الجمعة، 6 يناير 2012

كيف يفوز عبد المنعم أبوالفتوح في انتخابات الرئاسة؟….سيف أبوزيد


مبدئيا…أنا شخصيا أدعم فكرة فوز مرشح توافقي كعبد المنعم أبوالفتوح في انتخابات الرئاسة, وهو سبب كتابتي لهذه المقالة التي سوف أستخدم فيها ماأعرفه عن علم إدارة الإنتخابات وبعض من الأبحاث والملاحظات التي استشرفتها من انتخابات مجلس الشعب الأخيرة.

 حتي أتبع أسلوبا منهجيا في هذا المقالة, فسوف أشارككم بعض الحقائق والملاحظات وحتي بعض التوقعات المعتمدة على الحدس قبل أن ابدأ كتابة كيف يجب أن تكون خطة حملة عبد المنعم أبوالفتوح كما أراها : 

1- عبد المنعم أبوالفتوح لم يضمن بعد مساندة أي من الكتل المجتمعية (كالأقباط أو العمال أو المعاقين أو حتي الطلبة) أو السياسية المعروفة (مثالا الاخوان المسلمون أو السلفيون أو الكتلة أو حتي الثوار).

2- عبد المنعم أبوالفتوح ليس مرشحا معروفا عند العوام في مصر; وهذا - وإن كان عيبا الآن- فهو ميزة جيدا إن استغلت كما يجب بتوصيل صورة ذهنية عن عبد المنعم أبوالفتوح كحل أمثل افضل من المتواجدين علي الساحة.

3- عبد المنعم أبوالفتوح مرشح توافقي أكثر من أي مرشح آخر وهذا يجب استثماره انتخابيا, فهو ذو مشرب اسلامي ومناضل دفع الثمن بالسجن اكثر من مرة وخبرة كبيرة في العمل السياسي والإداري من أول كونه رئيسا لاتحاد طلبة كليته ومرورا بالتواجد كعضو مكتب إرشاد جماعة الاخوان المسلمين لمدة طويلة تفوق العشرين عاما.

4- ابوالفتوح هو المرشح الوحيد الذي يستحوذ على احترام جميع الكتل المجتمعية والسياسية تقريبا مع الوضع في الإعتبار أنه مازال الإختيار رقم 2 عند معظم هذه الكتل - بالتفصيل الآتي: 
  • عند السلفيين: يقبع أبوالفتوح كالاختيار رقم 2 أو 3 بعد حازم صلاح أبواسماعيل ودكتور سليم العوا.
  • عند الإسلاميين المحافظين والوسطيين (يتضمن هذا حزبي الحرية والعدالة والوسط ككتل سياسية وجماعة الإخوان المسلمين ككتلة مجتمعية لها مصالحها): رقم 2 بعد سليم العوا وفي بعض الأحيان يجيء ثالثا بعد أبوإسماعيل.
  • عند الإسلاميين الثوريين: يتمتع أبوالفتوح بدعم أو على الاقل اعجاب الإسلاميين الثوريين بمواقفه المساندة للثورة.
  • عند الليبراليين: يأتي ثانيا بعد البرادعي عند الليبراليين الثوريين أو المؤمنين بالثورة وبعد عمرو موسي (وأحيانا أيضا البرادعي) عند الليبراليين الغير مسيسين أو الغير مؤمنين بأن الثورة لا زالت في أوجها.
  • عند اليساريين: لم يظهر لهم مرشح مفضل بعد وان كنت أري أن فرص ابوالفتوح ليست بالقليلة معهم لأن حمدين صباحي لم يفرض نفسه بعد كمرشح قوي…وحتي داعميه يكنون احتراما ليس بالقليل لأبو الفتوح.
وطبقا للنقاط السابقة…تكون فرصة أبوالفتوح الوحيدة أن يدعمه المواطن العادي الغير مؤدلج أو مسيس الذي ليس له (أو لها) أراء أو مواقف نابعة من فكر سياسي معين أو مصالح سياسية (غير اقتصادية أو اجتماعية) وهم مايسمونه بالأصوات المتأرجحة في العلوم السياسية (swinging votes)…لأن الكتل المقررة موقفها سلفا ليست مضمونة علي الإطلاق وفي بعض الأحيان تمثل خطرا واضحا على فرص ابوالفتوح في الفوز.

ولهذا أكتب فيما يلي الخطوات المهمة جدا التي يجب أن تقوم بها حملته الإنتخابية: 
  1. صلاحيات رئيس الجمهورية وموعد الانتخابات: هذا أهم ملف الآن علي اجندة أي مرشح رئاسي واكثرهم الحاحا بسبب تواتر الأخبار عن رغبة المجلس العسكري والإخوان في تقليل - إن لم يكن تهميش - صلاحيات رئيس الجمهورية كحل وسط بالنسبة لطرفي مائدة التفاوض لضمان الخروج الآمن للعسكر واستمرارية وضعهم الإستثنائي كمؤسسة من مؤسسات الدولة تتحكم في حوالي 25% من مقدرات الإقتصاد وتتمتع بسرية مطلقة فيما يتعلق بميزانياتها من ناحية…ومن ناحية أخري ضمان عدم تدخلهم في باقي شئون الحياه المدنية التي من المفترض أن ينفرد بادارتها الاخوان كأغلبية سياسية…إن صحت هذه الأخبار, فهذا سيمثل خطرا ليس فقط على فرص أبوالفتوح من حيث جدوي ترشيحه من الأساس…ولكن أيضا على أهداف الثورة ذاتها…ولكن هذا ليس مقام هذا المقال…أما عن موعد الإنتخابات فأهميته تكمن في احتياج أبوالفتوح لوقت أكبر لكي يتمكن من توصيل رسالته لاكبر قدر من الناخبين…لذا فكلما قل وقت الحملة كلما أثر هذا بالسلب علي فرصه.
  2. كسب تأييد أو على الأقل تحييد الاخوان المسلمين: موقف الإخوان المسلمين, شئنا أم أبينا…سيحدد اتجاه المرشح الفائز بنسبة كبيرة, فالإخوان يريدون مرشحا محافظا لا يكون مقارعا لهم في السلطة أو يعطل أجندتهم للبرلمان, وبالتالي فهم يعملون علي تحديد سلطات رئيس الجمهورية ومؤسسة الرئاسة من الأساس (وأكاد أجزم ونجزم جميعا انهم سيعملون على تحول نظام السلطة في مصر الي نظام برلماني في اقرب وقت أو نظام رئاسي-برلماني مختلط تكون فيه الغلبة في الصلاحيات للبرلمان تمهيدا للسيطرة الكاملة للبرلمان على مقدرات الحكم في مصر)…هذا بالإضافة الي سوء علاقتهم مع أبوالفتوح بسبب خروجه على إرادة مكتب الإرشاد في ان لا يكون هناك مرشحا رئاسيا من الجماعة…وهو ماتجلي في رفضهم لتولي أبوالفتوح أي منصب في حكومة الإنقاذ الوطني (وكانوا الفصيل السياسي الوحيد المعترض كما أشيع) مما يعطي انطباعا أن هذا الموقف المعادي لن يتغير في الإنتخابات وأن الجماعة ستعمل أولا على إضعاف صلاحيات مؤسسة الرئاسة ثم ثانيا علي تقليل فرص أبوالفتوح في المكسب. ولا أري تغيرا في هذا الموقف الا إذا حدث أمرا جلل يفرض نوع من الصلح أو ترابط المصالح المؤقت كفرض أبوالفتوح نفسه كمرشح اعادة أمام مرشح سيضر كثيرا بمصالح الإخوان وفي هذه الحالة يكون اختيار أبوالفتوح هو اخف الضررين. ولكن السيناريو الاغلب والأوقع للقائمين على الحملة هو أن يعملوا على تحييد الإخوان بكسب دعم قواعدهم لأبو الفتوح مما سيزيد الضغط على مكتب الارشاد لئلا يأخذ موقفا واضحا ضده أو على الأقل عدم الحشد بقوة لصالح منافس آخر.
  3. التركيز على حملة جذرية تعتمد على التواصل المباشر مع المواطن من غير وسيط مع التحرك الإستراتيجي على مستوي الكتل الجغرافية والديموجرافية: يجب أن تتبع حملة أبوالفتوح وسائل غير تقليدية للوصول المباشر والسريع للكتل التصويتية المختلفة…ويجب أن يسبق المرشحين الآخرين في الدعوة لمناظرات علنية معهم مما يعطيه ميزة المبادرة والاسبقية بالاضافة اللي تعزيز الصورة الذهنية عنه كمرشح قوي واثق من نفسه وقدراته…في حين أن حشد أعداد كبيرة من المتطوعين يغطي الجمهورية بالكامل سيكون مفيدا للحملة, فأن أغلبية المتطوعين في أغلب الظن سيكونوا من الشباب, وهذا له عيبان: الشباب لديه قدرة كبيرة على الحركة والعمل الدؤوب لكنه لا يتحكم في الكتل التصويتية الكبيرة في كل مكان لأنهم ليسوا قادة رأي…والعيب الثاني هو أنهم لديهم قدرة كبيرة على التمويل وهو مايمثل تحديا للحملة بسبب قصر مدتها الذي قد يمنع بناء ماكينة جمع تبرعات قوية تعتمد في قوامها على المبالغ الصغيرة من ممولين كثر…ولهذا فيجب على الحملة - وعلي أبوالفتوح شخصيا - التحرك على مستوي أكثر استراتيجية من خلال التشبيك وطلب دعم قادة الرأي المحليين…كل على شاكلته; من كبار العائلات للتجار للشيوخ وحتى أمهات الشهداء. دعم هؤلاء للحملة سيكون مهما جدا على مستوي التمويل وإيجاد متطوعين مؤثرين بشكل سريع مع ضمان كتل تصويتية كبيرة تعطي ميزة تنافسية وارتياحية في مواجهة المرشحين الآخرين.
  4. تحويل احترام أبوالفتوح أو اعتباره الخيار رقم 2 الي الرقم 1: هذه واحدة من التحديات الكبرى والمهمة جدا للحملة وتتطلب دراسة وجهد كبيرين لتحقيقهما…وفي رأيي الحل الأمثل لهذا أن يكون أبوالفتوح المرشح الذي يمتلك صفتين مجتمعتين: قوة الشخصية والشكيمة مع العقل والاتزان…وهذا لأن المرشحين الأكفاء الغير محسوبين على النظام السابق من حيث الخبرة والعلم لم يعطوا انطباعا أنهم يجمعوا الصفتين حتي الآن (تفكر في الصورة الذهنية عن البرادعي, البسطويسي, العوا, أبواسماعيل, ايمن نور, حمدين صباحي, بثينة رشوان, الخ)…واجتماع هذين الصفتين ليس مهما من منطلق البحث عن المعايير المفضلة عندي في مرشح الرئاسة, ولكن لأنها المعايير المطلوبة الآن في رئيس الجمهورية ليشعر جموع الناس بالأمان والإستقرار وقدرته على حمايتهم من مخاطر الداخل والخارج عن اللزوم مع القدرة على أن يحتسب خطواته وأن يكون علي وعي عال  وفي ترو فيما يفعله.
  5. موقفه من 25 يناير: 25 يناير القادم ومابعده من أيام قد يكون نقطة تحول في مسار الثورة وموازين القوي في مصر…لذا فموقف أبوالفتوح - والذي في اغلب الظن سيكون داعما للثوار - سيكون لهذا تأثير كبير على فرصه كمرشح اما بالإيجاب في حالة نجاح التحرك الثوري المنتظر في تسريع عملية تسليم السلطة وتنفيذ أهداف الثورة, أو بالسلب في حال انتكاسة الثورة (لا قدر الله).
  6. موقفه من المجلس العسكري: طبعا المجلس العسكري يرفض فكرة وجود أبوالفتوح كرئيس للبلاد, وهو ماكان جليا في رفضهم القاطع لتنصيبه رئيسا (أو حتي عضوا) في حكومة الانقاذ الوطني اللي تسلمها الجنزوري…لما يتمتع به أبوالفتوح من شخصية استقلالية وانحياز واضح لمطالب وأهداف الثورة, لذا فسيعمل المجلس أيضا - كالإخوان - علي تحديد صلاحيات رئيس الجمهورية من خلال الدستور الجديد بالإضافة الي البحث عن مرشح توافقي يتم تلميعه وتجهيزه في وسائل الإعلام الحكومية والخاصة التابعة لإرادتهم حتي يكون مرشحا قويا للرئاسة…ومن الممكن أن يعمل في الإتجاه المضاد لتشويه صورة أبوالفتوح; خاصة إذا تطورت حملته واكتسبت أرضا جيدا في الفترة القادمة…وأيضا قد يعمل المجلس على تبكير الإنتخابات إذا لم يجد بديلا جيدا يخدم مصالحه وتكون له فرصا سانحة وكبيرة نسبيا كمرشح حتى تكون الغلبة للمرشح الأكثر شهرة سلفا وهو عمرو موسي في هذه الحالة (بالاضافة الي أبواسماعيل المعروف عند السلفيين مما سيؤمنه نوعا ما كمرشح في مواجهة الباقين الذين مازالوا يعملون جاهدين على توسيع نطاق شهرتهم وشبكاتهم الإجتماعية).
  7. موقفه من الولايات المتحدة وإسرائيل: مصالح أمريكا واسرائيل متوافقة مع مصالح المجلس العسكري الي حد كبير لأسباب لا أجد داعيا لشرحها لانها قتلت بحثا وكتابة…الخلاصة ان الطرفين سيقومان بالضغط في اتجاه اختيار رئيس متسامح مع فكرة العلاقات المصرية - الأمريكية وتواجد أمريكا في المنطقة بالاضافة الي الحفاظ على وضع اسرائيل كأكبر قوة في المنطقة والوقوف على الحياد - على الأقل - من الصراع مع ايران.
  8. المرشحون الاخرون: علي عكس مايري كثيرون, أري أن تواجد مرشحين إسلاميين اخرين -وبالذات العوا وأبو اسماعيل - هو في صالح أبوالفتوح…ذلك لأن هذا يعطي الفرصة له لتمييز نفسه كمرشح مؤيد للثورة وللتغيير ومحترم للدين والشريعة الإسلامية ومستأمن عليها من الاغلبية المسلمة وفي ظل فهم واسع وذهن متفتح يرسل رسائل تطمين بأنه لن يتعدي على الحريات الشخصية أو يقوم بتغييرات غير محسوبة تكون لها عواقب اقتصادية أو سياسية وخيمة أو الجور على حقوق الأقليات والفئات المهمشة في المجتمع. وعلي صعيد اخر. يبقي عمرو موسي (إذا نجح في تنظيف سمعته تماما من كونه تابعا للنظام السابق) وحازم أبواسماعيل (اكثر المرشحين وضوحا من حيث الكتل التصويتية المساندة له) كالمرشحان الأوفر حظا في صراع الرئاسة الآن…لذا يجب التعامل معهما بشكل اكثر تركيزا…ولعله يكون في صف أبوالفتوح أن يترشح أحمد شفيق (ومرشحين اخرين ذوي خلفية عسكرية وتعامل مع النظام السابق) لأن هذا يساعد على تآكل كتلهم التصويتية ويصب بالضرورة في فرص المرشحين الأكثر ثورية…أما عن أبواسماعيل, فطبعا التعامل معه صعب في ظل وجود العوا بالإضافة الي حالة الاستقطاب الموجودة وتوتر العلاقة بين أبوالفتوح والاخوان مما سيجعل السلفيين اكبر كتلة تصويتية محددة سلفا من ناحية السلوك الإنتخابي…وعليه فيجب على أبوالفتوح التركيز على كسب تأييد كثيرين من الأصوات المتأرجحة مع ضمان الدخول في اعادة مما يزيد فرص فوز أبوالفتوح كما أوضح فيما يلي..
  9. لعبة الإعادة:  من المتعارف عليه في الانتخابات أن المرشح التوافقي الوسطي يجد صعوبة كبيرة في تخطي المرحلة الاولى…فإن تمكن من تعديها ودخل مرحلة الإعادة مع مرشح مؤدلج ذو مواقف اكثر حدة - يمينا أو يسارا…تكون فرصه أكبر بكثير…وهذا ماحدث مع باراك أوباما على سبيل المثال في انتخابات أمريكا…حيث تمكن بالكاد من تخطي الإنتخابات الأولية ضد هيلاري كلينتون لأنه لم يكن المرشح الليبرالي الواضح المتعارف عليه…ثم تمكن من الفوز بأغلبية تكاد تكون ساحقة أمام جون مكاين (المرشح المحافظ)…هذا مع وضع العوامل الأخرى في الإعتبار بالطبع كقوة المنافس وقدرته على إدارة حملة قوية تمكنه من التواصل مع المواطنين بسهولة ويسر وأيضا الموقف الراهن الذي من الممكن أن يخدم مرشحا علي حساب الآخر (علي سبيل المثال خطر الحرب يدفع المصوتين نحو المرشح الأكثر قوة وذو الخبرة العسكرية…وخطر الإقتصاد يجعل المواطنين يفضلون المرشح ذو الخبرة الإقتصادية…وفي الحالة المصرية تكون حالة الاستقطاب وأزمة الهوية المفتعلة هي التحدي الاكبر للفرص أبوالفتوح إذا كان الاستقطاب على أشده لانه من الممكن أن يقضي على فرصه من أول فرز في صالح المرشحين الأكثر حدة في الموقف يمينا ويسارا وهو ما اتحدث عنه باستفاضة في النقطة التالية…ولذا وجب المحافظة على أبوالفتوح كالخيار رقم 2 اذا تعذر الدعم المطلق من أول مرة لأن هذا يبقي حظوظه في الفوز ويعطيه ميزة كبيرة في انتخابات الإعادة. في المجمل, فرص أبوالفتوح تبدو كبيرة في حال خوضه معركة الإعادة…وهذا تحليلي للسيناريوهات المختلفة في مواجهة كل مرشح: - أبو الفتوح ضد محمد البرادعي: سيحظي أبوالفتوح بمساندة السواد الأعظم من الإسلاميين والمحافظين وكثير من اليساريين والباحثين عن الإستقرار في حين سيدعم البرادعي الليبراليين في مصر وفي الخارج. التوقع: فوز أبوالفتوح - أبوالفتوح ضد حازم صلاح أبوإسماعيل: سيدعم أبوالفتوح في هذه الحالة جزء كبير من الوسطيين والليبراليين واليساريين وعدد لا بأس به من الإسلاميين الثوريين والوسطيين وأيضا الأصوات المتأرجحة…ستكون هذه المعركة أشبه كثيرا بمعركة الإعادة بين حسني دويدار وعبد المنعم الشحات أو بين مصطفي النجار ومحمد يسري في انتخابات مجلس الشعب …أبوالفتوح والعوا: فوز أبوالفتوح غالبا سيحدث بسبب تصريحات العوا المستمرة طوال الفترة الماضية والتي اخذت كثيرا من رصيده مع الشعب مما سيجعل الأصوات المتأرجحة تذهب في مصلحة أبوالفتوح…وأخيرا; أبوالفتوح ضد عمرو موسي (أو أحمد شفيق): سيكون خطر عمرو موسي كمرشح اكبر ولكن يصعب التكهن بالنتيجة الآن لأن الظرف الراهن واولويات المرحلة ستحدد السلوك الإنتخابي للناخبيين.
  10. الاستقطاب وصراع الهوية المفتعل: مواقف أبوالفتوح الحالية تعطيه صورة ذهنية جيدة جدا كمرشح توافقي لم يستدرج لأزمة الهوية المفتعلة منذ مارس الماضي…ولكن يجب أن يتعلم هو وحملته درسين: الاول هو أن إدعاء الوسطية أمر سهل نسبيا في بلد يخطو خطواته السياسية الأولى ولايوجد سابقة أفعال سياسية لمن يدعيها تمكن الناس من معرفة حقيقة مواقفه…والثاني هو أن المرشح التوافقي يحوز على احترام الجميع ولكن ليس بالضرورة على أصواتهم لأنه إذا لعب دور الحكيم من خلال تصريحاته ومواقفه فانه يرى من زاوية صوت العقل الحكيم ولكن يتبقي أن يري كمرشح قوي يأخذ مواقفا قوية عند اللزوم ويتروي عند الضرورة…ولنا في حزب الوسط وتحالف الثورة مستمرة عبرة…حيث لم يتمكنا من كسب تأييد اعداد كبيرة من الشعب على الرغم من ابتعادهم عن الصراع الطائفي والاستقطاب…بيد أن أبوالفتوح في حالة افضل بكثير بسبب سيرته الذاتية القوية سياسيا ونضاليا مما سيكسبه ميزة تنافسية أخري.
هناك بالطبع عوامل أخري في سباق الرئاسة ولكن ليس على نفس الأهمية ومنها على سبيل المثال:
  1. برنامجه الإنتخابي وسيرته الذاتية
  2. التمويل
  3. كاريزمته الشخصية
  4. مرشح اخر في اللحظة الأخيرة
ويتبقي سؤال رئاسة الجمهورية حائرا كما كانت انتخابات البرلمان. ولذا يجب على عبدالمنعم أبوالفتوح تقديم إجابة شافية ووافية -لنفسه قبل غيره - حتي ندخل الجو العام لإنتخابات بعيده عن خطورة الإلغاء. 
سيف أبوزيد
القاهرة في 5 يناير 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق