود مسئولين لا يتصرفون كمسئولين تحت دعوى أن زملاء لهم قيد التحقيق أو محكوم عليهم فى قضايا.
إن ظروف تشكيل الحكومة الأولى لما بعد الثورة جعلتها غير ثورية سواء من ناحية الشخصين الأساسيين القائمين على تشكيلها آنذاك أو فى غياب الرؤية نتيجة نشوة الثورة. هذه النشوة جعلت الكثير من القرارات تنبنى على افتراضات وليس على معلومات.
فانتهينا إلى مجموعة من المسئولين ليسوا بالضرورة متناسقين فى أهدافهم أو رؤيتهم لما حدث: هل هى ثورة حقيقية أم هى مجرد رد فعل غاضب على سياسات خاطئة قام بها الساسة تحت حكم الرئيس مبارك؟ والفرق بينهما هائل.
مظاهرات 8 يوليو مهمة جدا لأنها رسالة للجميع أنها ثورة بما تحمله من معنى. ومن لا يصدق أنها ثورة فلينزل من أتوبيس الحكم.
ومن لم يكن يصدق من أسبوع أنها ثورة، أيقن اليوم أنها ثورة. ومن كان يماطل فى القرارات لأنها لم تكن ثورة، فليخرج من دائرة السلطة. إذن الشباب لم يخطئوا حين خرجوا لاستكمال ثورتهم والتأكيد على وجودهم.
ورسالتهم وصلت بقوة بأنهم لم يختاروا لا وزراء ولا محافظين ولا مستشارين هم اختاروا الدكتور عصام شرف، وعلى الدكتور عصام شرف أن يتبنى مطالب الثورة والثوريين أو أن يترك منصبه لمن يعى قيمته ويعمل على أساسه. وأظن أن الرجل بقدر ما يجدها ثقيلة كلمات النقد، لكنه سيكون أكثر المستفيدين من مظاهرات 8 يوليو بصلاحيات «رئيس وزراء حكومة ثورة» فعلا.
وإن لم يستطع أن يستفيد من هذه اللحظة، فأعتقد أن 8 يوليو قد يتكرر مرة أخرى وهو ما لا يريده عاقل.
ولو كان لى من تعليق على بيان المجلس العسكرى، فأزعم أنه مفيد للغاية من ناحية التأكيد على أن من سيصوغ الدستور عليه أن يعى أنه لا يصوغ برنامجا حزبيا أو مانفيستو طبقيا أو تعاليم طائفية. هو يصوغ دستورا لأمة قررت ألا تقبل أن تعيش إلا فى حرية وكرامة وعدالة ولن تقبل استبداد الفرد بالمجموع، أو الأقلية بالأغلبية، أو الأغلبية بالأقلية. لن تقبل أن يعيش شعبها مستبِّدا أو مستبَّدا به.
وأرجو ألا يظن المتظاهرون أن المجلس العسكرى يرى فيهم سوءا أو يتوعدهم بقدر ما هو يخشى ممن يستغلون واقعة التظاهر ليجعل منها مناسبة لتدمير المنشآت أو تعطيل أعمال الناس على نحو ينال من نبل القضية.
الفرصة الآن سانحة للحكومة وللمجلس لأن يعوا أنها ثورة فى المطالب وبالتالى هى بحاجة لثورة مقابلة فى التفكير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق