الأحد، 29 يناير 2012

أحداث “الاحتفال” بالعيد الأول للثورة..حقائق ينبغي توضيحا… يحيى نعيم


 أكره الخوض في حديث الفتنة والتخوين المتبادل بين شركاء الثورة ولكن امام كم الاتهامات الباطلة التي تُكال للإخوان وكم الدفوعات وردود الأفعال التي تنتهج المكيال بالمثل وترد صاع التخوين صاعين أجدني مدفوعاً للتعليق والكتابة حول عدد من الحقائق التي يلزم توضيحها وهي:
1.    فضل الإخوان في إنجاح ثورة يناير المجيدة ودورهم كفصيل منظم وقادر على الحشد في تكثير سوادها وحمايتها وتنظيم صفوفها لا ينكره إلا جاحد أو جاهل, وأزعم شخصياً بأنه لم يكن للثورة أن تنجح في الصمود حتى اسقاط الطاغية لولا فضل الله وتوفيقه لقيادات الجماعة بالانحياز لخيارها.
2.     شباب جماعة الإخوان من أطهر وأنقى شباب البلد وأكثرهم حافزية ودافعية للبذل والتضحية وعلى الرغم من مواقف الجماعة المعارضة للنزول في أكثر من مناسبة إلا أن ما من حدث إلا وتواجد فيه أعداد كبيرة من شباب الجماعة بصفتهم الفردية ولا مجال للمزايدة في ذلك.
3.     لكل أمر بداية ومقدمات ونهاية ومآلات, وللأسف ما جرى من أحداث أخيرة في جانب منه هو إفراز طبيعي ومتوقع لعدد من المواقف والتصريحات غير الموفقة من قِبل قيادات الجماعة, ساعدت في مجموعها على تولد حالة من السخط والريبة والاستياء لدى قطاع عريض من شباب الثورة تجاه الجماعة. وجاء إعلان الجماعة لفكرة الاحتفال ومحاولتها للسيطرة الناعمة على الميدان بمثابة المشرط الذي أخرج ما بالنفوس من غضب وضيق.
4.     حالة الاحتقان التي تولدت لدى قطاع عريض من الشباب من مواقف الجماعة أوجدت بيئة نفسية صالحة لبث الأراجيف والشائعات وتأليب النفوس على الحضور الإخواني بالميدان وهو ما اثمر عن محاولات التعدي على المنصة وما صاحبها من مناوشات والفاظ نابية, ولاشك في وجود أطراف عابثة بالمشهد ومعلومة (المجلس العسكري والفلول) من مصلحتها الوقيعة بين الجماعة وشباب الثورة لتشويه الصورة وإضعاف جبهة المعارضة وصرف الجهود في غير موضعها. 
5.     جميع ما توارد من أخبار يؤكد تمسك شباب الجماعة بضبط النفس وتجنب الصدام والتصعيد وهذا يُحسب لشباب الجماعة ويستوجب الإشادة والثناء.
6.    الفائز الوحيد من إستمرار هذه المهاترات والشحن النفسي المتبادل على أرض الواقع أو على صفحات الفيس بوك وغيرها لاشك هم العسكر وبقايا النظام والخاسر الأكبر هم أطراف الصراع أنفسهم والثورة المصرية واهدافها النبيلة.
7.     للخروج من هذه الأزمة ينبغي ان تبادر الأطراف الواعية من كافة الأطياف لضبط إيقاع الميدان وتوعية الجموع الحاضرة بأهمية الالتفاف حول مطالب الثورة وتجنب الخلاف والشقاق.
8.    مطلوب بشدة من جماعة إخوان بيان واضح لا يحتمل اللبس يتضمن التأكيد على الانحياز لمطالب وأهداف الثورة ودعمها لمطلب فتح باب الترشح للرئاسة بعد إنتخابات مجلس الشورى مباشرة وهو ما يتفق مع استفتاء مارس بحسب ما أوضح الدكتور البشري في أكثر من موضع.
9.    مطلوب بشدة من شباب الجماعة المخالطين لغيرهم من التيارات المختلفة والملامسين لنبض الشارع الثوري ومطالبه أن ينقلوا هذا الواقع بدقائقه وتفاصيله للقيادة ويضغطوا لاتخاذها قرارات ومواقف تتناغم مع طموحات الشباب وآمالهم في التغيير.
10.    مطلوب تشكيل وفد من رموز وقيادات أكبر قطاع ممكن من الائتلافات والحركات الثورية لزيارة مكتب الإرشاد وحزب الحرية والعدالة لتوضيح المواقف والمطالب وتصفية النفوس والتأكيد على ضرورة الدعم المتبادل بين البرلمان والميدان وصياغة وثيقة مبادئ حاكمة للحراك الثوري والتوافق على أجندة موحدة من حيث المطالب والمراحل يوقع عليها جميع الأطراف.
11.    مطلوب من مجلس الشعب إتخاذ مواقف حاسمة وعاجلة بشأن حقوق الشهداء ومحاكمات رجال النظام السابق وتعديات المجلس العسكري على صلاحياته على نحو ما جرى في قانون الطوارئ وقانون الأزهر ومسائلة العسكر عن ذلك ليشعر الناس بقوة البرلمان وتعبيره بصدق عن روح الثورة وقيمها ومطالبها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق