الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

عن تقاعس الاخوان… قراءة فى المشهد الحالي.... محمد عريضة

دار حوار بينى وبين أصدقائي فى بلاد الغربة (ومنهم غير مصريين) عما يحدث الآن وتقاعس الاخوان عن نصرة المتواجدين فى التحرير الآن. فقلت لهم أن مايحدث الآن أمر غير طبيعي بالمرة، ويجب قراءة المشهد مكتملا حتى نحاول فهم مايحدث، ولا تستغرقنا التفاصيل والتي فيها أرقى ماقد يمثله الانسان من تضحية بالنفس في سبيل الحرية  والاستقلال من الشباب الطاهر البرئ في ميادين الحرية ،،،،،
فمالذى حدث كي يحدث ماحدث يوم السبت من فض لاعتصام حوالي 200 فرد معظمهم من مصابي الثورة الذين لم يحصلوا على مستحاقاتهم؟ لماذا استخدام كل هذا القدر من العنف والهمجية والتى شاهدها العالم كله على الفضائيات؟ ثم لماذا استمرار هذا النهج من يوم السبت الى الآن (الثلاثاء 22/11/2011(؟
أنا لا أفهم سر عدم توقف المواجهات والمجازر الى الآن… ايام مبارك الجيش كان بيقول انه على الحياد ولا يريد قتل أى مصري… وكان هناك سلطة مبارك هى المسؤولة عن القتل والعنف ضد المتظاهرين… وتفهمنا ذلك
الآن
من الذي بيده السلطة؟؟؟؟ المجلس العسكرى
مالذي فعله الناس فى التحرير كى يحدث لهم ذلك؟؟؟ تظاهر واعتصام سلمي!!!!!
من المسؤول عما يحدث؟؟ ومن الذي يستطيع إيقافه؟؟
الذي يستطيع إيقافه من بيده السلطة الآن…. وهو المجلس العسكري
ولهذا أرى أن مايحدث هو فى إطار خطة محكمة (والله محبط كيدهم ان شاء الله) الهدف منها هو عدم إعطاء السلطة كاملة للشعب عبر انتخاب رئيس ومجلس شعب يمثله وعمل دستور يعبر عن أحلامه وطموحاته فى التقدم والتنمية.. الهدف هو إقامة "ديمقراطية" لها حدود مش مفتوحة على البحري.. الهدف هو عدم إقامة ديمقراطية حقيقية فى مصر.. وعدم تغير كبير لقواعد اللعبة فى أكبر دولة عربية بالمنطقة ولها حدود مع اسرائيل..
الهدف هو عدم السماح لها بالبدء في عملية التنمية (والتى تمتلك مصر أدواتها) والتى ستؤدى إلى دولة قوية لها صوتها فى العالم كله… وبالتالي لابد من إزالة أى قوة تقف فى وجه تحقيق هذه الأهداف وعلى رأسها الاخوان وكل الشرفاء فى الوطن. فيستدرج الاخوان للشوارع والميادين عبر عملية امنية مستفزة همجية فينزل الناس والتيارات الاسلامية فيتم ضربهم بعنف بدعوى حماية الديمقراطية والدولة المدنية من الرجعيين والمتطرفين وتعلن الاحكام العرفية… وباى باى ديمقراطية.. أو يتم بعدها انتخابات يظنوا انها لن تأتي بأحد من الاسلاميين، وتأتي بأشباه علي السلمي..
ليس هذا دفاعا عن أحد… ولكن أيضا ليس هذا وقت المزايدات على مواقف أناس شرفاء معلوم تضحايتهم خلال سنوات طويله، دفعوا خلالها من الدم والمال والجهد محتسبين هذا عند الله، أناس تربوا على "نحب أن يعلم قومنا أنهم احب إلينا من أنفسنا، وأنه حبيب إلى هذه النفوس أن تذهب فداء لعزتهم إن كان فيها الفداء، وأن تزهق ثمنا لمجدهم وكرامتهم ودينهم وآمالهم إن كان فيها الغناء" وهذ لا يعني أنهم بلا أخطاء، ولكن هناك فرق فى تصويب الاخطاء الناتجة عن سوء تقدير لبعض الامور، وبين الطعن فيهم وحسابهم على النوايا. 
والحل الوحيد أننا نخلص من المجلس العسكرى والحكومة ومن يتصدر المشهد غصبا الآن من وجوه كالحة لما يسمى النخبة، وأأمن طريق لهذا هو الانتخابات… إلغاء أو تأجيل الانتخابات سيعنى استمرار هذه الوجوه فى مناصبها وهو ضرر وضرار للبلاد والعباد.
بعض المخلصين يرون انه لابد من الهدوء قليلا حتى نتمكن بناء مصرنا الحبيبة وأنه الان بدأت مشاريع ذاتية كثيرة فى المجتمع فيجب ان نصبر قليلا حتى نرى اثرها… ولهؤلاء المخلصين الذين لا أشكك فى وطنيتهم، ارى ان هذه المشاريع قد تضيع هباءا إذا لم يكن هناك نظام سياسي يحميه من تغول أى طرف عليه.. ولن يكون هناك نظام سياسي أضمن من نظام منتخب من الشعب… لهذا السبب انتفض الشعب (او جزء منه) الجمعه الماضية لمطلب وحيد وهو تسليم السلطة للشعب عبر انتخابات مجلس الشعب وانتخابات رئاسية فى ابريل 2012… لأن البعض فى السلطه الحاليه وجزء من النخبة التي باعت نفسها يرى ان تحسين شروط العبودية قليلا عما سبق فى النظام السابق قد يفى بالأمر.. ولم يفهموا انها ثورة..
الثورة تعني استرداد واستقلال القرار للشعب المصري… هذا هو جوهر القضية… هم يريدون اعطاء الشعب جزء من القرار مع احتفاظ بعض المؤسسات بالجزء الآخر.. وهذا مرفوض جملة وتفصيلا … فنجاح الثورة فى استرداد القرار المصري بيد الشعب المصري
لك الله يامصر وشعب مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق