الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

إنما النصر صبر ساعه... محمد عريضة


اشتد قمع النظام السوري للشعب السورى البطل التواق للحرية والكرامة، ورغم هذا يزداد الزخم الثورى، فبعد أن كانت بضع مدن وقرى في بداية الثورة أصبحت الثورة الآن تغطي سوريا كلها وأصبحت يوميا وليست يوم الجمعه فقط، وصباحا ومساءا بعد كانت ليلية… في صمود اسطوري غير مسبوق لهذا الشعب العظيم…

إخوتى… إياكم أن يتسرب اليكم اليأس أو الاحباط من تخاذل الجميع عن نصرتكم وعظم تضحياتكم، فالناجى من الخزى فى الدنيا والحساب العسير في الآخرة هو من يلحق بكم ويدعمكم، فأنتم عنوان الحق والفضيلة هذه الأيام وكلنا نتمسح بكم لننال شرف صحبتكم، فلا تنتظروا شيئا من أحد، ولا تستعينوا إلا بالله، وأذكركم بحديث الرسول محمد (ص)…

عَنْ خَبَّابٍ بن الأَرتْ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَسِّدًا بردًا لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا، أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا، قَالَ: فَجَلَسَ مُحْمَرًا وَجْهُهُ، فَقَالَ: قَدْ كَانَ الرَّجُلُ مِمَّنْ قَبْلَكُمْ تَحْفَرُ لَهُ الْحَفِيرَةُ، ثُمَّ يُنْشَرُ بِالْمِنْشَارِ مَا يَصُدُّهُ عَنْ دِينِهِ، وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِمَّنْ قَبْلَكُمْ لَيُنْشَطُ مَا بَيْنَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ مَا يَصُدُّهُ عَنْ دِينِهِ، وَلَيُتَمِّنَّ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّجُلُ مَا بَيْنَ كَذَا إِلَى كَذَا لَا يَخَافُ، وَلَكِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ".

فقد ظل المسلمون بمكة 13 عاما يسامون سوء العذاب فذهب هذا الصحابي الجليل ليطلب النصر وكأنه استبطأ النصر، وهذا يفسر احمرار وجه الرسول (ص) غضبا من كلامه وكأنه يقول أن الله هو الذي يحدد متى ساعة النصر، وكل الذي عليكم أن تقوموا بواجبكم من صبروثبات على المبدأ وصمود في فى وجه الظالمين وعدم البخل والتضحية بالغالي والنفيس وان تخلصوا الأمر لله وحده لاشريك له وأن تعتقدوا يقينا لايتزحزح أن النصر بيد الله وحده.

فلا تنتظروا اخوتى فى سوريا -وهم بالفعل لاينتظرون- أن ينصركم مجلس الأمن أو الجامعه العربية أو غيرهم، فهؤلاء وغيرهم لايقفوا مع الضعيف وإلا كان وقفوا مع حقوق الفلسطينين وحقوق الشعوب العربية منذ زمن بعيد. ولكنهم يقفوا مع المنتصر، وماكان تحركهم إلا لأنهم أدركوا قوة الشعب السورى وإصراره على المطالبة بحقوقه وأنه سينتصر لا محالة.

فميزان القوة بأيديكم أنتم، أنتم من تحركون العالم كله بصمودكم وتضحياتكم، أنتم معكم الحق ومعكم نواميس الكون وحقائق التاريخ، فماضاع حق وراءه مطالب، وفى التاريخ كل الشعوب (مسلمة أو غير مسلمة) التي انتفضت للحصول على حريتها انتصرت، هذه سنة الله في خلقه،  فصبر جميل، وإنما النصر صبر ساعه.

حفظكم الله ونصركم وتقبل  شهداءكم وشفى جرحاكم ووحد صفوفكم وربط على قلوبكم برباط الايمان والصبر الجميل… آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق