الأحد، 11 سبتمبر 2011

اقتحام السفارة الاسرائيلة… محاولة للفهم..... محمد عريضة


 ماحدث يوم الجمعه الماضى الى فجر السبت من احداث انتهت بحرق عربات للشرطة ومحالة حرق مبنى الادلة الجنائية وحدوث خلط للأوراق بين الحق فى التعبير والتظاهر وبين الاعتداء على الممتلكات العامة (والتى هى ملك للشعب) وانحراف التظاهرات عن مسارها.
فى بداية الثورة وطوال 18 يوم وبعد غياب تام للأمن من يوم جمعة الغضب 28 يناير، لم يحدث أى اعتداء على الممتلكات العامة ولا السفارات، وكان الثوار يستطيعون ذلك إن أرادوا.
رأيي أن هناك فريقين اتحدوا (عن غير عمد أو باستغلال طرف لطرف آخر) فى إخراج ماحدث مساء الجمعه الماضى (9/9/2011) :
  • الفريق الأول هو شارع مصري غاضب من رد الفعل الرسمي المصري الضعيف على استشهاد 6 جنود مصريين على الحدود برصاص اسرائيلي، وزاد الطين بله بناء جدار عازل مستفز لحماية السفارة الاسرائيلية بعد التظاهرات السابقة وانزال احمد الشحات للعلم الاسرائيلي. وجاءت المقارنة بين الموقف المصرى والموقف التركي ليزيد من مشاعر الغضب والاحتقان.
  • الفريق الثانى مايسمى بالفلول والثورة المضادة والتى فشلت فى مواجهة الثورة -وجها بوجه- ومعاداتها للقضاء عليها، فغيرت أسلوبها بالعمل مع الثوار بمنطق كلنا مع الثورة ولكن يدخلوا فى الثورة ويعبثوا بمطالبها ويحرفوها عن مسارها، ويعادوا كل شئ من حكومة ومجلس عسكرى، فلماذا لم يحرق الثوار السفارة الاسرائيلية أو الامريكية فى أول الثورة فى غياب كامل للأمن.
وهناك فريق فى الداخل والخارج من مصلحته نشر حالة الفوضى، وتمديد المرحلة الانتقالية، وإظهار البلد أنها فى حالة فوضى وبلطجة يستحيل معها اجراء انتخابات لإنشاء مؤسسات الدولة للإنتقال الى حالة الاستقرار.
ينبغى أن نكون على وعى كامل لما يخطط لنا وأن نحاول أن نوحد صفوفنا لحماية الثورة، وينبغى للمجلس العسكرى وللحكومة أن يكونوا أكثر تعبيرا عن رأى الشارع وطموحه، فقد كانت ثورتنا ثورة كرامة فى الداخل والخارج، فما كان يحدث فى الماضى من ابتلاع للمهانه فى الداخل والخارج لم يعد مقبولا الآن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق