الأحد، 22 مايو 2011

الخوف من الافكار الشاذه


يتخوف البعض مما يحدث الآن فى مصر من ظهور أفكار شاذه وغريبة عن المجتمع المصرى وعن الشخصية المصرية، وكلما ظهرت فكرة من هذه الافكار سواء من اليمين أو اليسار، نجد فزعه اعلامية هنا وهناك وتخويف وقلق عند الناس وعبارات من قبيل "البلد هتروح فى داهية" وغيرها…

وأرى أننا فى مرحلة انتقالية، والمجتمع كان مقفول عليه لمده تزيد عن ستين سنة، والآن يعيش المصريون لحظة تاريخية أظن أنها لم تتكرر منذ عهد محمد علي، بل تتميز عنها بمعطيات كثيرة أهمها أننا عندما اخترنا محمد علي حاكما كان ذلك تحت مظلة الخلافة العثمانية ولم يكن استقلالا تاما، بينما الان ولأول مرة يسقط المصريين رئيسا ونظاما كاملا ويستعدون لاختيار رئيسا ونظاما بشروطهم هم، وباستقلال تام. فهى لحظة تاريخية بجميع المقاييس.

يعيش المصريون هذه اللحظات من الحرية، فطبيعى أن تطلع الآن كل الافكار حسنها وسيئها، الصحيح منها والقبيح، والحرية وحدها هى الكفيلة بتمييز الافكار وبيان الصالح من الطالح، فلنصبر قليلا فخلال سنة تقريبا -إن شاء الله- ستهدأ الامور ويصبح هناك تيار أساسي يعبر عن الشخصية المصرية الوسطية والمجتمع المصري المتسامح، وتنحسر عنه الافكار الشاذه وتنحصر فى افراد قليلة لا تؤثر على المجرى العام للمجتمع.

وليعرض كل منا فكره وبضاعته فى منتهى الحرية على المجتمع والناس وستختار الناس البضاعه الحسنة وتترك الردئ، دونما إقصاء لفكر أو طرف مهما كان تطرفه، طالما لايستخدم العنف ولا يستخدم الاهانه والتجريح.

ولعلها تكون البداية فى مبادرة "التيار المصرى الأساسي" الذى تبناها د/ معتز بالله عبدالفتاح مع نخبة من ابناء مصر ، هذه محاولة لاستعادة الذاكرة والمبادرة المجتمعية لمصر بعد فترة كان النظام هو المتحدث باسم الدولة والمجتمع.

لن نسترجع الذاكرة فى يوم وليلة ولكن مع الوقت والاصرار على عدم التنازل عن شخصيتنا المصرية لصالح بعض الافكار المتطرفة، سوف نرجع فى النهاية -ان شاء الله- الى الشخصية المصرية الوسطية المتسامحة المتعايشه فيما بينها بشكل نادر بين المجتمعات البشرية الاخرى، وبإذن الله سنرى مصرنا الحبيبة فى مكانها الطبيعى بين دول العالم فى أقل وقت ممانظن. 

فكما تخلصنا من النظام السابق فى وقت قياسي وبطريقة قياسية ستصبح مثلا في علوم السياسة يتعلم منها الاخرون، بإذن الله ستتغير مصر وتصبح على طريق التقدم والرقي فى زمن قياسي، فالانسان المصري يبدع وينجز فى أوقات التحدى وتذكروا حرب اكتوبر والتى جاءت بعد ست سنوات فقط من هزيمة قاسية. والله غالب على أمره.. فإذا أراد الشعب يوما الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق