السبت، 22 أكتوبر 2011

بلبل (التواصل العاطفي مع الابناء)……. خديجة الشريف


كان اسامه وامل أبوين حنونين يعرفان كيف يحبان ابنتيهما بل ويحسنان التواصل العاطفي معها
وكانت بسمه بنت الأربع سنوات متعلقه جدا بأبيها، أ ول ماتسمع جرس الباب وخبطته المميزه تجري اليه تستقبله بتل من القبلات والدعابه

- ها يابابا جبتلي الي قلتلك عليه
- (يقبلها وهو يحملها بين ذراعه) ايوه ياعيون بابا وانا أقدر مجبش لبسبوستي الحاجه الي هي عاوزاها
يخرج لها من أطايب الحلوي ماترضيها تشكره وهي تلتهم ماحظيت به اليوم ثم يبدأ في الحديث اليها
-هايابسبوسه عملتي ايه النهارده
- ابدا يابابا روحت الحضانه وكتبت الواجب وساعدت ماما في ترويق الشقه
- سيدي ياسيدي ايه الحلوه دي كلها انا فخوووووووور جدا اني عندي بنوته شاطره زيك يابسبوستي ان شاء الله هتكوني حاجه كبيييييييييييره اوي تفخر بيها الأمه كلها
- انا عاوزه ابقي دكتوره هههههههههه ايه رايك عشان اخلع سنانك كلها
- ههههههههههههههه يانهار ابيض كلها كلها طيب سيبيلي سنه واحده اكلك بيها
- ههههههههههههههههههههه ياسلام لاء طبعا كده مش هتلاقي بسمه تاني زي انا
- ياحبيبه قلب بابا ربنا يخليكي لي ويحفظك من كل سوء

-بابا
-نعم
-انا النهارده شفت عند اسماء جارتنا كتكوت انا عاوزه واحد العب معاه
- حاضر ياحبيبتي هخلي ماما تسأل خالتو هي جابته منين وتشتري ليكي واحد
-باباانا عاوزه اركبك حصان
-هههههههههههههههههههههههه بس كده آآآهوه ياستي هوب اركبي
-ترجن ترجن يالا ياحصان هتأخر علي الحضانه
-(يطلق الاب صوت صهيل الحصان) حاااااااضر ياست بسمه اهوه بجري
يلف بها دورات عديده حتي تطلب النزول عن ظهره
اخبر والدتها بامر الكتكوت وطلب منها ان تشتري لابنتهما واحدا 

واتت بسمه من الحضانه لتدخل الي حجرتها فتسمع صوت خافتا صوصو صوصو
تهلل وجها وملأته ابتسامه كبيره
-هيه هيه كتكوتي كتكوتي ها ياماما انا هسميه الكتكوت بلبل
-هههههههههههه ماشي ياستي بلبل بلبل زي ماتحبي

مرت ايام قليله كان هذا الكتكوت هو محور اهتمام بسمه
حتي اتت من الحضانه فوجدته نائما في صندوقه حاولت ايقاظه
-بلبل قوم يابلبل انت لسه نايم يالا عشان نلعب يااا بلبل يالا بقي متكسلش بدل مااجيب البخاخه واعملك مطره واصحيك يوووووه قوم بقي
مددت اليه يدها تهزه برفق فمااستجاب صرخت علي امها
-ياماااما بلبل مش عاوز يقوم يلعب معايا
-ايه مالك يابسبوسه خير فيه ايه
نظ رت الام اليه فعرفت ان بلبل قد فارق الحياه فنظرت لأبتها وقد جلست علي ركبتيها حتي تكون امام وجه ابنتها
-حبيبتي بلبل راح الجنه عن تيته عش ان يسلملك عليها

بكت بسمه بكاء شديدا
- يعني ايه مش هشوف بلبل تاني زي تيييته
-هنشوفه في الجنه ان شاء الله يابسبوسه
اشتد البكاء ببسمه
-انا عاوزه اكلم بابا
- حاضر ياحبيبتي تعالي نكلمه
-ايوه يابابا بلبل راح الجنه يالا نروح السيده عائشه ندفنه
-انا لله وانا اليه راجعون حاضر ياحبيبتي انا شويه صغيرين واكون عندك في البيت
ذهبت بسمه الي صندوق بلبل واخذت تبكي وتحدثه
-انت رايح الجنه عند تيته يابلبل عشان تسلم عليهابسرعه وترجع تاني احسن ازعل منك
ضمتها امها وقالت
-خلاص يابسمه اهدي وانا اجيبلك بكره عنتر صاحب بلبل يلعب معاكي
-طيب يالا عشان نروح ندفنه في السيده عائشه جنب تيته
-حاضرياحبيبتي انا هقوم البس حالا
لبست الأم ملابس الخروج ودخلت الي بسمه فوجدتها قد احضرت فانله وفرشتها ووضعت بلبل فيها ولفته
وجلست امامه تبكي ،اخذت تطيب خاطرها حتي أتي ابوها
دخل الأب اليها مسرعا فضمها اليه وهدئ من روعها
-يالا يابسبوسه نروح ندفنه
نزل الأب والأم وبسمه وذهبو الي مقابر الأسره ودفنو بلبل

—————————————
اعزائي القراء قد نتعجب جميعنا من تصرف الأب والأم وحتي هذه الطفله الصغيره
لكن هذه الطفله كانت تملك من الذكاء وقوة الملاحظه
ماجعلها تنته الي مادار يوم وفاه جدتها الذي مضي عليه ايام قليله
اما محور اهتمامنا هنا في قصتنا هو الأب والأم تخيلو معي ذالك الأهتمام الشديد بابنتهما
بل ومشاركتها في مشاعرها فرحها وحزنها
بل اكثر من ذالك قمه التفاعل ان ينزلو معها ليدفنو الكتكوت الصغير ويودعوه معاها
تخيلو ايضا عكس ذالك الأهتمام بل واهمال مشاعر الطفله بل اشد السخريه من هذه المشاعر
ايها الأباء والأمهات لأبنائكم مشاعر مثلكم ارعوها جيدا وحافظوا علي رقتها
تتجنبو قسوتهم في كبركم باذن الله
دمتم بكل خير وسعاده والي اللقاء في الحلقه القادمه بأذن الله تعالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق