الاثنين، 26 سبتمبر 2011

عن مفهوم السمع والطاعه… د/ حسان حتحوت

د. حسان حتحوت وزوجته

ولو سألت عن رأيى فى مسألة السمع والطاعة لاجبت بما صارحت به فى الأربعينات من أن مفكرا واحدا هو للدعوة خير من ألف جندى , وإنما يجب السمع والطاعة فى جيش يحتشد لحرب او يخوض معركة عسكرية , أما فى سياق الدعوة الطويل فالمطلوب إعداد رأى عام مسلم وليس قوة ضاربة مسلمة.

ونعود فنؤكد أنه لامستقبل للحركات الاسلامية إلا إذا كان أسلوب إدارتها و تعاملها مبنيا على نظام عام لا على افراد, وقراراتها صادرة عن المشورة والحوار ، لا على أمر القيادة فردا او حتى أفرادا , ويجب أن تكون القاعدة الشعبية ذات كلمة مسموعة ومطاعة فى تسيير الامور واستنباط النظام الذى يكفل ذلك .

والقاعدة دائما غنية بالمثقفين والعلماء والمقتدرين مما لايسمح الاتجاه الهرمى بوجودهم فى قمة القيادة الضيق والذى رأيناه فى بعض الاحوال يقع فى غلطة الاستحواذ على السلطة .

إن اتجاة السمع والطاعة يجب أن يتغير فيصب من القاعدة إلى القيادة وليس العكس, وإلا استحالت القاعدة إلى عناصر سلبية تستسهل أن تأتمر وتلقى بعبء التفكير وحق التفكيرعلى القيادة وتنفض عنها العنصر الفعالة والايجابيات الفكرية المفيدة التى تحترم نفسها ولا تستطيع الإبداع والإثمار خلال نظام ديكتاتورى .ويظل صحيحا ان ما ننتقدة فى حكوماتنا نمارسه نحن فيما بيننا وفيما بيننا وبين غيرنا , وظللنا نبذل الوقت والطاقة والجهاد نعالج أمور الاسلام وأمور الأمة وأمورنا دون أن نتصدى للداء الاصيل والمرض الاساسي الذى يؤودنا وهو الاستبداد.

ولايخالجنى ريب فى أن باب الحرية إن فتح للجميع فالنصر فى نهاية الطريق الطويل للاسلام , لأن البقاء للأصلح , ويمتاز الخبيث من الطيب , فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث فى الأرض , واذا اقفل باب الحرية فالخاسر هو الاسلام لان شجرته لاتنمو فى غياب الحريه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق