الأحد، 15 مايو 2011

نص الحوار عبد المنعم أبو الفتوح لأخبار اليوم السبت 14-05-2011


حوار الأستاذ : محمد الزرقاني

< ‬في البداية سألت د.عبدالمنعم أبوالفتوح‮: ‬كيف تري مصر الآن بعد نجاح الثورة ؟

قال‮: ‬اؤكد ان مصر بعد ‮٥٢ ‬يناير لن تعود للخلف علي الاطلاق‮.. ‬فعندما ينزل ما يقرب من ‮٨١ ‬مليون مصري إلي الشارع،‮ ‬ويطالبون
 باسقاط النظام،‮ ‬وينجح الشعب بفضل الله في إسقاط النظام،‮ ‬فإن ذلك يعني أن الشعب أراد بالفعل نظاما جديدا بدلا من النظام الفاسد،‮ ‬نظاما ديمقراطيا‮ ‬أمينا علي ثروة مصر،‮ ‬ويحمي هذه الثروة ويعيد توزيعها علي الشعب بعدالة‮.. ‬ولذلك فأنا متفائل بما يتم الآن في هذه المرحلة الانتقالية،‮ ‬حيث تم اسقاط نظام مستبدكتم علي أنفاسنا ‮٠٣ ‬عاما،‮ ‬ليأتي نظام جديد متطور بأفكاره وتوجهاته،‮ ‬ويختاره الشعب بطريقته وكما يريده،‮ ‬وتم اسقاط دسور كان يتصف بالاستبداد والانحراف،‮ ‬لنأتي بدستور يمثل الشعب المصري ويضمن حرياته،‮ ‬ويعبر عن قيمه ومبادئه‮.. ‬ولكن أي دولة حين تمر بمثل هذه المرحلة الانتقالية،‮ ‬لابد أن تحدث تقلبات،‮ ‬لأن هناك‮ »‬ناس‮« ‬من أصحاب الخبرات القديمة في الفساد،‮ ‬لن يستسلموا بسهولة،‮ ‬وهناك‮ »‬ناس‮« ‬في الاجهزة المختلفة كل الاجهزة بلا استثناء كانوا مرتبطين بالنظام السابق،‮ ‬ومصالحهم الحرام التي لم يكن لهم حق فيها أضيرت،‮ ‬وهؤلاء لابد أن يضعوا العراقيل أمام الثورة والمستقبل،‮ ‬ولكن الشعب لن يمكنهم من ذلك‮.. ‬ومثال علي ذلك ما حدث في صول وفي إمبابة وفي مسجد النور‮.‬
تحديات ثلاثة
‮< ‬وهل‮ ‬تري‮ ‬هناك تحديات تواجهها مصر في هذه المرحلة الانتقالية؟
هناك بالفعل ثلاثة تحديات خطيرة تواجهها مصر،‮ ‬ويجب علي كل الوطنيين المخلصين أن يعملوا علي تجاوزها‮.. ‬والتحدي الأول والأهم،‮ ‬هو الانهيار الاقتصادي،‮ ‬والحمد لله بدأت عجلة الإنتاج في الدوران من جديد،‮ ‬لانقاذ الوطن،‮ ‬وهذا التحدي لابد من مواجهته بالمزيد من الإنتاج في الزراعة والصناعة،‮ ‬وبمنع المظاهرات الفئوية،‮ ‬وصحيح أن الناس لها حقوق،‮ ‬إلا أننا نمر بمرحلة انتقالية،‮ ‬وعلينا أن نتحمل من أجل انقاذ تورثنا،‮ ‬والحقيقة أننا عندما طلبنا ذلك،‮ ‬فقد استجاب الكثيرون‮.‬
أما التحدي الثاني،‮ ‬فهو الانهيار أو الانفلات الأمني،‮ ‬وقد بدأ ذلك يعالج بعودة الشرطة‮.. ‬ولكنني أريد أن أوجه كلامي لضباط الشرطة،‮ ‬فليس هناك دولة بدون أمن،‮ ‬والشرطة كجهاز أمني يعتز بها الشعب ويحترمها،‮ ‬وثورته كانت ضد الجزء القمعي بالشرطة،‮ ‬وهو جهاز أمن الدولة،‮ ‬والشعب مُصّر علي ألا يعود هذا الجهاز تحت أي مسمي،‮ ‬وألا يعود نفس الأفراد بهذا الجهاز بنفس السياسات ونفس العقلية‮.. ‬وبالتالي فعلي جهاز الشرطة أن يمارس دوره بكل وطنية وبكل طاقته،‮ ‬وهذا واجبه،‮ ‬لأن هناك من يشعر أن الشرطة إذا كانت قد عادت،‮ ‬فإنها مازالت‮ »‬واقفة تتفرج‮ ‬علي الانفلات الأمني وعلي سطوة البلطجة والبلطجية،‮ ‬ولكن أنا بصفة شخصية لا أظن ذلك،‮ ‬فجهاز الشرطة جهاز وطني،‮ ‬وسوف يعود لممارسة دوره بكل قوة وبكل حزم واخلاص،‮ ‬لأن ذلك هو دوره الحقيقي،‮ ‬أن يحافظ علي أمن وطنه وأهله وناسه‮.

 والتحدي الثالث،‮ ‬هو تحدي الفتنة الطائفية،‮ ‬فهناك من يسعي بكل قوته لكي يصور أن مصر تموج بصراع طائفي حاد،‮ ‬وهذا‮ ‬غير صحيح،‮ ‬بدليل أن ‮٨١ ‬مليونا من المصريين المسلمين والمسيحيين،‮ ‬كانوا في الشارع منذ يوم ‮٥٢ ‬يناير وحتي ‮١١ ‬فبراير،‮ ‬في ظل‮ ‬غياب كامل للأمن،‮ ‬ولم يحدث أي عدوان علي كنيسة أو مسجد،‮ ‬ولم يحدث أي عدوان علي مسلم أو مسيحي‮.. ‬إذن ما حدث في صول أو في إمبابة،‮ ‬هو شيء مصنوع لاعاقة مسيرة الحريات والديمقراطية،‮ ‬وعلاجه يكون بتحدي الفتنة،‮ ‬ويكون ذلك بضرورة أن تأخذ العدالة مجراها،‮ ‬وليس بمجرد‮ »‬التبويس‮«‬،‮ ‬بين القساوسة والشيوخ‮.. ‬ومن يخطيء لابد أن يقدم للعدالة،‮ ‬مهما كان مقامه كبيرا أو صغيرا،‮ ‬وحتي لو ان شيخ الازهر اخطأ فلابد أن يقدم للمحاكمة ولو أن البابا شنودة أخطأ يقدم للعدالة،‮ ‬فلا أحد يجب أن يكون كبيرا علي العدالة‮.. ‬ولابد أن تكون القيادات الروحية بعيدة عن الزعامات السياسية،‮ ‬سواء كانت هذه القيادة الروحية ممثلة في شيخ الأزهر،‮ ‬أو ممثلة في قادة الكنيسة المصرية،‮ ‬وهي كنيسة وطنية طوال تاريخها،‮ ‬واعتقد أن كلا من القيادتين يوافق علي ذلك‮. ‬وتهدف دعوتي تلك،‮ ‬حتي لا يختلط العمل الدعوي بالعمل الحزبي،‮ ‬وهذا ما طالبت به حتي في حق الإخوان المسلمين،‮ ‬أن ينفصل العمل الدعوي بالنسبة لها عن العمل الحزبي،‮ ‬وكل يمارس دوره بعيدا عن الآخر،‮ ‬ولو نجحنا في ذلك بإذن الله فلن تنجح الثورة المضادة في مصر أبدا إن شاء الله‮.‬

الترشح للرئاسة
‮< ‬هيا بنا إلي موضوعنا الاساسي،‮ ‬فالكثيرون يتحدثون عن ترشيحك لرئاسة الجمهورية‮.. ‬فهل اتخذت قرارك في هذا الشأن؟
يمكن‮ ‬أن أقول انه من الناحية المبدئية،‮ ‬قد قررت أن ارشح نفسي بالفعل لانتخابات رئاسة الجمهورية،‮ ‬ولكن القرار النهائي سيكون عندما يصدر قانون الانتخابات الرئاسية ونري كيف سيكون شكله،‮ ‬وكيف سيكون النظام السياسي في مصر،‮ ‬هل سيكون برلمانيا أم رئاسيا أم برلمانيا رئاسيا‮.. ‬وأنا علي المستوي الشخصي،‮ ‬أتمني أن يكون نظامنا رئاسيا برلمانيا،‮ ‬لأن النظام الرئاسي جربناه وصنع‮ »‬فراعين‮«‬،‮ ‬فلا تريده مرة أخري،‮ ‬والنظام البرلماني لا يصلح لنا في مصر،‮ ‬لانه يخشي أن يستقل أي حزب من الأحزاب بإدارة البلد،‮ ‬أما في النظام الرئاسي البرلماني فإنه يحدث قدر من التوازن الذي لا يجعلنا نقع في حبال الفرعون،‮ ‬ولا نقع في حبال حزب من الأحزاب أيا كان اتجاهه‮.. ‬وأتمني أن يكون نظامنا السياسي شبيها بالنظام الفرنسي البرلماني الرئاسي،‮ ‬وليس النظام البريطاني البرلماني،‮ ‬ولا الأمريكي الرئاسي‮.‬
‮< ‬وهل يعني ذلك أنك مازلت مترددا،‮ ‬خاصة أن هناك من أعلن ترشحه بالفعل؟
قد أكون بالفعل مازلت مترددا،‮ ‬ولكنني أتعامل منذ الآن علي أنني مرشح للرئاسة،‮ ‬وبعد الانتخابات البرلمانية سوف يكون القرار نهائيا،‮ ‬وأتقدم بأوراق ترشيحي وأصبح مرشحا حقيقيا‮. ‬أما إلي الآن فمازلت أنا وغيري مثل الدكتور محمد البرادعي أو عمرو موسي،‮ ‬فلكنا مازلنا مرشحين افتراضيين‮.‬

دعم الإخوان
‮< ‬هل يرجع ترددك إلي عدم دعم جماعة‮ »‬الإخوان المسلمين‮«‬،‮ ‬لك إذا ترشحت للرئاسة،‮ ‬وذلك بحسب ما أكده المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام؟
هذا ليس صحيحا،‮ ‬ولم يكن ما قيل مجرد تصريح للمهندس خيرت الشاطر،‮ ‬ولكنه قرار اتخذته جماعة‮ »‬الإخوان المسلمين‮«‬،‮ ‬وشاركت أنا في اتخاذه،‮ ‬وهو أن الإخوان المسلمين ليس لهم مرشح للرئاسة‮.. ‬وقد ناديت‮ ‬ مثلما قلت بفصل العمل الدعوي عن العمل الحزبي،‮ ‬وكان ذلك منذ أربع سنوات‮..‬
والحمد لله فقد تحقق الآن ما ناديت به،‮ ‬وأصبح هناك حزب منفصل عن الجماعة،‮ ‬وبالتالي فإن العمل السياسي والمنافسة علي السلطة السياسية سواء علي رئاسة الجمهورية أو البرلمان سيمارسه حزب‮ »‬الحرية والعدالة‮«‬،‮ ‬والنشاط الدعوي ستمارسه الجماعة،‮ ‬أي أن الجماعة الآن لا علاقة لها بترشيح أي مرشح سواء للرئاسة أو البرلمان،‮ ‬ولن يكون لها علاقة بالحكومة،‮ ‬أو بالأداء الإداري للدولة،‮ ‬وإنما يمكن أن تقول رأيها في القضايا العامة وذلك من خلال المرجعية التي تعمل بها،‮ ‬وهذا هو واجبها فقط‮.. ‬أما الحزب‮ ‬ الحرية والعدالة فهو أو‮ ‬غيره من الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية مثل حزب النهضة أو حزب الوسط فهو الذي يمارس السياسة،‮ ‬ويعلن أن له مرشحا أو ليس له مرشح‮.‬

‮< ‬ولكن معني ترشحك بالرغم مما قلته،‮ ‬أنك واثق أن‮ »‬الإخوان المسلمين‮« ‬سوف يعطونك أصواتهم‮.‬
لست واثقا من ذلك‮.‬
‮ < ‬من الصعب أن تخوض الانتخابات وأنت لست واثقا من دعم‮ »‬الإخوان المسلمين‮« ‬لك،‮ ‬علي الأقل كأفراد‮!.‬
أقول بكل وضوح أنني لست مرشحا للإخوان المسلمين ولا أي حزب من الأحزاب،‮ ‬وقد قلت من البداية انني إذا قررت أن أترشح فسوف أكون مستقلا ومرشحا لمصر كلها،‮ ‬أما أن يعطيني أفراد الإخوان المسلمين أصواتهم،‮ ‬أو السلفيون أو الاخوة المسيحيون أو الليبراليون،‮ ‬فأنا اتمني أن أحوز علي أصوات الجميع،‮ ‬وأنا مصر علي أن أكون مرشحا لمصر واتمني الحصول علي اجماع الأصوات،‮ ‬ليس بمعني‮ »٠٠١‬٪‮«‬،‮ ‬لأنه لن يحرز أي مرشح هذه النسبة،‮ ‬ولكن ما يهمني هو ثقة الناس من جميع الاتجاهات،‮ ‬وحتي إذا لم أنجح فسوف يكفيني أن أحصل علي أصوات من جميع الأطياف والاتجاهات السياسية‮.‬

الإسلام الوسطي
‮< ‬قرأت آراء عديدة تؤكد أن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح يتمتع بكل الصفات التي تؤهله ليصبح رئيسا للجمهورية،‮ ‬ولكن انتماءه لجماعة الإخوان،‮ ‬سوف يقف عائقا أمامه‮.‬
أنا لا أتصور أن ذلك سوف يكون عائقا،‮ ‬وأؤكد ثانية انني سوف أكون مرشحا مستقلا،‮ ‬واعني بمستقل أنني لن أمثل الإخوان في هذا الشأن مطلقا‮.‬

‮< ‬ولكن إذا أصبحت رئيسا للجمهورية،‮ ‬فأين سيكون موقع‮ »‬الإخوان المسلمين‮« ‬داخل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح؟
الإخوان المسلمون هم أصحاب فكرة،‮ ‬وأصحاب فكر يمثل الإسلام الوسطي المعتدل والمتسامح‮.. ‬والإنسان لا يمكن أن يتخلي عن فكرته أو عن فكره،‮ ‬وإلا يصبح مخادعا لناسه وأهله‮.. ‬أما كإدارة فستكون جماعة‮ »‬الإخوان المسلمين‮«‬،‮ ‬مثل الجمعيات أو الجهات الدعوية الأخري،‮ ‬ويستوي في ذلك الإخوان المسلمون،‮ ‬مع الجمعية الشرعية،‮ ‬مع الجمعيات الصوفية،‮ ‬مع الاخوة السلفيين،‮ ‬مع الجماعة الإسلامية،‮ ‬وهذه كلها جماعات لها كل الاحترام والتقدير،‮ ‬ويمكنها أن تقوم بالعمل الدعوي أو الاجتماعي أو التربوي بين أفراد الشعب المصري،‮ ‬دون أن يكون لها تدخل في المسائل الحزبية،‮ ‬أما من يريد أن يعمل بالسياسة أو يتدخل في الحياة الحزبية،‮ ‬فليعمل له حزبا‮.‬
‮< ‬ولكن كيف ينشيء الإخوان المسلمون حزبا ولا يكون تابعا لهم؟
هو ليس حزبا للإخوان المسلمين‮.‬
‮< ‬فلنقل تابعا للإخوان المسلمين‮.‬
ولا تابع للإخوان المسلمين‮!‬
‮< ‬إذن ماذا نقول عنه؟
إنه حزب مستقل عن الإخوان المسلمين،‮ ‬وصحيح أنهم ساعدوه علي القيام،‮ ‬ولكنه سيكون مستقلا تماما عنهم فهو مفتوح لكل المصريين‮.. ‬ولن يكون تحت قيادة الإخوان أو تابعا لهم،‮ ‬وستكون علاقتهم به مثل علاقتهم بحزب النهضة أو حزب الوسط،‮ ‬أو أي حزب آخر يكون قريبا في أفكاره منهم‮.. ‬واؤكد أن الإخوان لن يديروا حزب‮ »‬الحرية والعدالة‮« ‬وقد اعترضت علي تعيين رئيس الحزب أو نائبه أو الأمين العام للحزب من قبل الإخوان،‮ ‬لأن ذلك كان بمثابة خطأ،‮ ‬وان كان هناك مبرر لهم،‮ ‬أن هذه كانت البداية لمساعدة الحزب،‮ ‬ولكن بعد ذلك سوف تنتخب مؤسسات الحزب رئيسها وكل هيئة الحزب،‮ ‬ويصبح ما يجري حاليا مجرد مرحلة انتقالية‮.‬

أنا والإخوان
‮< ‬وإذا أصبحت رئيسا للجمهورية،‮ ‬هل ستظل منتميا للإخوان؟
طبعا،‮ ‬سأظل منتميا للجماعة كفكرة وكمدرسة‮.‬
‮< ‬ولكن هل يمكن أن يصبح المرشد العام للإخوان أيا كان في هذه الحالة رئيسا لرئيس الجمهورية؟
لن يكون ذلك‮.. ‬وأنا كطبيب،‮ ‬ونقيب الأطباء بمثابة رئيس لي،‮ ‬وإذا أصبحت رئيسا للجمهورية فسأظل عضوا بنقابة الأطباء،‮ ‬ولن يكون نقيب الأطباء رئيسا لي إلا في النقابة فقط‮.‬
‮ < ‬قلت إنك سوف تترشح مستقلا،‮ ‬فماذا لو أصبحت مصر دولة برلمانية؟
أنا اؤيد النظام الرئاسي البرلماني،‮ ‬وفي هذا النظام يكون رئيس الجمهورية مستقلا عن الأحزاب،‮ ‬ومصر بطبيعتها وطبيعة شعبها تحب أن يكون من يرأسها رمزا لها،‮ ‬ولا يكون تابعا لأي حزب من الأحزاب دون الأحزاب الأخري،‮ ‬وأنا أتماشي مع الطبيعة المصرية،‮ ‬وهذا سبب حرصي علي الاستقلال في كل شيء‮.. ‬أما لو أصبحت مصر دولة برلمانية كما تقول فإنني لن أترشح لمنصب الرئاسة حينئذ‮.‬

أنا والمسيحيون
‮< ‬وكيف تري موقف الاخوة المسيحيين منك؟‮.. ‬وهل تثق أن ما تقوله بأنك ستكون مرشح جميع المصريين يمكن أن يقنعهم؟‮.. ‬أم أن انتماءك للإخوان المسلمين سوف يؤثر علي أصواتهم؟
أنا أتصور أن علاقتي ظلت علي مدي ‮٠٤ ‬عاما مليئة بالثقة،‮ ‬منذ أن كنت طالبا بكلية الطب،‮ ‬أو رئيسا لاتحاد طلاب الجامعة،‮ ‬أو أمينا عاما لنقابة الأطباء ثم اتحاد الأطباء العرب‮.. ‬وكانت دائما علاقتي بالمسيحيين كمواطنين أو كنيسة مبنية علي أسس أخلاقية متينة جدا‮.. ‬واعتقد أن المسيحيين لا يتشككون أبدا في أن د.عبدالمنعم أبوالفتوح مصري من أقرب الناس إليهم،‮ ‬وأنا لا أقول هذا الكلام من باب الشعارات،‮ ‬ولو نظمت‮ »‬أخبار اليوم‮« ‬استطلاع رأي لتأكدت أنني سوف أنال أصوات مسيحيين عديدين‮.‬
‮< ‬هناك في مصر الآن العديد من الفصائل الإسلامية،‮ ‬وبعضها علي خلاف،‮ ‬فهل يمكن أن يؤدي ذلك إلي صراع بينها؟‮.. ‬وهل تري أنها لابد أن تتفق؟
الفصائل الإسلامية الموجودة ليست في حاجة لاتحاد أو اتفاق،‮ ‬ومادامت‮ »‬سلمية‮« ‬فهذا شيء إيجابي،‮ ‬ولا يجب أن ننزعج من التعددية،‮ ‬ونحن في سبيلنا لنظام ديمقراطي وأهم دعائم الديمقراطية هو التعددية وهي من صفات الإسلام،‮ ‬ومن حق كل فصيل إسلامي أن تكون له رؤية الإخوان لهم رؤيتهم،‮ ‬والصوفية لهم رؤيتهم،‮ ‬والسلفيون لهم رؤيتهم،‮ ‬والجمعية الشرعية لها رؤيتها‮.. ‬والمهم أن يكون أداؤهم جميعا سلميا يلتزم بالموضوعية والديمقراطية وأدب الحوار‮.‬

صفات الرئيس
‮< ‬لو لم تترشح للرئاسة،‮ ‬ما هي الصفات التي تريدها في رئيس الجمهورية القادم؟
أتمني أن يكون رئيس مصر القادم ودائما في الفترات القادمة متميزا بأمرين،‮ ‬أن يكون رئيسا وطنيا،‮ ‬بمعني أن يكون قراره من أجل مصر،‮ ‬ولمصلحة مصر فقط‮.. ‬وأن يكون رئيسا متصالحا مع الدين،‮ ‬وليس ضد الدين في سلوكه وفي أفكاره،‮ ‬لأن الشعب المصري بمسلميه ومسيحيه شعب مؤمن وعلاقته بالدين قوية‮.‬
‮< ‬وحينما تترشح للرئاسة،‮ ‬ماذا سيكون برنامجك الذي تتقدم به إلي الشعب المصري؟
لدي أربع قضايا مهمة تشغلني‮.. ‬أهمها أن نعيد لمصر قدرها،‮ ‬وأن نهتم بالتعليم والبحث العلمي فيها،‮ ‬ويكون ذلك بتخصيص جزء كبير من الميزانية لهما،‮ ‬لأننا لن نتقدم إلا بالتعليم والبحث العلمي‮.. ‬والثانيةتعميق الحريات بكل مفهومها الواسع،‮ ‬من حرية الاعتقاد وحرية التنظيم وحرية العمل‮.. ‬وثالثا تعميق قيمة العدل باستقلال تام للقضاء،‮ ‬وايجاد‮ »‬كادر‮« ‬خاص للقضاة،‮ ‬يغليهم عن الحاجة،‮ ‬لانه لا قضاء عادل بدون استقلال وكفاية للقضاة بما يكفل لهم‮ »‬عيشة كريمة‮«‬،‮ ‬وحينما يتحقق العدل،‮ ‬فسوف يتحقق الاستقرار‮.. ‬والقضية الرابعة أن نقود نهضة تنموية في مصر علي المستوي الزراعي والصناعي والفكري،‮ ‬والمصريون لديهم ثروة عظيمة،‮ ‬وهي الثروة البشرية التي تستطيع أن تقيم وتقود هذه النهضة المرجوة‮.‬

الدكتورة يسرا
‮< ‬عندما كنت معتقلا وتعرضت لأزمة صحية ونقلت إلي قصر العيني،‮ ‬كنت تسير في فترات التريض مع طبيبة شابة‮.. ‬من هي؟‮.. ‬وماذا كنتما تقولان؟
انها ابنتي الدكتورة يسرا،‮ ‬وهي طبيبة قلب ومعيدة في كلية الطب،‮ ‬وقد صمدت معي صمود الابطال اثناء فترة الاعتقال والمرض،‮ ‬وقد كنت في حاجة خلال هذه الفترة لان يكون بجواري طبيب متخصص،‮ ‬وكان من الصعب ان يتوافر لي ذلك،‮ ‬لولا وجود ابنتي التي عاشت معي ليلا ونهارا،‮ ‬وقد عشت داخل المعتقل حتي وانا في المستشفي،‮ ‬وكان يحرسني ‮٩ ‬حراس بقيادة ضابط كبير‮.. ‬وعندما كنت اسير معها في فترة التريض،‮ ‬كنا نتحدث احيانا عن الاسرة واحيانا عن الوطن،‮ ‬وكانت احلامنا تتلاقي نحو وطن يستحق ان يكون عظيما اسمه مصر‮.. ‬وكنا نضحك من الحراسة المشددة بقيادة عميد،‮ ‬فهل كان يليق بابناء جهاز الشرطة ان يكون هذا واجبهم،‮ ‬حراسة رجل مريض‮.. ‬وكنا نري ان هذه حالة‮ ‬غير مصرية،‮ ‬وكان عوضنا عن هذه الحالة تلك العاطفة الجياشة التي كنت اراها في المستشفي من الاطباء وافراد التمريض والمرضي‮.‬
‮< ‬وهل ورثت الدكتورة يسرا جينات الثورة من الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح؟

‮- ‬طبعا،‮ ‬وهي من اكثر اولادي ثورية‮.. ‬وعلي فكرة لدي‮ ‬غيرها ابنتان طبيبتان ايضا،‮ ‬وثلاثة ابناء تخرجوا جميعا في الجامعة‮.‬
‮< ‬وألا تخشي عليها من ثوريتها؟
لم اخش عليها ابدا،‮ ‬وبالعكس فانني افخر واعتز بها،‮ ‬وافخر بكل اولادي لانهم شاركوا في الثورة المصرية‮.‬

السيدة الأولي
‮< ‬وماذا عن الزوجة؟‮.. ‬وهل تعمل؟
زوجتي الدكتورة علياء استشارية نساء وتوليد،‮ ‬ومازالت تعمل حتي الان‮.‬
‮< ‬ولو أصبحت رئيسا للجمهورية،‮ ‬هل يمكن ان تسعي الدكتورة علياء لان تصبح السيدة الأولي؟
علي الاطلاق،‮ ‬ولن تكون كذلك ابدا،‮ ‬لان الدكتورة علياء منذ ان تزوجتها بعد تخرجي في كلية الطب،‮ ‬وهي عازفة تماما عن العمل العام والعمل السياسي وتري ان لها دورين اساسيين،‮ ‬بيتها شاملا زوجها واولادها،‮ ‬ومهنتها كاستشارية نساء وتوليد،‮ ‬ولا تعمل في اي شيء‮ ‬غير ذلك اطلاقا حتي انها لم تنتم للحركة الاسلامية،‮ ‬بالرغم من تدينها،‮ ‬ولذلك فهي ترفض الاعلام والصحافة ولا تظهر في اي برامج ولا تجري لقاءات صحفية،‮ ‬وكثيرون طلبوا منها حوارات وانا في المعتقل ورفضت‮.. ‬وسوف ابقي دائما في خدمة مصر كخفير أو رئيس،‮ ‬وستظل الدكتورة علياء تؤدي ايضا دورها المهني ودورها في البيت فقط‮.‬

الرؤساء الثلاثة
< ‬عشت عصور رؤساء ثلاثة‮.. ‬كيف تراهم؟
جمال عبدالناصر عمل نقلة اجتماعية،‮ ‬ولكنه ختم حياته بنكسة ضخمة وهو مسئول عنها الي حد كبير‮.. ‬وأنور السادات،‮ ‬بالرغم من انه كان اكثر منحا للحريات خلال فترة حكمه ولعل ذلك لانه الوحيد الذي تعرض للسجن والاعتقال في قضية مقتل أمين عثمان لكل الاتجاهات السياسية،‮ ‬إلا ان عصره شهد بداية فساد‮.. ‬اما حسني مبارك فقد جمع بين الفساد والاستبداد وتصادم مع الجميع،‮ ‬وترك البلد لمن خربه‮.‬
‮< ‬وماذا عن وقفتك الشهيرة وأنت طالب أمام السادات،‮ ‬وألم تخف وقتها؟
لم اخف علي الاطلاق،‮ ‬حتي انه عندما انفعل وقال لي‮ »‬قف مكانك‮«‬،‮ ‬قلتله‮: »‬أنا واقف مكاني‮«‬،‮ ‬وكان يقصد الزم حدودك‮.. ‬وأنا لم اتجاور معه،‮ ‬فقد قلت له‮ »‬اللي حواليك بينافقوك‮« ‬ولم اقل انه يقبل النفاق،‮ ‬ولكن لو كان احد‮ ‬غيره لكنت قد تعرضت لعقاب شديد،‮ ‬وكان اكثر ما فعله انه منعني من العمل كمعيد بالغاء تعييني،‮ ‬بأن اوقف التعيين للجميع تماما،‮ ‬حتي انني تعهدت لزملائي بعد ذلك ألا اتقدم لاي وظيفة جامعية حتي لا اضرهم‮.‬
والحقيقة انني لم اخف وقتها،‮ ‬لانه لا يوجد ما اخاف عليه سوي وطني،‮ ‬وتربيت في اسرتي علي ألا اخاف سوي من الله عز وجل‮.. ‬ومن يقف ضد اي نظام‮ ‬غير ديمقراطي مستبد ولا يحترم حقوق الانسان،‮ ‬فعليه ان يؤمن بأنه سوف يلقي الله شهيدا‮.‬

‮< ‬وماذا لو وقف شاب بعد ذلك أمام الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح رئيس الجمهورية؟
سوف اقبل رأسه،‮ ‬وسوف يكون هذا موقفي من اي شاب يتقدم بالنصيحة،‮ ‬حتي أعلم شباب مصر الرجولة والشجاعة،‮ ‬وان مصر ملك لهم،‮ ‬ونحن نخدمهم،‮ ‬ولا نهيمن عليهم،‮ ‬أو سلاطين عليهم ننهب بلادهم وأموالهم‮.‬
‮< ‬وأخيرا،‮ ‬كلمة أخيرة تريد ان تقولها للمصريين‮.‬
أقول للشباب ولكل المصريين،‮ ‬استمروا في حرصكم علي ضرورة نجاح الثورة‮.. ‬لاننا مازلنا في البداية،‮ ‬ولن تنجح الا بالاستقرار،‮ ‬واجراء الانتخابات البرلمانية وتشكيل حكومة تعبر عن مصر،‮ ‬وكذلك انتخاب رئيس يعبر عن مصر‮.. ‬وعلينا ان نحرص ازاء من يريدون هدم مصر‮.‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق