الجمعة، 15 فبراير 2013

كيف تتأكد من صحة الأخبار في عصر الكذب الإعلامي الغير عادي؟... عمادالدين السيد

كيف تتأكد من صحة الأخبار في عصر الكذب الإعلامي الغير عادي؟

١- كل خبر في جريدة حزبية مثل " الحرية والعدالة - الوفد " وغيرهم، هو محل شك ... ويقل الشك إذا نقل الخبر وسائل إعلام أخرى وخصوصاً لو كانت وسائل إعلام تتخذ موقف عدائي من الحزب الذي نقلت جريدته الخبر.

مثلاً: نشرت جريدة الحرية والعدالة خبراً ... لو كانت هي الجريدة الوحيدة التي نشرته فلا يمكن أن تسمح لعلك بتصديقه حتى لو ثبت فيما بعد أنه كان صحيحاً ... لكن لو نشرت مصادر إعلامية أخرى هذا الخبر فإن نسبة التصديق تزداد بحسب قوة هذه المصادر وحيادتها ... وينبغي أن تقل درجة الشك جداً إذا نشر مصدر معارض تماماً للحرية العدالة كجريدة الوطن مثلاً نفس الخبر ... 

٢- لا تصدق أي خبر عن أي شخص إذا كان المصدر الناقل للخبر معروف بعدائيته لهذا الشخص... يعني مثلاً لا تصدق أي خبر تنشره جريدة المصري اليوم عن الإخوان... ولا تصدق أي خبر تذكره قناة مصر٢٥ عن الاشتراكيين الثوريين...
لإنه كان الخبر مفبرك فسيدعي المصدر أنه صحيح ... وإذا كان صحيحاً فسيبالغ فيه ويضع " التاتش " بتاعته ... عليك أن تبحث عن مصادر حيادية لا تحمل موقفاً مسبقاً ضد الشخص الذي يُكتب عنه الخبر ...

٣- برامج التوك شو ليست مصدراً للأخبار... برامج التوك شو هي رأي " المذيع " الفلاني ... أو بصراحة أكبر ... رأي "رجل الأعمال صاحب القناة الذي يدفع مرتبات المذيعين" في الأخبار ... برامج التوك شو هي برامج ليلية تأتي للتعليق على أخبار اليوم ... يعني هي فقرة لمحاولة تحليل الخبر بما يناسب انحياز القناة ... ويمكن للمذيع أن يكشف جزء ويغض الطرف عن آخر ... يضخم حدث ويحقر آخر ... وقد رأينا مثلاً في حكم المجلس العسكري كيف كانت قناة أون تي في تعلق على الأخبار برؤية مختلفة عن قناة سي بي سي ... ثم توحدت الرؤيتان بعد وصول الإخوان للحكم ... 

٤- هناك مصادر معروفة بحياديتها، وتستمد قوتها من حياديتها وتحريها الصدق في نقل الأخبار ... للأسف هذه المصادر تقريباً غير موجودة في مصر. ونذكر منها مثلاً قناة الجزيرة، ووكالات الأنباء كرويترز وأسوشيتيد بريس. 
ربما يمكنك أن تتهم الجزيرة بأن طرحها في معالجة الخبر يميل للإسلاميين، لكن كما قلنا في النقطة السابقة. نحن هنا لا نتحدث عن الرؤية التي تتم بها معالجة الخبر، نحن نتكلم عن الخبر نفسه. مهما اختلفت مع الجزيرة فإن الخبر منها لا يمكن أن يخرج إلا بعد طول تحري ولهذا فإن نسبة صحته عالية جداً ... وتتجاوز التسعين في المائة ...
هذه المصادر تبني سمعتها العالمية من صدقها ... ولهذا فعندما نقلت رويترز حديث البرادعي عن تدخل الجيش وأمريكا في الشأن المصري ... لم يجرؤ أحد من المدافعين عن البرادعي باتهام رويترز بالكذب، لأن سمعتها أقوى من أن تُتهم بمثل هذا الاتهام ... لكنهم اختلقوا حجة وهي أن " الترجمة الإخوانية " للحوار كانت غير صادقة

٥- أي مصدر نشر لك خبراً ثم ثبت كذبه ... ثم نشر خبراً جديداً ثم ثبت كذبه ... ثم خبراً ثالثاً ثم ثبت كذبه .... ينبغي أن تضع عليه علامة إكس حمراء ولا تصدق أي خبر منه بعد ذلك ... جريدة كجريدة الوطن مثلاً بها كمية أخبار كاذبة بعدد شعر رأسك ... ومعروف أن موقف مجدي الجلاد واضح تجاه الإخوان ... ورغم هذا تجد أن هناك من لا يزال يصدقه ... ومن يعتبر خبراً في جريدته هو حجة دامغة ... وكانت صفحة كلنا خالد سعيد تنشر قبل عدة أشهر أخباراً مفبركة من جرائد صفراء مشهورة بكذبها وتطالب مؤسسة الرئاسة بالتوضيح الفوري ... كوميديا سوداء ... ونفس الأمر ينطبق على جرائد الحرية والعدالة وموقع إخوان أون لاين

بقيت نقطتان:

أولاً : من يكتب الأخبار ومن ينشرها هم أناس مثلكم ... بشر يأكلون كما تأكلون ويشربون كما تشربون ويكذبون كما تكذبون ويبيعون ضمائرهم كما تبيعون ... منهم الصالح والطالح ... والإعلام المصري مشهور بكذبه من قبل النكسة ... إعلام استطاع أن يقنع شعباً بأكمله أن الجيش المصري على مشارف تل أبيب بينما إسرائيل تستبيح الأرض كما تشاء ... إعلام عاهر أنجبته راقصة ... فلا توجد قدسية له ... وفي هذه الأيام عليك أن تشك ألف مرة قبل أن تصدق أي خبر ... لأن الجميع يريدون أن يجعلك تميل لصالحهم ... أنت الشعب ... وهم يريدونك أن تحبهم وتكره خصومهم ... وسيفعلون هذا بالكذب والعهر ... لا مشكلة لديهم

ثانياً: لا تنشر خبراً إلا بعد أن تتأكد تماماً من صحته ... حتى وإن كان على هواك ... حتى ولو كان الخبر سيجعلك تشمت في بعض الناس ... عليك أن تتريث حتى تتضح الرؤية تماماً ... وكفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق