الأحد، 22 يناير 2012

و تحسبونه هينا….. بقلم: د نسرين القاضى

فى حياة كل منا أحداث تستحق التسجيل

و مشاعر يجد المرء راحته فى إفراغها على الورق
و خبرات تكون شخصية وثقافة الانسان
و هنا لمحة من الحياة
قد تكون مررت بها مثلها مثل الكثير من التفاصيل العابرة فى حياتنا
و المعبرة!
……..
عندما يرزقك الله الصديق الصدوق الذى يصدقك ويحسك
يشعر بصمتك قبل بوحك!!
فى المحن تجده وراءك
فى الخطأ تجده اليد القاسية الحانية التى تضرب وتربت فى آن واحد!
ثم تتخلى عنه وبكل بساطة و كأنه كم مهمل
او كأنه منديل ورقى معطر مسحت به دموعك و جففت به عرقك فى الحر الشديد!!
ثم ألقيته فى سلة المهملات و بدون أن تلقى وراءك ولو نظرة واحدة!!
و كأن ما كان بينكما ضرب من الخيال
أو سراب أبتدعته عينك المنهكة فى قيظ الصحراء
و ارتضاه خيالك المجهد كى تطمئن به ذاتك
و تكمل به نواقصك
بل وتتركه يجر أذيال الخيبة ويتمزق شر ممزق
و تتلاقفه أمواج الحيرة و هو يتساءل السؤال السرمدى الذى يضيع فى فراغ الألم النفسى
لماذا؟!!!!!
و كل هذا لمجرد أنك زهدت قربه
أو لأنك وجدت البديل الأفضل من وجهة نظرك!!
أو لأنك تعاملت مع عطائه اللامحدود والذى أعطانيك إياه بدون غرض إلا الحب والرغبة فى القرب
كأنه حقا مكتسبا منحته إياك السماء لأنك أنت!!!
بل وأحيانا تتعامل مع صبره على نواقصك و كأنه مسلمة من المسلمات
أو ثابت من الثوابت لا يتغير إلا عندما تشرق الشمس من المغرب!!
وتتعامل مع ألمه وغضبه منك باستهانة واستخفاف و كأنه آلة مجردة من المشاعر
وتتعامل معه من منطلق قوة
وكأنك الطرف المسيطر
و نسيت أو تناسيت أن الله الذى رزقه إياك قادر أن يمنحه برحمته من هو أفضل وأحن وأكرم
و أن السماء تنتظر مثل هذه القلوب الذهبية النادرة لتمطرها بالجوائز!!
و انه و برفعة كف لو قال يا رب تنطلق بصدق من قلبه الموجع المجروح سينهمر المطر!!!
فانفرط عقد المحبة الى الأبد
و تركت شرخا فى جدار العفو لا تقدر المعجزات على ترميمه بسهولة
وتحسبونه هينا
و تحسبونه هينا
تحسبونه هينا
و هو عند الله عظيم !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق