السبت، 18 فبراير 2012

نشر أسماء المفصولين من جماعة الاخوان المسلمين

نشرت جريدة الحرية والعدالة (التابعة لجماعة الاخوان المسلمين) بتاريخ 13-2-2012 أسماء المفصولين من جماعة الاخوان المسلمين، وأراه أمر غير مقبول وغير أخلاقى من وجهة نظرى… لماذا؟
اولا: فى أوربا والدول المتقدمة… تنشر الجمعيات أسماء أعضائها المنتسبين إليها وليس المفصولين منها.
ثانيا: فى أوربا والدول المتقدمة…. يعتبروا ماحدث تشهير بهذه الشخصيات ويستطيع هؤلاء رفع دعوى تشهير وتلزم الجمعية المعنية بنشر التحقيقات التى تمت بناءا عليها عملية الفصل.
ثالثا: فى اوربا والدول المتقدمة…. يراعوا البعد الاخلاقي لهذا الأمر، فكل عضو من هؤلاء له أسرة وأولاد وعمل وحياة كاملة يتم تشويهها بهذه البساطة.
رابعا: أول مرة أشوف موضوع نشر المفصول من عمله كان هنا -فى الكويت- حيث تنشر الشركة صورة وبيانات الشخص المفصول من الشركة بسبب هروبه منها مثلا والذى قد يمثل هروبه مشكلة قانونية ومالية لها، إذا كان هذا الشخص فى السابق يمثلها رسميا فى بعض المعاملات، فتلجأ الشركة لذلك نوعا من الحماية القانونية…. فمن من هؤلاء كان يمثل الجماعه رسميا
وأخيرا: فى الاسلام…. لايجوز التشهير وهى نوع من الغيبة واللمز لأشخاص برءاء، ولاأظن أنهم من الخطورة الشديدة على المجتمع بحيث يتم تحذير المجتمع منهم
إخوانى فى الله المسؤولين عن هذا النشر، أراه عدم توفيق وتشويه لصورة الجماعه وأخلاقياتها وآدابها، فنحن دعاة ولسنا قضاة، نختلف مع الناس بحب، قيمنا الاسلامية والحب فى الله والأخوة مقدمة على القيم التنظيمية (والتى أحترمها لضرورتها لاستمرار الجماعه قوية ومؤثرة) …. فرفقا بالشباب.. ولنحاول قراءة الواقع المتغير ومعطياته الجديده ويتسع صدورنا للشباب…. فهم لم يذهبوا لمذهب آخر أو عقيدة أخرى… بل يعملوا لنفس الأهداف ولكن برؤية أخرى قد يكونوا مصيبين أو مخطأين فيها… نسأل الله لهم التوفيق لخدمة دينهم ووطنهم.....
لا يقول أحد "الدعوة تنفى خبثها" وهؤلاء من "المتساقطون على الطريق" ….
فعلا "الدعوة تنفى خبثها"… وهؤلاء "المفصولين" لم يخرجوا من الدعوة ويقوموا بالدعوة لمنهج آخر وعقيدة أخرى، بل هم على نفس الدرب سائرين، ولكن بوسائل أخرى، وماحدث هو خروج من التنظيم لخلاف فى طريقة الادارة وأولوية الاهداف، فأرادوا أن يخدموا دعوتهم بأسلوب آخر أفضل -في ظنهم- ونسأل الله لهم ولنا الثبات على دينه ودعوته حتى الممات… وكم فينا وليس منا، وكم منا وليس فينا
ويجب أن نتثبت كثيرا في إطلاق الأحكام على شاكلة "متساقط" أو "معجب برأيه" أو "يحب الميكروفونات وبهرته أضواء الاعلام" إلى غيرها من الاتهامات التى تتصل بالنوايا والقلوب الذى لا يعلمها إلا الله… وسبحان من له الدوام … يعطينا الله عبرة وعظة كى نصحح بعض المفاهيم المغلوطة، فيشاء الله ألا يموت صاحب كتاب "المتساقطون على طريق الدعوة" أ/فتحى يكن (رحمه الله) إلا بعد أن يحدث خلاف إدارى (أيضا) بينه وبين جماعة الاخوان فى لبنان و"ينفصل" عن الجماعه… فهل نسمى هذا "تساقطا على طريق الدعوة" ؟؟؟؟؟ هل الشيخ/ القرضاوى والغزالى وسيد سابق والباقورى وابراهيم الزعفراني وعبدالمنعم ابو الفتوح واسلام لطفى…. وغيرهم من المتساقطين؟ لماذا؟ هل يدعون الى الشيوعية أو العلمانية؟
التساقط ياسادة يكون فى الانحراف عن الدعوة إلى دعوات غيرها… يكون بمحاربة الدعوة وتشويهها..
  • أما من "ينفصل" عن "التنظيم" وليس عن الدعوة، لأسباب شخصية كعدم القدرة على بذل تضحيات معينة أو خوف من بطش سلطة ما او غيرها… فهذا اختياره وله أن ينصر الدعوة فى مجال آخر (ولنتذكر سيدنا حسان بن ثابت شاعر الاسلام الأول والذى لم يكن له خبرة ولا دراية بالجهاد بالسيف) والأصل أننا –كجماعه- نسع الجميع بمختلف قدراتهم ونوظفها فيما يناسب هذا الشخص، وليس توظيفها فيما نفترضه نحن من قالب معين لا نرضى بغيره، فالرسول (ص) كان يوظف أصحابه كل فى مايجيده ويتخصص فيه ويشعر كل واحد بأهميته وأهميته دوره، وإذا أراد أحدا أن يأخذ دورا لا يناسبه يرفق به ويبين له (أبو ذر فى طلب الولايه) سبب عدم اختياره، ونجد مثلا سيدنا خالد بن الوليد (سيف الله المسلول) ويقال أنه كان لايحفظ كثيرا من القرآن لانشغاله بالجهاد، ونجد عبدالله بن مسعود (أول من أسمع قريشا القرآن جهرا)، ونجد حسان بن ثابت (شاعر الاسلام) لايجيد فنون القتال والحرب ولكنه يجيد فن الشعر والدفاع "الاعلامي" عن الاسلام وأهله…. والأمثلة كثيرة.
  • أو "ينفصل" عن "التنظيم" وليس عن الدعوة، لأسباب إدارية داخل التنظيم فهذا حقه -وإن كنت أفضل الصبر ومحاولة الاصلاح من الداخل- وله أن يخرج من التنظيم لمحاولة تطبيق مايراه صوابا لمصلحة الدعوة دون تخوين منا أو تشويه، بل ونسأل الله له التوفيق، بل وقد ننسق معا فى بعض الفعاليات المشتركة، لأننا على نفس الدرب وإن اختلف أسلوب ووسيلة كل منا…
  • أو "ينفصل" عن "التنظيم" وليس الدعوة، لأسباب وأهواء نفسية، وهذه متروكة إلى الله، لايستطيع بشر أن يعلمها أو يجزم بها، فنكله إلى الله ونتودد إليه ويظل حبل الأخوة والحب فى الله ممدود لاينقطع، فالانتماء إلى الاسلام يعلو الانتماء الى تنظيم ما، وحق المسلم على المسلم يعلو حقوق التنظيم…
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك.. وثبت قلوبنا على دينك ودعوتك… ووفق كل العاملين لرفعة ديننا ووطننا لما فيه الخير ورضاك.. واغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان… واحفظ جماغتنا ووفق قادتنا لما فيه خير البلاد والعباد…

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق