الجمعة، 28 أكتوبر 2011

عن الانتخابات سألوني…….. معتزبالله عبدالفتاح

كي تكون الانتخابات "ديمقراطية" أي تعبر عن "حكم الشعب" فإنها لا بد أن تتصف بصفات ثماني:

أولا، أن تكون حرة. أي لا يتدخل أحد في قرارك الشخصي بأن تختار من تريد أن يمثلك في البرلمان. عادي خالص لأنك إنسان حر تعيش في دولة حرة، أو هذا ما ينبغي أن يكون.

ثانيا، أن تكون نزيهة. أي لا يوجد تزييف لإرادة الناخبين بعد أن يكونوا قد عبروا عن تفضيلاتهم السياسية بحرية. عادي خالص، وهذا هو المتوقع في ضوء الإشراف القضائي ومتابعة مندوبي المرشحين، ومندوبي المجتمع المدني المحلي والأجنبي.

ثالثا، أن تكون سرية. أي لا ينبغي أن يعرف أي شخص من الذي أعطيته صوتك. عادي خالص، لهذا نقف خلف الستارة داخل لجنة الانتخابات ولا نتحدث عمن صوتنا لهم بعد عملية التصويت. وهذه هي المعضلة الكبرى التي واجهت بعض الدول بشأن فكرة "التصويت الالكتروني" لأنه يوجد قاعدة بيانات تقول إن فلانا أعطى صوته لعلان.

رابعا، أن تكون مباشرة. أي يقوم الناخب نفسه بالتصويت بنفسه ولا يوجد توكيلات بموجبها يعطي الشخص الحق لشخص آخر كي يصوت بدلا منه. لو نتذكر أن هذه كانت واحدة من أهم عيوب انتخابات الجزائر في أواخر الثمانينيات حيث كان الرجل يقوم بالتصويت بالنيابة عن نساء الأسرة بناء على توكيل. عادي خالص، هذا حق المواطن بصفته الشخصية، وإن لم يمارسه ضاع عليه.

خامسا، أن تكون دورية. أي لا يمكن أن تكون انتخابات مرة وخلاص. ينبغي أن تتكرر كل بضعة سنوات (5 سنوات في حالة مصر) كي يمكن لنا محاسبة النواب إذا ما أساءوا تمثيلنا في البرلمان. عادي خالص، أي منصب سياسي هو بطبيعته مؤقت ومشروط بموافقة جهة الانتخاب.

سادسا أن تكون تنافسية. أي لا مجال لأن تكون الانتخابات قبول أو رفض لبديل واحد (إما مبارك، أو مش مبارك). وإنما يكون الاختيار بين أكثر من بديل (مرشحين وأحزاب). عادي خالص، لأن كل مرشح وكل حزب يفترض أنه يحاول أن يقنعنا بأنه الأفضل لتمثيلنا، ولنا الحق في الاختيار.

سابعا، أن تكون قانونية. أي أنها تتم وفقا للقانون الموجود بكل ما يضعه من محاذير وشروط بما في ذلك الالتزام بعدم رفع شعارات دينية أو استغلال دور العبادة للدعاية الانتخابية والالتزام بالحد الأقصى للإنفاق المالي. عادي خالص، لأن من يخالف هذه الشروط فهو شخص مستعد أن يزيف وأن يسرق وأن يرشي من أجل مصلحته الشخصية وبالتالي فهو مستعد لأن يبيع مصر والمصريين من أجل مصلحته الشخصية أيضا. اعرفوهم واحذروهم.

ثامنا، أن تكون شرعية. أي أن تكون نتيجتها مقبولة شعبيا من الفائزين والخاسرين طالما أنه تم استيفاء الشروط السبعة السابقة، ونعلن قبولنا بهذه النتيجة ابتداء. وبهذا المعنى يحصل المنتخبون على الحق في ممارسة دورهم التشريعي والرقابي للفترة الزمنية المحددة. وبهذا يكون البرلمان المنتخب منتجا لآثار قانونية وسياسية يقبل الجميع بنتائجها.

 الانتخابات بالشروط السابقة هي مناسبة يتحول فيها المحكوم إلى حاكم، والحاكم إلى محكوم. الانتخابات بالشروط السابقة هي الأداة الحديثة للتعبير عن "إرادة الأمة" متمثلة في كل مواطن راغب وقادر ومستعد ومتواجد للتعبير عنها (أي الإرادة) والمشاركة فيها (أي الانتخابات). الانتخابات بالشروط السابقة هي أداة يعاقب فيها المحكوم الحاكم إن لم يلتزم ببرنامجه الانتخابي. الانتخابات بالشروط السابقة هي دليل ملكية المواطنين للوطن. وغياب أي شرط من هذه الشروط يحول الانتخابات إلى أداة لإذعان المحكومين لإرادة الحاكم وتنازل مباشر عن حق أصيل استقرت عليه الدساتير المختلفة تحت عنوان: "السيادة للشعب وحده، وهو مصدر السلطات."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق