الثلاثاء، 19 أبريل 2011

بعوضة إسلامية….. معتز بالله عبد الفتاح

بعد عمودى المتواضع بعنوان «حى على العمل» بدا لى وكأن المقال قد مس وترا حساسا عند قطاع من الشباب. قال لى صديقى الفيسبوكاوى محمد فتحى: «الطلاب كانوا يعطون هذا المقال لبعضهم البعض وكانوا بيتخانقوا لأنهم أرادوا صفحة الجرنان كى يعلقوا المقال على مكتبهم. المقال كان فى آخر اليوم حديث الكلية وفى آخر محاضرة الدكتور سألنا: هل قرأتم مقال د. معتز النهارده يا باشمهندسين؟ بجد شكرا لحضرتك». والشكر حقيقة لصديقى محمد ولكل الأصدقاء الذين أخذوا هذا الكلام على محمل الجد.

وبنفس القدرة من الجدية سألنى، أحمد زاهر، سؤالا بشأن الأولوية للعلم الشرعى أم العلم الدنيوى. وسأذكره بابن تيمية. الذى وجد أن آفة المسلمين على عهده أن الكثير من المسلمين اعتبروا العلوم الدنيوية أدنى من العلوم الشرعية مكانة، فانصرفوا عنها من غير تبصر بالمخاطر. ومن هنا قال: «لو نبغ غير المسلمين فى علم من العلوم وفن من الفنون وفرع من الفروع، ولم يكن فى المسلمين نظيره، فقد أثم المسلمون». والحقيقة أن كلام أحمد ليس غريبا عن موقف آخر وجدت فيه زميلة لى ترفض تسجيل الماجستير فى الموضوع الذى اقترحه مشرفها عن التطور الديمقراطى فى الهند لأنها تريد عملا تخدم به الإسلام.
سألتها مثل ماذا؟ قالت: مثل النموذج الإسلامى الحضارى فى عهد سيدنا عمر بن الخطاب.
قلت: وما أدراك أن الثانى يخدم الإسلام أكثر من الأول؟ قالت كلاما ما وافقتها عليه وكانت حجتى أن المسلم المحب لدينه ومجتمعه عاقل رشيد يعرف أنه فى الأصل إنسان ينطبق عليه ما ينطبق على سائر البشر ويمكن له أن يستفيد من تجارب الآخرين.

قلت لها نحن لا يوجد لدينا فى كلية الاقتصاد متخصصون فى الهند وشئونها رغما عن وجود آخرين متخصصين فى الفكر الإسلامى وتجاربه، وبما أننا بحاجة لمثل هذا التخصص فى قضايا الهند فهى ستخدم الإسلام أكثر. فخدمة الإسلام لا تحتاج لافتة إسلامية أو أن يكون موضوع الدراسة «إسلاميا».
فالذى درس دورة حياة البعوضة وتبين منها الطور المعدى لمرض الملاريا ما كان يدرس «بعوضة إسلامية» ليفهم انتقال مرض «الملاريا الإسلامية» وإنما كان له أن يخدم الإسلام بخدمته للإنسانية طالما أنه لم ينس «ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق