الجمعة، 3 فبراير 2012

مخاوف فى قلبى……. معتز بالله عبد الفتاح


نفسى أتصدق على وطنى بالعمل فى صمت. نفسى أخدم مصر بأن أكف أذاى عنها. نفسى أخدم بلدى بأن أتوقف عن الكلام الكثير والرغى غير المفيد وانتقاد الآخرين والمبالغة فى تصوير عيوبهم وكأننى قديس وغيرى إبليس.

نفسى أحترم آراء شركائى فى الوطن دون أن أدعى أننى الأمين على مصلحة الوطن وهم الخائنون لها. نفسى أن نتمهل قبل رد الفعل والسعى لتصدر المشهد بمناسبة أو بدون مناسبة.
يبدو أن هذا أمر معقد وصعب المنال. ولأننى لم أعد أعرف كيف أعالج هذا الكم من الأخطاء بدأت أستشعر قلقا متزايدا أن قدرتى على الصمود بدأت تضعف أولا من كثرة الكلام والمزايدات والمشاحنات والمبالغات وثانيا نتيجة إحساسى أننا فقدنا القدرة على التمييز بين الكلام لمجرد الكلام وبين الكلام المفيد المحدد الهدف الواضح الرؤية.

أخت عزيزة متخصصة فى الاقتصاد أرسلت لى رسالة بليغة تلخص بعضا مما استنتجته بعد اجتماع سريع لمناقشة مشروع جديد لبيت الحكمة عن فهم دهاليز ومن ثم إصلاح الموازنة العامة المصرية، قالت فيها: «إن الرجل يُحرم الرزق بذنب يذنبه، إن صح الحديث، كذلك المجتمع يُحرم المصلحين بسوء أخلاقه. فلا تجعلنى أتيقن أننا أسوأ من أن نستحق التغيير للأفضل، وهو ما سيصبح مؤكدا لو أعلنت يأسك. أشهد لك بطول البال والجلد بصراحة. وأن مطالبتنا لك بالتواجد واستمرار المحاولات فيه أنانية منا، لكنى كذلك لا أريدك أن تخرج من غرفة العمليات لتعلن موت المريض. لدى الكثير لأقوله لكنى أشفق على وقتك. ربنا يعينك ويكرمك بإنك تشوف ثمار جهودك، وخلينى أقول ان ده مش دعاء لحضرتك أد ما هو دعاء لينا إحنا».

كلام أختى العزيزة يلخص فى جوانبه جزء من المعضلة التى نواجهها. أحيانا تكون المشكلة فى نقص المصلحين، ولكن المشكلة فى مصر كثرة الخَلق وندرة الخُلُق.عندى حكايات كثيرة تؤكد أن المقومات الأخلاقية والفكرية للنهضة قليلة عند قطاع منا وستحتاج جهدا كبيرا لإيجادها، ولكن لا بد من المحاولة واستمرار المحاولة.

البلد بحاجة لدولة تعمل لمصلحتها، والثورة بحاجة لقيادة توحد وجهتها، والنهضة بحاجة لعلماء يحسنون التخطيط لها، والناس بحاجة لأن يستوعبوا أن عليهم التزامات لا بد أن يقوموا بها.
هل نحن مستعدون لتفهم هذا؟ هل نحن مستعدون لأن نعطى لأنفسنا الفرصة كى نتعرف على فرصنا؟ هل بيننا من يملك القدرة على أن يرى فى الآخرين بعضا من الخير؟ هل نحن قادرون على أن ندخل فى حالة من التضحية المتبادلة من أجل مستقبل أفضل؟ هل من الممكن أن نعطى البرلمان المنتخب فرصته كى يقوم بدوره؟ هل من الممكن أن نحترم قرار الأغلبية؟ هل من الممكن أن نحترم مؤسساتنا الدستورية وألا نعيش القادم من حياتنا بمنطق لى الذراع؟ هل من الممكن أن نختلف وأن نحترم للناس حقها فى أن يكونوا مختلفين عنا؟ هل من الممكن أن نقول «لا أعرف» حين لا نعرف؟ هل من الممكن نقول «متأسف» حين نفعل ما يدعوا للتأسف؟ هل….؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق