الثلاثاء، 12 فبراير 2013

ذكريات ثورية... محمد عباس

هناك الكثير مما أود كتابته عن هذه الثورة و لكن لا أجدني أستطيع أن أذكر إلا أطفال الشوارع أحد أهم أبطال هذه الثورة.. أذكر موقفين:
  • الأول: ليلة 29 يناير 2011 عند موقعة محمد محمود الاولى التي لا يذكرها أحد والتي أعقبت جنازة الشهيد مصطفى الصاوي.. وقتها قابلت أنا ومحمد القصاص أحد أطفال الشوارع لا يتجاوز عمره ما بين الثانية عشرة والثالثة عشرة من العمر.. على ناصية شارع التحرير ناحية باب اللوق .. بيجري بسرعة فوقفناه وسألناه رايح فين؟!.. قال رايح لولاد "ال...." تيييت مش بيضربوا هناك؟ بيقصد على شارع محمد محمود .. قلناله: ايوة بس متروحش هناك ضرب رصاص حي مينفعش تروح هناك.. صمم وسابنا وطلع جري على الشارع وهو بيقول لازم نربي ولاد "ال..." دول ...
مشفتش الولد ده تاني ومش عارف لو شفته هفتكر شكله ولا لأ لأننا كنّا بعد نص الليل ساعتها ...
  • الموقف التاني :بعد التنحي بكام يوم كنت ماشي في محمد محمود مع Asmaa Mahfouz جنب ماكدونلدز لاقينا طفلين من أطفال الشوارع قاعدين بياكلوا جنب ماك.. وقفنا نتكلم معاهم أنا وأسماء.. السؤال اللي منساهوش لحد دلوقتي "انتوا خلاص هتسيبونا وتمشوا" ..
اللي بيتكلم على الاطفال المتأجرين .. اللي بيتكلم عن مناظر الشباب و الولاد شكلهم عامل ازاي ؟؟!!!..انت لم تر واقع الكثيرين منهم ولم تحاول ان تضع نفسك في مكانهم .. الثورة خرجت من داخل المناطق الشعبية ..خرجت بآمال وطموحات هؤلاء من تتنكر لهم.. الثورة كانت من هؤلاء كما كانت منّا جميعا.. لكننا آثرنا أن نجعل مظهرهها نحن أصحاب الياقات البيضاء..

********

29/1/2011 موقعة محمد محمود الأولى .. أيوة انت بتقرا صح يوم 29/1/2011 مش 19/11/2011 

بدأت هذه الموقعة بجنازة الشهيد باذن الله " مصطفى الصاوي " .. بعد ليلة طويلة من جمعة الغضب .. كان من المفترض أن نجتمع مع المجموعات التي نسقت للتحركات التي اعلنت عن نفسها باسم "ائتلاف شباب الثورة بعدها " في صبيحة يوم السبت في بيت والدة Zyad Elelaimy في العجوزة لكي نرتب ماذا سنفعل بعد نجاح جمعة الغضب .. ولكن صباحا جائنا خبر استشهاد " مصطفى الصاوي " وان الجنازة بتاعته هتخرج من عند بيته في العجوزة اتصلنا ببعضينا كمجموعة شباب الاخوان ووقتها Abd-elrahman Haridy اتفقنا معاه انه ينسق مع إخوة المنطقة في العجوزة انهم ينسقوا مع اهل الشهيد اننا نطلع بالجنازة بمسيرة للتحرير ..

واتصلنا بالشباب قولنالهم مش هينفع نعمل اجتمعنا ولازم نتحرك مع الجنازة... نزل الجنازة Khaled Abd Elhameed وKhaled Elsayed وطبعا كل مجموعة الشباب الاخوان اللي اتفصلوا كلهم .. وكنا بنحاول اننا نجيب عربية فيها ساوندات تتقدم الجنازة لكن مقدرناش وكل اللي قدرنا نعمله ان نجيب 2 ميجا فون علشان نقدر نوصل صوتنا... وبدأت الجنازة وكانت مهيبة ومشيت في نفس طريق الثورة المعروف "شارع البطل احمد عبدالعزيز مرورا بشارع التحرير حتى كوبري الجلاء فكوبري قصر النيل فالتحرير" ودخلنا الميدان بعد شد وجذب شديدين مع اهل الشهيد حتى وافقوا ودخلنا الميدان وكان المقرر أن نكمل في شارع التحرير فباب اللوق فعابدين.

لكن خطأ أو دعونا نقول قدرا محتم أن تدخل الجنازة شارع "محمد محمود" وقتها لم يكن القناصة أو الداخلية قد انسحبوا من هذا الشارع وكان الجيش يقف بين الثوار وبين الداخلية والداخلية تضرب في الثوار.. دخلت الجنازة هذا الشارع التاريخي وفتحت الداخلية النار على الجنازة بقناصتها وسقط فورا 13 شهيد .. وقتها هتف عبدالرحمن هريدي بطوله الفاره هتف الهتاف الشهير ليوقف الناس من الدخول في هذا الشارع كي لا يكونوا صدية سهلة للقناصة هتف "الجدع جدع والجبان جبان واحنا يا جدع قاعدين في الميدان" و بدأ الشباب بالفعل بالجلوس دوائر دوائر في الميدان.. لكن كانت جبهة محمد محمود ووزارة الداخلية اتفتحت خلاص واصابات بالجملة وشهداء يخرجون محمولين على الاكتاف.. و كان الهتاف الرسمي مقابل الشرطة يا ولاد ال"التيييت " حتى أسميناها هذه الموقعة بهذا الاسم بعدها.. 

استمرت هذه المواجهة حتى مساء يوم 30/1/2011 حتى خرج حبيب العادلي ذليلا مرعبوا في مدرعات الجيش تحت وابل من الرصاص .. في هذه الموقعة كان سلاح الشباب في مواجهة الداخلية هو المولوتوف .. كان ابطال هذه الموقعة هم ابناء المناطق الفقيرة واطفال الشوارع ولكن هذا لا يذكره أحد للأسف ..

أذكر أن صديقي Waled Abd Elraouf ممن أصيبوا في هذا اليوم وهو في الصفوف الأمامية واستشهد بجانبه أحد اطفال الشوارع اللي شاركو في الثورة وهو بيساعده على مقاومة الداخلية .. 

أذكر أيضا أن وقتها بدأت المستشفى الميداني في المسجد خلف سفير للسياحة .. عندها الاطباء الشباب كانوا محتاجين مساعدات كتير .. قابلت وقتها الاستاذ عادل حامد والدكتور حازم فاروق على اول محمد محمود وبلغتهم ان الاطباء محتاجين مساعدات وان ده نقدر نوفره من النقابة فاتصل الدكتور حازم فاروق بالدكتور خالد حنفي وأعطاني السماعة وابلغته باحتياجات المستشفى فأبلغني انه في خلال ساعة كل شيء هيكون موجود ونزل بنفسه وقابلني به الدكتور حازم ووصلته المستشفى الميداني وعرفته على الاطباء هناك وبعدها اصبح مديرا للمستشفى الميداني .. 

أذكر أيضا أن صديقي محمد القصاص و احمد محمد عبد الجواد تم احتجازهم في سوق تحت وابل من ضرب الغاز الكثيف والرصاص الحي ونجاهم الله بعد فترة طويلة من المعاناة حتى كنا قلقين عليهم أن نكون فقدناهم في هذه المعركة ..
Hany Mahmoud Islam Lotfy Sameh Elbarqy


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق