الخميس، 24 نوفمبر 2011

المشاهد العشرة … مشاهدات حية من الميدان … د/ سامح نصر



المشهدالأول:
تجمع أكثر من المليون والنصف الجمعة بشكل حضارى وتمت فعاليات اليوم بصورة مثالية وتوافق بين جميع القوى على تسليم السلطة وألغاء وثيقة السلمى ولم تحدث حالة أشتباك واحدة ومع ذلك غاب الإعلام عن الساحة ، لماذا لا ينقلون مواطن التوافق ويصرون على الفرقة والتخوين.
وفى أخر اليوم توجه بعض قيادات الأخوان الميدانية إلى المعتصمين من أهالى المصابين لأقناعهم بفض الأعتصام لما ورد إليهم من معلومات منوجود نوايا لأشعال الموقف ،فأقتنع البعض ورفض بعضهم بناء على تحميس بعض الأشخاص المجهولى الهوية الموجودين بينهم.

المشهد الثانى:هجمة شرسة من الشرطة العسكرية والأمن المركزى على 200 من أهالى المصابين المعتصمين بوسط ميدان التحرير، وهذا تزامنا مع الهجمة الشرسة التى قام بها إعلام السبت (الحكومى والخاص المرئى والمقروء على السواء ) على الأخوان المسلمين بما يوحى بأن المقصود من هجمات التحرير هم الأخوان الذين كان يتوقع الجميع أعتصامهم بالتحرير الجمعة وكان الأعلام جاهزا لهذا السيناريو بهذا التدليس والتلفيق الذى أجتمعت عليه كل صحف السبت.

المشهد الثالث:قام الجيش والشرطة بإفراغ الميدان أكثر من مرة ثم يتركوه حتى يتجمع المتظاهرين مرة أخرى لينقضوا عليهم وينقل الأعلام الصورة حية للأنقضاض .وتبجحوا بالتمثيل بجثث الشهداء أمام الكاميرات لأثارة الناس لتجميعهم.
تجمعت كل التيارات والأئتلافات رغم تحذير الأخوان بناء على بعض الأخبار لديهم بأن هذا فخ لأشاعة الفوضى وأستمرار حكم العسكر وبعد زيادة الأعداد إلى المطلوب أنسحبت القوات إلى شارع محمد محمود.

المشهد الرابع:قام الأعلام بدوره الخبيس فى إشاعة الفرقة بين الأطياف السياسة وتخوين الأخوان لعدم نزولهم وهو نفسه الذى هاجمهم يوم السبت بالتسبب فى إشاعة الفوضى وفق السيناريو الذى كان مرسوما والحمد لله الأخوان لم يشربوا الطعم، وفى نفس الوقت لم يقوم بدوره فى تهدئة الأجواء بشارع محمد محمود الذى أختفى منه الأعلاميون والقوى الثورية والسياسية الذين دعوا للأعتصام وتركوا الساحة للألتراس الذى ورطنا جميعا بغباءه السياسى فى مزيد من الدماء والجرحى والشهداء دون هدف واضح أو فائدة مرجوة تستحق هذا العدد الرهيب من الشهداء والجرحى.

المشهد الخامس:تم رصد محاولات الشرطة ومجموعات وسط شباب الأتراس بتبادل الأدوار لأستمرار حالة الأشتباك الدائم والمتواصل دون هوادة والعجيب أن الأطراف الموجودة وسط المتظاهرين تحفز للأشتباك ثم تختفى ويكون الضحية شباب الأتراس وبعض المتحمسين المخلصى النية نسأل الله أن يتقبل شهادتهم .ثم تهدأ الأمور فيواصلون التحفيز للتوجه لأحراق الداخلية(الدم الدم…التار التار …..الداخلية هتولع نار).وهذا كان موجودا بوضوح أمام الكاميرات المثبتة أعلى المبانى ومع ذلك لا تذاع ولا تستخدم لمعرفة أنتماءات هؤلاء الذين يعطون المجرمين الذريعة لقتل الشباب.

المشهد السادس:هذا المشهد تكرر الأحد والأثنين……..( الهتيفة بييجوا بالنهار …..أتلافات الثورة بتيجى تقذذ لب وسودانى وتدخل على النت وتتصل بالفضائيات علشان تقولنا إنهم فى التحرير وبعد الساعة 1 صباحا الكل يذهب لبيته لينام هنيئا ولا يبقى إلا الأطباءو الألتراس ألى مولع الدنيا خلف وزارة الداخلية وكل الشهداء فى رقبته لأنهم غير مستجيبين لأى محاولات تثنيهم عن عدم الذهاب للداخلية ومنهم مدفوع أصلا من قبل الأمن لتسخين الموقف والمحافظة على حالة الأشتباك الدائم وكله فوق دماغ أبو الأطباء ألى أتسحلو شغل بسبب هذا الألتراس الأهوج ومجرميين الداخلية الذين يديرون المعركة بحنكة للمحافظة على حالة الأشتباك الدائم لتحقيق هدفهم وألغاء أى خطوات لتسليم السلطة لمدنيين.

المشهد السابع:المجهود الرائع لعربيات الأسعاف الذى أختلف تماما عن يوم معركة الجمل …. لتكتمل التمثيلية فوزارة الداخلية تعطى أوامر بالضرب والصحة تعطى أوامر بالعلاج والحكومة التى تحكم الأثنين تعلن دعمها الكامل للداخلية … فبئس المسرحية الهزلية التى نعيشها وأنجررنا إليها بثمن غالى من أرواح ودماء شبابنا.

المشهد الثامن:
الدعوة لمليونية الثلاثاء التى أستجاب لها معظم أطياف الشعب المصرى وأختلفت الصورة عن الأحد والأثنين مما دفعنى للتفاؤل للقضاء على أشتباكات محمد محمود وتعود الألفة والمحبة بين كل التيارات لكن بدل ما يستغل الأعلام والسياسين الموقف ويحاولون إيضاح الصورة بمحمد محمود وتنفيذ أقتراحات لأنهاء الأزمة واصل الأعلاميين والسياسيين هجومهم الشرس على الأخوان لدب الفرقة وإثارة الأخوان حتى ينزلوا وتكتمل الصورة لتكون مواجهة حتمية بين الجيش والأخوان وحينها لن يجد الجيش سوى التصفيق من هذا الأعلام لقضائهم على الأخوان .ونسوا أنهم لا يفعلون شيئا غير الجعجعة ولقاءات الفضائيات ولا يبيتون بالميدان ويتركون الساحة للألتراس ليوقعنا فى الفخ ويلعب بمقدرات البلد السياسية.

المشهد التاسع:توجهت عصر الثلاثاء لخمس قنوات فضائية لشرح الصورة الحقيقية لمواجهات محمد محمود وأستنفار كل المخلصين لأنهاء هذا الأشتباك فوجدت الصورة واضحة للأعلاميين ومع ذلك رفضوا ظهورى وعرضها إلا قناة مصر 25 بمكالمة هاتفية وعرضتها بكل حرية دون مقاطعة وقناة الc b c عرضتها بشكل جزئى فى لقاء مع مظهر شاهين الذى قاطعنى كثيرا حتى لا تظهر الصورة بهذا الوضوح مع علمى بأقتناعه بوجهة نظرى.

المشهد العاشر:
تناقشت مع أحد ضيوف قناة الc b c قبل لقاءه عن ساحة محمد محمود وما يحدث فيها فوجدته متفقا مع رؤيتى فطلبت منه توضيح الصورة للأعلام وأستنفار المخلصين……. للأسف غير كلامه تماما أثناء اللقاء وبعد أستيضاح الأمر منه تحجج بأن الناس كانت هتفهمه غلط وتتهمه بخيانة الثوار والألتراس لوصفهم بالبلطجة. فالكل يزايد لمصلحته الشخصية على حساب مزيد من الدماء حتى يقال عليه ثورى وينسى مصلحة هذا الوطن . وأنتهى الثلاثاء ولا أعرف أين ذهبت الثلاثون حركة وحزب ليلا فقد ذهبوا ليبيتوا هانئين تاركين الساحة التى دعوا للتواجد بها وخونوا كل من لم يقبل دعوتهم.

وختاما هناك ثلاث نقاط:

أولا: أنا لا أنفى المسؤلية الكاملة عن المجلس العسكرى والشرطة لأنهم المنوطين بحكم البلاد وهم أصحاب هذا السيناريو والمسؤول الأول عن هذه الدماء….ولكن خيبتى فى القوى السياسية والثورية كبيرة لأننا أستدرجنا بحسن نية لأستمرار العسكر فى حكم البلاد مع إصرارهم على أتهام غيرهم بسؤ النية والبحث عن قطعة الجاتوه وبرأوا أنفسهم تماما من المسؤلية عما يجرى.

ثانيا: الأخوان تغيبوا بشكل رسمى لكنهم كلفوا بعضهم ببعض المهام داخل الميدان كالأطباء وكنت واحد من أطباء الأخوان (تلقينا الأحد أمر بالنزول للميدان بكامل طاقتنا البشرية والمادية) والسياسين المخلصين لمحاولة تهدئة جبهة محمد محمود وتم طرد بعضهم والشيوخ لتوعية الشباب بالمؤامرة، بالأضافة للأعداد الكبيرة التى خرجت منفردة ، قام أحد شباب الأخوان بالأتصال بالمرشد للومه على قرار عدم النزول فرد عليه ( نصرة المظلوم مش محتاجة أوامر وما يسع الفرد لايسع الجماعة).

ثالثا:هذه شهادتى لا أبتغى بها إلا وجه الله لا أنافق بها قرار الأخوان ولا أسعى لرضاء أحدكم بل لمعرفة الخلل للحفاظ على ما تبقى من مقدرات الوطن ولنقرأ ما يدبر لنا ونتعاون دون تخوين أو تجريح لقيادة الفترة القادمة ونزع السلطة من العسكر بصندوق الأنتخابات لأن أى طريق أخر سيقلب البلد إلى فوضى……….

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق