الخميس، 8 ديسمبر 2011

قبل إعلان المجلس الاستشاري…….معتز عبد الفتاح

معلوماتي أن اسمي مطروح كي أكون عضوا في المجلس الاستشاري للمجلس الأعلى للقوات المسلحة. ولو ظل اسمي مطروحا، وطالما انضم إلى هذا المجلس مجموعة من أساتذتي وزملائي من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وعدد من القيادات السياسية والشبابية التي أحترمها ممن أعلم أنهم لن يتواطئوا على كذب ولن يجتمعوا على بيع الثورة لأي مصالح ضيقة، إذن سأقبل الانضمام إليه.ولو كان الأمر بيدي لصممت أن ينضم إليه العديد من الأسماء الهامة على ساحة الفكر والعمل السياسي. ولكن لبعضهم رؤيتهم التي أحترمها.
ولا بد أن يكون هناك خارج هذا المجلس من ينتقده إذا حاد عن الخط الثوري وحتى ينتفي عنه أي احتمال أن يتحول إلى كيان بيروقراطي روتيني. قلت من قبل إن كان دوري في أي عمل يرتبط بالسلطة أن أحسن الصورة، وليس تحسين الأداء، فلن أعمل، بل سأعتبر عملي خيانة للأمانة. والكثير من الأسماء المشاركة في هذا المجلس، أحسبهم، ليسوا من أولئك الذين يعشقون المناصب. بل إن أغلبهم احتاج جهدا جهيدا كي يتم إقناعهم. 
ولو كان لي من دور في هذا المجلس فهو أن أظل أمينا على مطالب الثورة بل وعلى مطلبها الأساسي وهو التحول الديمقراطي إلى حكم ديمقراطي مدني: غير عسكري وغير لاهوتي. موافقتي كانت ولم تزل لهدف واحد ووحيد: اكتمال الثورة.
البعض يتشكك في نوايا المجلس العسكري، وهذا مفهوم في ضوء الشكوك السائدة في المجتمع بصفة عامة، وفي ضوء الكثير من القرارات الخاطئة التي اتخذها المجلس العسكري خلال الفترة الماضية، وهو ما أقوله علانية أمام القيادات المجلس ويوافقوني على بعضه ويوضحون أسباب بعضه. ولكن لا نملك أن نظل جميعا واقفين على الجانب الآخر من النهر نرى من يقرر مصيرنا بدون تدخل منا وكل ما نفعله أن نلعنه ونشتمه، نسبه ونذمه.
لست من هواة السلطة، والله على ما أقول شهيد. بل إن الجهد المبذول في إقناعي بقبول أي منصب رسمي يكون عادة أضعاف إقناعي بالاعتذار لأسباب شخصية في المقام الأول. ولو كان المرء قد اعتذر مؤخرا عن منصب وزاري، فالأمر كان معروضا من قبل مرات ومرات ولأكثر من حقيبة.
إذن الرغبة في تحقيق أي مأرب شخصي من الانضمام إلى المجلس الاستشاري منتف تماما، ولكن هو قدرنا جميعا، وعلى الكل أن يتحمل المسئولية بدءا بأولئك الذين فزعوا وأفزعوا الناس من انتخابات سريعة في يونيو الماضي كانت أنقذتنا من الكثير من أهوال عدم الانضباط الذي نعيشه، بل وربما تكون حققت أهدافهم الأصلية بوصول قطاع من الثوار إلى مقاعد السلطة.
بما أن الفترة الانتقالية قد طالت برغبة هؤلاء الذين هم الآن فزعون مما طالبوا به، فعلينا أن نتحامل على أنفسنا، وليقدم كل منا ما يستطيع، على أمل أن نقلل التكلفة وأن نحافظ على أرواح غالية لا نريد لها أن تزهق، وموارد نادرة لا نريد لها أن تبدد، وأوقات ثمينة لا نريد لها أن تضيع، وبلد، التي هي نحن، لا نريد أن نضحي بمصالحها العليا من أجل مكاسب ضيقة أو حسابات انفعالية.
وأسأل الله أن تحدث المفاجئة وأن يستبعد اسمي منه لأي سبب كان. ولكن إن لم يحدث، وفي كل الأحوال أدعو الله أن يرينا الحق حقا وأن يرزقنا إتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا وأن يرزقنا اجتنابه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق