الاثنين، 27 فبراير 2012

ليه كده ياأبو الفتوح!!…. د.أكرم رضا


 من يعرف الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أو تعامل معه مرات قليلة بل من تابعه في حواراته ومواقفه يستطيع بكل بساطة أن يتصور السيناريو الذي تم به الاعتداء عليه
وسواء كان السبب سياسي أوجريمة سرقة فالسيناريو واحد
أي إنسان مهما كان موقفه أو موقعه في هذا الحدث سوف يناور أو يسايس او يحتمي بمرافقيه ولكن أبو الفتوح مختلف فهو يأبى أن يكون هناك اعتداء من حيث المبدأ بل ويسارع ليواجه هذه الفئة المتمادية ناسيا تماما أنه قرب الستين أو جاوزها وأن هناك مرض في القلب وأنهم مسلحون وهو أعزل وأنهم أعجزوا مرافقه السائق وأنه للأسف وحده دون كوكبة من المريدين والمتطوعين والراغبين ومدراء الحملة ورعاة التاييد لحمايته.
نزل أبو الفتوح من السيارة رغم ذلك كله وبدأ يقاوم للأسف وهو أعزل لا يحمل إلا سلاحا واحدا يستشعر فيه كل قوته : سلاح الحق الذي اقتنع به. 


نفس السلاح الذي جعله وهو شاب لا حول له ولا قوة يقف أمام أكبر رأس في الدولة لا ينتقي الكلمات لا يناور لا يسايس لا يتجمل يقول ما رآه من وجهة نظره أنه الحق ويومها قلنا رغم اعتزازنا بموقفه : ليه كده يا أبو الفتوح!!

نفس السلاح الذي أوقعه مع اخوانه في ما عكر الصفو وهو يتخذ المواقف ويدلي بالتصريحات القوية التي لو ترك أي واحد منهم نفسه لقال مثلها ولكن هو الالتزام ومراعاة الحال وفقه الأولويات والموازنات وأخف الضررين الذي كان هو نفسه يعلمه لتلامذته حيث يعاقبهم على مخالفة قائدهم حتى لو كان هوالمخطيء بالزحف على الرمال ويقول بصوته الجهوري المجلجل: التقدم على الصف مثل التأخر عنه يا شباب … النتيجة صف أعوج!
ويومها قلنا له : ليه كده ياأبو الفتوح!!


ولكن عند الموقف لا يتذكر أبو الفتوح الا انه يجب أن يعلن الحق الذي يراه "أنه يجب أن يكون هناك رجل قوي يحمل المشروع متكاملا تدعمه قوة شعبية واعية لضبط البلاد هذه المرحلة "ويدافع عنه بكل قوة ولو خالفه الجميع وقلنا له ايضا يومها : ليه كده يا ابو الفتوح!!
حتى عندما لجأ إليه أحد تلامذته لحل مشكلة زوجته التي غضبت وذهبت لبيت أبيها وارتضت هي بتدخله كان أول ما فعل قبل أن يسمع لهما أن قال لها: "تفضلي وعودي الى بيتك بعد إذن أبيك" - الذي رحب بالطبع -ونذكره وهو يقف بعيدا عن زوجها وهي تخرج من باب البيت تحمل حاجاتها يتعلق بها أطفالها وتتوجه إليه فيبتسم ابتسامته المغضبة ويشير نحو زوجها ويقول :زوجك هناك!! وسوف أحضر لزيارتكم غدا
ولم يحتاج ان يذهب غدا ولم يدخل في قيل وقال لأن هذا هو الحق الذي يراه أن ضبط العقول والموازين هو افضل حل للمشكلات
ويومها لم نقل له : ليه كده يأ أبو الفتوح!!


ومن أطرف ما أذكره هنا يوم جلس يستمع لخطيب شاب من تلامذته يصول ويجول فوق المنبر واضطرته الظروف أن لا ينتظر لتحيته ضمن ذلك الحشد من المعجبين به فأرسل صديقا مشتركا بينهما ليبلغه تحياته وإعجابه بأدائه ثم مال على أذنه وقال له مبتسما الدكتور عبد المنعم يقول لك (لف خمس لفات حول المسجد) وهي رسالة لا يفهمها إلا من عانى الإخلاص ولغة لا يدركها إلا صيارفة النيات وخبراء كشف الذائف منها!!) وابتسم الخطيب الشاب وقال وهو يضرب كف بكف : ليه كده يا أبو الفتوح!!!
هذه شذرات قد تبين طبيعة (أبو الفتوح) وطريقة مواجهته للمواقف والذي عاشره وتعامل معه في مواقفه المختلفة يدرك أكثر من ذلك ولكنها لمحات خفيفة تناسب رقة سرير المرض فلم نذكر مواقفه العملية الضخمة في كل ما شارك فيه ويعلمه الكثيرون.


ومن هنا نستطيع أن نتخيل ما تم في هذا الحادث أن (أبو الفتوح) نسي كل شيء إلا الحق ولم يحسب لتفوق خصمه في القوة حساب فنزل من سيارته واتجه الى الجناة يعرفهم في البدأ بنفسه بقوة ولكنهم جاؤا لتحقيق هدف معين . فلم يبالي وبدأ الاسد العجوز يقاوم في موقف كانت السياسة فيه أولى والمهادنة اولى وتأجيل الحق الكامل أولى من وجهة نظر آخرين إلا أن (أبو الفتوح) لا يذكر عند المواجهة شيء من ذلك لا يذكر الى أن يقاوم.


واحتدم الصراع وثار الاسد العجوز ولم يكن مقصد المعتدين قتله سواء كانوا سياسيين فكان يكفيهم رسالة الإرهاب المستمرة التي يريدون أن تعلن في البلاد أو كانوا مجرميين سارقين يريدون أن لا تتسع الجريمة الى قتل ويضربونه ليعجزوا مقاومته ولكن احتاج الجبل الثائر حتى يهمد وينهد الى عدة ضربات على رأسه الأشم وعلى جسده بمؤخرة البندقية حتى يهمد وينهار ويتهاوى ويترك مقاومته 
 …. وأراه وهو يذهب في إغمائته يمد يده مقاوما عنيدا.
ليه كده ياأبو الفتوح!!
ولكن لن تجدي معك تساؤلات فهذا أنت !
حبيبي وأستاذي منعني البعد من عيادتك ولكني أعودك على الاوراق وحتى نلتقي أقول لك طهور إن شاء الله وتعيش وتاخد غيرها يابطل
وفقك الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق