الجمعة، 17 مايو 2013

مؤتمر شباب الإخوان الأول.. رؤية من الداخل الحلقة الثامنة :عندما ترددنا وعندما كذبوا... محمد شمس الدين

كنت قد حكيت في الحلقات السبعه السابقة ما تناوله المؤتمر وحواراتنا مع مكتب الإرشاد, وكيف أن الأمر كله كان بعلمهم, ولقد تغير الموقف مؤخرا, ومن ثم أختلق عدد منهم كثير من الأمور بشكل فج وسئ وسأروي بعضها هنا. سأحكي هنا ما قالوه في الإعلام, وبعض ما تناولوه في اللقاءات الخاصة وفق ما روي إلي منها, وأحكي حقيقة رفض المؤتمر, وأحكي الفرص التي ضيعناها, وسأشارك غيري في الرواية هاهنا من الذين عايشوا بعض الأحداث... 

منذ اليوم الذي سبق المؤتمر والتصريح الذي أصدره الدكتور محمد مرسي والذي قال فيه: "نفى الدكتور محمد مرسي عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين ما تردد في وسائل الإعلام عن رعاية مكتب الإرشاد لمؤتمر شباب الإخوان يوم السبت 26 مارس الجاري. 
وأكد مرسي في تصريحات لـ(إخوان أون لاين) أن مكتب الإرشاد لم يوافق على أي عرض لتنظيم مؤتمر للحوار بين الشباب ومناقشة أطروحات الجماعة، وأن ما أشيع بهذا الصدد عارٍ تمامًا من الصحة؛ حيث لم يوافق مكتب الإرشاد على طلب من هذا النوع، كما أنه لم يقر بالتبعية حضور ممثلين عنه في مؤتمر السبت 26 مارس، على خلاف ما زعمت بعض وسائل الإعلام.

وهنا قال الدكتور مرسي أن المكتب لم يوافق على المؤتمر وأن ما أشيع هو عار تماما من الصحه. لقد كان تصريح د.مرسي قاسيا وقويا ومربكا لكنه أضاف الكثير، فجعل الجميع يهتم بأمر المؤتمر, وأظن أن لتصريحه فضل كبير في انتشار المؤتمر ومتابعته, وبالتالي وصول الفكرة لأكبر عدد ممكن.

ولكن رجوعا لنقطة الكذب أن هذا التصريح غير صحيح, ولن أكذب أنا التصريح ولكن سأترك الأمر للدكتور مصطفى الغنيمي عضو مكتب الإرشاد ليرد على هذا التصريح في ذات الموقع حيث قال: "هذه التخوفات وضعناها على طاولة الدكتور مصطفى الغنيمي عضو مكتب الإرشاد، والذي أكد أن الإخوان لا يتعاملون أبدًا بثقافة الإقصاء مع مخالفيهم في الرأي بل على العكس يولون اهتمامهم بكل ما يقال عن الإخوان وخاصة من مخالفيهم ليستفيدوا قدر المستطاع من كل ما يثار من انتقادات للجماعة. 
وحول مؤتمر الشباب الذي عقده مجموعة من شباب الإخوان دون حضور من مكتب الإرشاد يؤكد أن الإخوان وافقوا على المؤتمر، ودعموا جهود الشباب، ولكن وجه الاختلاف الوحيد هو الموعد الذي حدده الشباب لمؤتمرهم في الوقت الذي كان فيه جدول مكتب الإرشاد مملوءًا بالأعمال وهو ما كان سببًا في تغيب أعضاء المكتب، موضحًا أن مكتب الإرشاد كانت لديه رغبة قوية في حضور المؤتمر بأكبر عدد ممكن من أعضائه، فالإخوان لم يعارضوا أبدًا أي مؤتمرات للشباب، وهو ما توضحه المؤتمرات الكثيرة التي تعقدها الجماعة مع شبابها في المحافظات لنقل رؤاهم وأطروحاتهم ومناقشتها ويحضرها آلاف الشباب.
كان الحوار بتاريخ 4-8-2011 وحاولت الوصول له مرة أخرى ولم أجده على الموقع ويمكننا الرجول لرئيس تحرير الموقع في هذا الوقت لسؤاله وهو عبد الجليل الشرنوبي.

وكلام د.غنيمي مختلف تماما عن كلام دكتور مرسي, مختلف عن كلام د.محمود أبو زيد في أسباب عدم حضور أعضاء مكتب الإرشاد المؤتمر, فبين متحدث عن التوقيت وعدم مناسبته, وببن متحدث عن ثقل جدول الأعمال والرغبة في الحضور بقوة, وبين منكر لما تم أصلا وأن القيادات لم توافق أصلا !!!!

الفكرة أن الكلام المتضارب يعني ان هناك أسباب أخرى, ربما ذكرت بعضها في الحقات السابقة, وسأركز على الأهم من وجهة نظري هنا ايضا. ولكن سأسوق مثالا أخر لإنكار ما حدث, وهو كلام د.عصام العريان عن أن الجماعه لم ترسل رسائل موبايل للشباب لمنعهم من الحضور, وهو مثبت بأكثر من طريقة, وعن طريق أكثر من شعبه, أذكر منها أنا شعبة العمرانية بالهرم وشعبة بمدينة نصر شرق القاهره. 

وللأسف يستخدم أسلوب التشويه المستخدم برسالة المؤتمر في أكثر من موضع وللتحذير من أكثر من أحد وربما يرتبط هذا الأسلوب بدكتور محمود حسين الأمين العام, ولكن أحببت هنا أن أؤكد أن الدكتور عصام كان على علم بأن هناك رسائل ارسلت ولكنه يتحدث بعكس الحقيقه للأسف...

تأتي أمثلة كثيرة لما حدث مع القيادة من تواصل بعد ذلك سأذكر منها 3 مواقف مما نقل لي: 
  • الأول موقف لي مع د.بلتاجي وهذا الموقف يبين لماذا رفضوا المشاركة بالمؤتمر. 
  • الثاني  بين أ.هاني محمود ود.عصام حشيش وهنا يبين كيف تتعامل القيادة مع المظالم. 
  • الثالث حضره عبد الرحمن عياش مع المهندس خيرت في لقاء مع وفد يمني التقى بالمهندس خيرت, يبين كيف تشوه القيادة من يخالفها بسلاسة وسهولة وبساطة. 
الموقف الأول 
ذهبت إلى الدكتور محمد البلتاجي بناء على طلبه, وقد ابلغني ذلك صديقي عمار البلتاجي, وذهبت لبيته, وكان الرجل قد حضر بيته قرابة الثانية عشره بعد منتصف الليل, وجلسنا نتحدث وسردت له ما جرى وما تم وسمعت رأيه, فأخبرني بأن ما قمتم به عظيم ومهم, ولكنه كان حالم لقد ظن إخوانكم بمكتب الإرشاد أنكم أردتم إحراج د.محمود عزت مع د.محمد حبيب بحضور الإثنين, وكذلك إحراج بعض قيادات الإخوان مع المهندس هيثم أبو خليل, وأنهم ظنوا أن الرغبة في إحراج الجماعه, وليس في تقديم أوراق عمل.

فقلت له: يا دكتور محمد هذه حجه أسوأ من عدم الحضور يادكتور, كان ممكن يحضر آخرين من مكتب الإرشاد غير د.محمود عزت, وكان الأولى أن يحضروا من أن يتحججوا بعدم حضور فلان أو علان, وأخيرا نحن عرضنا التاجيل ولكنهم رفضوا حتى حضور أعضاء الشورى الحاليين. لقد كان ما ذكره د.بلتاجي هو أحد أهم الأسباب لعدم حضور أعضاء المكتب وهذا لم يعلنوه إلا مره واحده في لقاء د.مرسي مع عقل وقال له إحنا نعرف عن عبد المنعم وحبيب أكتر منكم. 
والسبب الآخر هو رغبة أعضاء المكتب أن لا يسمع اعضاء مجلس الشورى أي رؤى مختلفة لكي يسهل تمرير القرار الذي استقروا عليه وهو حزب نظريا غير تابع للجماعه ولكنه في الواقع حزب شكلي تابع عمليا وكليا للجماعه.

أخبرت د.بلتاجي أن التغيير يجب أن يحدث سريعا, لأن هذه المجموعه المتحكمه في الجماعه تتقاوى قبضتها كل يوم, على عكس ما يتصور هو والدكتور حلمي الجزار وغيرهم من اصحاب الفكر الإصلاحي ورافعي شعار الإصلاح من الداخل, وأنه إن لم يقفوا معنا فلن يكون لهم وجود, وطالبته أن يتوسط في لقاء مع المرشد ويتم فتح تحقيق في موضوع المؤتمر ولكنه قال من الممكن أن نتوسط لإصلاح النفوس!!

الموقف الثاني
هو موقف أ.هاني محمود والذي وكل بإجراء جلسة إستماع معنا (المجموعه المنظمة للمؤتمر) وتسجيل ذلك وتضمينه في تقرير يسلمه للدكتور عصام حشيش من أجل التحقيق في الأمر ولما اوصل الموضوع للدكتور عصام أخبره أن التقرير به (كلام قد يحرج الكثير من الإخوة الكبار ) والأفضل أن يتم إصلاح الأمور بهدوء وعجيب أن يكون رد الدكتور عصام هكذا فهو رجل محترم يعرف أن الحق أحق أن يتبع وصاحب الحق أولى أن يرد إليه حقه سواء كان صغيرا أو كبيرا!!

الموقف الثالث 
كان موقف م.خيرت مع وفد يمني سألوه عن المؤتمر فأجاب أن الشباب على 3 أقسام قسم اراد الخير وأخطا الوسيله (وكان يقصدنا) وقسم اراد من وراء المؤتمر تعظيم دوره الداخلي (يقصد مجموعة ألإئتلاف) وقسم اضحك عليه وحضر المؤتمر وأساء لنا كثيرا وكان الذي حضر اللقاء عبد الرحمن عياش وهو الذي نقل هذه المحادثه. 

المواقف الثلاثه تبين أن فكرة الكذب والإختلاق المسايرة لفكرة الثقة مستقرة في وعي قادة الإخوان, فهم يطالبون الشباب بالثقة ويختلقون أشياء يشوهون بها الكثيرين من الشباب, ولأنهم يحتكرون التواصل عبر الأمانة العامة فهم يتحكمون فيما يصل للشُعب والمناطق والمؤسف في الأمر أنهم يركزون في ذلك على الأقاليم كثيرا, لأن غالبا المصدر الأوثق للمعلومة هو الإخوة الكبار بعكس القاهره التي فيها الكثير من التفاعل وإمكانية التواصل واللقاءات.

وتبين المواقف كذلك أن فكرة العدل مهدده, حيث أن المواقف التي قد تحرج الإخوة الكبار يُسكت عنها, وهذا يحدث في صغائر الأمور وكبائرها تحت مسمى عدم فضح أخطاء الدعوة لكي لا يستغلها الإعلام المغرض وأعداء الفكرة, وغيرها من الدعاوى التي تضعك دائما في المعركة, وتحاول دائما التكتم على الأخطاء, وهم يظنون بذلك أنهم يحافظون على الدعوة والفكرة والرسالة ولكن يجب ان يتذكروا أمرين تعلمناه في أسرهم ومناهجهم: 
أن المؤمن لا يكذب مهما حدث, وأن الله يهدم الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنه...

بعد المؤتمر بأيام قلائل 
دعا مكتب إداري 6 أكتوبر لمؤتمر لمناقشة نفس الأشياء التي ناقشناها: الوضع السياسي والوضع التنظيمي للجماعه باوراق عمل جديدة, وكان مؤتمرا جيدا دعانا إليه الدكتور حلمي, والقى فيه محمد نور ورقة عمل. وكان المؤتمر في موفينبيك, وبتغطية إعلامية كاملة, وبحضور أفراد ليسوا من الإخوان, وفوجئنا بحضور د.مرسي للمؤتمر وإلقاءه كلمة.
لا أدري أين ذهبت ملاحظات المكتب السابقة, من نوعية أن المؤتمرات بالفنادق مكلفة, وهيجيبوا الفوس منين, والإعلام مينفعش يغطي المؤتمر وده شأن داخلي. لقد ذهبت هذه التبريرات أدراج الرياح, فقط لأن المؤتمر بموافقه الإخوان ومكتب إرشادها, وهو ما يخبرك أن هذه المبررات واهيه وأن الأسباب الحقيقية هي ما ذكرتها لك سابقا. 

لقد ظننت أن دكتور حلمي يقدم المؤتمر كتقرير لصحة ما فعلنا ولكني علمت بعد حضور د.مرسي أن المؤتمر كان استيعابا وتجميلا لوجه قيادات الإخوان, لقد كان مؤتمر موفينبيك تجميلا للوجه القبيح الذي ظهر في المؤتمر السابق له. لقد تخلت عنا المجموعه الإصلاحية من الإخوان, كما فعلت أختها التنظيمية عندما ارادت أن تلقنا درس التنظيم, لذلك أنا لا أعول على التيار الإصلاحي داخل الإخوان, وربما في سلسلة المقالات فيما بعد أبين ذلك. 

لقد ترددنا كثيرا في حسم خلافنا مع قيادات الإخوان, فبعض الشباب كان يرى أن هذا أثر عارض, ويجب علينا إكمال النضال الداخلي والإصلاح من الداخل, وكان يرى البعض الآخر أن هذه القيادة وصلت لمدى غير قابل للإصلاح ويجب أخذ خطوات جادة خارج الإطار. وكنت أرى أننا يجب أن نأخذ خطوة جادة في هذا المسار, وقد أتت الفرص تباعا وضيعناها بتردد وتأخر ومظنة أن الإخوان لا يفصلون أحدا, وأن التغيير الداخلي أقرب من التغيير الخارجي, وغيرها من المبررات التي كانت تؤخرنا وتضيع أوقات حرجه كثيرة, والوقت فيها محسوب سواء على مستوى الحركة وعلى مستوى الوطن. 

كنا نفكر بمؤتمر تالي يطرح مراجعات فكرية وحركية, ويعقد مصالحه بين فكر وقناعات ورؤية هذا الجيل والجيل السابق واللاحق. 
إن الإشكال الحقيقي أن هذا الجيل هو حلقة الوصل بين جيلين ليس بينهما لغة تفاهم. المهم أن المؤمنين بالإصلاح من الداخل وجدوا أن الفكرة تعتبر تصعيد في غير محله, ولازلت مقتنع أن الإخوان وبخاصة شباب الإخوان تحتاج لمؤتمر تعتبره مؤتمرا للمراجعه والتثبيت لأدبيات الحركة, خاصة وأن الإخوان في مرحلة غير مسبوقة عليهم في مصر, حيث أنهم في سُدة الحكم وكثير من أفكارهم فيما مضى ممتلئ بالعموميات والاشكالات, لذا أرى أن فكرة المراجعة مطلوبة جدا. 

استمرت حالة الشد والجذب مرة أخرى, عندما علمت الجماعه أن هناك مجموعه من الشباب تجهز لحزب جديد اسمه حزب البلد, وتم على إثر هذا الحزب التحقيقات التي انتهت بفصل مجموعات متعدده من شباب الإخوان, وانتهت بفصل أو إزالة عضوية الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح من الجماعه. 

لقد تم التحقيق معي مرتين الأولى انتهت بتجميد عضوية لمدة 6 شهور ثم أعيد التحقيق ليكون القرار بالفصل وعندما سئلت عن سبب إعادة التحقيق أجاب الدكتور محمدي الذي كان يحقق معي هو واثنين آخرين أن الإخوان بالمكتب قالوا إما البقاء بقواعد الجماعه أو الفصل وقد انتهى الأمر للفصل .

وانتهت هذه المرحلة التي قضيتها في الإخوان لأنطلق لميدان أوسع وارحب هو المجتمع والوطن والأمة, ولأعيد مراجعة أفكاري وقناعاتي التي كنت اراجعها دوما وأنا بالإخوان. 

إلى اللقاء في الحلقة الأخيرة: الشباب وقيادة الجماعه والحلقات المفقوده التي أظهرها المؤتمر....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق