الاثنين، 2 يناير 2012

كن الأول دائماً ………..بقلم : خالد خلاوي

بقلم : خالد خلاوي
 
عرف التاريخ الإسلامي العديد من الشخصيات بأنهم أوائل في مجالات كثيرة، وألف في ذلك العديد من كتب السير والتراجم عرفت باسم ( الأوائل )، وتنوعت مجالات تميز الأوائل في الإسلام ، فنجد في الدفاع عن الإسلام أول من جهر بالقرآن الكريم في مكة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وفي مجال الفروسية والشجاعة أوَّل من عدا به فرسه في سبيل الله  المقداد بن الأسود رضي الله عنه، و أول من رمى بسهم في سبيل الله سعد بن أبي وقاص، وفي الطب أول طبيب في الإسلام, الحارث بن كلدة، وأول طبيبة في الإسلام رفيدة الأسلمية، و في العلم أول من كتب المصحف بخط يده, عثمان بن عفان، وأول من ألف في علم النحو أبو الأسود الدؤلي وأول من ألف في علم العروض الخليل بن أحمد، وفي مجال نظم الحكم أول من أنشأ الدواوين واتخذ بيتا للمال هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، …. وغيرهم كثير.
 
ولقد تعلم هؤلاء أن يكونوا أوائل من هذا الدين العظيم الإسلام الذي يحث على السبق والمبادرة، وقد كثرت في القرآن الكريم الآيات التي تدعو إلى المسارعة في الخيرات والتنافس فيها كما في قوله تعالى: (أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) (المؤمنون :61)، ويدعونا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحرص على الصف الأول في الصلاة، وهو تدريب عملي يومي للمسلم على التفرد والتميز، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا ) رواه البخاري، ومسلم.
 
و روى عن سعيد بن المسيّب وهو من أئمة التابعين أنه قال :  ما أُذن للصلاة منذ أربعين إلا وكنت في المسجد، وقال : ما رأيت قفا رجل قط أمامي.
وكان وهيب بن الورد يقول : إذا استطعت أن لا يسبقك أحد فافعل.
وكان أبو  بكر الصديق رضي الله عنه يستيقظ باكراً و أول من يبدأ يومه بأعمال الخير عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أصبح منكم اليوم صائماً ؟ قال أبو بكر : أنا ، قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة) رواه مسلم .
 
وبعد الاطلاع على سيرة الأوائل والمتفردون .. هل سألت نفسك يوماً كيف أصبح من الأوائل ؟
الأمر ليس صعباً ابدأ أولاً بتمرين نفسك على أن تكون الأول في أنشطة حياتك اليومية :
ـ كن أول من يحضر إلى المسجد واحرص على الصف الأول في الصلاة.
ـ كن أول من يحضر في الموعد المحدد فلأن تأتي مبكراً ساعة خير من أن تتأخر دقيقة.
ـ كن أول من ينجز أعماله في الوقت المطلوب مع الإتقان.
ـ كن أول من يبادر في تقديم الأفكار والاقتراحات في موضوع ما عندما يطلب ذلك.
ـ كن أول من يطلق المبادرات الإيجابية لتنفع دينك ووطنك.
ـ وكن أول من يشارك في المبادرات الإيجابية التي يطلقها الآخرون.
 
وكن الأول في مجال عملك :
ـ إن كنت طالب علم احرص على التفوق الدراسي وأن تكون من الأوائل أو على الأقل من العشرة الأوائل.
ـ وإن كنت عالماً في تخصص علمي قدم جديداً في مجال تخصصك، رسالة علمية تقدم جديداً، كتاب جديد ، فكرة جديدة، اكتشاف جديد وضع بصمتك التي تبقى في مجال تخصصك.
ـ وإن كان لديك مشروعك الخاص فاجعل مشروعك متميزا بفكرة جديدة أو ابتكار جديد يكون الأول في مجاله، ومجلات الابتكار متعددة قد تكون في جودة المنتج أو طريقة العرض أو في أسلوب التسويق أوفي أسلوب خدمة ما بعد البيع.
ـ وإن كنت كاتباً وأديبا فقدم الإبداع الجديد في مجال كتابتك واسأل نفسك قبل أن تكتب ما الجديد الذي أقدمه أنفع به القارئ أو بالأحرى ما الذي يميز كتابتي عن ما كتب سابقاً في الموضوع نفسه، طرح جديد، أسلوب جديد، فكرة جديدة.
ـ وإن كنت تمتهن حرفة أو مهنة معينة فقدم طريقة مبتكرة في مزاولة هذه المهنة وتكون أول من يطبق هذه الطريقة أو اكتشف حلاً لمشكلة كانت تواجه أصحاب المهنة في عملهم.
 
إن فكرة أن تكون من الأوائل لا تعني أن تكون الأول وحسب بل تعني أن تقدم الجديد وتتميز في تخصصك وعملك وتكون أول من يجرب الأفكار الإبداعية الجديدة. يقول خبير التنمية البشرية إبراهيم الفقي : كن الأول دائماً، لوأن شخصاً استطاع قبلك أنيفعل شيئاً، فاعلم انك قادرعلى عمل هذا الشئ نفسه، لأن هذا الشخص ليس أفضلمنك، أما إذا كان هذا الشئ لم يفعله أحد قبلك، فستكون أنت الأول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق