الأحد، 8 أبريل 2012

بالحب كسرت قيودي……. محمود صقر

أنا السجين أبحث عن خلاصي، نفسي تقيدني، تحصرني في ذاتي، تشدني إلي الطين الذي منه خلقت، تحاصرني بشهواتي، حتى أحلامي لا تتجاوز حدود ذاتي.

يا نفس: إلي متى أعيش في سجنك؟ روحي تريد الخلاص، تتوق إلي الفضاء، تتطلع إلي السماء، تشدني إلي نفخة روح الإله.
أين الخلاص يا رب؟
إنني أشهد في نفسي صراعا وعراكا
وأرى ذاتي شيطانا  وأحيانا ملاكا
هل أنا شخصان يأبي ذاك مع هذا اشتراكا
أم تراني واهما فيما أراه؟
لست أدرى!!!


أنا الإنسان الذي عشت أحلم بالطيران، بعقلي وعلمي كسرت قانون الجاذبية و طرت، ولكن روحي التي تريد الطيران عاجزة أمام نفسي!!
ولكن لم أيأس وظللت أبحث عن طريق خلاصي من سجن نفسي.
وأخيرا وجدت طريقي، إنه الحب … ،


بالحب سأكسر قيودي، بالحب سأخرج من حدود ذاتي.
النفس قيد داخلي يحتاج إلي تفجير من الداخل
وجدت الحب قوة تدفعني خارج حدود نفسي.
بالحب ضحيت بمصالحي، ومنافعي، وحتى بحياتي من أجل غيري
بالحب حققت إيماني: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
بالحب أهتف في كل صباح :
" اللهم ما أصبح بى من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك ، فلك الحمد و لك الشكر ".
 بالحب: فسح الله في فؤادي فلا أرضى من الحب و الوداد بديلا
في فؤادي لكل ضيف مكان فكن الضيف مؤنسا أو ثقيلا


أنا ارتقيت بالحب حتى:
نسخت بحبي أية العشق من قلبي فأهل الهوى جندي وحكمي على الكل
وكل فتى يهوى فأنى إمامه و إني برئ من فتى سامع العذل
ولي فالهوى علم تجل صفاته ومن لم يفقه الحب فهو في جهل
إذا جاد أقوام بمال رأيتهم يجودون بالأرواح منهم بلا بخل
أنا لن أكون بعد اليوم كالتينة الحمقاء، بل سأهتف من أعماق قلبي
من ليس يسخو بما تسخو الحياة به فهو أحمق بالحرص ينتحر.
أنا لن أقول بعد اليوم:
إذا مت ظمأنا فلا نزل القطر
و لكن سأقول دوما:
فلا نزلت علىً ولا بأرضي سحائب لم تنتظم البلادا
أنا اكتشفت نفسي، و فككت أسري، و أطلقت روحي.
نثرت الحب عبيرا، و بالحب و الوداد لم أعد أسيرا.


أنا الآن و الآن فقط عدت إنسانا.
هنئوني يا رفاقي، فقد كسرت بالحب قيودي، و خرجت من سجن نفسي.
هنئوني يا رفاقي، فبالحب اقتحمت العقبة، أتدرون ما العقبة التي حصرتني في سجن ذاتي؟
"فك رقبة، أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة، ثم كان من الذين أمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة".
هنئوني يا رفاقي ،فبالحب أصبحت أعمل للناس في سبيل الله أكثر مما أعمل لنفسي
هنئوني يا رفاقي فبالحب صغرت نفسي حتى صار "الموت في سبيل الله أسمى أمانيَ"
أنا الآن والآن فقط استحق التهنئة ، فقد عادت لي إنسانيتي، و أصبحت بحق أستحق لقب
"إنسان"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق