الأربعاء، 18 يناير 2012

لا تنتخبوا عبدالمنعم أبو الفتوح!……… نصر القفاص



تلك «شخبطة» أحاول خلالها رسم صورة لمحترم اسمه مرادف لمعني الأصالة والحداثة.. عن الدكتور «عبد المنعم أبو الفتوح» سأكتب. هو تعريف لمعني «القوة الناعمة» دون أدني نعومة في مواقفه.. تراه صلبا رغم ليونة أفكاره.. تسمعه شامخا مع كل حرصه علي ممارسة التواضع.. صعب لو حاولت خداعه.. قاس إذا استدرجته إلي أرض الكذب البور.. يتحدث فيفرض عليك احترامه.. يصمت فيفجر داخلك طاقة حب يستحقها.. طبيب يجيد فن الإدارة علميا وعمليا.. ينطق بالحق لأنه دارس للقانون.. شجاع للحد الذي يجعلك تندهش من قدرته علي اتخاذ مواقف صعبة.. بسيط مع أنه دائرة معارف، تستحق أن تدخر لتقتنيها.. في صوته ولون بشرته اختصار لحقيقة ومعني مصر الأصيلة.. دون مبالغة ستجد أن «مصر القديمة» تسكنه، وليس غريبا أنه تربي في شوارعها وحواريها. 

الدكتور «عبد المنعم أبو الفتوح» كان عجوزا في سن شبابه.. سبق جيله وزمانه.. تحدي رئيس الدولة، وقت أن كان أقرانه يقفون مبهورين أمام عميد الكلية أو أحد المحافظين.. نذر نفسه مقاتلا ضد الفساد، قبل أن يتعملق هذا الفساد.. استمر في القتال رافضا رفع الراية البيضاء في مواجهة اليأس.. يتنفس صدقا.. ينطق بإحساسه بعد أن تكون الفكرة قد اختمرت داخل عقله.. اعتبر مواجهته أمام الرئيس «أنور السادات» مجرد سلوك طبيعي لإنسان يحترم نفسه.. لم يتاجر بموقفه في مقتبل عمره.. تحول إلي مصنع لإنتاج المواقف المحترمة، ويرفض بيع أو تسويق تلك المواقف.. يوزعها كهدايا مجانية، وينصرف منتجا مواقف وسلوكا لا بد أن تنحني له تقديرا.. إن كان هو حقيقي، فهذا لا يجتهد في إظهاره.. إن كان هو صادقا فهو لا يبذل جهدا لممارسة هذا الصدق.. إن كان هو شجاعا، فالشجاعة عنده يتنفسها كالهواء.. وللأمانة فهو حقيقي وشجاع وصادق. 


الدكتور «عبد المنعم أبو الفتوح» تربطه علاقة قوية بالرقم «6».. فهو واحد من «6» أشقاء.. وهو أب لـ«6» أبناء.. وسيخوض الانتخابات كمرشح لرئاسة الجمهورية في شهر «6».. 

وسيطرح نفسه علي الشعب مع بداية عقده رقم «6».. وظني أنه يستحق أن يكون الرقم «1».. رغم أن تاريخه يضعه دائما في المربع رقم «1» سواء كان مرشحا أو غير مرشح.. فهو كان الرقم «1» حين أقبل علي جماعة الإخوان المسلمين وقت النفور والخوف منها.. وكان الرقم «1» عندما تطلب الأمر تطوير أفكار تلك الجماعة.. وكان الرقم «1» في الفوز بعضوية مكتب الإرشاد للجماعة من الشباب.. وكان الرقم «1» المحترم حين اختلف، فتحالفوا عليه لإخراجه من دائرتهم المغلقة.. وبما أنه الطبيب فهو يجيد احترام المرض.. ولأنه المؤمن يتسلح دائما بالإيمان في مواجهة النوائب.. درس في التجارة ويرفض ممارسة التجارة.. فرغم سنوات عمره التي قضاها خلف القضبان، لا تسمعه متحدثا عن اعتقاله.. ومع كل الصرامة الكامنة في داخله، لا تخطئ عيناك بشاشة وجهه ورحابة صدره. 

الدكتور «عبد المنعم أبو الفتوح» فيه من صفات «محمد علي» مؤسس مصر الحديثة.. وبشرته مع شخصيته تجعلك تتذكر «جمال عبد الناصر».. أما حنكته وذكاؤه فقد تجذبك إلي «أنور السادات».. إحساسه وشعوره بالإبداع يفرضان عليك أن تتذكر له، مدي احترامه وتقديره للأستاذ «نجيب محفوظ».. وقد كان هذا التقدير سبباً من أسباب أزمته مع جماعة الإخوان المسلمين.. فقد كانت الجماعة إلي وقت قريب تقول وتعتقد فيما يقوله ويعتقده هذا المهندس السلفي الذي لا أحب أن أذكر اسمه لمجرد أنه سب علم مصر المرفرف دائما «نجيب محفوظ»! الدكتور «عبد المنعم أبو الفتوح» عنوان حقيقي للمرحلة التي تمر بها مصر بعد 25 يناير.. 

يمكنك أن تراه الشيخ «عماد عفت».. تشم منه رائحة «مينا دانيال».. فيه جسارة «أحمد حرارة».. وهو الرجل شقيق الرجال وابن الرجل وحفيد الرجال، الذين لا يتهاونون مع سحل النساء في الشوارع.. مسلم بالمعني الحقيقي للكلمة، فهو قد سلم الناس من لسانه ويده.. لا يتعمد البحث عن الألفاظ والمعاني الجميلة، فإذا به ينطق كلاما طيبا وعميقا.. اتفق معه أو اختلف عليه.. لكنك ستضبط نفسك مضطرا لاحترامه.. هو ليس ذاك الممثل الفاشل الذي يقدم نفسه علي أنه زعيم ثوري.. فوقت أن هرب الممثل الفاشل من مصر، ليعيش متنعما في رفاهية الغرب.. كان «عبد المنعم أبو الفتوح» يندر نفسه للفقراء والمستضعفين.. لغوث المهزومين والمنكوبين.. ووقت أن كان من يخلب عقول إعلاميي هذا الزمان يتباهي بأنه لا علاقة له بالوطن.. فقد كان «عبد المنعم أبو الفتوح» يجاهر بمبارزة كل من علمه لعب السيف وتلوين الحرف.. فهذا مصري يطرح نفسه للرئاسة.. بينما رئاسة مصر هي الأحوج إليه.. تلك ليست دعوة لانتخابه.. لكنها كلمة حق يجب أن أقولها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق