الأحد، 1 مايو 2011

مسيحي وسلفي يدا بيد.. من مشاهد الجمعة العظيمة بسوريا

هذه القصة من موقع أون اسلام، وكنا قد مررنا -فى مصر- بهذه الموقف حيث أراد النظام اللعب على التنوع الدينى لبث الفرقة بين مكونات المجتمع المصرى، ويخوف كل طائفة من الاخرى ليبقى هو الحارس الأمين للبلاد… وهكذا يلعب النظام السورى الديكتاتورى نفس اللعبة القذرة، ويلعب بنار الطائفية ولا يوجد عنده أى وازع بالتضحية بالبلد فى سبيل البقاء، وتأتي مثل هذه القصص ليزداد الواحد يقينا بمدى حقارة مثل هذه الانظمة، ومدى وعى وتحضر الشعوب العربية.

————————————————————-
صديقنا سوري الجنسية، لا ديني الفكر، مسيحي الولادة، أممي الروح.. خرج من القصاع (أحد أحياء دمشق) إلى مسجد مدينة دوما القريبة من دمشق يوم الجمعة العظيمة 22/4/2011 ليشارك في المظاهرة المعلن عنها مع أصدقائه. قبل يومٍ فقط من المظاهرة كان هو وأصدقاؤه يسخرون من حوار أدونيس وموقفه السلبيّ من الجامع ودوره، ويتبادلون مقالة (من سرق الجامع) لصادق النيهوم.

دخلوا المسجد مع باقي المسلمين وقاموا بتقليد المصلين بكل احترام ولم يشعر أحدٌ بأنهم غرباء عن جموع المصلين، ثمّ خرجوا كما خرج الجميع في مظاهرة حاشدةٍ ورددوا هتافات الحرية والوحدة الوطنيّة: إسلام ومسيحية منا منا الحرية..
وبعد أن طوّقهم الأمن وبدء إطلاق الرصاص الحيّ عليهم، أحاط به ثلاثة رجالٍ ظن في بداية الأمر أنهم من قوات الأمن، ولكنه ما لبث أن اكتشف أنه أصيب برصاصة في كتفه لم يشعر بها إلا بعد ثوانٍ وكان الرجال الذين طوقوه هم من المسلمين المشاركين في المظاهرة..

حمله الرجال واحد منهم ملتحٍ بدون شارب سلفي الهيئة، كان يدعوه طوال الوقت إلى قول الشهادة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة: "اتشهد.. اتشهد يا أخي اتشهد"..
حملوه إلى حارة جانبية.. شعر (كما وصف لنا فيما بعد) بدوارٍ وأحسّ بقرب فقدانه للوعي؛ وبدأ يعتقد أنه على وشك أن يموت، فهمس للرجل الملتحي بأنه مسيحي!

فإذ بالصدمة تستولي على الرجل ويعجز عن الكلام للحظات. وفجأة ينقض عليه ضماً وتقبيلاً، وهو يقول: "الله يرحم المسيح يالي جابك. الله يرحم المسيح .. يا أخي"… ثم حملوه إلى منزلٍ قريبٍ وأحضروا له طبيباً.
قال صديقنا فيما بعد: لو أن هذا الشعور الذي انتابني وفرحي في تلك اللحظة بإخوتي المسلمين هما آخر ما حدث لي لكان يكفيني من هذه الدنيا.. إنها سوريا التي نتعرف عليه من جديد.. سوريا التي تستعصي على كل ادعاءات الطائفية التي يحاول أن يروج لها البعض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق