الاثنين، 28 نوفمبر 2011

حى على التصويت….معتز بالله عبد الفتاح


عزيزى الناخب: هذا يوم من أيام الوطن، يقتضى أن نفكر فيه بالكثير من العقل والقليل من العاطفة. الذهاب لصناديق الاقتراع كالذهاب إلى أداء واجب الدم دفاعا عن الوطن وتحديدا لمصيره.

معلوماتى أن كل الجهود قد بذلت كى يكون يوم الانتخاب آمنا بقدر المستطاع، وأن يكون التصويت حرا بقدر المستطاع، وأن يكون العد والنتيجة نزيهة بقدر المستطاع. تستطيع أن تتبنى المعانى الرمزية التى وردت فى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين علمنا أن نتبنى روح السفينة التى تقتضى منا ألا يفكر أحدنا بمنطق أنه يستطيع أن ينجو بمفرده وأن يترك الآخرين يخرقون قاع السفينة خرقا غير آبهين بالصالح العام.

 فهى مركب واحد لنا جميعا، لا نسمح لأحد بأن يختطفها أو يخرقها أو يقفز منها؛ فحين تشرق الشمس فستشرق على الجميع. وعلينا أن نتذكر روح الفسيلة التى نحن مأمورون بزراعتها حتى ولو كانت القيامة بعد ساعة، فمسئولية الإصلاح دائمة ومستمرة حتى ولو لم نر عوائدها فى حياتنا. ولعلها كانت هى الروح المسيطرة على كل من شارك فى ثورة 25 يناير، فكل أعطى من وقته وماله ودمه ما استطاع حتى قامت قيامتنا فقمنا. وها نحن اليوم نسجل قيامتنا فى صناديق الاقتراع لنعلن أننا سنقرر بأيدينا مستقبلنا بإذن ربنا.
وليعلم كل منا أن صوته ثغر من ثغور الإصلاح، علينا ألا نؤتى من قبله.

 اذهب إلى لجنتك الانتخابية، باشـَّا (من البشاشة)، سعيدا، مقبلا على عملية تقودك إلى أن تكون طرفا مباشرا فى تحديد مصير بلدك. واعتبرها تبرعا بعدد من الساعات القليلة لخدمة قضية أكبر منك، فما استحق أن يعيش على أرض مصر، من لا يعبأ بمستقبل مصر. الانتخابات فعل جماعى فى نتائجه، وفردى فى مسئوليته. وهو ما يقتضى منا أن نكون حذرين لأننا نريد برلمانا متوازنا يعكس ما فى الشارع من تمايزات. ولا شك أن جماعة الإخوان سيكون لها الكتلة التصويتية الأكبر، ولكن من مصلحتها ومن مصلحتنا أن يكون هناك آخرون فى البرلمان بنسبة معقولة لاسيما من شباب الثورة سواء كانوا فى أحزاب جديدة أو تحالفات انتخابية ناشئة. لا أتصور أن البرلمان سيكون متوازنا إن لم تمثل فيه قوى سياسية جديدة تعبر عن تيار الوسط السياسى وعن القوى اليسارية والليبرالية من أجل تحقيق التوازن المنشود.

دائما ما تعلمنا أن طبق الفاكهة يقتضى أن تتنوع مكوناته كى تتكامل فائدته، وكذا البرلمان لأنه سيفقد قدرته على التعبير عن المجتمع إن فقد قدرته على التنوع السياسى والاجتماعى والاقتصادى.

سأترككم الآن، لأعطى صوتى ولأدلى بشهادتى، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه. نجانا الله من الإثم والآثام. ووقى الله مصر من الشرور والأخطار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق