الجمعة، 4 نوفمبر 2011

دلالات تنافس الإخوان والسلفيين والوسط……..عماد الدين حسين


 أعلنت أحزاب «النور» و«الأصالة» السلفيان و«البناء والتنمية» التابع للجماعة الإسلامية التحالف رسميا فى الانتخابات. وقال صفوت عبدالغنى القيادى فى «البناء والتنمية» إن التحالف نشأ من منطلق الحرص على مستقبل الدين.. فى المقابل لدينا التحالف الديمقراطى الذى يقوده حزب «الحرية والعدالة» الإخوانى، وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد رئيس لجنة التنسيق فى التحالف إن معركة الإخوان أو التحالف ضد السلفيين ستحدد مستقبل الحركات الإسلامية فى مصر والعالم العربى، فإذا فاز السلفيون زاد طموحهم وإذا انهزموا سيعودون إلى حجمهم الطبيعى.

هذه التصريحات نشرتهما المصرى اليوم فى موضوعها الرئيسى يوم الأحد 23 أكتوبر الماضى.
معلوم أيضا أن الإخوان سيواجهون منافسة قوية من حزب الوسط الذى انشق عن الجماعة فى منتصف التسعينيات.

اليوم لا يشغلنى من يفوز فذلك ما يحدده الناخبون عبر انتخابات نزيهة. ما يهمنى هو سؤال إلى كل انصار أحزاب التيار الإسلامى فى مصر وهو: إذا تنافست ثلاث قوائم للإخوان والوسط ولتحالف السلفيين والجماعة الإسلامية فلمن ستعطى صوتك وعلى أى أساس ستعطيه.. هل على أساس الدين أم السياسة؟! هل إذا صوت المسلم للجماعة الإسلامية «كى يحرص على مستقبل الدين»، كما قال الدكتور عبدالغنى فإن الذى صوت للإخوان أو الوسط لا يحرص على مستقبل الدين، وبالطبع لن نسأل عن توصيف وتكييف الذى صوت لأحزاب يسارية أو ليبرالية أو حتى علمانية!

نفس السؤال بصيغة أخرى، عندما يتواجه الإخوان والوسط، خصوصا فى دائرة المنيا والمنافسة الساخنة بين سعد الكتاتنى وأبوالعلا ماضى.. فعلى أى أساس سيصوت المواطن، وهل سيسأل عالم دين ليفتى له أى: حزب أو شخص يعطيه صوته حتى يحافظ على مستقبل دينه؟!

رغم كل شىء فإن ما يحدث هو لعبة ديمقراطية ممتازة ستكرس مفاهيم جديدة يفترض أن يعيها كل مواطن. ربما كان الإخوان أكثر دراية بقواعد اللعبة السياسية والانتخابية من بقية التيارات الإسلامية بحكم تجربتهم الطويلة، وبالتالى فإن الرسالة التى ينبغى أن تصل إلى أنصار كل التيارات الإسلامية من هذا التنافس هى: أن الناس ستذهب للتصويت لصالح هذا الحزب أو ذاك بسبب برنامجه السياسى والاقتصادى والاجتماعى، وليس بسبب أن هذا الحزب مؤمن وغير كافر؟!

من يرفض ذلك من الإخوة الإسلاميين عليه أن يجيبنا، لماذا يتنافس الإسلاميون ضد بعضهم البعض، وما معنى وجود 3 قوائم لقوى إسلامية.

أتمنى أن يذهب كل شخص لصندوق الانتخابات ليختار المرشح أو القائمة بناء على البرامج والخدمات، وكيف سنحل المشاكل الرئيسية التى تواجهنا فى قضايا التعليم والصحة.

لن يكون منطقيا يوم الانتخابات فى ظل الخريطة الانتخابية الراهنة الحديث عن استقطاب إسلامى علمانى أو ليبرالى، لأن لدينا بالفعل تنافسا إسلاميا إسلاميا.

ورغم الحديث عن وجود تنسيق فى الدوائر الفردية بين الإسلاميين، لكن ذلك لن ينفى حقيقة أن التنافس الفعلى يوم الانتخابات سيكون بين قوائم الإخوان من جهة ثم السلفيين وحزب الوسط ومعهم حزب الوفد وبعض قوى اليسار وبقايا «الحزب الوطنى المنحل» من جهة أخرى.

مرة أخرى هذه السطور ليس هدفها انتقاد هذا أو ذاك بل هى رسالة إلى كل منتمٍ للتيار الإسلامى خلاصتها أن التنافس فى الانتخابات ينبغى أن يكون على البرامج التفصيلية التى تخدم الناس وتفيدهم، وليس الشعارات العامة فقط مع أهمية الأخيرة.

شيئا فشيئا سوف نكتشف أن الديمقراطية هى خير علاج لأمراض كثيرة نعانى منها، أحدها أن الواقع السياسى سيفرض على كثيرين أن ينزلوا من أبراجهم العالية، كى يقنعوا الناخبين كيف سيحسنون من أحوالهم البائسة وليس فقط مجرد إطعامهم بالشعارات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق