السبت، 8 أكتوبر 2011

حول فوز توكل كرمان أول عربية بنوبل للسلام.... محمد عريضة

فرح كثيرون (وأنا منهم) بفوز المناضلة الثائرة اليمنية/ توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام، وتعد كرمان -ابنة القيادى الاخوانى عبدالرحمن كرماني وهي أم لثلاثة أبناء- قيادية بارزة في الثورة الشبابية الشعبية، وعضوا فاعلا في كثير من النقابات والمنظمات الحقوقية والصحفية داخل وخارج اليمن، وهي عضو مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح (الاخوان المسلمين)  وعضو ائتلاف الثورة اليمنية، ورئيسة منظمة صحفيات بلا قيود، وهي أحد أبرز المدافعات عن حرية الصحافة وحقوق المرأة وحقوق الإنسان في اليمن.

وفرحت فى البداية لذلك، ولكنى توقفت قليلا لأسأل نفسى.. هل فعلا يقدر الغرب نضال الشعوب العربية من أجل التحرر من الاستبداد؟ وهل الغرب يبعث برسالة للشعوب بأننا معكم وندعمكم ونناصركم؟!!!

بصراحة شديدة … أشك كثيرا فى نوايا المسؤولين عن هذه الجائزة وغيرها لأن تاريخ هذه الجائزة -خصوصا نوبل للسلام- يدل على أنها جوائز مسيسة لتخدم اجندات معينة وليست لمعايير مجردة من الاهواء السياسية. وأرى أنها رسالة سياسية أكثر منها تقديرا لدور كرمان (التي تستحقها وأكثر منها)، رسالة للشعوب ليكون للغرب -الذي دعم الانظمة الديكتاتورية عقودا كثيرة-  يكون له صلة ما ونوعا من التواصل مع المجتمع العربي الجديد. وفى نفس الوقت يحاول الغرب ألا تتغير المعادلة كثيرا فى المنطقة وهذا مانراه جليا فيما يحدث الآن فى تونس ومصر وبقية الدول. 

فلا اظن ان تعطل الربيع العربي وتعثره فى ليبيا واليمن وسوريا، هذا ليس بعيدا عن اصابع الغرب بعد ان اخذته المفاجأة بما حدث فى مصر وتونس، فبدأ يستعيد توازنه بعد ذلك، ونجح الى حد ما ان يكون له يد وموضع قدم فى ليبيا، ويحاول لذلك فى اليمن وسوريا. وهذا لايعنى أن المناضلة/ توكل كرمان لاتستحق الجائزة، بالعكس فهى تستحق اكبر من هذا، ويحق لنا أن نفرح ولكن لا يعمينا الفرح بالجائزة عما يريده الغرب من هذا.

ينبغى أن ندرك نحن كعرب أن ثورتنا ليست فى أن نزيل دكتاتور تابع للغرب بنظام آخر تابع للغرب… لا وألف لا … فحقيقة الثورات العربية هى التحرر من التبعية واستقلال القرار الوطني وأن تكون المصلحة الوطنية هى العليا. وهذا لايعني اعلان المعاداة للغرب ولكن هو اعلاء للمصلحة العليا للوطن، وأن نتعامل مع غيرنا معاملة الند للند، لا معاملة التابع الذليل الذى يفرض علية الآراء والقرارات حتى ولو كانت ضد مصلحته. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق