الثلاثاء، 10 مايو 2011

شهادتى عن الإخوان المسلمين…. مافى ماهر

حينما جائنى أحد الأصدقاء موجها لى دعوة للسفر للنرويج ضمن وفد يضم مجموعة من شباب الثورة فى زيارة رسمية تهدف لتنسيق تعاون نرويجى مصرى , قال لى أن الوفد يضم 3 من الإخوان المسلمين. صمت برهة وقلت فى نفسى وماله اهو برضه فرصة علشان أتخانق معاهم وجه لوجه بدل م أحنا عمالين ننتقدهم علة الفيس بوك وخلاص.

وكان اللقاء الأول فى سفارة النرويج قبل السفر ذهبت وانا مشمرة الأكمام مستعدة للمعركة الضروس بين أفكارهم وأفكارى فقد جدت أول ما وجدت شخص شديد التهذيب يصافحنى باليد مبتسما ويعرفنى بنفسه ويسألنى عن نفسى فى محاولة جادة لإكتشافى يبدو انه فى اوائل الخمسينات عرفت فيما بعد أنه مهتم بالمجال البحثى فى الشئون السياسية والإجتماعية وأنه شديد الإطلاع والثقافة.

ثم وجدت فتاة فى ال16 عشر من عمرها ستسافر للمرة الأولى خارج البلاد ذكية ولبقة وفى عينيها حماس متقد شعرت أنها أختى الصغيرة و أصبح الإهتمام بها حزء من مسئولياتى المحببة جدا لقلبى فقد أستأمنى والدها عليها قبل السفر فبت أصحو معها فى الفجر للتأكد من أنها أستيقظت لأداء الصلاة وكنت جدا فخورة بها وهى تتحدث فى ندوة أمام النرويجين عن الثورة وعن الإخوان كانت الأصغر بيننا لكنك حين تتأملنا لا يمكن أن تشعر بفجوة عمرية بيننا وبينها, هى فتاة الإخوان التى تدرس فى مدرسة دولية وتستعد للإلتحاق بجامعة جورج تاون لإكمال دراستها بعد أن أجتازت إمتحانات المنحة بتفوق .

وأخيرا الشاب الذى كنت أنصبه رئيس المجموعة والمتحدث الرسمى بإسمها. قلت له بوضوح "لو أنت بقيت المرشد العام, ممكن أنتخب الإخوان" عمره 29 عام شرح لى كل ما كنت أجهله سالته عن إقامة الحدود وعن تفاصيل حياتى التى لا أريد لأحد أن يعكر صفوها ورغم أنى لاأحبذ شرب الخمر إلا أنى تمديت فى سؤاله عن أحقية وجود أماكن لبيع وشرب الخمر وعن السينما وعن حرية التعبير ؟؟؟ أكون كاذبه لو قلت أن إجابته طابقت 100 % مما أريده ولكن الحق أن المهم فى الأمر ليس تطابق الأراء و إنما إدارة الإختلاف فهو علمنى أن الإسلام يتيح لى كل فرص التعبير عن الرأى ويحترم حريتى فى الإختلاف والواقع أننى اعرف هذا جيدا عن الإسلام وانا -مافى- ليس لدى أى مانع من العيش فى دولة مدنية يحكمها تيار مرجعيته الحضارة الإسلامية لأنى أؤمن أننى شريكة بها مثلى تماما مثل المسلمين ولأنى اعرف عن الإسلام ما يؤكد لى أن تطبيق مبادئه المتطابقة مع المبادىء المسيحيىة كما قال صديقى الإخوانى وكما أؤمن انا, ستضمن لى كل حقوقى شريطة أن يتم هذا فى سياق دولة مدنية وتصبح المبادىء الدينية هى مرجعية ذات بعد روحانى ثقافى على غرار التجربة التركية.

كانت المفاجأة حينما وجدت الكثير من المساحات المشتركة بيننا ليس على المستوى الإنسانى وحسب و إنما ايضا على مستوى الرؤية السياسية. وكانت المغامرة الكبرى حينما طلب منىصديقى الإخوانى الأكبر سنا ان يشاهدوا فيلمى …فى البداية أنتابنى شعور غريب "إذ ماذا سيكون رد فعل الإخوان على فيلمى الذى تحتوى معظم مشاهده على رقصات الصلصة ….والحق أنها كانت خبرة شديدة الإختلاف.

تأثرت تجربة إكتشافى للإخوان فى النرويج بالمناخ الثقافى النرويجى الذى تتغلل فيه القيم الديمقراطية فى ممارسات الحياة اليومية فقد سمح لى هذا المناخ بمعرفتهم بعيدا عن ضجيج الأصوات العالية والسترويتايب والإنغلاق الثقافى الذى يحول دون التقدم نحو الأخر وإكتشافة بل التركيز على من أسلم ومن تنصر وكأن هذا هو جوهر المسألة ..

عدت من النرويج وأنا أرى فى الإخوان المسلمين فصيل سياسى أستطيع أن أتحاور معه و أختلف أو أتفق دون خوف أو ذعر فقد اكتشفت ويالا العجب انهم بشر عاديون وليسوا وحوش ضارية، عدت و أنا محملة بحب اكبر للإسلام و إيمان اعمق بتشابكه مع المسيحية فى قيم هى التى تضفى على الإنسان رفعة إنسانيته أما من يجهلها فهو الذى يلقى نفسه فى اتون الأسئلة الضيقة وجهنم الكراهية وعذاب خطيئة عدم إحترام الآخر.

عدت لأجد القاهرة غارقة فى مشكلاتها الطائفية لأجد بداخلى رغبة عارمة للنزول لهؤلاء الذين حرموا مما نعمت به من فرص للحوار والإصغاء والمشاركة ….بقوة وتصميم وشغف وعزم ورجاء أريد أن أذهب لهؤلاء أريد ان أقود معركتى ضد الجهل والتخلف.
—————————————

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق