الخميس، 24 نوفمبر 2011

حول موقف الإخوان من مليونية 22/11/2011.... محمد صلاح الدين


إذا ما حاولنا قراءة الأحداث لنسج خيوط الصورة لتكوين رؤية ما قد يتفق أو يختلف حولها الناس لكن لا أحد يستطيع أن يجزم بنفي أو إثبات رؤية الأخر إلا من خلال المعلومات والإثباتات والأدلة والبراهين ، وبما أننا لا نملك الحقيقة المطلقة إذاً فعلينا أن يقبل أو يتفهم كل منا لرؤية الأخر حتى لو اصطدمت مع رؤيته أو أفكاره ، وفي هذا السياق اسمحوا لي أن أتحدث عن رؤيتي عن موقف الإخوان الرافض للمشاركة في مليونية اليوم ، وأبدأ بنسج هذه الرؤية بالخيط الأول وهو ما قاله الدكتور البرادعي على حسابه في تويتر «تكثيف الهجوم على مائة من شباب الثورة وهم في طريقهم للقاء متفق عليه مع مدير أمن القاهرة لوقف أعمال العنف يؤكد أن شيئا مريبا يحدث» ، وإذا ما وضعنا ما أميل لتصديقه من شهادات الشهود حول أسباب نشوب أحداث ميدان التحرير ليلة السبت الفائت، حيث ذكروا أن عدد المُعتصمين كانوا 50 فقط من مصابي الثورة وقد قامت قوات الأمن بمهاجمتهم دون وجه حق داخل الاعتصام في صينية ميدان التحرير وألحقوا بهم إصابات بالغة مما أثار تعاطف العديد من الشباب المصريين الذين انضموا إليهم بالمئات ثم الألاف ثم عشرات الألف إلى أن وصل العدد إلى الدعوة المليونية بعد صمود لمدة ثلاثة أيام أمام قمع وحشي همجي من قوات الشرطة سقط خلالها أكثر من 30 شهيد وأكثر من 1700 جريح ومصاب.
  في ضوء هذه الصورة المفتعلة من الشرطة المصرية وصمت المجلس العسكري الذي تحلى بصمت مريب إلى أن خرج رئيس الحكومة ليُحيي الشرطة على تحليها بأعلى مستويات ضبط النفس في تكذيب للوقائع المسجلة على فيديوهات الثوار مما يعني أنه قرأ خطاباً كان مُعد مسبقاً.

 كل هذا غيض من فيض وفي ضوء ماسبق ننظر إلى وثيقة السلمي التي تم إعدادها كمصيدة لصيد الإخوان المسلمين ووضعهم بين شقي الرحى فإما رحى الشعب في حال قبولها بالوثيقة متماهية مع المجلس العسكري فتقع في جرم ارتكاب الخيانة السياسية والأخلاقية للشعب المصري فتحرق ورقتهم وإلى الأبد ، وإما رحى المجلس من خلال اختلاق ذريعة للإيقاع بالإخوان في أحداث عنف تبرر ضربهم ضربة قاسمة تقضى لهم على أي طموح في الانتخابات والمشاركة السياسية وبالتالي إزاحة رقماً صعباً من أرقام القوى الوطنية عقاباً لهم على حماية الثورة المصرية ورفضهم الوثيقة التي تعطي المجلس العسكري حصانة سياسية فوق الدستور والقانون.
 بهذه الرؤية التمس للإخوان العذر بل كل العذر في عدم النزول حتى لا تحدث مصادمات أكثر عنفاً ودموية لأن الشرطة إن فعلت ذلك في الشعب وبكل هذه الضراوة فماذا سيكون الحال مع ألد أعدائهم الإخوان المسلمون؟.
إن كل ما ذكرت ليس لتبرير موقف الإخوان ولكن هي شهادة أخلاقية تجاه مكون رئيسي من مكونات الشعب المصري أشهد بها أمام الله ثم الشعب المصري.

والله من وراء القصد وهو يهدي السيبل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق