الأحد، 31 يوليو 2011

شاهد عيان لليلة جمعة الإرادة الشعبية… أحمد عبدالجواد

أكتب هذه الكلمات بعد أن عُدت من ميدان التحرير الذى أقمت فيه هذه الليلة من الثامنة مساءً وحتى السابعة صباحاً ولم أنم البتة وجُلت فيها الميدان كُله.. هُناك عدةُ أُمور ينبغى التأكيد عليها فى البِدء:

 1- خلال الفترة الماضية خاضت جماعة الإخوان المسلمين من خلال كوادرها سلسلة حوارات وجلسات تنسيقية مُكثفة مع رموز وقيادات التيار السلفى والجماعة الإسلامية من أجل أن يكون اسم هذه الجمعة "هى جُمعة الإرادة الشعبية" وعدم الإصرار على اسم "جُمعة الشريعة" و "جُمعة الهوية" ! و أبدى الجميعُ استعدادا لهذا! ووافقوا عليه بل وصرحوا به فى الإعلام! وقد سمعت بأُذنى مُتحدثاً رسمياً باسم الدعوة السلفية ورمزاً لامعاً من رموزها يُصرح بنفسه بأننا راعينا أن الوضع لا يحتمل لجُمعات من قبيل"جُمعة الشريعة" و "جُمعة الهوية" فتوافقنا على اسم "جُمعة الإرادة الشعبية" ؛؛

2- يُفترض أن الاتفاق قد تم على عدم رفع أية لافتات إسلامية أو لافتات تُطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية أو خلاف هذا ؛ وإنما تكون الجمُعة هى جُمعة إرادة شعبية بكُل ما يعنيه مُصطلح "إرادة شعبية" بتركيبه من معنى! وهذا ما لم يحدث بتاتاً!!!! فلم يُراع تحقيق الوحدة بين الصفوف ولا توحيد المطالب ولا إظهار الميدان بصورة مترابطة!

3- يتواجد فى الميدان الإخوان المسلمون بعدد جيد عند منصتهم التى تُنصب ؛ وكذا التيار السلفى وله منصة خاصة وكبيرة؛ وكذلك التيارات اليسارية والليبرالية والحركات الشبابية؛؛

4- التيار السلفى ليس سواءاً وليس تنظيماً مركزياً يُمكن التحكم فيه بسهولة وتوجيهه بإحكام؛ بل هو تيار متسع غير مركزى مُشتت كُل مجموعة تتبع شيخاً ؛ وتكوينهم الفكرى والنفسى والبنائى مختلف تماما فى داخله!

5- لقد شارك بعض السلفيين شبابا وشيوخاً فى الثورة وأعرف أصدقاءً شاركوا من اليوم الأول ؛ وأعرف شباب من السلفية الحركية الجهادية التى دخلت سجون مبارك كثيراً وكانت لا ترى وجوب طاعته وجواز الخروج عليه؛ شارك كثير من هؤلاء فى الثورة؛ لكن يجب ان يُوضع فى الحسبان أن هؤلاء ليسوا هم السلفيين! وليسوا الكثرة! بل الكثرة من السلفيين ومن شيوخهم لم يُشاركوا فى الثورة فضلاً عن مهاجمتها بكل شدة وقوة وحماسة وإقدام-"فبعضهم وصمهم بالخوارج والآخر قرر من لدن نفسه أن من قتلوا ليسوا بشهدآء وثالثهم دعا الناس أن يعودوا لديارهم "ويصلوا على النبى"! -صلى الله عليه وسلم- . !

6- لا مُشكلة فى ظل التدافع السياسى بين قوى وتيارات مُختلفة فى أفكارها وأيدلوجياتها أن يكون هناك تدافع نتاجاً لمواقف سياسية متابينة ومحاولة الضغط لتحقيق توازان! وقد يكون هناك ضرورات لإبراز بعض العضلات! لكن هذا يكون بشكل ضمنى فى إطار التوافق وليس بهذا الشكل الفج الصريح الذى يجعل عضلاتك تنفجر أو .. تقتلك!

7- هُناك بعض الرعونة من قبل بعض الأفراد من تيارات راديكالية تحاول مراراً وتكرارا مهاجمة التيار الإسلامى بمكوناته وإقصاءه وتشويهه مما يُدفع فى اتجها الاحتقان وشحن النفوس بشكل سلبى لا يخدم التوافق ولا يُحققه!

ماذا حدث؟
1-نزلنا جميعاً على هذا الأساس -الذى اتفق عليه الجميع وفى قلبهم التيار السلفى- نزلنا على اتفاق أننا لن نرفع لافتات واضحة سوى المطالب التوافقية ومطالب الثور والإرادة الشعبية وضرورة احترامها! فقط! وسرنا مُطمئنين لهذا ! وظننا أن الناس على عهودهم فضلاً عن "المؤمنين"! إلى حين الساعة العاشرة مساءً ! حتى رُفعت لافتة تُقول :"الشعب يُريد تطبيق الشريعة"! دار نقاش حولها بين الشباب وبين المجموعة السلفية ودار جدل ولغط وشد وجذب! لأننا كُنا نظن أن هذه لافتة استثنائية-لأن الناس على عهودهم-! ثُم مشكورين أنزلوا اللافتة! وظننا أن الأمر قد مر.!

2- ثُم تجولنا فى الميدان فوجدنا رجلاً فى حدود الخمسين لديه لحية ويرتدى جلباباً ؛ وقفت مع صديقى الذى أُرافقه وتحدثنا إليه ؛ هذا الرجل يحمل لافتة مكتوب عليها نُريد تطبيق حد الشريعة الإسلامية وحد الحرابة على حُسنى مبارك وأُسرته! وقفنا نُحدثه ونناقشه وكُنت مُشاهداً غير مُتحدث! وكان صديقى هو الذى يقود الحوار! والرجل يرفض النقاش بشكل جاد ويستشهد له صديقى بشيوخ الجماعة الإسلامية الذين "من المُفترض ِأنهم قالوا أنهم لن يرفعوا مثل هكذا لافتات"! فكان الرجلُ يُصر على أنه لا يتبع احداً ولا يلتزم إلا بما اقتنع هو به!

3- شاهدنا مجموعة غريبة عجيبة تجول فى الميدان قليل منهم مُلتحى والبقية بدون لِحى ولا يبدو عليهم أنهم ينتمون للتيار السلفى! هؤلاء يجوبوا الميدان يهتفوا مرة "إسلامية إسلامية" وأُخرى : "يسقط يسقط حُكم العسكر-يسقط يسقط المشير" ومرة ثالثة " بالوحدة"! وحيال التفافها يدخل معهم مجموعةٌ من السلفية! باندفاع منهم! حاولنا الحديث معهم فتوجه شاب إلى شيخ هذه المجوعة وقال لهم : هل من يهتفون هؤلاء وتسيرون ورائهم .. هل هؤلاء سلفيون معكم؟! فقال: له: لا! فذكره بأن هناك مندسين قد يسعوا للفتنة وكذا فسحب الشيخ مجموعته مشكوراً !

4- فى حدود الحادية عشرة مساءً وأنا أتجول فى الميدان لرصد هذه الظواهر شاهدت دخول مجموعة مُنظمة يبدو عليها أنها من التيار السلفى مُنظمة تدخل فى صفوف منظمة ترفع لافتات وتهتف بهتافات"إسلامية إسلامية" وتكبيرات وكذا! تحدث إليهم صديق فأبدى له الشخص الذى يبدو أنه مسئول المجموعة الاقتناع ثُم ساروا وأكملوا فى المسيرة بذات الهتافات! ويبدو أن كُل المجموعات مما رأيته إنما هى مجموعات دخلت بشكل منظم على شكل مجموعات صغيرة كُل مجموعة فى حدود خمسة وعشرين شخصاً؛ وظلت هذه المجوعات تطوف الميدان وتحمل نفس اللافتات بذات الشكل مما يُؤكد أنها ليست تلقائية أو بجهد فردى بل هى مُنظمة بأعداد كبيرة جداً تُوحى وتُظهر بشدة أنها مُعدة سلفاً وبتخطيط -فى حين أنه سلفاً قد أخذ الجميع عهوداً على أنفسهم ألا يرفعوا مثل هكذا لافتات!

5- الواحدة ليلاً أقف أمام منصة السلفيين التى يُعلق عليها لافتة "حزب النور السلفى" ولافتات أُخرى؛؛ بدأت أستمع إلى هتافات توافقية عن ضرورة المحاكمات العاجلة والتطهير والقصاص! ثُم قلبت الهافات مرة واحدة عن "إسلامية إسلامية-لا مساس بالهوية" ؛ "وتكبيرات" -و تعريض بالكلام عمَن يتلقى تمويلاً من الخارج! ثم جاءت كلمة حازم شومان فقال كلاما ً تجاوز فيه كل شيىء! تحدث بخطاب راديكالى نارى !!! من قبيل"اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تُعبد فى هذه الأرض"!! ؛ "ارفعوا أصواتكم بالتكبير فكُل تكبيرة هى سهم فى قلوب أعداء الدين"!! ؛ "ظنوا أن الدين قد مات لكن أنتم الشباب الآن حُماة الدين"/؛لكن لا أعلم من هو الذى ظن أن الدين قد مات!!! وكيف يفهم حازم شومان ومن يهتفون خلفه الدين؟! وأين كانوا أيام الاستبداد الذين لا يكاد يُسمع لهم صوتا! وما هو "الدين" وتصوره الذى يريدونه! وماذا يعنوا"بإسلامية" !! وأين كانوا أيام ما انُتهكت كُل مقاصد الدين!!! وضاعت حُقوق الإنسان الآدمية وكرامته البشرية!!وماذا تعنى "إسلامية" فى مرحلتنا هذه؟! وما هو تصورهم عن الدولة!!التى يُريدونها "إسلامية"!

6- ظلت هذه الهتافات طيلة الليل هكذا وبعد الفجر انطلقت تسجيلاتً مُسجلة لحازم شومان وآخرين وفيها شتمية واضحة وسب واضح لــ "العلمانية والليبرالية والاحزاب الجرثومية والماسونية"!!! ومهاجمة وإقصاء لكل المخالفين لهم من غير "الإسلاميين" وهذا دليل قاطع على عدم مشاركة هؤلاء فى الثورة التى كان يُشارك فيها الجميع بروحٍ واحدة ودماءٍ واحدة وجراح واحدة وهمٍ واحد!! ولم يسب فريقٌ فيها فريقاً آخر!

7- بدأت حشود جديدة تتوافد على الميدان ولافتات موحدة تُرفع تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية وأن الهوية إسلامية ونقد شديد المبادىء فوق الدستورية وضرورة احترام الاستفتاء! ووصم للإعلام بأنه إعلام علمانى ومطالبات بتطهيره! وكانت منصة السلفيين تُردد باستمرار لا هتافات إلا من المنصة ومع ذلك كانت المنصة تُلقى هتافات أشبه بالقنابل ! وحتى انصرافى من الميدان كانت هُناك مجموعات تتكون من حوالى ثلاثين شخصاً تتوافد على الميدان! وتحمل ذات الشعارات بلافتات تحمل مضامين مُشابهة!-جُلها عكس المتفق عليه- ؛؛

تقييم للموقف السلفى
1- وفّى الإخوان المسلمون بعهودهم ولم يرفعوا أية شعارات ولم يرفعوا أية مطالب غير توافقية ؛ ومنصتهم معنونة بعنوان توافقى وهى "اللجنة التنسيقية للثورة المصرية" التى يُشارك فيها تيارات من اليمين لليسار! وكانوا حريصين على التهدئة وعلى تهدئة السلفيين للحظة الأخيرة!

2- لا شك أن الإسلاميين تعرضوا لحملات تشويه إعلامية وأن التيار السلفى قد تم الهجوم عليه بشدة فى الإعلام فى الفترة الأخيرة ؛ ولا شك كذلك أنه تيار متشعب لا تجمعه وحدة فكرية ولا بناء تنظيمى مما يصعب السيطرة عليه ؛ وأنه تيار لاخبرة تنظيمية له ولا خبرة حركية له فى المجال العام والعمل العام ؛ وأنه تعرض لكبت وعدم حنكة وخبرة سابقة.

3- لكن ينبغى المُلاحظة كذلك أنه قد جرت سلسلة حوارات وجلسات حول هذه القضايا بشكل مُكثف بالساعات التى تتجاوز أصابع اليدين -يومياً-! و أن التنظيم الذى فى الهتافات والذى فى اللافتات لا يُمكن أن يكون إلا بشكل منظم مسبقاً؛ وليس أقل من المنصة التى يتحكمون فيها-هل قيادات التيار السلفى لا تستطيع أن تتحكم فى منصة .. منصة؟!!!!-! والتى كانت فى قمة الراديكالية وشرخ الإجماع الوطنى التوافقى وخلق حالة من الإقصاء ومُهاجمة القوى السياسية العلمانية والليبرالية واليسارية!

4- بكُل صراحةٍ ووضوح .. لقد نقض السلفيون عهدهم ؟ ولا أعرف بِم يُمكن أن نُسمى هذا؟! هل هذا خيانة للعهد .. أم للأمانة ؟! أم ماذا؟! لقد كُنا فى بداية الليلة نظن أنه سلوك فردى أو تصرف استثنانى نُحاول استيعابه مرة ذات اليمين وأُخرى ذات اليسار؛حتى اكتشفنا أننا أمام سياسة مُمنهجة وأمام تنظيم مُسبق ينوى تحقيق أهداف وإيصال رسائل -لربما يكون بعضها لخارج "التيار الإسلامى" وأُخرى "لتيارات مُنافسة داخل التيار الإسلام نفسه-!!!

5- هل ينوى التيار السلفى أن يُعيد ذات تجربة الإخوان المسلمين التى مروا بها بعد خروجهم من المعتقلات فى السبعينات بعد سنوات القتل والتعذيب بسجون الطواغيت! -والتى بالمناسبة لم تكن بهذه الفجاجة!!- خلال السبعينات والثمانينات ثم التسعينات ! هل ينوى السلفييون ألا يستفيدوا من هذه التجربة ويحرقوا على أنفسهم هذه المراحل!والحكيم من اتعظ بغيره واعتبر!

6- هل يُدرك التيار السلفى مُصيبة ما يحدثه من أفعال ومآلاتها؟! هل يُدرك التيار السلفى التعقيدات الدولية ومعادلات التوازن والضغط الخارجى الذى قد يكون إيجابياً فى أمور وسلبياً فى أُمور أُخرى .. وأحيان اُخرى؛ وهل يدرك كذلك أثر رفع هذا الضغط وإيجابياته وسلبياته فى أُمور أُخرى! هل يُدرك التيار السلفى أن ما يقوم به قد يكون داعماً لبقاء حُكم العسكر! أو قيامه بأية إجراءات تُجهض التجربة الدُيمقراطية وهذا يفتح التفكير فى سيناريوهات عدة من صفقات أو تنسيق لتحقق أهدافٍ أُخرى-وكُل السيناريوهات فى السياسة مطروحة وافتراض سوء النية مطورح وبقوة ولا إنكار فى ذلك لأن هذا هو المعتاد ولاسيما حين تُدعمه القرائن-!؟؟

7- لو كان التيار السلفى الذى صمت أغلبه على استبداد مبارك ودعمه وأعلن بعضهم البيعة لأمير الفاجرين الظالمين الفراعين ؛ لو كان هذا التيار مُستعدا أن يمضى فى مُراهقاته الطفولية فى أخطر لحظة من لحظات تاريخ مصر.. فإن مصر لا تحتمل! وإن القوى الإسلامية التى دفعت زهرة شباب أبناءها ودفعت حياتها وأموالها فى سبيل التصدى لحُسنى مُبارك ونظامه المستبد وحُوكموا عسكرياً وكانت تُدافع وتصارع فى عدة جبهات! وتتلقى النيران من عدة مدافع! فى حين كان التيار السلفى ينعم فى كُتب الحديث والمصطلح! وفى غياهب الخنوع! -فإن هذه القوى يجب أن تضع حداً للتنسيق الذى لا ينبنى عليه عمل وأحسب أن هذه القوى الإسلامية يجب أن تُدرك أن هذه العقليات-التى نقضت عهدها- والتى تتصرف بهذه المُراهقة والطفولية والسخافة لا أمل قريب فى تطويرها وأنها بالفعل خطر على الثورة وعلى التجربة الديمقراطية بمصر!!

لو كان السلفيون قد اعتاداوا أن يعيشوا فى ظل نظام فاجر ظالم مستبد يحكم بالحديد والنار ويسوغوا له من أجل أن يُبقى على نص المادة الثانية من الدستور-والتى دونها خرق القتاد- فيعيشوا فى أنغام الظاهر فى حين تُدمر كُل مقاصد الشرع بدون استنثاء وهو ما يتناسق مع نموذجهم الفكرى المبنى على الظاهر ودولتهم الطُهرانية المزعومة بأرض الحجاز التى تهدم الدين بمعاول حادة! - لو اعتادوا على ذلك فإننا لم نعتد عليه! وإنهم ليسوا مصر! وإن الثورة التى تجلى فيها الشعب المصرى كله وما مُثلوا إلا فى مجموعةٍ قليلةٍ منهم! هى بخلاف ما يحاولون إبداءه الآن من صورة وهمية غير حقيقية! فهذه الحشود تتجاوز بآلاف المرات عدد السلفيين الذى شاركوا فى الثورة من أول يوم إلى آخر يوم .. لو قمت بجمعهم!

 حقاً .. عدو عاقل .. خير من صديق جاهل! جُملة كُنت أقرأها بالمجمع الأزهرى الابتدائى مخطوطة على لوحة .. وأفهما أكثر وأكثر فيما أراه! يا ليت التيارات السياسية كلها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار تستفيد من هذه التجربة وتتلقى الرسائل وأن تُعلى مصلحة مصر فوق كُل المصالح الحزبية الشخصية ؛ وألا تركب غيها وعنادها فتهُدم مصر! يحسن للجميع أن يعرف لماذا حدث هذا وما أسبابه؟ وكيف نتجاوز مآلاته التى "قد" تكون "كارثية" واللهم سلم سلم! ؛ يجب على الجيمع أن يُدرك أننا لم نعد فى المعارضة أيام حُسنى مبارك! وأن الجميع .. الجميع .. اصبح فى موقع المسئولية وأن كل فعلٍ الآن له رد فعل وله نتائج ومآلات !! ولسنا نسبح .. فى الهواء! فالهواء لا يُسبح فيه ومن يحاول السباحة فيه تُكسر قبته! اللهم احفظ مصر من الغباء والبلاء .. من أغبياءها وسفهاءها وسُذاجها وطواغيتها!! ياااا رب ! سترك!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق